الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم الأرض قالت لنا الأرض اسرارها

جمال ابوديه

2021 / 3 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


( في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها)

يأتي آذار ,ويأتي الثلاثون منه وما زال الغطاء العربي ثقيل ولا احد يرغب برفعه , فالتخاذل العربي اخذ صورٌ عديدة , ولبس أقنعة كثيرة .
لن استعرض ما حدث في ذلك اليوم .... لكنني على يقين أن يوم الأرض ليس مجرد حدث من الماضي , انه بداية معركة لن تنتهي إلا بتحقيق حلم كل فلسطيني , انه يوم الكفاح والمقاومة الشعبية لكل أشكال سرقة الأرض والحضارة , يوم الأرض معركة صراع بين مخططات الحركة الصهيونية من جهة والشعب الفلسطيني والأمة العربية من جهة أخرى .
يكمن سر يوم الأرض في انه يعتبر المحطة النضالية المشرقة رفضاً لكل أشكال الذل والهوان ومصادرة الأراضي وطمس الهوية , ودفاعاً عن الإنسانية , فهو يوم انتفاضة العزة والكرامة رفض فيها البشر والحجر والشجر كل أشكال الغطرسة الصهيونية وكل أشكال الخنوع العربي المعيب , لقد كان هذا اليوم صرخة في اتجاهين , صرخة في وجه محتل لرفض التهجير والاستيطان ومشاريع التهويد والقوانين العنصرية , وصرخة في وجه مستعبد يرتضي الذل والهوان لنفسه ,ليستيقظ من سباته وللدفاع عن عروبته ورفض كل مؤامرات طمس الهوية العربية الفلسطينية.
لقد أثبتت الجماهير العربية الفلسطينية بوعيها ما هو قادم , وأثبتت أن الأجيال الفلسطينية وان اقتلعت من أرضها , وتاهت لفترة ما ,فإنها لن تضيع وان بوصلتها نحو الأرض لن تنحرف , وهنا احد أسرار يوم الأرض في انه نقطة تحول في المجتمع الفلسطيني ووعيه السياسي , فكان أرضية خصبة لتشكيل قادة من الداخل الفلسطيني وخارجه حملوا المسؤولية الوطنية والتاريخية بقوة . في زمن كثرت فيه الطعنات العربية من القمم إلى القاع , وفي زمن تحولت فيه البغاث إلى نسور تستهدف أحلام الشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني . فكان من حق الشعوب العربية أن تعرف أسرار يوم الأرض ..ومعانيه , لا بل لتعرف أيضا كل المخططات التي أحيكت ليصبح يوم الأرض شديد البرودة ويموت تدريجياً , انه لمن المعيب أن يزول الاعتزاز والافتخار بذلك اليوم ويبقى ذكرى هنا وهناك كما يريدون .
إن احد أسرار يوم الأرض يكمن في التساؤل ... لماذا كان التواطؤ العربي والصمت المخجل رغم استمرار الحركة الصهيونية في تنفيذ مخططاتها .... وألان وبعد ٤٥ عاما ما زال القادة العرب غير قادرين على مواجهة أنفسهم ولا مواجهة الشعب الفلسطيني للإجابة على هذا التساؤل . .... أليس في الأمر سراً ؟ وما زلنا نسمع بمشاريع عربية ودولية تطرح هنا وهناك بغية السلام. سلام الواهمين المنكفئين على هريمتهم
ومن منطلق الوفاء للأرض والشعب والقضية , لا بد أن يكون يوم الأرض يوماً لرفع راية الوحدة الوطنية بالتكامل والتوازن مع وحدة الأمة العربية ومواجهة كل مشاريع الانقسام والانفصال على الساحة الفلسطينية والعربية . لا بد أن يكون يوماً للتضامن العربي والعالمي للتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني أينما تواجد , لا بد أن يكون يوماً لتعزيز وتعميق كل أشكال المقاومة فوق كل الأرض الفلسطينية , يوما تشد فيه الرحال إلى القدس عروس عروبتكم , يوماً لتجديد الوفاء للشهداء , والأسرى وخاصة أسرى الداخل الفلسطيني (فلسطينيوا48 ) هؤلاء الأسرى المهمشين من قبل المجتمع الدولي والقيادة الفلسطينية. ولا بد من ربط قضيتهم مع أسرى الضفة والقطاع ,حيث لم نرى تحرير أي أسير فلسطيني من أسرى أراضي 48 , لذلك على كل الأطر السياسية الفلسطينية والعربية تحمل مسؤولياتها تجاه كل أسير فلسطيني وكل أسير دافع عن القضية الفلسطينية , ليبقى يوم الأرض يوماً للكرامة الإنسانية وشعلة تضاء بها دروب الحرية.
وكم آذار يا شعبي سيجمعنا بعرس الأرض في اليوم الثلاثين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال