الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريد أنثوي من بلد البطاطا 1

علي دريوسي

2021 / 4 / 2
الادب والفن


أنا مستلقية في هذه اللحظة على الشرفة في هدوء رائع، كل شيء أخضر بهي في كل مكان (صحيح أن الجوّ الآن مظلم، لكن يمكنني شم رائحة اللون الأخضر وبدايات الصيف)، الصراصير تغرد من حولي، أسمع موسيقى جميلة، وحدي أنا لسوء الحظ هذا المساء، وحدي أشاهد العديد من الشُهُب المتساقطة من السماء، أجلس وحدي وأقرأ محادثاتنا عبر البريد الإلكتروني منذ 22 يوليو. قبل ذلك كنت قد ابتسمت لأنني افترضت أنك لا تريد الكتابة لي بعد الآن.
أجلس لوحدي باسترخاء عجيب وشعور بالسعادة ينساب في جسدي (أنت يا عزيزي مسؤول إلى حد كبير عن ذلك، لا يمكنني أن أشكرك بما يكفي). أجلس وحدي والكثير من الحزن يعتمل في داخلي ويضطرم، أبكي لوحدي وأفكر في نفسي: "يا لها من ليلة بديعة"!

***

الآن انتهيت من ممارسة الرياضة، لا بد لي من تعليق الغسيل بسرعة والاستحمام ثم النوم. لم تكن رياضتي لهذا اليوم مرهِقة على الإطلاق. استمعت إلى قائمة تشغيل أغانيّ المفضّلة عبر سمّاعات الرأس وأغمضت خلالها عينيّ المتعبتين. ركّزت فقط على الموسيقى الهادئة وأدركتها واستمتعت بها بشكل مكثف وعميق لدرجة أنني لم ألاحظ الجهد المبذول في التدريب.
أنصحكَ أن تجرب ذلك. عندما تفعل شيئاً تحب أن تفعله أغمض عينيك وركز عليه فقط. سوف تشعر حينها بما تفعله وتستمتع به بشكل مختلف. برفقة الموسيقى الجيدة سيصبح المردود أفضل بكثير. لكن انتظر! ما زلت لم تخبرني بعد إذا ما كنت تحب الموسيقى حقاً وبأي نوع منها تستمتع؟
أثناء ممارسة رياضتي المنزلية قبل قليل، وأنا في حالة سكر من الموسيقى والسعادة، كنت غارقة مغمضة العينين في عالم آخر من الجمال والدهشة، في عالم متخم بالأفكار الرائعة والأحلام الوردية. فجأة لمسني شيء ما برفق شديد على خدي. لا، لا تذهب بظنك بعيداً، لم يكن هذا الشيء قبلة، بل كان فراشة ملونة.
بالمناسبة، أكتب لك كل هذه الأشياء لأنني أعتقد أنك إنسان حسّاس وقادر على فهم المشاعر العميقة، وتعرف كيف تقدر وتثمّن التفاصيل الجميلة. هل أنا مخطئة بتقديراتي؟ إذا كان الأمر كذلك فأرجو منك أن تنسى ما كتبته لك وألا تسخر من مشاعري وموجات صدقي.

***
مقاطع من كتاب جديد بالعنوان نفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه