الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب بين الحداثة الواحدية والحداثة التشاركية

محمد بوجنال

2021 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الشعوب بين الحداثة الواحدية والحداثة التشاركية
-ملاحظات اولية-

تعيش الحداثة اليوم الفكر الواحدي المفترس وشبه غياب الفكر الحداثي التشاركي.ويسجل التاريخ أن الأول قد سيطر بشكل كبير خاصة منذ بداية الثمانينات مع انتصار النيولبرالية مجسدا في ريغن/تاتشر: مركزة الاقتصاد وتوسع الإنتاج والاستهلاك وهو انتصار دعم وقوى موقع الشرائح المسيطرة؛ في حين بقي غيرها من شرائح الشعوب مهمشا أو قل مكتفيا بالقليل المتوفر له كالخبز والأكل والشراب- وإن بمستويات محددة- وبعض أشكال التسلية كالتلفاز وغيره(الرياضة او كرة القدم خاصة) الذين سمحت بهم الحداثة الواحدية ليصبحوا في متناول مختلف مستويات الدخل علما بأن هناك فئات من مستوى آخر ليس لها قدرة التوفر على ذلك.لكن، وعلى العموم،فمجمل الشرائح راضية،وبشكل ملغوم بهذا المستوى اللهم احتجاجاتها المتقطعة التي لا تفيد أو قل إرهاصات تسرع الشرائح المسيطرة إلى احتوائها واستثمارها؛ وذاك عبارة عما يسميه البعض بالتنفيس خاصة عند السماح بالكلام عن حقوق الإنسان أو الإنسانية أو الديمقراطية التي اعتبرها البعض ذاك بمثابة آليات إخفاء الحداثة الواحدية أشكال الفقر والتسلط السياسي.ومن هنا القول بضعف أو فشل برامجها السياسية لاعتمادها هذا النوع من الخطابات التي تبقى غريبة ومفروضة على الشعوب.إنه التهميش الذي خلق وجعل من هذه الأخيرة شريحة غير مستعدة،بل ولا تتوفر على القدرات التي تمكنها من المساهمة أو قل شريحة جامدة ومسلعة. ومعلوم أن الإيمان بالقدرات والحقوق المقدسة في المشاركة والبناء والإغناء هو أهم مميزات الحداثة التشاركية حيث لم تبق الشعوب شيئا آخر غير الإبداع الذي مصدره مكوناتها(الأفراد والجماعات في أشكال تنظيمية مجالسية)،لا نواب الأمة وحكوماتها ومختلف أشكال نخب الإطفاء. فالتحرر يعني،وفق الحداثة التشاركية،الاستقلالية وجوديا وتنظيميا وبالتالي اقتصاديا وسياسيا ومعرفيا. لكن ،ومن شبه المؤكد لحدود المرحلة أن الشعوب،في ظل الحداثة الواحدية، ترفض فكرة الاعتقاد بإمكانية وجودها كتنظيم تشاركي أو قل خوفا من ذلك اللهم على مستوى بعض الحالات المحددة أو الإرهاصات العابرة. وحكمة العلم والعقل تقول أنه إذا كانت كشعوب لا تؤمن لحد الساعة بذلك، فلأنها، وبكل بساطة، شكلتها الحداثة الواحدية بالشكل الذي جعلها لا تريد؛ إذ عندما تريد، ستكون قد أسست للحداثة التشاركية حيث يصبح إيمانها بإبداعها وقدراتها الحقيقية التي ردمتها الحداثة الواحدية بقوانينها التي هي قوانين السوق والمال والسلطة ونشر وسائل الترفيه والنسيان وهو ما يؤكده بعض المفكرين بقوله: " نحن ننسى عندما نكون أمام التلفاز " وهو الوضع الذي يتناقض وشروط الإبداع أو قل يتناقض وفلسفة الحداثة التشاركية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة