الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تعرف عن موائد وطوابير وهدايا ورضاعات العبيد في عصر الحفاضات ؟!

احمد الحاج

2021 / 3 / 25
المجتمع المدني


طوابير العبيد هي تلكم الصفوف العمودية التي يصطف فيها من يراد تطويعهم بالتدريج ،ظاهرها حفظ النظام وترسيخ العدالة الاجتماعية والمحافظة عليهما ، وحقيقتها هي تدجينك لتصير مجرد رقم بمجمل النظام البائس الذي يسرق ثرواتك وخيراتك على عينك يا تاجر ومن ثم يجعلك تقف في الطابور لتتسلم فتات الموائد وبقايا الحصة وعلى مدار عقود طويلة وليس الان فحسب حتى " لا ابرئ ولا بيس نفر، لا من السابقين ولا من اللاحقين " ، ومن صفات عبيد الطوابير ان احدهم يقارن مقارنة دائبة بين حصتين تموينيتين في نظامين مختلفين لتفضيل احدهما على الاخر ، فتراه منزعج ايما انزعاج لأن مفردات الحصة الحالية قلت عن السابق ، ولايكاد يسأل هذا العبد المستعبد الذليل مطلقا ولن يسأل بتاتا " ايعقل ان بلدا نفطيا وارداته الشهرية تعادل موازنات دول بكاملها ما يزال يعيش على الحصة التموينية بدلا من الرخاء وبحبوحة العيش الرغيد اسوة بالدول النفطية الاخرى ، علما ان الحصة التموينية هي نظام طوارئ مخصص للكوارث ابتكره الانجليز ايام الحرب العظمى لنقص وشح المواد الغذائية بوجود الحرب وعشرات الجبهات التي تحتاج الى التمويل االغذائي على مدار الساعة ولكن وبمجرد انتهاء الحرب فقد الغيت هذه الحصة لأنها مشؤومة وتذكر الجميع بالحروب والكوارث ، وما بقاءها الا دليل على ان مجمل الاوضاع الاقتصادية لم تتحسن بعد ولن تتحسن قط .. فضلا عن كونها بوابة مشرعة لسرقة المال العام من دون حسيب ولارقيب ليس لها مثيل قط " بخلاف الصفوف الافقية المتراصة كصفوف الصلاة داخل المسجد والتي تؤهلك نفسيا لما هو اكبر منها في مجمل حياتك وطوال سني عمرك ، فهذه الصفوف الافقية تشعرك بالعزة بالاخوة بالمحبة بالالفة بوحدة الصف بالقوة بالمنعة ، وتزيل كل الفوارق الاجتماعية ، تبدد الفوارق الطبقية ، تمحو الفوارق العرقية ، لاسيما حين ينبهك الامام ومع كل صلاة بأن لاتدعوا فرجات بين صفوفكم للشياطين " شياطين الانس والجن " ، وعلى الجميع ان يحرص على محاذاة الكتف بالكتف والقدم بالقدم كالبنيان المرصوص .
الفرق بين طوابير عبيد الشرق وعبيد الغرب ..ان الطوابير في الغرب يقف فيها حتى الوزراء والامراء وكبار رجال الدولة والاثرياء - امام الكاميرات عادة لأن بيل غيتس مثلا وملكيته اكثر من 126 مليار دولار يقف عادة في طابور طويل للحصول على ساندويتش بركر بـ 8 -$- فيزيد بهذه الوقفة بعد التقاط الصور له على انه لايدري ارصدته واسهمه بملايين الدولارات في نفس اليوم بصفته عامل ثقة واخلاق وتواضع - بعد بيتي - هذا من جهة ..وليعمل دعاية مدفوعة الثمن للماركة التي يقف امامها من جهة اخرى ، فعندما يقف غيتس امام كذا مطعم تحديدا ويشرب كذا مشروب غازي او مشروب ساخن تحديدا من دون سواها فهذه دعاية - ليست ببلاش مطلقا ولكوننا عاطفيين فتنطلي علينا اللعبة في كل مرة وبأسهل ما يكون - لهذا المطعم ولهذا المشروب وما الحرص على الطابور سوى لاظهار مدى شهرة هذا المطعم وتزاحم الناس عليه بما فيهم المشاهير كبيل غيتس الواقف بالطابور للحصول على طعامه ...تماما كالاطعمة والمشروبات والساعات والازياء والجواهر والهواتف والسيارات التي تظهر في الافلام والمسلسلات في سياق الاحداث وكأنها عفوية او تلك التي يقتنيها المشاهير خلال المشاهد السينمائية او خلال حفلات توزيع الجوائز وبعضها وكما صرح بذلك اكثر من ممثل مشهور في برنامج انصحكم بمشاهدته عن دور الاعلان في دعم الافلام وتسويق البضائع - حتى الاحذية والغسالات والثلاجات والاثاث والاسلحة وشركات الطيران التي تظهر في الافلام كلها محسوبة ومدفوعة الثمن - تعار لهم على قدر الدور فقط او لمدة ساعات الحفل ومن ثم يتم إعادتها الى الشركة مقابل 30- 50 الف دولار او اكثر او اقل بحسب الماركة وبحسب شهرة الممثل او الممثلة !- من دون أن يجرؤ أي منهم على -ضرب السره - بخلاف طوابير عبيد الشرق حين يأتي - مهلس من المهاليس يعمل في اتفه مؤسسة حكومية - فيتجاوز الطابور لتمشية معاملته غير آبه بكل مافي الطابور من كبار وصغار ، نساء ورجال ..وحين يتم تنبيهه من قبل بعض المتذمرين في الطابور فإنه يقول وعلى الفور " لك انت تعرف اني منو ؟!" ...وهذا المنو والما ادري ايش والشسمه هو من اكثر المخلوقات انحطاطا وجعجعة بأهمية المحافظة على الطوابير لحفظ النظام في الاجتماعات والندوات ..لأنها وببساطة شديدة هي طوابير لتدجين العبيد داخل الحظائر لا لتحريرها من الفوضى والعبث كما يعلن عنها للتسويق الايدولوجي او التسويق السياسي !
سيقول قائل " كلامك هذا يعني بأن الغرب قد غادر ظوابير العبودية ؟ والجواب " موعيب حبيبي " كل ما هنالك ان طوابير العبيد في الشرق هي طوابير للحصول على البنزين ..على البيض ..على الدجاج ..على الحصة التموينية ..لتمشية الجوازات ..لتوقيع المعاملات ...لتسلم المرتبات ...لإشعارك ببقية المذلات والاهانات ....اما في الغرب فإنهم لايقفون على ذلك كله وكل شيء يتم انجازه بيسر وسهولة وعبر الاجهزة والتقنيات الحديثة والذكية الا انهم قد اوقفوهم طوابير على العرض الاول للنسخة الجديدة من فيلم قراصنة الكاريبي ، طوابير كالعبيد على " روايات هاري بوتر " ..طوابير على شجرة عيد الميلاد كالعبيد قبيل رأس السنة الميلادية ...طوابير على كافيهات الرضاعة ..طوابير على الدونات والمعجنات والمرطبات بوصفاتها الجديدة ...طوابير للتطعيم ضد كورونا ..طوابير لانتخاب الرئيس الجديد ...طوابير للحصول على تأشيرات الدخول ...طوابير لتوقيع طلبات الهجرة واللجوء الانساني او السياسي بين هذا البلد وذاك ...طوابير على اصدار آيفون الجديد كالعبيد ...طوابير على اعانة العاطلين والمشردين والمطرودين من منازلهم لعدم قدرتهم على دفع الايجار ، طوابير للمدينين قبل دخولهم السجن في حال عدم دفع الدين الربوي الى البنك الربوي ...طوابير على اصدار ايباد الجديد كالعبيد ..على اي منتج جديد سبق الترويج والدعاية له ولفترة طويلة كانت كافية لاقناع هذا الجمهور الذي يقف منذ ساعات الصباح الاولى في البرد والحر والمطر للحصول على - ايفون بـ 1000 -$- في اصداره الاول ومن ثم ليصبح وبعد مضي 6 اشهر فقط لاغير بـ 500-$- لتحصل عليه مع اصدار الايفون الجديد نهاية العام ومن دون طوابير بـ 300 -$- ان لم يكن اقل وهكذا على اية موضة واية تقليعة ولمشاهدة الفنان الفلاني او لاعب الكرة العلاني وهو خارج من الفندق او من الملعب للحصول على توقيعه ....لقد حولوهم الى عبيد استهلاكيات وكماليات وترفيات وتفاهات حيث يقفون في ذات الطوابير لإستعبادهم رأسماليا وهي ذات الطوابير التي كانوا يقفون فيها ايام الحربين العالميتين الاولى والثانية وحرب البوير والثلاثين عاما وحروب البروتستانت والكاثوليك ووووو في سلسلة من الحروب والمجاعات والطواعين والكساد الاقتصادي الكبير التي ضربت اوربا واميركا لقرون وعقود طويلة من الزمن وكل ما في الامر ان " طوابير الحاجات الماضية صارت طوابير كماليات الحاضر لا اكثر " ...بخلاف طوابير عبيد الشرق فإنها طوابير زاد وطعام وخام وماء ووقود ..بمعنى انها طوابير حاجات ضرورية جدا لتدجينهم واقناعهم بأن " من لايطع النظام فإنه لن يأكل ، ولن يشفى ، وانه سيعرى ويعطش ويتشرد وووويشقى ..وانت بعد بكيفك !" ومتى ما تلاشت الطوابير صنعوا لك طوابير جديد - من جوه الكاع - " طابور بصمة لتوقيع الدخول والخروج " بوجود 50 الف فضائي وموظف وهمي في مؤسسة واحدة فقط لاتسأل كيف نجوا من البصمة وتخلصوا منها لأن مجرد بحثك عن الحقيقة سيقلب عالي الامور سافلها " ،طابور للحصول على البطاقة الانتخابية ..طابور للحصول على تعيين ووظيفة - بالمشمش - ، طابور لتجديد سنويات المركبات ..وهكذا دواليك .
