الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سد النهضة: السيسي يهدد واثيوبيا تتجاهل تهديداته وتفعل ما تريدّ!

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2021 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ العمل على إنشاء سد النهضة الاثيوبي عام 2011، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من عمليات بنائه قبل نهاية عام 2022، وسيكون أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا وسابع أكبر محطة في العالم. والغرض الأساسي من إنشائه كما تقول أثيوبيا هو توليد الكهرباء لتعويض النقص في الطاقة التي تحتاج إليها في الإنارة وتطوير اقتصادها.
وعلى الرغم من أن مصر والسودان وأثيوبيا تتفاوض للوصول إلى اتفاق حول السد منذ 2011، إلا أنها أخفقت في التوصل إلى حل لخلافاتها، واتهمت مصر والسودان أثيوبيا بنقض القواعد والأطر القانونية المنظمة للعلاقات المائية في حوض النيل، وخرق اتفاقية عام 1929 التي تضمنت إقرار دول حوض النيل لحصة مصر المكتسبة، ونصت على ضرورة التنسيق مع مصر في حال بناء أي مشروع من شأنه الاضرار بكمية مياه النيل المتجهة لها، وعلى ان لمصر الحق في الاعتراض في حالة انشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النيل وروافده.
ووقعت الاتفاقية الثانية لتقاسم مياه نهر النيل بالقاهرة في نوفمبر 1959 بين مصر والسودان عندما كان الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في السلطة، وكانت لمصر مكانتها ونفوذها العربي والإفريقي والدولي المميز الذي لم يجرؤ أحد على المساس به؛ وجاءت الاتفاقية مكملة لاتفاقية عام 1929، وليست لاغية لها حيث شملت الضبط الكامل لمياه النهر الواصلة لكل من مصر والسودان.
لكن اثيوبيا استغلت عزلة مصر وقوقعتها وتخليها عن دورها القيادي العربي والافريقي ورفضت الاتفاقيتين واعتبرتهما غير ملزمتين، وحاججت بأن هذه الاتفاقات تم توقيعها خلال الحقبة الاستعمارية. وبدأت ببناء سد النهضة عام 2011 على الرغم من معارضة مصر والسودان، وأوشكت على إكمال بنائه، ونفذت المرحلة الأولى لملئه في شهر يوليو 2020 .. بدون اتفاق مع مصر والسودان ..، وأعلن وزير خارجيتها غيدو أندارغاشيو في ذلك الوقت " ان نهر النيل أصبح بحيرة أثيوبية " وأضاف " النيل ملك لنا ... وان ما قمنا به هو بمثابة تغيير الرؤية والأهداف، وإننا أحدثنا تغييرا في التاريخ والجغرافيا السياسية للمنطقة."
وذكرت وكالة الأنباء الأثيوبية، الأربعاء 31/ 3/ 2021 أن أديس أبابا أزالت غابات بمساحة 4854 هكتار وأكدت اعتزامها البدء في المرحلة الثانية من ملء السد بعد بدء الأمطار الموسمية هذا الصيف، مما يعني أن اثيوبيا قامت بعملية الملء الأول للسد، وتستعد للملء الثاني بإجراء منفرد من طرفها دون تنسيق أو اتفاق مع مصر والسودان، ومن دون اعتبار للمفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الإفريقي، ولتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ... التي أدلى بها قبل قرار الحكومة الاثيوبية بالموافقة على الملء الثاني بيوم واحد ... وقال فيها إن " مياه النيل خط أحمر ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة."
فما الذي سيفعله السيسي لحماية حصة بلاده من مياه النيل؟ ولماذا سكت عن عملية بناء السد منذ سيطرته على الحكم؟ للأسف الشديد السيسي لم يفعل شيئا لوقف بناء السد منذ تسلمه السلطة، وفشلت المحادثات المتعلقة بتقسيم مياه النيل التي أجرتها إدارته مع أثيوبيا خلال العقد الماضي؛ ولهذا فإن تهديداته لها الآن لا قيمة لها. أثيوبيا تعرف ضعف السيسي، ولا تهتم بتصريحاته وتهديداته وتعتبرها " جعجعة بلا طحن " الهدف منها خداع الشعب، وكسب الوقت، والقبول بالأمر الواقع الذي تمكنت أثيوبيا من فرضه على بلاده.
مصر تحت حكم مبارك ومن بعده السيسي تخلت عن دورها القومي العربي ... وسلمت راية قيادة الأمة العربية لبعض دول الخليج التي لا تستحقها ... فضعفت وخسرت نفسها، وفقدت مصداقيتها ونفوذها العربي والإفريقي والدولي، وأصبحت عاجزة عن حماية حصتها من مياه النيل التي تعتبر في مقدمة أساسيات حياة شعبها وتطوير اقتصادها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را