الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمات العراق.. عطس وزانها وضاع الحساب

علي عرمش شوكت

2021 / 3 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كان في ماضي الزمان، عندما يحل وقت الحصاد يبدأ الفلاحون بجمع الغلال، وبغية معرفة ما جنوه يقومون على تقسيمه الى " كيلات " محددة لعدم وجود وحدات وزنية معتمدة ، كي يسهل التعامل به وذلك باعتماد اناء يُملأ بالحبوب ويسمى "الكيلة". وتوضع مئة كيلة في شوال تسمى " الوزنة " يتولى العدها والفرزها شخص يسمى الوزّان اي القابض على بيضة الميزان ولكن عندما يعطس ذلك الشخص غالباً ما ينسى حساب عدد الكيلات التي قام بها. حينها يقال عنه { عطس وزّانها فضاع الحساب} هذا ما ينطبق على حال بلادنا اليوم فلا حساب يركن له ولا وزّان جدير به . وكل من استلم الوزن كان عطاساً جاهلاً او متجاهلاً لواجباته.
لقد صار للازمات مواسماً تتكرر فيه الحالة المايلة شكلاً ومضموناً. بمعنى لا يوجد ثمة رؤية ضابطة لمبعث الاخطاء بغية تجنبها. اما البؤر التي تنطوي على بيئة كامنة فيها الازمات هي: العملية الانتخابية، واعداد الموازنة العامة للدولة، وكذلك تكليف شخص لرئاسة الوزراء. وتبعاً له تعيين الاشخاص غير المناسبين باماكن المسؤولية. وهذه الحالة الاخيرة هي التي غالباً ما تكون عاملاً مسبباً لازمة مدمرة او سواها.
ان الكارثة الشاملة الحاصلة في البلد قد تفشت ووصل لهيب نارها الى التهديد لرئيس الوزراء بقطع اذنه !!. والقيام بالاستعراضات المسلحة غير المصرح بها. ولم يتم التعرض لها من قبل الحكومة. في حين تقوم بالاعتراض على المظاهرات السلمية بالقمع الشديد بحجة انها غير مجازة. فهل هو قدر محتوم على العراقيين.؟!!. ام هو انعدام القدرة على وجود الشخص المناسب في المكان المناسب..؟ لا نخطؤ اذا ما اكدنا على ذلك اي اختلال التوازن بين الكفاءة والمهمة في ادارة مختلف شؤون البلاد. الامر الذي يسخن الصراع بين ارادة الجماهير الواسعة وبين ارادة " فساد " المسؤول المتسلط. وتحصيل حاصلها يصرخ صار فساداً طاغياً وعم فشلاً بلا حدود. وان استمر متراكماً حينها لا احد يتوقع دوام السكون او بالاحرى لا عاقل مدرك يتصور عدم الانفجار نحو التغيير.
لزاماً على المسؤولين عدم الوقوف في مربع الترقب، يملأهم الظن بانهم خارج دائرة المساءلة حينما يحصل الدمار، متذرعين بدعوى ان المسبب للكارثة قد حصل موضوعياً، ولا ذنب لهم بما جرى. متجاهلون مكامن تقصيرهم وفسادهم الشنيع، وربما يأخذهم الوهم القاتل ايضاً قائلين بان لهم الفضل بتأخير حصول الازمة ولولاهم لكان البلاء اعظم. هكذا لسان حالهم يدعي. هذا في حال افلاتهم من تداعيات الانفجار.. ليس من الواقعية ان ندعوا الطغمة الحاكمة بالتنازل او التخلي عن كراسيهم الذهبية وامتيازاتهم الفريدة، التي لم يكن احداً من رموزها يحلم بها قبل الوصول الى ما هم فيه. عندئذ نجد انفسنا نتحدث مع الحيطان الصماء.
وبما ان القناعة لدى المناضلين في سبيل قلع خيمة الفساد، تكاد تكون مطلقة بحصول التغيير. لكن لا احد يتكهن بما سيحصل بعد وقوع ذلك، الذي لا شك في حتميته. بيد ان نظرية الاحتمالات سلباً او ايجاباً تلزم التنبه وضرورة ايجاد الحلول والحلول الاحتياط لكل ظاهرة سواء كان مبعثها ذاتياً ام موضوعياً يشم منها رائحة العطب.. وكثيراً ما حصل في التاريخ حيث اجهضت ثورات شعوب ناهضة بفعل فقدانها المنهج العلمي المتناسب مع ظرفها زماناً ومكاناً، ووحدة قواها المحركة وتماسك قواها القائدة. ويقال كمثال: ان ثقباً صغيراً قد اهمل فهدم سداً كبيراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا