الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس للمطبعيين

طاهر مسلم البكاء

2021 / 4 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


دول كمصر والأردن ومايعرف بالسلطة الفلسطينية ، هؤلاء كانوا السباقين لخوض مجال التطبيع مع العدو الصهيوني الذي اغتصب الأرض وطرد اهلها وجلس يبني ويتوسع ، بناءا ً على خرافات تاريخية لاوجود لها،يقتل البشر ويحتل الأرض
امام انظار العالم، الذي غابت عنها العدالة والحق والأنصاف ، وساندته أغلب الدول الكبرى في هذه المثلبة التي لن تطول حتما ً ،كما تقول سيرة التاريخ ،فالقدس احتلت أكثر من عشرين مرة عبر التاريخ ثم تعود في كل مرة الى اهلها .
اعتقدت قيادات هذه الدول ان التطبيع مع الصهاينة سيجلب لها السلام والرخاء وانهار العسل واللبن ، ولكن الحقائق كشفتها السنوات الغير بعيدة الماضية وتبين ان الصهاينة ورغم معاهدات السلام مع هذه الأنظمة، كانوا يحفرون تحت الأسس ويحيكون المؤامرات بالضد من تطلعات شعوب هذه الدول ، فمصر الدولة العربية الكبرى والتي طبّعت بمعاهدات كامب ديفيد عقب حرب تشرين الخالدة ،تعيش اليوم أكبر أزمة في تاريخها الحديث وهي التهديد بجفاف نهر النيل الذي يعتبر الشريان المغذي للحياة على ارض مصر منذ ظهرت الحياة على هذه الارض ،وعندما تفتش عن المشجع والمحرض للجانب الأثيوبي الذي اقام السدود على منابع النيل ،تجد ان الصهاينة من أكبر الداعمين والمحرضين للجانب الأثيوبي ،الذي يدرك جيدا ًقوة مصر ومكانتها الأفريقية والدولية ،هم الصهاينة ومن خلفهم الأمريكان نعم الأمريكان ،لأن الأمريكان منفعلين بالرأي الصهيوني ومن الداعمين للصهاينة على طول الخط حتى وان كانوا على خطأ ،وهناك من يؤكد ان حماية السد الأثيوبي هو أسلحة وصواريخ صهيونية ،كما كانت الأفكار الأولى لبناء السد صهيونية .
بأختصار انهم لايريدون لدولة عربية تمتد على حدودهم تعيش وضع استقرار ورفاهية حتى ولو كانت هذه الدولة أول من مدت اليد لمسالمتهم والتطبيع معهم .
والسلطة الفلسطينية التي عاشت اجواء اتفاقيات اوسلو وتركت النضال والجهاد لأستعادت الحقوق المغتصبة وانغمست بحياة المكاتب والدعة والرفاه، والعمل كجهة أمنية حامية لكيان الصهاينة ،على أمل ان تعيد مطالبتها بالحقوق في المنظمات والجهات الدولية فلسطين والقدس المغتصبة ويتسلمونها بدون كفاح !،هذه السلطة اصبحت كالغراب الذي ضيع الطريقين ،فقد أصبحت لعبة صهيونية تنفذ مآربها من خلالها ،وتركتها واجهة فقدت مصداقيتها من الفلسطينين ،ولا دور دولي مؤثر لها ،كما ان الصهاينة والأمريكان فعلوا كل مايحلو لهم كأعتبار القدس عاصمة لكيانهم وترتيبات صفقة القرن التي جرت في عهد ترامب التي يبتلع ارض فلسطين كلها وتزحف الى الدول المجاورة .
اما الجانب الأردني الذي كان السبب المباشر في اثارتنا اليوم لنكتب هذه المقالة ،بعد حصول تطورات داخلية غير مسبوقة وصفت بالأنقلاب على الشرعية ،فهو وان كان من المطبعيين الأوائل مع الصهاينة رغم امتلاكه لأكبر خطوط تماس مع العدو الصهيوني والتي ظلت هامدة لاحياة فيها ،ومن المفروض ان يشكر الصهاينة حكومة الأردن ويدافعوا لبقائها ، ولكن ماظهر وبان يبدي الرغبة الصهيونية المتأصلة لعدم الألتزام حتى بالتعهدات المخطوطة في اتفاقاتها مع الحكومة الاردنية والتي تعهدت فيها الصهاينة بالوصاية الهاشمية على القدس ،واعتبار غور الاْردن أراضي أردنية مؤجرة للجانب الصهيوني الى أجل حدد في الأتفاقية ، واليوم تثار تسريبات اعلامية من داخل الكيان الصهيوني تشير الى ان مايحصل اليوم في الأردن ،من مشاكل داخلية صنفت كمحاولة انقلابية يشترك فيها الأخ غير الشقيق للملك، تبعث الأرتياح في نفوس قادة الأحتلال ،وبمعنى آخر هم ومن خلفهم الأمريكان وراء هذه المحاولات المزعزعة للأمن الأردني وللنظام الذي وصف بالأستقرار مقارنة بالآخرين من جيرانه العرب .
هذه الأمثلة الثلاث أدلة قاطعة ان لاسلام حقيقي مع الصهاينة ولامعاهدات أو اتفاقات يلتزمون بها ،نعم يلتزمون بها مادامت تخدم مصالحهم ،وسيلفظونها ويتناسونها حال ماتقف بوجه تطلعاتهم الأستيطانية والتوسعية ،وانهم لايريدون بلدا ً عربيا ً مستقرا ً اقتصاديا ً وامنيا ً ومرهوب الجانب حتى ولو كان قد وقع معهم معاهدات سلام وتطبيع ، لابل انهم سيزحفون لأحتلال الأرض التي يتمكنون من احتلالها، لأنهم يعتبرون ارضهم كل ماممتد بين الفرات والنيل .
وهذه الأمثلة كافية ان تكون دليل لكل ذو بصيرة ،وخاصة للمهرولين للتطبيع الفارغ ، بدون أي مقابل ،الذي حصل في الآونة الأخيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال