الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفهم ضروري عند تأمل قرارات مسيري المغرب و تحالف اليساريين والإسلاميين غير مجدي

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2021 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حرية – مساواة – أخوة

مجرد رأي


من المعلوم أن المتتبع الموضوعي لمن يسيرون الدولة المغربية حقيقة سيكتشف أنهم يكونون مثل الأساتذة يعطون الدروس و العبر.....

ففي كل خطاباتهم و خطواتهم و قراراتهم لابد أن يكون هناك تعليم ما لطريقة ما لحل مشكل ما ...

و من المفهوم أن حل مشكل ما من طرفهم لا يتم عشوائيا و دون مشاورات و إستشارات لذوي الإختصاص و الخبرة و الإلمام بالموضوع ...و هذا يظهر في التفصيل الذي يصاحب أعمالهم و قراراتهم حين تظهر للعموم ...حتى ليتساءل المرء عن المجهود الكبير المبذول في نتائج أعمالهم ...

إنما مشكلة بعض المعارضين السياسيين لهم هي في فهم الأولويات التي يعتبرونها كذلك بينما هم يعتبرونها ثانوية ...و كذلك في المعطيات المتوفرة لهؤلاء و غير المتوفرة لأولئك ..

و لذلك سمعنا و رأينا مؤخرا أن بعض من يدعون أنهم متخصصين في التاريخ السياسي في المغرب بدوا في مسخرة لا يحسدون عليها و كأنهم في واد و المغرب ماض في واد آخر بحديثهم عن ضرورة تحالف اليسار مع من يستغلون الدين في السياسة و يشكلون تنظيمات يسمونها بأسماء ذات معان دينية من اجل الوصول للسلطة و تطبيق الديموقراطية .و تناسوا كورونا و ما يحيط بها .

هؤلاء الذين يخلطون بين سيادة البشر على جزء من الكون الذي هو الوطن في مفهوم الحكم الديموقراطي مع سيادة الله على الكون كله و يقولون أنهم يعتقدون أن كل شيئ في حياتهم هو مكتوب عليهم من طرف الله ثم يتناقضون حينما يرمون بالمسؤولية إذا أصابتهم مصيبة على الحكام ، يريدونهم أن يتحالفوا مع اليساريين الذين يعتقدون انه في الديموقراطية يجب تحييد الدين و تطبيق سيادة القانون .. هذا لا يعني نفيهم للدين . و إنما يعني أن العقيدة يعتبرونها شأن شخصي لا يجوز التدخل فيه...

و قد رأينا في تجارب سابقة تاريخيا (مثل ايران) أن تحالف هؤلاء مع اليساريين و العلمانيين كان مرحليا و تكتيكيا إنقلبوا بعد وصولهم للسلطة على اليساريين و العلمانيين وأبعدوهم ....

لو رجع الذين ادعوا التخصص في التاريخ السياسي قليلا للوراء في تاريخ المغرب (و حتى تاريخ شمال افريقيا) و قرأوه قراءة حقيقية غير مزيفة معتمدين على المنهج العلمي و على خصائص السياسة ربما لإكتشفوا أن هؤلاء الذين يستغلون الدين في السياسة بتنظيماتهم لحدود الساعة و هم يكررون نفس الأسطوانة (الخلافة – الخلافة) و هم يستعملون معها مصطحات حديثة لا وجود لها في الثراث الديني لدرجة يستنتج معها المرء أنهم لا يزالون لا يعرفون ماذا يريدون و ليست لهم أي رؤية واضحة أو مشروع مجتمعي قابل للتطبيق ..كل ما هنالك هو التنظير والتنظير السطحي للأمور وكأنهم لا يزالون يعيشون 14 قرنا إلى الوراء ..ربما صعوبة في التعبير و تلعثم لديهم و قراءة ساذجة للواقع المتغير بإستمرار بسبب الضبابية التي تخلقها الكتابات الثراثية الدينية المتناقضة والتي تعود لبداية القرون الوسطى (التي تبتدئ من القرن الخامس الميلادي)...

التحالف بين اليساريين والاسلاميين لا يعود له اي معنى في ظل الاختلاف الاساسي المشار اليه اعلاه..

و لذلك أعتقد أن الذي يجب على كل هؤلاء هو التأني في قراءة قرارات مسيري الدولة أولا ليتسنى لهم فهم مغازيها و أهدافها .و من تم فهم الدروس التي تستهدف تعليمها ليوضح الفهم مع ما يرجون من تغيير ..و سيكتشفون أنها تسير وفق ما يتمنون ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #


.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع




.. #shorts yyyuiiooo


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. يهود #بريطانيا يعتصمون أمام البرلمان في العاصمة #لندن للمطال