الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدرسة عند الأزتك

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 3 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي


كانت بيوت الأغنياء أشبه بالمدارس، وقد وجدت ملاصقة للمعابد في جميع أنحاء المدينة، وتكونت من أبنية كبيرة ذات واجهات جميلة تحيط بفناء مركزي وحوله غرف فسيحة. وقد أقيم في الفناء مسرح لإنشاد الأناشيد وأداء الرقصات، وقد كان جميع الأطفال ذكورا وإناثا نبلاء وعامة، يرتادون بيت الأغنية، بين سن الثانية والرابعة عشرة، وهي مدرسة لتعليم الموسيقى والأناشيد.
كما وجد نوع ثان من المدارس سمي بصف البيوت "الكالميكاك"، وهي من أكثر المدارس صرامة، وهي تابعة للمعبد وكبير الكهنة، الذي يدرب الكهنة الجدد ويعلهم مختلف المواد الدراسية ذات العلاقة بحياة الكهانة أو بالقضاء والخدمة العامة. كما اعتمد تعليم الكهنة الجدد، في جزء منه، على خدمة كبير الكهنة، والذي نقل إلى طلابه معلومات دينية وميثولوجية وفلكية، وقد كانت تلك العملية التعليمية شاقة لأنها انطوت على اختبارات لمقدار التحمل الجسدي، كانت الحياة داخل مدارس المعبد غنية في مضمونها وعسيرة في أسلوبها. وقد وجدت أيضا مدارس حربية تعلم الحياة العسكرية والعلوم الحربية، من فنون القتال، ونقل الحطب والأغصان من الغابات إلى المدينة لاستخدامها في التدفئة وتزيين المدارس.
تبدأ الدراسة قبل ساعة من شروق الشمس، حيث يدرس الفتية والفتيات، تحت إشراف المعلمين، كيفية أداء الأناشيد والرقصات الدينية الخاصة والعامة. وقد ضمت تلك الأناشيد أهم المعلومات الأسطورية والتاريخية حول ثقافتهم وعالمهم؛ حيث تنشد الأناشيد للآلهة، ويروى التاريخ المقدس، ويقدم معنى للحياة والموت، وواجبات البشر اتجاه الآلهة.
وقد نصت قوانين "الكالميكاك" على النوم لساعات قليلة وبذل جهد كبير في الدراسة، وتعلم التاريخ وقوى الكون والإرشادات الدينية حول كيفية إحداث جرح ذاتي نازف. كما شمل التعليم داخل المدارس تدريبات عسكرية وآلية وفلكية ودينية. وقد درس الشباب ذكورا وإناثا من خلال لوحات مصورة كبيرة مكتوبة بأحرف هيروغليفية، دروسا في علم الأنساب والتاريخ والجغرافيا والميثولوجيا والقانون وفنون المجتمع، كما تعلموا مختلف أنواع النجوم والكواكب والنشاطات السماوية ومسالكها وقواها.
وقد تضمنت الواجبات العملية كنس المعابد في الصباح الباكر، وحمل الأغصان لمسافات طويلة من الغابة من أجل تزيين المعابد، وجلب أشواك الصبار لاستخدامها عند تقديم القرابين، وكذلك بناء الأسيجة. كانت توجب مخالفة هذه التعليمات قطع أجزاء صغيرة من آذانهم وأثدائهم وأفخاذهم وربلات سيقانهم، وكان من أشد العقوبات صرامة الطرد من المدرسة، والعودة للنوم في البيت. شكلت المدارس تجربة اجتماعية قوية للأطفال وأسرهم، حيث تعلموا التعاليم المقدسة والأناشيد والرقصات والحكايات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة