الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوائم - فتح- المتنافسة قد تدفع عباس إلى تأجيل الانتخابات الفلسطينية تحت مبرر القدس ووباء كورونا

عليان عليان

2021 / 4 / 2
القضية الفلسطينية


قوائم " فتح" المتنافسة قد تدفع عباس إلى تأجيل الانتخابات الفلسطينية تحت مبرر القدس ووباء كورونا
بعد أن انتهى موعد تقديم القوائم الانتخابية في الحادي والثلاثين من شهر آذار الماضي إلى لجنة الانتخابات المركزية ، التي وصل عددها إلى (36) قائمة، جرى الكشف عن وجود ثلاث قوائم لحركة فتح ، إحداها قائمة فتح المركزية برئاسة محمود العالول ، وقائمة أخرى لتحالف مروان البرغوثي مع عضو اللجنة المركزية المفصول " ناصر القدوة" إضافة لقائمة عضو اللجنة المركزية المفصول محمد دحلان ، وقائمة أخرى قريبة من حركة فتح يتزعمها سلام فياض.
وفي المقابل فإن الفصائل اليسارية لم تتوحد على قائمة واحدة ، فالشعبية لها قائمتها التي يترأسها أمينها العام الأسير أحمد سعدات ، والديمقراطية لها قائمتها ، والمبادرة الفلسطينية لها قائمتها ، في حين تحالف حزب الشعب مع مع حركة فدا في قائمة واحدة ، في حين أن بقية القوائم توزعت على المستقلين من رجال الأعمال والجمعيات والمنظمات الشبابية والكفاءات الوطنية الأخرى.
تشظي حركة فتح في ثلاث قوائم
عودةً إلى قوائم حركة فتح ، فإن هذه القوائم تعكس عمق الأزمة التي تعيشها حركة فتح من عدة زوايا برزها :
أولاً : رغم التوصيف السائد، بأن حركة فتح هي حزب البرجوازية الفلسطينية بحكم برنامجها وتحالفاتها ، إلا أنها في السياق التنظيمي ليست حزباً ولا تحكمها الأعراف التنظيمية لمختلف الأحزاب ، وبالتالي هي أقرب " للقبيلة بأفخاذ متعددة " منها لمسمى "الحزب" بحيث تلعب قيادات القبيلة والأفخاذ في أطار اللجنة المركزية والمجلس الثوري دوراً مقررا في رسم سياساتها وتحالفاتها وقائمتها الانتخابية.
ثانياً : أن القيادة التقليدية للحركة في صياغتها لقائمتها المركزية ، لم تراع مزاج القاعدة الفتحاوية حيث اشتملت على أسماء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري ، لا تحظى برضا معظم كوادر فتح المنتشرة بطول البلاد وعرضها ، ما أدى إلى رفع هذه الكوادر الصوت عالياً ، مهددة بعدم منحها أصواتها للقائمة المركزية، بل والتحريض ضدها.
ثالثا: أن مروان البرغوثي المشهود له بانضباطه داخل حركة فتح ، راعه تشكيل القائمة المركزية على هذا النحو دون التشاور معه ، واشتمالها على أسماء غير مرضي عنها لأسباب عديدة تتصل بالفساد أو الموقف السياسي أو دعم التنسيق الأمني ..ألخ خاصةً في ضوء إدراكه أن اللجنة المركزية تأخذ منه موقفاً سلبياً مضمراً جراء إعلانه بأنه سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية.
فقائمة " فتح" وتحالفاتها (132) عضوا ، تضم شخصيات من قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية ، وتضم بشكل رئيسي (5) من أعضاء من اللجنة المركزية للحركة، وهم: محمود العالول نائب رئيس الحركة، وأمين سر اللجنة جبريل الرجوب، وروحي فتوح، وأحمد حلس، ودلال سلامة ، إضافةً إلى عشرات الأعضاء الآخرين من الحركة، وتضم أيضاً أعضاء من تنظيمات مؤتلفة معها وهي جبهة التحرير الفلسطينية( أبو العباس)، وجبهة النضال الشعبي، والجبهة العربية الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية.
رابعاً : أن القيادة الفتحاوية في واد وقاعدتها في واد آخر ، حيث أشارت تقارير إعلامية موثوقة أن كوادر وقواعد فتح في الشمال والوسط ، أعربت عن سخطها من تشكيل القائمة على هذا النحو ، وعدم تضمينها كوادر مناضلة من هاتين المنطقتين ، حيث أعلن تنظيم " فتح" في قباطية – على سبيل المثال -بوضوح أنه لن يصوت لقائمة " الأبوات " المركزية، ما يعني أن عشرات الآلاف من أصوات القاعدة الفتحاوية ، قد تذهب لقوائم فتح الأخرى أو لقوائم الكفاءات الوطنية وغيرها.
خامساً : وهذا الوضع إذا لم تتم معالجته لاحقاً بعد ظهور نتائج الانتخابات ، فإن فتح ذاهبة إلى وضع من التشظي والانقسام ، الذي قد لا يتخذ شكل الانقسام الذي حدث عام 1983 عندما تم تعيين قيادات عسكرية لم يكن لها موقف عسكري مشرف ،وتحوم حولها شبهات الفساد محل قيادات عسكرية مشهود لها بمواقفها العسكرية المشرفة و ونقائها الوطني والاجتماعي.
سادساً : في ضوء ما تقدم ، فإن نصيب قائمة فتح المركزية في حال إجراء الانتخابات قد يأتي في المرتبة الثانية بعد قامة " البرغوثي- ناصر القدوة" ، وسبق أن قال "خليل الشقاقي "- مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية -خلال جلسة حوارية نظمها المركز عبر تقنية " زووم" : إن مروان البرغوثي أكثر شخصية لديها شعبية لدى الجمهور الفلسطيني، وأنه لن يستطيع أي واحد الاقتراب من نسبته، وأن الجمهور ينظر إليه على أنه وريث أبو عمار، وأن شعبيته لم تأت من الأسر فحسب ، بل لأنه إنسان وحدودي غير قابل للإفساد ويسير على نهج أبو عمار ، مشيراً إلى أنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا ترشح لها بأغلبية كبيرة "
كما يخشى البعض أن تتأثر قائمة فتح المركزية سلباً ، جراء تسرب محتمل لآلاف الأصوات المحسوبة على حركة فتح إلى قائمة محمد دحلان المدعوم إماراتياً ، والذي يوظف المال السياسي بشكل رخيص منذ فصله من حركة فتح .
تشرذم اليسار
والتشظي لم يقتصر على حركة فتح ، بل يشتمل على الفصائل التي تنتمي إلى دائرة اليسار ، رغم أن البعض من هذه الفصائل ينتمي نظرياً إلى اليسار ، وفي الممارسة والتحالفات يشكل احتياطاً استراتيجيا لمعسكر اليمين في المفاصل الحاسمة.
لقد فشلت فصائل اليسار ، أو ما اصطلح على تسميتها بالفصائل الديمقراطية في الاتفاق على قائمة موحدة لها ، وهذا أمر طبيعي في ضوء الخلافات البرنامجية بينها والخلاف على الحصص في القائمة ، وهذا الفشل كان متوقعاً في ضوء قراءتنا لتجربة التجمع الديمقراطي التي ولدت ميتة ، ولم يكن لها تأثير يذكر في الساحة الفلسطينية.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قدر ردت في الثامن والعشرين من شهر آذار الماضي ، على بيان لجنة المتابعة المكلفة بتوحيد القوى الديمقراطية في قائمة واحدة والتي حمل فيها مسؤولية فشل تشكيل القائمة لقوى بعينها ، بقولها : "أن تحميل الجبهة مسؤولية الفشل، فيه تشويه وتحامل غير مفهوم ومجافاة للحقيقة، ولجنة الحوار تعلم أكثر من غيرها جهدنا وحرصنا على الوصول لقائمة مشتركة، وأنها دفعت في تجربتها الطويلة ثمن عدم سعيها وراء مصالحها الخاصّة أو المحاصصة في المؤسّسات، مضيفة: "عملنا بكل إخلاص لتشكيل قائمة مشتركة للقوى الديمقراطية ولكن دون جدوى".
وفشل هذه الفصائل قديم متجدد ، وفي الذاكرة تجربة القيادة المشركة بين الجبهتين الشعبية والديمقراطية ، وتجربة التحالف الديمقراطي في ثمانينات القرن الماضي ، وهذا الفشل لا يمكن عزله عن السياق البرنامجي لهذه الفصائل ، وتبعية بعضها لليمين الفلسطيني.
موقف الفصائل الفلسطينية من التأجيل
من جانبها أعلنت فصائل منظمة التحرير ، وكذلك حركة حماس أنها ، مصرة على إنجاز الانتخابات التشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ، وترفض تأجيلها ، في حين لم يعلن الكيان الصهيوني موقفه حتى اللحظة ، بشأن إتاحة الفرصة لإقامة الانتخابات الفلسطينية في القدس ، بينما تسعى بعثة الاتحاد الأوروبي لإقناع حكومة العدو بإجراء الانتخابات في القدس، لا سيما وأن اتفاقيات أوسلو تنص على إقامة الانتخابات الفلسطينية في القدس والضفة والقطاع.
وتدرك البعثة الأوروبية ، حقيقة أن حكومة العدو لم تعد ملتزمة باتفاقيات أوسلو بعد أن حصلت على ما تريده منها ، و باتت وفق صفقة القرن تعتبر القدس بشطريها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني ، وتدرك أن إدارة الرئيس الأمريكي " جو بايدن" باركت البند الوارد في صفقة القرن بخصوص القدس ، ما يعني أن حكومة العدو لن تسمح بإجراء انتخابات فلسطينية في القدس ،ما يتطلب من الفصائل الفلسطينية أن تجترح حلاً لموضوع تمثيل القدس في المجلسين التشريعي والوطني على غرار تمثيل الفلسطينيين في المناطق التي يصعب إجراء انتخابات فيها.
التذرع بالقدس لتأجيل الانتخابات
لقد بات واضحاً ومن شبه المؤكد أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومعه لجنة فتح المركزية ، سيعمل في ضوء وجود أكثر من قائمة لحركة فتح ، على تأجيل الانتخابات لإشعار آخر ،عبر مرسوم رئاسي متذرعاً بموضوع القدس أو بمسألة وباء كورونا لإدراكه أن فتح قد تواجه نفس النتيجة التي حصلت عام 2006 ، عندما فازت حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي ، أو تواجه نتيجة أخرى لا تحصل فيها فتح على نصيب الأسد جراء تشظي الحركة في أكثر من قائمة ، وجراء حصول قوائم أخرى محسوبة على اليسار وعلى الخط الوطني الديمقراطي بشكل عام على نسبة عالية من المقاعد .
ولعل إرسال رئاسة السلطة موفدين إلى واشنطن للتشاور مع الإدارة الأمريكية بشأن الانتخابات ، وكذلك مشاوراتها السرية مع دول الإقليم بهذا الصدد ، يصب في خانة التأجيل لأن هذه الأطراف دعمت عملية الانتخابات ، وفق تصورها بأن " فتح" ستفوز بالانتخابات ما يؤدي إلى تجديد شرعية السلطة والرئاسة ، للولوج مجدداً في مسار المفاوضات على أرضية أوسلو مغلفاً بغلاف الرباعية الدولية والمؤتمر الدولي ، ومن ثم فإن عدم توفر فرصة فوز "قائمة فتح" في الانتخابات سيدفع هذه الأطراف إلى دعم تأجيلها.
وفي حال تأجيل انتخابات المجلس التشريعي ، فسيتم أيضاً تأجيل انتخابات المجلس الوطني بحكم أن أعضاء التشريعي هم أعضاء طبيعيون في المجلس الوطني ، وسيتم أيضاً تأجيل الانتخابات الرئاسية.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة