الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصميم -هفوات الفهم- لصيد ضحايا ديمقراطية الاحتجاج: زعزعة استقرار الأنام واغراق السائلين في الآلام. -سطوة الملأ- و -دكتاتورية الاحتجاج الغضبي- على -المغضوب عليهم-

عصام بن الشيخ
كاتب وباحث سياسي. ناشط حقوقي حر

(Issam Bencheikh)

2021 / 3 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


*تصميم "هفوات الفهم" لصيد ضحايا ديمقراطية الاحتجاج: زعزعة استقرار الأنام واغراق السائلين في الآلام*

*"سطوة الملأ" و "دكتاتورية الاحتجاج الغضبي" على "المغضوب عليهم"*

دكتور عصام بن الشيخ
(الجزائر 27 مارس 2021)
#################

وكأنها أرض محروقة، يقوم فيها المتظاهرون بفرض منهجية اضطرابية سريعة حتى لا نتناقش عقلانية حول أنسب السرديات التي لا تتعارض مع "السرديات الخالدة" التي تأسست عليها قيم وفلسفة الأمم والمجتمعات. فبدل أن تناقش الجماهير الخطط النهضوية للتنمية، تتناقش الحسابات الالكترونية الوهمية بالأسماء المستعارة على وسائل الإعلام البديل، بعيدا عن القنوات الرسمية للاتصال والحوار.
تشتيت جهود الحوار الوطني جعل بلوغ الإجماع من سابع المستحيلات، لكن ضغوط الشرعيات الصغرى لم تتمكن من فرض خططها الاقتراحية على السردية الخالدة بغرض ترميمهت تكملة نقائصها آو استبدالها. لقد تابعنا مسيرة تاريخ ظهور "الحركات الاجتماعية" بالمقدمات والنتائج، نظريا وفي الدراسات التطبيقية المقارنة، فوجدناها تسير بقوانين الحتمية، مع بعض الاختلافات الطفيفة. ولقد كانت محاولات فهمنا لمصير الاحتجاجات الشعبية طريقتنا لاكتشاف مصائرها، رغم اعتمادنا على منهجيات "الميتانظرية/ Metatheory" التي تستخدم نسقا من المنهجيات متعددة الاختصاصات.

*"كل قلب ينام على ضغينة، سجين نفسه، مشلول الحركة، قاتم الرؤية"*

يقول المفكر المغربي المهدي بن عبود أن الفوضى الشاملة الهادمة للأمم مركبة من عدة أزمات معقدة. ففوضى الأرواح تنجم عن تعميم الفراغ والظلام، وفوضى القلوب ناجمة عن إشاعة الأكاذيب والزيغ والزيف، وفوضى العقول ناجمة عن قلب الحقائق والموازين، وفوضى الأفكار ناجمة عن السطحية والبعد عن الحكمة، وفوضى الكلام ناجمة عن اللغو والمجادلة، وفوضى الحركات ناجمة عن اضطراب حركة الشوارع والأسواق والعمل، وفوضى النفوس ناجمة عن انتشار العداوة والبغضاء والخوف والعنف.

*أولا: استكبار محركي "الجماهير الغضبية" يصل إلى منتهاه: نقترب من أدلجة الصراع السياسي المحلي*

لا تزال الجموع تمارس "البروتستوكراسي/ Protestocracy/ ديمقراطية الاحتجاج في الشارع" ولم تغير واقعنا السياسي بشكل ناجح، فلقد أدت كثرة الاحتجاجات وقلة الفائدة (انعدام التفاوض) إلى خلق أفواج ثرثارة في 110 أسبوع من الاحتجاج انتهت إلى رفع شعارات غريبة قدمها دعاة حرفتهم صناعة "زخرف القول" لعرضه على أسماع وأنظار جيل الألفية Y لتعميق حيرتهم وتيههم. كما لا تزال حياتنا السياسية تعاني من سيطرة "الفكر الأمسي (البارحي)" على "الفكر الغدوي"، فالأحزاب أو "القبائل العنصرية الجديدة" إضافة إلى الفرق السرية وشبه الدينية تأثرت بتدخلات "المترفين في الأرض" ميكيافيليي المذهب زارعي العداوة والبغضاء والنكد العام..، وتفاعلت هذه الإرادات المنافسة وحلقت رعونة مخيفة في الطباع وغشاوة مستعصية من العصيان والجحود والإنكار والغرور، فأنقلبوا بقلوب مقفلة أضل من الأنعام، مساهمين في تعميم النكد والقلق، وتصاعد غبار الأقدام حتى طارت براءة المحتجين، وأصبحت حالة التيه والنظر الأعشى والقلب الأعمى نسقا حاكما تكبل به الجموع مشتتة الأفكار والأذهان،
يقال "المترفون جذور البلاء"، فما الذي يفعله رأسماليو الوطن للسيطرة على البسطاء؟. فجماعات المصالح تسير الجموع كأدوات سائغة سهلة المنال لتدمير حقيقة شعارية "الحرية"، لها تحايل شيطاني في نصب الحيل ونشر الأباطيل ونسح الحبائل إرضاء للغرور والكبر وحب السيطرة والسلطة.

*ثانيا: إسناد الأمر لأهله "حتى لا يكون النجار حدادا؟": كيف نتحدى دعايات "الشويطن الصغير"*

هل المحتجون هم"المعذبون في الأرض" الذين تحدث عنهم فرانز قانون؟، فهيمنة الغاضبين على وسائل التواصل الاجتماعي ضد المغضوب عليهم كشفت الستار عن (وباء الأنباء) أو ما يمكن تسميته "إعلام التعمية والتحريض" التي تحترف اللغو والتخريب والزور والتجسس عبر الأنترنت، لتعويد النشء على استضعاف "هيبة الدولة" وتضييع أوقات الكسب وإنهاك القوى المجتمعية. جاهليات تسببت في "تحرير اليأس وتحريم التفاؤل؟". فالأكاذيب المهولة للجماهير لم تنجح في قلب الحقائق وتزييفها في جميع الأفئدة إلى الأبد، لكن الأمم المعاصرة مجبرة على تدقيق مصادر الأكاذيب لاكتشاف الحقائق ودحض الأباطيل وعزل المحرضين المتخفين خلف شعارية "سراب الحرية".
يقول بن عبود مجددا عن "منهج المقابلة"، أن الحق سيظهر في نهاية المسرحية حتى تتقهقر شهوة السيطرة ويحل محلها الهدوء. فرعونة الطباع لن تمنع النبهاء من إبعاد سحابة الغفلة والذهول بأنبل الأدوات والمنهجيات لتحرير الجماهير من أغلال المحرضات.
يراهن بن عبود أن شوق الأرض إلى ذرية حسنة تباهي بهم أرضنا الأكوان، يقتضي صدق الرؤية والفراسة الثاقبة، حتى يتفوق الحياء على الوقاحة ويتغلب الصدق على الغش وتعمم ثقابة الذهن ورباطة الجأش وبراءة النوايا على السوقية والدهماء والبذاءة. فحتى لا ينقلب المجتمع إلى مستشفى مجانين يصارع بعضه بعضا إلى حد سباق التسليح.
فالوارثون سيواجهون مسؤولية تاريخية لترتيب أوضاع ما بعد الخسران. لأن اكتشاف الحقائق ودحض الأباطيل هي بالأساس "قواعد منطقية" يرفض التاريخ التستر عليها، علامتها البارزة "أزمة التقتير" التي يدفع فاتورتها البسطاء من المهمشين والمعوزين، الذين يملؤون "مناطق الظل" وثغور المداشر والأرياف وأحياء الصفيح بالمدن، فلا بد لأزمة الغضب بالشوارع أن تصل إلى منتهاها في يوم من الأيام مهما طال الزمن، وكلما اشتد الخلاف المفتعل زهق الباطل بكثرة الخبث، فيدمر الفساد نفسه بنفسه، وتمردت الجماهير الغابة على المحرضين أنفسهم.
تساعد استدارة الزمن في دورتها المكررة المقدرة، على صياغة سرديات اعتقاية تحريري انسانية جديدة تفسح المجال لعودة بناة الأمم. ف"الحق ثابت، والخلق فائت" ولا بد الأوضاع أن توازن كما تنص نواميس البشرية عبر التاريخ. لا يمكن أن يؤدي الانسداد في الشارع إلى الانتحار الآدمي أو عمى البصيرة، لكن تعميم القلق الشعبي ليس قدرت مقدورا. فما دمنا على ظهر نفس السفينة، فالأخسرون أعمالا لا يمكنهم أن يقودونا إلى هلاك الإنسان.*تصميم "هفوات الفهم" لصيد ضحايا ديمقراطية الاحتجاج: زعزعة استقرار الأنام واغراق السائلين في الآلام*

*"سطوة الملأ" و "دكتاتورية الاحتجاج الغضبي" على "المغضوب عليهم"*

دكتور عصام بن الشيخ
(الجزائر 27 مارس 2021)
#################

*"كل قلب ينام على ضغينة، سجين نفسه، مشلول الحركة، قاتم الرؤية"*
يقول المفكر المغربي المهدي بن عبود أن الفوضى الشاملة الهادمة للأمم مركبة من عدة أزمات معقدة. ففوضى الأرواح تنجم عن تعميم الفراغ والظلام، وفوضى القلوب ناجمة عن إشاعة الأكاذيب والزيغ والزيف، وفوضى العقول ناجمة عن قلب الحقائق والموازين، وفوضى الأفكار ناجمة عن السطحية والبعد عن الحكمة، وفوضى الكلام ناجمة عن اللغو والمجادلة، وفوضى الحركات ناجمة عن اضطراب حركة الشوارع والأسواق والعمل، وفوضى النفوس ناجمة عن انتشار العداوة والبغضاء والخوف والعنف.

*أولا: استكبار محركي "الجماهير الغضبية" يصل إلى منتهاه: نقترب من أدلجة الصراع السياسي المحلي*

لا تزال الجموع تمارس "البروتستوكراسي/ Protestocracy/ ديمقراطية الاحتجاج في الشارع" ولم تغير واقعنا السياسي بشكل ناجح، فلقد أدت كثرة الاحتجاجات وقلة الفائدة (انعدام التفاوض) إلى خلق أفواج ثرثارة في 110 أسبوع من الاحتجاج انتهت إلى رفع شعارات غريبة قدمها دعاة حرفتهم صناعة "زخرف القول" لعرضه على أسماع وأنظار جيل الألفية Y لتعميق حيرتهم وتيههم. كما لا تزال حياتنا السياسية تعاني من سيطرة "الفكر الأمسي (البارحي)" على "الفكر الغدوي"، فالأحزاب أو "القبائل العنصرية الجديدة" إضافة إلى الفرق السرية وشبه الدينية تأثرت بتدخلات "المترفين في الأرض" ميكيافيليي المذهب زارعي العداوة والبغضاء والنكد العام..، وتفاعلت هذه الإرادات المنافسة وحلقت رعونة مخيفة في الطباع وغشاوة مستعصية من العصيان والجحود والإنكار والغرور، فأنقلبوا بقلوب مقفلة أضل من الأنعام، مساهمين في تعميم النكد والقلق، وتصاعد غبار الأقدام حتى طارت براءة المحتجين، وأصبحت حالة التيه والنظر الأعشى والقلب الأعمى نسقا حاكما تكبل به الجموع مشتتة الأفكار والأذهان،
يقال "المترفون جذور البلاء"، فما الذي يفعله رأسماليو الوطن للسيطرة على البسطاء؟. فجماعات المصالح تسير الجموع كأدوات سائغة سهلة المنال لتدمير حقيقة شعارية "الحرية"، لها تحايل شيطاني في نصب الحيل ونشر الأباطيل ونسح الحبائل إرضاء للغرور والكبر وحب السيطرة والسلطة.

*ثانيا: إسناد الأمر لأهله "حتى لا يكون النجار حدادا؟": كيف نتحدى دعايات "الشويطن الصغير"*

هل المحتجون هم"المعذبون في الأرض" الذين تحدث عنهم فرانز قانون؟، فهيمنة الغاضبين على وسائل التواصل الاجتماعي ضد المغضوب عليهم كشفت الستار عن (وباء الأنباء) أو ما يمكن تسميته "إعلام التعمية والتحريض" التي تحترف اللغو والتخريب والزور والتجسس عبر الأنترنت، لتعويد النشء على استضعاف "هيبة الدولة" وتضييع أوقات الكسب وإنهاك القوى المجتمعية. جاهليات تسببت في "تحرير اليأس وتحريم التفاؤل؟". فالأكاذيب المهولة للجماهير لم تنجح في قلب الحقائق وتزييفها في جميع الأفئدة إلى الأبد، لكن الأمم المعاصرة مجبرة على تدقيق مصادر الأكاذيب لاكتشاف الحقائق ودحض الأباطيل وعزل المحرضين المتخفين خلف شعارية "سراب الحرية".
يقول بن عبود مجددا عن "منهج المقابلة"، أن الحق سيظهر في نهاية المسرحية حتى تتقهقر شهوة السيطرة ويحل محلها الهدوء. فرعونة الطباع لن تمنع النبهاء من إبعاد سحابة الغفلة والذهول بأنبل الأدوات والمنهجيات لتحرير الجماهير من أغلال المحرضات.
يراهن بن عبود أن شوق الأرض إلى ذرية حسنة تباهي بهم أرضنا الأكوان، يقتضي صدق الرؤية والفراسة الثاقبة، حتى يتفوق الحياء على الوقاحة ويتغلب الصدق على الغش وتعمم ثقابة الذهن ورباطة الجأش وبراءة النوايا على السوقية والدهماء والبذاءة. فحتى لا ينقلب المجتمع إلى مستشفى مجانين يصارع بعضه بعضا إلى حد سباق التسليح.
فالوارثون سيواجهون مسؤولية تاريخية لترتيب أوضاع ما بعد الخسران. لأن اكتشاف الحقائق ودحض الأباطيل هي بالأساس "قواعد منطقية" يرفض التاريخ التستر عليها، علامتها البارزة "أزمة التقتير" التي يدفع فاتورتها البسطاء من المهمشين والمعوزين، الذين يملؤون "مناطق الظل" وثغور المداشر والأرياف وأحياء الصفيح بالمدن، فلا بد لأزمة الغضب بالشوارع أن تصل إلى منتهاها في يوم من الأيام مهما طال الزمن، وكلما اشتد الخلاف المفتعل زهق الباطل بكثرة الخبث، فيدمر الفساد نفسه بنفسه، وتمردت الجماهير الغابة على المحرضين أنفسهم.
تساعد استدارة الزمن في دورتها المكررة المقدرة، على صياغة سرديات اعتقاية تحريري انسانية جديدة تفسح المجال لعودة بناة الأمم. ف"الحق ثابت، والخلق فائت" ولا بد الأوضاع أن توازن كما تنص نواميس البشرية عبر التاريخ. لا يمكن أن يؤدي الانسداد في الشارع إلى الانتحار الآدمي أو عمى البصيرة، لكن تعميم القلق الشعبي ليس قدرا مقدورا. فما دمنا على ظهر نفس السفينة، فالأخسرون أعمالا لا يمكنهم أن يقودونا إلى هلاك الإنسان.
كم كبير من المتناقضات يكشف أغلاط منتقدي السياسات الرسمية للدولة العربية. فبدل انتقاد من قاموا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني والوقوف إلى جانب الحكومات المناضلة من أجل التحرير الاعتافي في مسألة فلسطين والصحراء الغربية، يحمل بعض نشطاء الحراك رسائل جس النبض لمعرفة مستويات وقابلية العرب لفكرة التطبيع مع الصهاينة أو الانصياع للعواصم الغربية. يحمل أهل الحراك الشعبي شعارات تصادمية تعارض توجهات الدولة وتحاسبها على كل ما هو صواب في سياستها الخارجية بحجة زعزعة شرعية النظام السياسي في الداخل. لقد بدأت الشكوك تحوم عندنا بقوة، على أن الاضطراب يخص المجتمعات المناهضة للكولونيالية ولا يخص الدول المذعنة للهيمنة الغربية. لذلك، اكتشفنا أن دعم الحق باهض وله كلفة مضاعفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب