الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكتيك مفضوح: الخزعلي وسعي للتسلل للناصرية عبر بوابة العشائر!

فارس محمود

2021 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن مرغت انتفاضة تشرين وجوههم بالتراب، وبعد انفضاح ماهيتهم شر فضيحة رغم مساعيهم بـ"تقديس" حركتهم وفرضها كأمر "مقدس" على المجتمع، وبعد ان احرقت الجماهير في الناصرية والعديد من محافظات العراق مقراتهم ونازلتهم بالنار والحديد واجبرتهم على الفرار المذل، ها هي عصابات الاسلام السياسي الولائي، بأحد زعاماتها الاجرامية، الخزعلي، تسعى مرة اخرى لرد ماء الوجه، وتعود للمدينة، وهذه المرة عبر شيوخ العشائر عديمي القيمة!

ليس هذا بغريب. انه تكتيك جديد للعودة. ان الطبقة البرجوازية وحركاتها المجربة، تسعى بألف طريقة وطريقة ملتوية لإفشال واحباط المكاسب التي حققتها الجماهير في نزالها مع هذه المليشيات الطائفية الاجرامية. انها لا تتنازل عن مكاسبها بسهولة. ان حكمها وهيمنتها على مدينة والسيطرة عليها وعلى ثوراتها هو امر حياة او موت بالنسبة لها.

انه واهم من يتصور انها مجرد زيارة عادية لـ"سماحة السيد الخزعلي" لشيخ عشيرة ما. اذ تأتي زيارته الى مدينة الناصرية كتسلل واضح من شباك العشائر بعد ان طردتهم الجماهير المنتفضة من الابواب الواسعة "شر طردة". طردتهم لسجلهم الاجرامي البشع والمنفلت بحق الجماهير، لاستهتارهم بأبسط حقوق الانسان في العراق، لفسادهم ولنهبهم ودوسهم دون رحمة لكل من يعارضهم عبر فرقهم الاجرامية.

اخرجتهم الجماهير بأغلى ما عندها، بأرواح المئات من الابرياء ودمائهم ودموع امهاتهم ومحبيهم. ينبغي ان لا تدعهم الجماهير في الناصرية ان يعودوا مرة اخرى. ان عودتهم هي خط احمر.

وبهذا تثبت النزعة العشائرية للمرة الالف انها حركة رجعية معادية للأغلبية الساحقة من الجماهير، معادية للمرأة، للتمدن، للعصرية، للحقوق والحريات ومرتع للتخلف والقيم الذكورية والتراتبية واستلاب الانسان. انها حركة من حركات الطبقة البرجوازية الحاكمة تتطلع لمكانة في المجتمع وحصة من الثروة والسلطة بالمعنى الواسع للكلمة. انها حركة تتعقب اهداف الجاه والوجاهة والثروة والاغتناء على حساب مائدة محرومي المجتمع وكادحيه. وكقاعدة، هي مع السلطة دوما. وان اختلفت مع السلطة، فاختلافها اختلاف مصالح وحصص، لا اكثر. الا اذا اختل التوازن، فتهرع بانتهازية وتلون قل نظيرهما صوب من يحقق لها اهدافها. واذا اقتدرت الجماهير الكادحة بوجه السلطة، انسلت بين الجماهير زيفاً كذباً ورياءً خوفاً على انزوائها وتهمشها وضياع مصالحها.

ان شيوخ العشائر الوضيعين فعلا، رغم كل تشدقاتهم، يتعقبون من يرمي لهم بفتات تافه، مهما كان هذا "الرامي"! اعاد صدام احيائهم بهدف سد عجزه الامني جراء الضربة القاتلة التي وجهتها انتفاضة اذار 1991 في اغلب مدن العراق، ولهثوا وراءه ومدوا له يد العون للبقاء من اجل حفنة دنانير وسلطة ومكانة "لدى الدولة"! وها هم الان يتملقون لأمثال الخزعلي، العامري ، المالكي و...لنيل الهدف الوضيع ذاته.

وكسائر الهويات القومية والدينية والطائفية، العشائرية نزعة عنصرية معادية للإنسان. ترتكز على تقسيم البشر بهويات مناهضة لهويتهم الاساسية كبشر، بشر بمعزل عن لون او دين او جنس او اي هوية مزيفة اخرى، يتطلع للرفاه، للسعادة، للحرية والمساواة وعالم افضل اجمالاً.

ان لدى جماهير العراق دعوى سياسية وانسانية وقانونية واجتماعية بحق امثال الخزعلي وسائر الملطخة ايديهم بدماء شباب ابرياء لم يكن يتعقبوا شيء سوى عمل، خدمات، ضمان بطالة، وادامة حياتهم كسائر البشر بعز وكرامة ورفاه. على جماهير الناصرية ان تصر على مطلب كشف مصير المختطفين واطلاق سراحهم فوراً بدون قيد او شرط. ليس هذا وحسب، بل الكشف عن كل الجناة ومن يقف وراء الجرائم جميعاً فوراً.

ان جماهير العراق، والناصرية تحديداً، اعلنت بصوت لا لبس فيه، بالعمل، وعمل عنفي اجبرته عليها السلطة المليشياتية الحاكمة وليس بالقول فحسب، بان ليس لهؤلاء الاوباش الطائفيين اي مكان في مدينة الناصرية او البلد كله. وعليه، ليس بوسع الف عشيرة وعشيرة ان تدوس على هدف الجماهير ومطلبها هذا الذي ضحت من اجله الجماهير في تظاهرات عارمة متواصلة لأشهر مديدة. من جهة اخرى ان اول درس لنا هو ان العشائر ليست بـ"وسيط" اطلاقاً، ناهيك عن اعتباره وسيط مؤتمن، في صراعنا مع السلطة وقواها. واستناداً الى تجربة الجماهير معها والى سجلها والى اهدافها المعروفة، لا يمكن للعشائر وشيوخها ان يكونوا طرفاً ذا صلة من قريب او بعيد بمصالح المنتفضين ومصالح مجمل جماهير العراق. ومهما تشدقت وادّعت وداهنت فهي تقف بصورة محسومة في خندق واحد مع قوى السلطة والمليشيات. ولهذا فان اي ثقة بها او ركون لها او عدّها في خندق الجماهير او حتى ان يظهروا كطرف محايد، مثلما يظن الكثير من المنتفضين للأسف، هو خطأ قاتل بكل معنى الكلمة. يجب فصل الصف عن العشائرية بقدر فصله عن الطائفية ومليشياتها. كلاهما في خندق واحد معادي للمنتفضين. على جماهير الناصرية ان تمسك بخناق شيوخ العشائر وتفضحهم شر فضيحة على فعلتهم البشعة هذه. عليهم ان يخجلوا من انفسهم! فالخزعلي لا يستحق سوى المحاكم والسجون، وليس عبارات المديح والثناء المتملق و"اعزه الله" و"ذبح عشرات الخراف" وغيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا