الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتقال موازنة الدولة وعدالة -عبيد اربز-

علي عرمش شوكت

2021 / 3 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


غدت حالة موازنة الدولة العراقية اكثر من معتقلة بالحبس الشديد وقد صار لها اكثر من ثلاثة اشهر تتنقل معلقة من عنقها في اقبية البرلمان. الذي غدا هو الاخر شبيه الى حد بعيد بمركز الحجز يدور فيه التدقيق والتحقيق والتفتيش بين اوراق وبنود الموازنة لكي تفرغ من اي بند يمس بمصالح الفاسدين.
وبهذه الصلافة درج كثر من النواب على التصرف خارج مقتضيات الدستور، في هذا الملف وغيره، الذي لا يعطي للبرلمان اي حق في تقرير مصير الموازنة سوى بامرين وهما اولاً: المناقلة بالاموال بين البنود. والثاني: تخفيض نسبة الانفاق العام.. ومن ثم حق التصويت عليها. انما صارت الكتل المتنفذة توظف كل ماتملك من الاسلحة عسكرية و سياسية، بغية تضمين الموازنة باجنداتها الخاصة المهجنة باصول اجنبية. التي لا تمت باية صلة بمصالح المواطنين العراقيين.
هذا ما يذكرنا بذلك الشخص البلطجي الذي كان قد اشترك ذات يوم مع اثنين من افراد قريته في عمل لصيد السمك. وحينما حوت شبكة صيدهم ثلاث سمكات. واحدة كبيرة الحجم وتسمى سمكة " البز " ، والثانية من نوع " الكطان " ، والثالثة " بنية " والاثنتان الاخيرتان، اصغر حجماً من سمكة البز. وعندما وصلوا الى القسمة بادر " عبيد اربز " قائلاً: { الكطان للكطيني، احد شركائه، والبنية للبنيني، شريكه الثاني } ورفع صوته بلهجة تهديد {ان سمكة البز لعبيد اربز } شاهراً خنجره مثبتاً اياه في السمكة الكبيرة.. مفتعلاً بذلك جواً ابتزازياً لشريكيه، مما جعلهما يقبلون مجبرين بـ "عدالة " شريكهم الغادر.
ان العلة ليست بالشريك المتأبط شراً، انما تكمن بالذي وثق به ولم يعلم بكنه حقيقته، لاسيما فيما يتعلق بالاموال التي تعتبر لدى البعض اكثر الامور المحفزة للتمسك بها.. لقد وصلت الامور في الوسط السياسي العراقي المتنفذ تحديداً، لحالة الانفكاك عن اي التزام بالقوانين العامة. بل اصبح يفرض قوانينه الخاصة بقوة السلاح لان الدولة غائبة. وليس بغريب ان يستغل اعداد الموازنة لفرض الارادات، الذي عند اعتابه تسخن عملية المساومات وتبادل المصالح الضيقة على حساب المصالح العامة .
نشاهد الكثير مما جرى من الاحاديث والجدل الساخن المعارض حول انحطاط قواعد العمل السياسي او ما سمي بـ " العملية السياسية " ولكن لا جدوى. مما دعى الجموع المتضررة والمحرومة من ابسط الحقوق الى التماهي مع حراك الشارع المنتفض، حينها تجلى الامر بلوحة صراع ساخن بكفيها المتمثلان بالصدور العارية المناضلة السلمية، والطرف الاخر " الكتل المتنفذة " المدججة بالاسلحة النارية وبالقناصين المعدّين سلفاً للقتل المباشر. ومع ما نتج من انهار الدم لشباب الانتفاضة التشرينية الا انها قد حققت بعض الهزائم للقوى المتسلطة.
وعند هذه التخوم الملتهبة في ساحة الصراع لم تُدرك غاية الانتفاضة المتمثلة في" التغيير " المرتجى. غير انه يبقى انجاز الهدف الاساس هذا مرهوناً بمواصلة النضال المتكامل في حراك الشارع المنتفض، لتحقيق مطالب الناس وعدم التعويل على هذه الموازنة الملفقة البائسة، التي لا تداوي جروح الوطن المستمرة تنزف ارواحاً واموالاً لغاية الأن. وهذه نتيجة ليست بالغريبة عندما يغيب صوت الشعب. وتبعا ً له تختفي العدالة الاجتماعية وتتوارى معالم الدول مبتلعة من قبل لصوص السياسة ومن ثم تحل عدالة " عبيد اربز " فيسهل اعتقال الموازنة او حتى الدستور ذاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟


.. تصريح الرفيقين جمال براجع وعبد الله الحريف حول المهرجان الخط




.. -بنعمرها-.. مبادرة أردنية لإعادة بناء وتأهيل منازل الفقراء