الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات مندلاوية – مجلة الهدى

احمد الحمد المندلاوي

2021 / 3 / 27
الصناعة والزراعة


مجلة الهدى بقلم أمير نصيف المندلاوي
منــــــــدلي - مدينة عراقية ضمّت تحت سمائها كل القوميات فكانت عراقاً مصغراً - لم تنكسر أمام النكبات التي مرت بها.. واختارت الحياة
- مناظر آسرة وربوع خضراء تنتج أجود الثمار وأندرها
بغداد/ الهدى/ تحقيق: أمير نصيف
مدينة مترامية الأطراف فيها قصص يسردها اهلها باهات وحنين.. انها المدينة التي تدمع عينا كل من سمع اسمها من سكنتها القدامى الذين هجروها عنوة وباتت اطلالا خاوية.. ترحل اليها اشواق محبيها الذين ما انفكوا يتسامرون بامجادها في مجالسهم ويحكون مواقفهم ويصفون حياتهم فيها لابنائهم كانها من قصص الف ليلة وليلة.
(الهدى) كانت لها وقفة لتسبر اغوار تلك المدينة العريقة التي لطالما تغنى اهلها بامجادها كقول احمد الحمد المندلاوي حين زار داره بعد خرابها ابان الحرب العراقية الايرانية:
كانت لي دار هنا في ربوةٍ قد محاها السيل في ليلٍ بهيم
بلبــل يشدو معي في ساحها لحن حبٍ فوق قيثار قديم
بندجين
كلمة مندلي جاءت بحسب ما ذكره الكاتب احمد الحمد لـ(الهدى) من اصل كلمة (بندنيجين) وهي مكونة من جزئين (بند) وتعني (الناس) و(جين) وتعني الطبين وبذلك يصبح معنى كلمة بندجين (الناس الطيبين) ومع مرور الزمن تغيرت الى (مندجين) ثم (مندليج) ثم (مندلين) لينتهي اسمها الى (مندلي).
واضاف الحمد ان في مندلي عدة محلات قديمة معروفة منها محلة (قلعة جميل بيك) و(قلعة بالي) و(قلعة بوياقي) و(النقيب) و(قلعة ميرحاج) وان لها سوقين احدهما يسمى (السوق الكبير) وفيه مقام الخضر (عليه السلام) والاخر (السوق الصغير) وفيه مرقد السيد عبد الرحمن بن الإمام زين العابدين المعروف بـ(شيخ مندلي) ومرقد السيد احمد ابن الامام الكاظم (عليه السلام) المعروف بـ(باوا حافظ) فضلا عن المرقد المعروف في المدينة والذي يفد اليه المئات من الزائرين من ختلف محافظات العراق وهو مرقد السيد (كرز الدين( عراق مصغر
واشار الاعلامي الكاتب نصير نصيف جاسم (احد سكنة مندلي) الى ان المدينة تعد عراقا مصغرا كونها تضم جميع الطوائف والقوميات فترى فيها العربي والكردي والتركماني والمسيحي وحتى اليهودي مبينا لـ(الهدى) ان اهلها الاصليين يتكلمون اربع لغات هي (الكردية، والعربية، والتركية، والفارسية) وقد عرفت مندلي بنبذها للطائفية حيث تعايش فيها السنة والشيعة منذ مئات السنين وهم متحابون ولا تمييز بينهم.
ميرحاج والقرنفل
وفيما يتعلق بالزراعة يذكر الباحث (كمال المندلاوي) ان اكثر سكان مندلي يمتهنون الزراعة وهي معروفة ببساتينها التي تمتد على مساحات شاسعة من اراضيها تقدر بـ(200) دونم كانت تستخدم للزراعة وان تربتها تعد من اخصب الترب في العراق التي كانت وراء جودة الزراعة فيها ونوعية الثمار المنتجة مشيرا الى ان مندلي تمتاز بزراعة انواع نادرة جدا من التمور الا وهي (الميرحاج، والقرنفل) واشار الى انه في العصر الملكي اقيمت مسابقة لاجود انواع الفاكهة في عموم محافظة ديالى وقد حصلت مندلي على المرتبة الاولى في جودة المنتوج.
يا قريب الفرج
تتمتع مدينة مندلي بترابط اواصر العلاقات الاجتماعية بين اهلها شانها شأن مدننا العراقية الاصيلة فترى الجميع في حالة حزن عندما يصيب احدهم مكروه او يمسه سوء.
الحاجة ام نصير المندلاوية (70عاما) احدى سكنة مندلي القدامى قالت لـ(الهدى) ان اهالي مندلي يلتزمون باعراف وتقاليد اصيلة واواصر محبة فيما بينهم نفتقدها - وللاسف - في ايامنا الحالية حيث يبادر الجميع الى مؤازرة اصحاب المصاب من خلال تبنيهم تقديم كل انواع المساعدة التي يحتاجوها مشيرة الى ان من التقاليد التي تتميز بها مندلي في ترجمة اواصر تلك العلاقات هي قيام مؤذن المسجد بالنداء عبر مكبرات الصوت: (يا قريب الفرج.. يا قريب الفرج) في اشارة يفهم الناس من خلالها ان هنالك امراة عسرت عليها الولادة ليبادروا للدعاء لها من فورهم حتى يسهل الله ولادتها.
تربة حاج يوسف وكرامة شفاء الأمراض
ومن المراقد المقدسة المعروفة في مندلي مرقد الحاج يوسف الذي تشير المصادر الى ان نسبه يعود الى الإمام الحسن /(عليه السلام) ويقع على مرتفع من الارض وبجانبه بئر فيها ماء وطين يستخدم كعلاج للامراض الجلدية والروماتيزم لاحتوائه على نسب كبيرة من الكبريت.
ابو ابراهيم الحسني (65) عاما اصيب بمرض جلدي خطير يروي لـ(الهدى) عن مرضه قائلا: بدأ المرض عندي بظهور بقع حمراء تتحول الى التهاب جلدي يؤدي الى تآكل الجلد وسرعان ما انتشر في جميع انحاء جسدي وعندما راجعت احد الاطباء المشهورين في منطقة باب المعظم اخبرني بان هذا المرض يدعى (داء الفقاع) وهو مرض جلدي يصل خطره الى القلب مما يؤدي الى وفاة المريض بعد مدة زمنية منوها الى ان الطبيب وصف لي انواعا عديدة من العلاجات لكن من دون جدوى فبدأت ابحث عن العلاجات البديلة كالاعشاب ونحوها الى ان اخبرني احد اصدقائي عن كرامات (الحاج يوسف) والمسمى لدى اهالي مندلي (حا يوسف) وكيف ان تربته تشفي الامراض وخاصة الجلدية منها وبعد حصولي على كمية من تلك التربة بدأت بدهن جسدي من ذلك الطين الى الصباح وبعد تكراري لتلك العملية تماثلت للشفاء التام.
تسفير الأهالي والانتزاع القسري للهوية الوطنية
تعرضت العديد من مدن العراق ابان حكم الزمرة البعثية للتسفير القسري الى ايران بحجة الانتماء اليها ومندلي كانت لها الحظ الاوفر من تلك الجرائم البشعة حيث ذكر لـ(الهدى) الاعلامي رحيم مهدي ان هنالك (55) قرية كانت تمتد من مدينة خانقين الى مندلي مع الحدود العراقية - الايرانية تعرضت بتاريخ 11/5/1981 الى نكبة تاريخية حين قام النظام المقبور بتهجير مئات العوائل من تلك القرى بحجة الانتماء الى الجمهورية الاسلامية في ايران وانتزاع الهوية العراقية منهم قسرا مشيرا الى ان النظام لم يكتف بذلك بل عمد الى احراق البساتين واعتقال الشباب ومصادرة أراضيهم التي يمتلكون سندات اصولية تثبت عائديتها لهم وفق القرار الظالم الصادر من مجلس قيادة الثورة المنحل رقم (617(.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث