الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا - إعادة الهيكلة الادارية

عبدالواحد حركات

2021 / 3 / 29
الادارة و الاقتصاد


ليبيا : إعادة الهيكلة الإدارية

عبدالواحد حركات

أدعو صراحة إلى إجراء تغييرات جوهرية في الهيكل الإداري للدولة في ليبيا..!

الدولة هي المجتمع السياسي والمظهرالمرئي لنظام مقدس "بطريقة ما"، والدولة في كل صورها لا تعد تجسداً أيدلوجياً ولا حتى وجوداً سياسيا أو قيمياً، وليست وحدة عضوية تتشارك أجزاؤها المختلفة لتكوين رابطة لا تنفصم ولا تنكسر، وليست مشروطة بالاهتمامات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الرفاهية، ولا تضمن علاقات عادلة ومستقرة، بل تعد مجرد منظم - وفق معطيات- حياة شعب على أرض.

أبداً.. لا توجد رياح مواتية لسفينة بلا وجهة!.
إصلاح ليبيا لا يحتاج لأكثر من أسبوع وسبع قرارات وضمائر حية، بشرط أن يعهد بالخبز للخباز وليس لسواه، وأن لا تترك القضايا المحورية تحت رحمة قضايا أخرى أو تحت ضغط الأحداث، فهنالك مآسٍ وويلات كان يمكن تفاديها أو التقليل من حدتها في وجود إدارات ناجعة، فالأزمة الكبرى تتمثل في ضعف الإدارات ووجود خلل في أداء مهامها، وليس ذلك لضعف المديرين فقط، بل لضعف الهيكل الإداري وسوء تحديد المهام وكذلك الآليات والأهداف!.
حتى الجرس ليس له الصوت نفسه دائماً!.

لا تستطيع ليبيا تحمل إبطاء عمليات الإصلاح إذا أراد الليبيون الهروب والنجاة من أشباح الديون والتفكك والأزمات الاجتماعية المزمنة – السرقات والمخدرات والعنوسة والدعارة- التي أطلت برؤوسها من الجحور، فهنالك الكثير مما ينبغي فعله الآن، وتأخر القيادات السياسية عن تنفيذ الإصلاحات الضرورية سيأخذ ليبيا إلى جحيم لن تعود منه البتة، ومجاراة ضغوط الأحداث وتجرع ذات الأزمات وتكرارها مرتبط بوهن وقصور إداري عام، لذا تزداد الحاجة لإجراء تغييرات جوهرية في الهيكل الإداري للدولة، وإعادة تنظيم القطاع العام والهيئات والمؤسسات وفق أهداف واستراتيجيات إصلاح هيكلية متماسكة لتحقيق توازن واستدامة تنموية!.

لا يكفي النهوض باكراً، بل ينبغي الوصول في الوقت المناسب!.
تؤسس الإدارة، وكذلك المستقبل، على القرارات، وتحسين آليات اتخاذ القرارات السياسية سيؤدي إلى نتائج متسقة وإيجابية، فالضرورة تحتم التركيز على عمليات صنع القرارات، فهذه العمليات هي بذرة القرارات التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتعميق، فهنالك تسرب مستمر للعبثية في عمليات صناعة القرارات على مختلف المستويات الإدارية، وكثيراً ما تتجنب المؤسسات البحث عن قرارات جديدة ومبتكرة وتنحاز إلى التنميط، لأسباب متعددة أهمها ضعف الكفاءات الإدارية أو عدم خبرتها واختصاصها!.

البداية الجيدة تغوي نهاية جيدة!.
ليس الليبيون في حاجة إلى إعادة اختراع العجلة، إلا أنهم مطالبون أكثر من أي وقت مضى باعتناق رؤية ثابتة لما يريدون تحقيقه، وتحدى التجارب القاسية والمؤلمة التي تتحداهم والمضي قدما باتجاه حياة المستقبل، وبدل الشكوى والتباكي، مثل عبدالله الصغير، ينبغي اتباع طرق جديدة في التفكير لحل المشكلات، ووضع الأهداف ورسم الطرق بدقة وتفصيل لتجنب الهدر والإخفاقات والانتكاسات، والتجرد من النعرات والعشائرية مقابل تأمين مستقبل ليبيا والأجيال القادمة بدل تعاطي أفيون الإرث!.

ليست ليبيا بحاجة إلى التنظير والخطب والمبادئ اللاواقعية التي يسوقها البراغماتيون والشعبويون والعشائريون، بل هي في حاجة إلى التنظيم واختيارا القدرات والكفاءات المؤهلة لتنميتها، وبحاجة إلى جهد مؤسس على مبادئ واستراتيجيات مدروسة لتحقيق أهداف معلنة ومحددة ومنطقية، فالحياة لا يكون لها معنى إلا بهدفها!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار النفط العالمية تقفز بأكثر من 4% بعد الهجوم على إيران


.. دعوات في المغرب لا?لغاء ا?ضحية العيد المقبل بسبب الا?وضاع ال




.. تعمير- خالد محمود: العاصمة الإدارية أنشأت شراكات كثيرة في جم


.. تعمير - م/خالد محمود يوضح تفاصيل معرض العاصمة الإدارية وهو م




.. بعد تبادل الهجمات.. خسائر فادحة للاقتصادين الإيراني والإسرائ