وهناك ما يعرف ايضا بموائد العبيد وهذه هي الموائد التي تقام ليظهر من خلالها اصحاب النفوذ قوتهم ومنعتهم ومدى نفوذهم ..موائد يتحلق حولها - الجوعية واللكامة - فياكل احدهم بشراهة قل نظيرها وكأنه لم يأكل طعاما مذ فطمته امه من - الممية - ولا اقول من ثديها لأن " وعلى ما ييدو ان القام الاطفال الرضع ثدي امهاتهم صار عارا وشنارا يضر برشاقة المرآة ويضر برجولتها ..نعم رجولتها ..ولاخطأ في التعبير - لاسيما حين يتولى اعداد الممية - حرمها المصون ليقوم بإرضاع الطفل بنفسه ريثما تنتهي من تصفيف شعرها على المرآة قبل الطلعة الى المول ...لتكلفه بمهمة ثانية .الا وهي دفع عربة الطفل اثناء السير والتجوال او حمل الطفل لأن - ايدها دتوجعها خطية - ...واثناء تجوالهما تطلب منه العشاء في مطعم ..وخلال تناول الطعام تطرح عليه فكرة ان ياتي بشغالة سيريلانكية لتنظيف المنزل ومساعدتها في اعبائه = الاكل من المطعم ...مهام تنظيف المنزل على الشغالة ..مهمة دفع عربة الطفل او حمله مهمة مناطة بالزوج ..اعداد الممية وارضاع الطفل تحولت الى الزوج ...كوي الملابس كلها عند المكوى ..خياطة الملابس والازرار كلها عند الخياط ..ولم يبق سوى عمل حفاضات الطفل وتشطيفه ..بت الاوادم - عليش متزوج الرجال ، علمود الحمل والانجاب فقط لاغير ليش انت اداة انجاب وتناسل فقط لاغير ؟
...هذه الموائد - موائد العبيد - ذات شقين " الشق الاول استهلاكي حطم ودمر وانهى موائد المنزل التي كانت فرصة لاجتماع العائلة كلها للحديث في كل ما يخصهم وهم يتناولون الطعام سوية من جهة ..وحطمت مفهوم مائدة الاخوة والمحبة لأنها صارت فرصة لاستنطاق الاخرين اثناء تناول الطعام " اي ابو جاسم تعين لو بعده ..ايه فراس تخرج لو بعد .. كلي حصلت شغل لو لا ...وهكذا " فضلا عن تصوير هذه الموائد لإغاظة الجياع وبثها عبر مواقع التواصل ..علاوة على انتهازها كفرصة للنيل من الحضور والانتقاص منهم ...وربما لتصوير المدعوين وهم بأوضاع مش ولا بد وواحدهم ياكل بشراهة ، بشرب بحماس ، يمزح بطريقة تفقده مروءته وتظهره بخلاف ما يظهر به امام الناس بالعادة ..تبا لطوابير وموائد العبيد التي احالت الناس الاحرار الى ...عبيد !!
عذرا ست الحبايب" أمي الحبيبة ..وامك العزيزة " فطوابيرهم التي وقفوها ويقفونها في يوم واحد من السنة في كل مرة للحصول على هدايا بمناسبة عيد الام = عقوقهم لأمهاتهم طوال العام لا برهم بهنَّ!َ!َ
حدثني صديق صدوق يعمل في واحد من اكبر المحال المخصصة لصناعة وبيع الحلويات والمعجنات في العراق ، بأن كمية الكيك التي بيعت بمناسبة "يوم الام العربي " قد تفوقت على مجمل مبيعاتهم طوال عام كامل ...والكل كتب على الكيكة - امي الحبيبة كل عام وانت بألف خير - .
واقول بورك بالجميع وكتب لهم أجر بر الوالدين ، وثواب اسعاد امهاتهم ، وادخال السرور على قلوبهن النقية الطاهرة ، اذ ليس ارقى ولا اروع ولا احن من الام على سطح هذا الكوكب .
ودعوني أسأل كل من احتفل بيوم الام واسعد والدته في المناسبة " كيف بك اليوم مع ست الحبايب .. هل كنت بنفس رقة وعذوبة الامس ؟ كيف بك غدا ،هل ستقبل رأسها ويديها وقدميها ...ام انك ستنتظر الى 21 آذار المقبل لتقدم لها هدية او قالب كيك بالمناسبة وتطبع على يديها ورأسها قبلة حانية بالمناسبة ؟
ماذا لو كانت امك متوفاة او انها سترحل عن عالمنا قبل حلول الربيع المقبل ..هل ستتوقف هداياك وقبلاتك ودعواتك في هذه الحالة ...أم أنها اسوة ببرك بها ستتواصل في حياتها وبعد وفاتها ، وفي مقدمتها الدعاء والصدقة والذكر الطيب في كل يوم صباحا ومساءا ؟
رحم الله تعالى من مات منهن وحفظ الله تعالى من لازلن منهن على قيد الحياة وهن يزدن الحياة من حولنا بهجة ورحمة وسرورا ، ويكفينا اننا نعيش ونتنفس ببركات دعواتهن الصادقة لنا !
#لتكن هديتك اليومية لأمك حية كانت أم ميتة ، دعاء وصدقة واحترام وتوقير ، ولاتكن كالغرب المفلس كليا تحتفل بأمك وتبرها يوما واحدا في العام ، وياداخلي جحر الضب أسوة بالغرب اخرجوا منه على الفور وقبل فوات الأوان ، فالخير كل الخير في الخروج منه عاجلا غير آجل ، ورحم الله تعالى امي واسكنها فسيح جناته وكل امهات المسلمين في مشارق الارض ومغاربها .
اليوم ممية تطبيع للعبيد ..وغدا حفاضة علوية مخصصة للادمغة والعقول ،وأخرى سفلية مخصصة للاذناب والذيول، فمن ثمرات التطبيع مع الكيان الصهيوني المسخ ،ان " المئات من شباب وبنات البحرين والامارات والكويت صاروا يشربون القهوة بمميات الاطفال ويجلسون في مقاهي وكافيهات ما بات يعرف بـ" كافيهات الرضاعات " الى درجة الوقوف في طوابير - العبيد - للحصول عليها !
ثقوا انهم سيلبسونكم أيها العبيد الحفاضات عما قريب على انها "موضة " وسيلتقط لكم الصور ساخرا كل من ايدي كوهين ، وافيخاي ادرعي ، والنتن جدا ياهو قريبا جدا للضحك عليكم في صفحاتهم ومواقعهم قائلين " انظروا الى العرب ..لقد صاروا مسخرة ، اليوم رضاعة وغدا حفاضة ، اهؤلاء من كانوا يخيفونكم ؟! " ...ولعل الام التي بحثت عن رضاعة ابنها طويلا فلم تجدها لتعثر عليها اخيرا بمعية " زوجها " وهو يشرب بها الكابتشينو مرحبا بالتطبيع ولاعنا خصومه خير دليل على مدى الهوان الذي وصلوا اليه ...ولو كان للام ذرة من كرامة بحق " لهجرت الممية - الرضاعة - فورا ولأرضعت ابنها الرضيع والقمته ثديها كما كانت امهاتنا وجداتنا تفعل احتجاجا على مصادرة حقوق طفلها اليوم بمصادرة مميته وبالامس بمصادرة حقه في الرضاعة الطبيعية ، الا انها لن تفعل ، لامرضا ولا لندرة الحليب في ثديها ولا لمشكلة صحية ما ، لا لالا..انها لا تفعل ذلك حفاظا على رشاقتها " في سيناريو سابق ضحكوا به علينا طويلا حتى ان انتشار سرطان الثدي بين النساء اساسه هو " عدم الارضاع "، وصار السرطان رقم واحد المنتشر بين النساء من جراء ذلك الهراء كله وجل امراض الاطفال الرضع من وراء الحليب المجفف بأنواعه ...ياذكور الامة صيروا رجالا وذروا الرضاعات ، ويانساءها كفاكم استرجالا ...قبل عصر الحفاضات ! اودعناكم اغاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل