الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أدب الرسائل رسالة الفرح رسالة -أسامة الأشقر-

رائد الحواري

2021 / 3 / 23
أوراق كتبت في وعن السجن


عندما وصلتني رسالة "أسامة الأشقر" فرحت بها وبمرسلها، فمن هو "رائد" لتخصه قامة بمكانة "أسامة" برسالة؟، هذه الخصوصية تكفي لتجعلني انتشي بها وبمرسلها، وأفتخر بأن أكون من الخاصة التي يهتم بها الأسرى.
شكرا لك "أسامة"، وشكرا "لمنار" التي أكدت ما جاء في الحكمة: "خلف كل رحل عظيم امرأة" على هذه الفرحة التي منحتموها لي في وقت كنت بأمس الحاجة إلى هذا الفرح.
أقدم رسالة الأسير "أسامة الأشقر" التي وصلتني بواسطة خطيبته "منار حلاوي" كما هي قبل التعقيب عليها:
""بسم الله الرحمن الرحيم
سلام يكسر زرد السلاسل ويحطم أسوار السجن وأحقاد السجان سلام عاطر بالزنبق من أحضان سهل الانتصارات المجيدة على الطغيان أيام انكسار الحضارة وعودة انتصارها وأيام بقائنا وحيدين رافعين شارة النصر القادم من بعيد، سلام معطر برائحة الشهادة والورد الجوري والزعتر البري والسماك من هذه الأرض المنجبة للأبطال والخيرات إليك أخي الحبيب الأستاذ رائد الحواري الذي أجل واحترم وأقدر تحياتي الصادقة الممزوجة بالشوق لكم وللقائكم الذي أراه قريبا لا محالة أخي العزيز أرجو الله تعالى أن تكون والأهل الكرام وكل أبناء شعبنا بألف ألف خير وصحة وعافية وأن تكون الأيام القادمة حافلة بالأخبار السعيدة بصدق أخي العزيز أنني وفي أحيان كثيرة أقف عاجزا ويحتار قلمي فأنا لا أرى فيما أكتبه إلا أمران الأول هو الرسالة التي أخاطب فيها أهلي وأحبتي ومناصرين قضيتنا وهي رسالة المناضلين من الشهداء والأسرى وهي رسالة لا بد لأحد ما أن يتكفل بحملها ونقلها لأصدقائنا في العالم من باب الدعم والمساندة والشكر والإقرار بالعرفان لهم على هذه الوقفات المشرفة، أما الأمر الثاني فهو الصدق فيما أكتب فهو نابع من قلب اكتوى كثيرا بهذه النار داخل هذه السجون فهو لا يعرف إلا أن يعبر عن نفسه ببعض الكلمات لمن يقدر ويحترم فهي تخرج هكذا كما هي، وأقرب الناس إلي شقيقة روحي تعلم جيد أنني لا أعود لما أكتب ولا أبيضه فهو يخرج كما هو وليس لدي أي قدرة على إعادة تحسينه أو الإضافة عليه أو الحذف منه، ربما أنتم ترون فيما أكتب أنه جميل ولكنني لا أرى في نفسي إلا حامل رسالة سامية يجب أن أقوم بإيصالها.
بكل الأحوال أشكرك جدا ومن أعماق قلبي على كل ما كتبت فقد قرأته لي المنار وقد تأثرت به جدا وأنا بصدق أشكرك على كل كلمة كتبتها أو علقت بها على ما أكتب وأرجو الله تعالى أن يمكننا دوما من إيصال رسالة شعبنا لكل العالم.
تحياتي الصادقة لك وللأهل الكرام ولكم كل المحبة والاحترام والتقدير وان شاء الله نلتقي وفلسطين ونحن أحرار."

سأحاول التوقف عند مضمون الرسالة والشكل الذي جاءت به، لنرى كيف أن مرسلها يتوحد معها، بمعنى أنه رسالة خارجة من القلب وليس من العقل، يقول "أسامة الأشقر" في رسالته: "أما الأمر الثاني فهو الصدق فيما أكتب فهو نابع من قلب اكتوى كثيرا بهذه النار داخل هذه السجون فهو لا يعرف إلا أن يعبر عن نفسه ببعض الكلمات لمن يقدر ويحترم فهي تخرج هكذا كما هي" هذا الطرح يأخذنا إلى الشكل الذي قدمت به الرسالة، لنرى صدق ما قاله "أسامة الاشقر" من خلال الألفاظ التي استخدمها في رسالته.
المقطع السابق فيه كم من أسماء الإشارة "فهو (مكرر ثلاث مرات)، هي، هذه، فهي، هكذا" وهذا يأخذنا إلى العقل الباطن للمرسل الذي بدا عليه (التعب) ـ وهذا انعكاس حالة الأسر وما تسببه من ألم وقسوة ـ فالتجأ الأسير إلى استخدم (كلمات) قليلة الحروف، مكتفيا بها.
وإذا ما توقفنا عند فاتح الرسالة سنجد فيها مجموعة كلمات: "سلام، يكسر، السلاسل، أسوار، السجن، السجان، سلام (مكررة)، سهل، انكسار، الانتصارات، انتصارها، النصر، السماك" فكل هذه الكلمات فيها حرفي السين والصاد، وهما قريبان من بعضهما، فبدا المرسل متوحد مع ما يكتب، حتى أنه كان (أسيرا) لكلمات وحروف بعينها، وهذا يؤكد صدقه عاطفته.
إذن "أسامة الأشقر" ما زال على العهد، صادقا/مؤمنا/صافيا/نقيا، لهذا علينا أن نحترم ما يكتبه، ليس لأنه أسير فحسب، بل لأننا نحتاج إلى رجال مؤمنين في زمن التقهقر (والواقعية).
احببت الإشارة إلى هذا الأمر من باب النقد الأدبي، ولبث الروح فينا نحن "الجثث الحية"، بعد أن وصلنا إلى ما نحن فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء


.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل




.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة