الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من أرشيف حقوق الانسان /2
احمد الحمد المندلاوي
2021 / 3 / 27حقوق الانسان
# لنا وقفات مع الذكرى الثانية والعشرين للحرب العراقية
– الايرانية ،المفروضة /1
شئٌ عنْ آثارِ الحَرْبِ
الحرب دمار و دماء ، وآلام وخراب ، تبقى آثارها سنين طوال ،زارعة في أعماق القلوب آهات لا تزول بيسر وسهولة ،فاقرة تهدُّ أعمدة البلاد، وقد وصف الشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى جانباً من آلامها و كوارثها في معلقته المشهورة " ـ من ام أوفى دمنة لم تكلمِ ـ ، و حيث كانت الاسلحة بدائية وقتذاك فكيف بنا الحال مع اسلحة الدمار الشامل:
وما الحربُ الا ما علمتم وذقتهم
وما هو عنها بالحديث المرجمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتَضْرَ إذا ضَرَّيتُمُوها فتضرمِ
فتعرككم عرك الرحى بثقالها وتلقح كشافاً ثم تنتج فتُتْئِمِ
التجرؤ على بدء الحرب
ونبدأ هذه الوقفة بسؤال : من يتجرأ على بدء الحرب ؟ طالما معروفة نتائجها ،وموصوفة آلامها ، فهي تجعل الرياض بلاقع ، والحضارات أوابد ، وتحصد الآمال من النفوس حصد الجراد لاخضرار الحقول .
لا يبدأها اذاً غير مجنون جهول ، وهذا ما حدث في الحرب المفروضة عام 1980 م ،على أبناء ايران المسلمة، بدأها طاغ متجبر ، لا يرى الامور الا من منظاره المتكسر، انتفض كوحش معتوه ، ليمزق اتفاقية دولية ، ( اتفاقية الجزائر لعام 1975م ) وقعها مسؤولون هو أحدهم وطرف مهم فيها ،بل متحمس اكثر من غيره ، مزقها بحجة مفتعلة لا يقبلها أحد في الانام ،لا من أهل الحضر ولا من ساكني الخيام ، فشنَّ هجومه الكبير ، بلا رادع ،ولا وازع من ضمير ، والشيطان ينفخ في عظامه الواهية ، وروحه المريضة ، ليـبنيَ أحلامه الجسام ،على مهبات الرياح ، ظناً منه انه سيغتنم الفرصة الذهبية للانقضاض على ثورة غضة ويوسع دائرة أجرامه بضم مدن وبواد اُخرى، في أيام قصارالى دائرة أطماعه غير المشروعة ، ومن بلد جار لم ير منه سوءاً ، ولا أذى .
وقفة مع البدايات
وقد قدم النظام العراقي مذكرة الى السكرتير العام للامم المتحدة في 21/أيلول/80 حول الغاء اتفاقية الجزائر لكنه لم يذكر بداية الحرب في 4/9/80 خوفاً من حصول مفارقات قانونية يقع فيها..وادعى العراق في المذكرة ما نصه " كما ان العراق لا ينوي اطلاقا شن الحرب على ايران" بينما يأمر صدام حسين القوات العراقية لشن الحرب في 22 / 9 / 80 أي بعد يوم واحد من المذكرة العراقية (مذكرة وزارة الخارجية العراقية حول الغاء اتفاقية الجزائر في 17/9/1980م تحت رقم 5-1-7-14024ا) . . وعندما بدأ الغزو العراقي في 22 / 9 / 80 . فان القوات العراقية احتلت حوالي 11.000 كلم من الاراضي الايرانية في غضون اسبوع واحد مستخدمة جميع الاسلحة والمعدات والطائرات خلافاً لاتفاقية الجزائر التي تنص على حل النزاعات بين البلدين بالطرق السلمية (يمكن مراجعة معاهدة الحدود الدولية و حسن الجوار بين العراق و ايران و الموقعة في 13 حزيران 1975م) . .
هذا ما فعله صدام حسين طاغية العراق مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في 22ايلول / سبتمبر 1980م .
حينئذ ماذا يتوقع المرء من هذا الامر الفظيع ؟ ..و ماذا يجب ان يكون رد الفعل ، للطرف المقابل بلا شك هو الدفاع عن سيادة البلد ، ووجوده،و مقدساته وموقعه الحضاري ، و كل ما يتعلق بهذه الامة و ثورتها اليافعة، وهذا ما حدث في الجمهورية الاسلامية، الطرف المظلوم ، فهبّ الشعب المسلم بقضهم و قضيضهم .. لخوض الحرب الضروس التي شمرت عن ساقيها من غير موعد ، و هنا أمسى الدفاع مقدساً ،بل شرفاً للمقاتلين، عن حياض الوطن العزيز و استشهادهم في سوح الوغى وساماً على صدر التاريخ تفتخر به الاجيال أبد الدهر, و هكذا انتهت الحرب ذات ثماني حجج ، و عُين البادئ بها على لسان السكرتير العام للامم المتحدة ( الأسبق ) خافيير بيريز ديكويلار حيث أقر بأن صدام حسين ( رئيس النظام العراقي ) هو الذي بدأ العدوان على ايران ، وذلك قبل انتهاء مهمته بأيام قلائل في عام 1991 م ، و بذا اصبح الرأي العام و الضمير الدولي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية و لتخرج من تفاهات هذه الحرب الدنيئة ، بيضاء الصحائف، ونقية الثياب ،و لتلفَّ نظام صدام و اركان حكمه سرابيل العار، و تتبعهم لعنات التاريخ مدى الدهر.
قضية العدوان و الحرب . .
وتمر هذه الأيام الذكرى الحادية و العشرون للحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وما دمنا في خضم هذه المناسبة نسرد لقرائنا الأفاضل بعض الاعترافات والتصريحات التي أدانت العدوان الآثم الذي أقدم عليه النظام الحاكم في العراق على السلام في المنطقة ، ولزوم محاكمة رئيسه و مساعديه كمجرمي حرب ، وفق لوائح محكمة نورنبرغ في لاهاي، و التي انشئت في وقتها لمحاكمة النازيين على جرائمهم في الحرب العالمية الثانية.واستجابتهم و تنفيذهم لاوامر الطاغية هتلر في اقامة المجازر البشرية الرهيبة ،وابادة الجنس البشري. و غيرها من جرائم الحرب المعروفة .
تعريف العدوان على السلام
ورد في الفقرة ( أ ) من المادة ( 6 ) من النظام الأساسي لمحكمة نور نبرغ ما يلي " العدوان على السلام يعني : الادارة والتحضير والشروع او الاستمرار في حرب عدوانية ، أو حرب ناقضة للمعاهدات والاستقرار والمواثيق الدولية ، او الاشتراك في تخطيط جماعي أو مؤامرة لأجل القيام بأحد الاعمال المذكورة أعلاه " .
وعلى ضوء التعريف اعلاه لنرى مدى تطابق بعض فقراته مع ما قاله رئيس النظام الحاكم صدام حسين في مؤتمر صحفي عقده بتاريخ 20 تموز 1980 ونشرته صحيفة ( السياسة) الكويتية بعد يومين : " لدينا الآن القدرة العسكرية لاسترجاع الجزر العربية الثلاث . . " ماذا يشم المرء من هذه الكلمات غير رائحة الحرب والدماء و الدمار.للموضوع صلة 1، من أرشيف 16/9/2001م
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تمويل الأونروا.. أزمة جديدة تفاقم معاناة سكان القطاع | #غرفة
.. القوات الإسرائيلية تُطلق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين عند
.. لمنحهم بطاقات مسبقة الدفع.. إيلون ماسك ينتقد سياسة نيويورك ف
.. تقرير للأمم المتحدة: أكثر من 783 مليون شخص يعانون من الجوع ح
.. ثلثا مستشفيات غزة خارج نطاق الخدمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة