الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤشرات الدولية التي وضعت العراق في المرتبة الأولى لأسوأ الدول في تحقيق السلام الداخلي والخارجي

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2021 / 3 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


منذ عام 1999 أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة برنامج عمل لبناء ثقافة السلام للأطفال حول العالم من اجل تحقيق السلام الأيجابي والعدل والتسامح ، وتعرف الأمم المتحدة ثقافة السلام بأنها تنضوي تحت المواقف والسلوكيات التالية:
1- رفض العنف
2- السعي الى منع الصراعات من خلال معالجة الأسباب الجذرية.
3- السعي الى حل المشاكل عن طريق الحوار والتفاوض.
ان ثقافة السلام تعزز من الإجراءات الرامية الى تعزيز التعليم من اجل السلام والتنمية المستدامة واستقرار التنمية وخاصة في مجال ( حقوق الأنسان ، المساواة بين الجنسين، والمشاركة الديمقراطية، والتضامن، والتسامح، والأمن الدولي).
ومنذ عام 2007 ونظرا لتطور النزاعات والحروب في العالم وخاصة بعد احداث 11 سبتمبر 2011 ، وتدهور حالة السلام في العالم كما هو الحال في العراق، ودارفور، والحروب الأهلية في النيبال، وكوت ديفوار، تم أجراء تحليل معمق يكشف عن عدد النزاعات المسلحة في جميع انحاء العالم والحروب الأهلية وقد تم جمع مؤشرات السلام العالمية Global Peace Index ( GPI) من اجل اجراء المقارنات عبر الزمن وعرض النتائج على الحكومات لأتخاذ الأجراءات.


وضعت GPI بالتشاور مع مؤسسة الأقتصاد والسلام.IEP The Institute for Economics and Peace الأساليب التي من خلالها يمكن قياس الموقع النسبي للدول والمناطق التي تتسم بالهدوء والسلام .
وقد قام ستيف كيلليا Steve Killelea وهو رجل أعمال استرالي وبالتعاون مع فريق من خبراء معاهد السلام ومؤسسات الفكر والرأي والأكاديميين ومحبي السلام والمتطوعين بتجميع مجموعة من مؤشرات السلام العالمي GPI بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ، والبنك الدولي، ومعاهد السلام ومختلف مكاتب الأمم المتحدة وتم وضع منهجية تحليل النتائج . من اجل ترتيب 121 دولة وذلك في عام 2007 حتى بلغ عدد الدول في عام 2012 (158) دولة. ولقد تم تأييد فكرة كيلليا الكثير من الشخصيات الدولية منهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، والرئيس الفلندي السابق مارتي اهيتساري والرئيس السابق لأيرلندا ماري روبنسون والرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وغيرهم . والعوامل التي بحثت هي :
-العوامل الداخلية وشملت العنف والجريمة داخل البلاد.
-العوامل الخارجية كالنزاعات والحروب الخارجية والأنفاق العسكري. وحدد (24) مؤشرا لقياس ذلك ووضعت الأوزان لها من (1-5) وتم احتساب الوسط المرجح والوزن المرجح للسلام . وقد تم تحديد 60% للسلام الداخلي، و40% للسلام الخارجي
والمؤشرات المعتمدة في قياس السلام الداخلي والخارجي في دول العالم موضحة في الجدول ادناه:
ت اسم المؤشر الوزن من (1-5)
1. مستوى عدم الثقة في المواطنين الآخرين
2. عدد منتسبي الأمن الداخلي والشرطة لكل 100 الف شخص
3. عدد جرائم القتل لكل 100 الف شخص
4. عدد السجناء لكل 100 الف شخص
5. امكانية الحصول على الأسلحة الخفيفة
6. مستوى النزاع المنظم ( الداخلي)
7. أحتمال اندلاع عمليات العنف في التظاهرات
8. مستوى جرائم العنف
9. مستوى عدم الأستقرار السياسي
10. درجة احترام حقوق الأنسان
11. حجم الواردات للأسلحة التقليدية لكل 100 الف شخص
12. العمليات الأرهابية المحتملة
13. عدد القتلى الناجم عن النزاعات الداخلية
14. نسبة النفقات العسكرية الأجمالية من الأنتاج المحلي
15. عدد منتسبي القوات المسلحة لكل 100 الف شخص
16. عدد قوات الأمم المتحدة المنتشرة خلال السنة الواحدة ونسبتهم الى مجموع منتسبي القوات المسلحة
17. عدد القوات من غير الأمم المتحدة المنتشرة خلال السنة الواحدة ونسبتهم الى مجموع منتسبي القوات المسلحة
18. مجموع اعداد الأسلحة الثقيلة لكل 100 الف شخص
19. حجم عمليات تصدير الأسلحة التقليدية لكل 100 الف شخص
20. القدرة العسكرية قياسا الى التطور
21. نسبة النازحين قياسا الى مجموع السكان
22. العلاقات مع دول الجوار
23. عدد النزاعات ( الداخلية والخارجية ) التي تم اندلاعها خلال خمس سنوات
24. عدد القتلى الناجم عن النزاعات الخارجية

ان نسبة تحقيق السلام في العراق تراوحت مابين 30%-37% وان العراق يقع في مؤخرة الدول في العالم في هذا المجال، وان العراق منذ اكثر من ست سنوات يعاني من استمرار العنف، وتزايد حدة الصراعات الداخلية والخارجية، وعدم اللجوء الى الحوار والتفاوض في حل المشاكل والنزاعات. وان السبب في ذلك يعود الى عدم استخدام اسلوب الحوار والنقاش والتفاهم مابين الأحزاب والشخصيات السياسية واعضاء البرلمان، وتفضيل المصالح الخاصة على مصلحة الوطن والشعب ولكن مع الأسف أن من يقع ضحية هذه المهاترات هم الطبقات الضعيفة من الشعب والأطفال والنساء والشيوخ، كما ان ذلك يؤثر سلبا على الوضع التنموي للبلد من حيث التأخر في تنفيذ الأستراتيجيات الخاصة بالتعليم ، والأقتصاد، والصحة، وغيرها وتنامي الشعور النفسي الداخلي في الرغبة في الأنتقام لدى الناس المتضررين والذين وقعوا ضحية طيش وممارسات الأحزاب والكيانات والشخصيات الفاسدة.
كما ان العراق احتل المرتبة الاولى من بين ترتيب الدول في الوفيات بسبب الحروب والنزاعات المسلحة والعمليات الأرهابية بأستخدام المفخخات والعبوات الناسفة اذ بلغت 25.25% لعام 2012حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية .
وبناءا على ما تقدم أقدم المقترحات التالية:
1- وضع إستراتيجية وطنية للحد من العنف والنزاعات الداخلية والداخلية بالتنسيق مابين كل من وزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني وغيرها.
2- الأسراع في تعيين وزراء لكل من وزارتي الدفاع والداخلية من اجل وضع الخطط العسكرية والأمنية التي يمكن تطبيقها بكل دقة وصرامة.

3- العمل على تشكيل غرفة عمليات لتنفيذ المؤشرات المذكورة اعلاه وانشاء قاعدة بيانات يتم تحديثها وتطويرها وفق المؤشرات الدولية.
4- اجراء عمليات مسح للأسلحة غير المرخصة والتي تمتلكها العوائل والأفراد والأحزاب ومصادرتها اينما وجدت.
5- منع الأحزاب والكيانات والأفراد من الترشيح للانتخابات اذا ثبت انهم يمولون ويحرضون على اعمال العنف والأرهاب.
6- إنشاء قاعدة بيانات بأجهزة الشرطة وقوى الأمن الداخلي والجيش والعمل على تطهير هذه الأجهزة من العناصر المتورطة في العمليات الأرهابية.
7- توعية وتثقيف الجمهور وطلاب المدارس والجامعات بثقافة السلام والتسامح والتعاون والعمل على توثيق العلاقات مابين الأديان والأقليات والمذاهب وتقريب وجهات النظر واقامة الفعاليات والأنشطة المشتركة.
8- ضرورة اطلاع الحكومة العراقية، والبرلمان، والجهات الأمنية على نتائج مثل هكذا دراسات دولية من اجل عقد ندوات الحوار والمناقشات حول الأساليب التي يمكن استخدامها لتحقيق السلام الداخلي والخارجي.
9- إجراء الأبحاث والدراسات من قبل مراكز الدراسات الإستراتيجية في الجامعات العراقية بالتعاون مع كل من وزارة الداخلية والدفاع في تشخيص الظواهر التي تسبب العنف وعدم الأستقرار السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر