الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أرشيف حقوق الانسان /3

احمد الحمد المندلاوي

2021 / 3 / 27
حقوق الانسان


# لنا وقفات مع الذكرى الثانية والعشرين للحرب العراقية
– الايرانية ،المفروضة /2
نواصل معاً قراءنا الاكارم ما تبقى من موضوعنا حول الذكرى الحادية و العشرين من الحرب المفروضة ، و اثارات تتعلق بقضية العدوان على السلام في النطقة :
وبعد مرور شهرين كاملين بالضبط أي في 22 أيلول 1980 ، شرعت قوات النظام العراقي بهجوم واسع تم الاستعداد مسبقاً له ، على أراضي الجمهورية الاسلامية فكان سبباً لأطول حرب حديثة واكثرها دموية وتدميراً في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية وبذلك تعرضت المنطقة كلها لخطر جسيم جراء العدوان على السلام فيها . من بدأ بالحرب ؟!..
ـــــــــ
وهكذا كان البدء بالحرب من قبل نظام بغداد و رئيسه صدام حسين واضحاً منذ البداية ولأسباب عديدة لا يسع المجال لذكرها ، ولكن تعيين تاريخ الحرب والبدء بها ضروري لتحديد مسؤوليات جرائم العدوان على السلام ، فالنظام العراقي يدعي ان بداية الحرب كانت في 4أيلول 1980 ، ولكن أصيب ادعاؤه الخاوي بلطمة قوية من قبل الهيئات الدولية بما فيها الامم المتحدة ، بالاضافة الى ذلك فان عناصر النظام أنفسهم يعلمون جيداً انه هو النظام العراقي الذي بدأ الحرب وليس ايران . وقد صرح بذلك اللواء وفيق السامرائي ( الرئيس السابق للاستخبارات العراقية ) الذي لجأ مؤخراً الى بريطانيا في مقابلة له مع صحيفة " الحياة " اللندنية في تعليق له على أسباب اندلاع الحرب ونتائجها : " ان صدام كان يتصور بأنه بعد سقوط نظام الشاه في ايران حصلت ظروف مناسبة لالغاء معاهدة الجزائر لعام 1975 وبالتالي سوف يؤدي ذلك لانهيار النظام الجديد في ايران الاسلام ، ولذلك فان صدام كان يدعي بأن الحرب قد بدأت بتاريخ 4 أيلول/ سبتمبر 1980م ،ولكن الدخول في مواجهات حربية واسعة تم في يوم 22 أيلول 1980 ، أي بالتاريخ الذي اعلنته الامم المتحدة لبداية الحرب " .
هذا من جهة ومن جهة أخرى اعترف جورج بوش الرئيس الاسبق للولايات المتحدة الأمريكية بشكل واضح وصريح بهذه الحقيقة بعد انتهاء حرب الخليج الفارسي الثانية ( تحرير الكويت ) في آذار 1991 م أعلن أن صدام حسين وأعوانه لا يتركون من دون حساب جراء ما أرتكبوه من جرائم في حق العالم والمنطقة والشعب العراقي .
الحقيقة كما ذكرها ديكويلار
ــــــــــــ
ورغم هذه الاعترافات الصريحة وغيرها ألا ان الادانة الرسمية ( الدولية ) كانت طي الكتمان،ولم يصرح بها احد من المسؤولين على نطاق الامم المتحدة ، حتى جاءت على لسان السكرتير العام للامم المتحدة ( الأسبق ) خافيير بيريز ديكويلار حيث أقر بأن صدام حسين ( رئيس النظام العراقي ) هو الذي بدأ العدوان على ايران ، وذلك قبل انتهاء مهمته بأيام قلائل في عام 1991 م ، أي بعد أحد عشر عاماً من اخفاء هذه الحقيقة ، وبذا تقع مسؤولية العدوان وتعريض السلام والأمن الدولي الى خطر الحروب على عاتق رئيس النظام الحاكم في العراق واركان حكمه ، اضافة الى فقرات أخرى من الانتهاكات الجسيمة ( لا مجال لذكرها ) ، وبممارسة هذه الاجراءات تم خرق كل المواثيق والتعهدات والأعراف على جميع المستويات ( المحلي ، والأقليمي والدولي ) .
متى يحاكم صدام على عدوانه ؟!
بعد الاطلاع على حقيقة الأمر بخصوص العدوان على السلام ، كان لزاماً على مجلس الأمن الدولي محاكمة رئيس النظام العراقي صدام حسين ومساعديه(ذكرت بعض لوائح الاتهام خمسين شخصاً ) كمجرمي حرب حسب البند السادس من قرار مجلس الأمن المرقم 598 الذي صدر في 20 تموز 1987 ، لأن ذلك سوف يردع النهج العدواني لأية دولة ذات نزعة عدوانية ، واقراراً لالتزام العالم بقوانين الامم المتحدة والتي تأسست من أجل تحقيق السلام والأمن الدوليين في بلدان العالم .
عود على بدء
ــــــ
وانتهت الحرب الثماني سنوات منذ عام 1988 م ، والعالم بانتظار معاقبة الطرف المعتدي بعدما ظهر ذلك جلياً في الأفق ، علاوة على غزوه لدولة الكويت عام 1990 ، وأصبح استدعاء صدام كمجرم حرب لمحكمة دولية أملاً يراود المجتمع الدولي خصوصاً بعد تشكيل محكمة الجزاء الدولية عام 1998 م ،و محاكمة الطاغية الصربي ميلو سيفيتش على جرائمه في ابادة الشعب البوسني المسلم ، و كذلك استدعاء المجرم شارون للمحكمة البلجيكية على جرائمه الفظيعة بحق الشعب الفلسطيني المسلم، والايام حبلى بالاحداث .

انتهاكات حقوق الانسان في الحرب المفروضة
انتهك النظام الحاكم في العراق في حربه المفروضة المواد رقم 49و 53 و 55 و56 من معاهدات و اتفاقيات جنيف لعام1949م كذلك المواد 35 و 42 و 45 و 48 و 51 و53و54 و56 و57 و59 و63 و76 من البروتوكولات الملحقة عام 1977م على معاهدة جنيف لعام1949 ،كذلك خرق اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب و الجرائم المرتكبة ضد الانسانية ( قرار الجمعية العامة 2391( د-23) في 26/11/ 1968م و مبادئ التعاون الدولي في تعقب واعتقال و تسليم و معاقبة الاشخاص المذنبين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية( قرار الجمعية العامة 3074( د-28) في 23/12/1973
من جملة الانتهاكات
1-الغاء معاهدة الحدود الدولية وحسن الجوار بين العراق و ايران .
2-شن الهجومتابري و الجوي و البحري على ايران في22/9/ 1980م خلافاً لقوانين الامم المتحدة .
3-نقض العهود و المواثيق التي تعهد بها صدام سيما المادة السادسة من اتفاقية الجزائرفي 13/6/1975م التي تنص على اللجوء الى محكمة التحكيم كطرف ثالث عندحدوث نزاع ،و التعهد بععدم استخدام القوة و اللجوءالى الطرق السلمية في حل المشاكل والنزاعات.
4- استخدام النظام العراقي السلاح الكيميائيفي المعارك و في قصفالمناطق السكنية في عَدة مدن في ايران منذ عام 1980 و الى 1988.
5- ابتدأ نظام بغدادبضرب السفن التجارية و ضرب آبار النفط و السفن النفطيةو تسبب في تلوث البيئة و مياه الخليج .و هناك انتهاكات عديدو لا يمكن حصرهافي هذا المقال لضيق المجال . ناهيكعما تسببت الحرب المفروضة من انتهاكات لحقوق الانسان في العراق من قبل النظام الحاكم بحجة ظروف استثنائية تمر بها البلادو هي ايضاً كثيرةقد نتطرق اليها في مناسبات اخرىاذا سنحت الفرصة لذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة


.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط




.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا


.. حملة اعتقالات في إيران لمنتقدي الهجوم على إسرائيل.. ما الاته




.. بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين