الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفاة نوال السعداوي وانحطاط العقل الأصولي!

زياد النجار

2021 / 3 / 24
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


انتقلت إلي جوار ربها منذ عدة أيام المرحومة د.نوال السعداوي، تلك المتمردة الشجاعة، التي رفضت الانصياع لثقافة القطيع، واختارت أن تثور، وتخرج عن المألوف، وتُكرس حياتها الثريّة للنضال والكفاح من أجل حقوق الإنسان، وحقوق المرأة علي وجه الخصوص، والتي يمتدحها المتنور المتحرر، ويلعن سلسبيلها الإسلامجي المتعصّب، ويكفرها بعض الحمقي الذين لا يعلمون من هي في الأساس، وعن ماذا تكتب، بل كل ما في الأمر أنهم يعلمون ما يتم ترديده عنها، من انها تتطاول علي الله وذاته، وتسئ لزوجات الرسول(صلي الله عليه وسلم)، فيبنون اتهامهم لها علي ذلك، وهم لم يروا في حياتهم غلافاً لأحد كُتبها!
وكأي فكر حر عندما يرحل عن دنيانا: يُهلّل الإسلاموي، ويترحم المتعاطف..فتثور ثورة الإسلاموي، ويُبين له خطأه..يبدأ الجدل المعتاد في هل يجوز الترحم أم لا!..يتشخصن بينهم الأمر، ويتطور إلي السباب..يدعو الإسلاموي علي المترحم بأن يُحشر معها، وكأن الله اخبره بأنها في الدرك الأسفل من النار، ومن يُنكر ذلك سيلقي نفس مصيرها المأساوي!
الذي أثار دهشتي فعلاً أن كثيراً مِن مَن فرح وكبّر وهلّل لموتها هم من النساء، أي من الذين أفنت هي عمرها في النضال من أجلهم، وتحريرهن من العبودية الذكورية التي تنظر لهن نظرةً منحطةً باعتبارهن جسداً شهياً ينبغي تغطيته وليس كياناً إنسانياً مستقلاً بذاته له حقوق، وأهمية لا تقل عن أهمية الرجال، ألهذه الدرجة من الرجعية والتغييب وصلت العقول؟!
ثم خرجت فئةٌ ثالثة فاقدة لكل المعاني الإنسانية والأخلاقية، ولكنها أيضاً محسوبة علي الإسلامجية، فئةٌ أخذت تبارك للمسلمين في كل بِقاع الأرض فرحاً بموتها!، وكأن خلافتهم الإسلامية الموعودة قد عادت من جديد، وسيتسيّد المسلمون من شرق الأرض إلي مغربها!، أو كأنهم عادوا للأندلس التي لم ينسوها مرةً أُخري!، وسخروا من خلقتها، وتنمروا علي وجهها، برغم أنهم من المفترض يُمثلون الإسلام الذي حرر العبيد، وبريئٌ من كل أشكال العنصرية والتطرف!
وأنا أُريد أن أقول لأعضاء هذه الفئة ألهذه الدرجة إيمانك هش، لحد أنك تظن أن الإسلام انتصر بموت أمرأةً مسنة لا تملك سوي قلمها؟!، ألهذه الدرجة الرأي المخالف، والغير مألوف يشعرك بنقصك، ويثير غيظك لدرجة الشماتة في الموت؟!، هل مجرد دعاءٍ صغيرٍ بالرحمة لا يُقدم ولا يُأخر يجعلك تتمني الهلاك للداعي؟!، أبلغ بك التعصّب والكره إلي درجة المعايرة بقباحة الوجه؟!، بالله الآن ماذا فرقت أخلاقك عن أخلاق الغرب الذي تكفره، وتري أنه لا ينام الليل ليتآمر علي إسلامك؟!، أمجرد شخصٍ تفوه برأيٍ غير ما تعتقد به تُحوله لإبليس؟!، هل اتهامك شخصاً بالتمويل الغربي، أي أنك تُكاد تتهمه بالخيانة الوطنية التي عقوبتها الإعدام، بدون دليل هو سهلٌ عليك هكذا؟!
وفي الختام أتمني أن تدرك أن هذا التشدّد الذي تعيشه سيذهب هباءً، والذين زرعوا فيك هذه الأوهام التي تُدافع عنها باستماتة سيظلون يتزوجون أربع، وينجبون عشرات الأبناء، ويُكفّرون من يعترض علي أفكارهم، ويسترزقون علي حسابك، وفي المقابل سنبقي كما نحن الآن بدون أي قيمة أو أهمية، لا نرتقي حتي لنكون في مؤخرة الأمم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي