الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة أيمانية .......

عمر عبد الكاظم حسن

2021 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد غزو الكويت عام 1990 خلف هذا الغزو اثار سلبية في شتى المجالات وعلى كافة الاصعدة منها واهمها انهيار الاقتصاد العراقي بسبب تلك العقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضت على العراق من جراء هذا الغزو .
انهيار الاقتصاد العراقي خلف تراكمات واثار سلبية هائلة في فترة وجيزة بسبب قساوة تلك العقوبات على الشعب العراقي التي ادت بالنتيجة الى انهيار الطبقة الوسطى وتاكل المجتمع المدني وتحطيم البنى التحتية ..الخ من الاثار السلبية .
والمعروف اجتماعيا ان الانسان عندما يفقد سبل العيش الكريم وكرامته على الارض يتجه الى السماء في محاولة نفسية منه لاعادة التوازن بسبب ضنك العيش وفقدان الكرامة .
استغل الطاغية صدام هذه الخاصية الاجتماعية وعمل مع اشتداد العقوبات الاقتصادية على ايجاد مشروع لادامة نظام حكمه والسيطرة على النقمة الشعبية المتعاظمة من جراء مغامراته العبثية .
فاطلق مشروع حملته الايمانية الزائفة لترويض المجتمع وتحالف مع الاسلام السياسي السني والشيعي على حدا سواء فظهرت حينها مرجعيات دينية سنية وشيعية على الساحة العراقية كان قبل هذا الوقت ظهورها بهذا الشكل العلني غير مسموح به اطلاقا.
الا انه في الانظمة الدكتاتورية كل شئ مباح من اجل ادامة انظمة الحكم فبعد ان خسر النظام السابق اوراقه وشعاراته التي كان يتغنى ويوهم الجماهير بها من قبيل القضية الفلسطينية والوحدة العربية ..الخ من الشعارات الزائفة استعان اخيرا بالورقة الدينية .
هذا التخادم العلني بين سلطة البعث والاسلام السياسي كان مقيد بقوانيين صارمة ومن يخترق هذه القوانيين يكون مصيره التصفية الجسدية كما حدث للكثير من رجال الدين بعد اخلالهم بشروط اللعبة .
نتائج هذا المشروع الشيطاني ظهرت على السطح بشكل واضح وجلي بعد سقوط نظام البعث عام 2003 .
التدين الشعبوي الذي ساد في تسعينيات القرن الماضي بسبب الظروف الاقتصادية القاهرة والتخادم السياسي بين سلطة البعث والاسلام السياسي.
انتج البيئة الخصبة لظهور قوى الظلام والتطرف بعد ذلك وما شهدناه من قوى التطرف السني الذي انتج القاعدة وداعش .. الخ من التنظيمات الارهابية وما شهدناه من قوى التطرف الشيعي بمختلف الميليشيات المسلحة والخارجين عن القانون .
ماهو الا احد تلك الثمار الفاسدة لذلك المشروع الخبيث والتحالف والتخادم بين سلطة البعث والاسلام السياسي .
لهذا كان احد تجليات ثورة تشرين هو رفض هذا التدين الزائف التدين الذي انتج قوى التطرف السني والشيعي التي افسدت الحرث والنسل .
مع العلم ان بعض رجال الدين كانت غايتهم من هذا التخادم مع سلطة البعث هو لانشاء قاعدة جماهيرية مهيئة للانقضاض على سلطة البعث وازاحته .
لكن قرائتهم للواقع العراقي والاقليمي والدولي كانت غاية في البساطة والسطحية فالقراءات والمقدمات الخاطئة تنتج بالضرورة مخرجات خاطئة وفي بعض الاحيان مدمرة وكارثية ...................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست