الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد الكفراوي يكتب: «تسيالزم.. إخناتون يقول».. ديوان بالعامية المصرية يراهن على الخيال وحميمية اللغة

طارق سعيد أحمد

2021 / 4 / 6
الادب والفن


«تسيالزم.. إخناتون يقول».. ديوان بالعامية المصرية يراهن على الخيال وحميمية اللغة
كتب الشاعر محمد الكفراوي

فى ديوانه «تسيالزم.. إخناتون يقول» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يقدم الشاعر طارق سعيد أحمد لغة جديدة تراهن على الخيال بكل ما يتضمنه من طاقة ومقومات قادرة على النفاذ إلى ذهن القارئ ببساطة وسلاسة، من خلال بديهيات اللغة ووظيفتها الاجتماعية الأولى ووظيفتها الإبداعية الأهم. لتتحول الصور الفنية البسيطة والمركبة فى آن إلى لوحات تشكيلية متحدية اللغة المنطوقة والمقروءة، لتفتح المجال للغة بصرية وتصور جمالى مختلف عن السائد والمألوف، وهو ما يصدر به الشاعر ديوانه قائلا: «لا أنصح كل من استسلم للنمطية أن يقرأ هذا العمل فهو لكل حر أراد أن يحقق وجوده..إليك أنت».

فى تسمية الديوان «تسيالزم» يقول الشاعر إنه ارتأى أن يعقد مقاربة لغوية بين الفنون البصرية، خاصة السريالية وبين اسمه، فاشتق طريقة كتابة اللفظ العلمى أو المتعارف عليه للسريالية ولكن استبدلها بالحروف الأولى من اسمه باللغة الإنجليزية، ليولد هذا المصطلح الغريب الذى لا يحمل معنى أو دلالة أو وظيفة إلا كونه مرتبطا باسم الشاعر وبطريقة تسمية الاتجاهات الفنية مثل السريالية، وكأن الشاعر أراد أن يتوحد مع السريالية وفى الوقت نفسه يعلى من قيمة الذاتية أو الأنا باعتبارها مركزا للكتابة والتخييل، وباعتبار التفاصيل البسيطة واليومية والاعتيادية مشحونة بالمشاعر والأخيلة والتصورات والاحتمالات اللانهائية عن الشخص والعالم فى الوقت نفسه.

الديوان يغلب عليه الطابع المأساوى أو الكتابة الكابوسية، فهو يطرح أسئلة الإنسان أمام ذاته وفى مواجهة العالم.

فى قصيدة حلم يقول الشاعر: «كل ليلة/ ينام على سريرى

حلم / تنبش عينه / تفاصيل وشي/ كراكيب / من أيام ما كان

الشجر إسود/ والضل أبيض».

يطرح الكاتب هنا صورة أقرب للواقعية السحرية تتسم بمساحات شاسعة من التخييل ومن المفارقات غير المعقولة طبيعيا، خاصة محاولة الإيحاء بأن الظل كان أبيض والشجر أسود، هو يحاول أن يستغل بديهيات الأمور الطبيعية فى تشكيل صور تخيلية يحيل إليها القارئ وكأنها حقيقة، وهنا مكمن الدهشة والمفارقة التى تجعل من التفاصيل البسيطة شعرا رائعا.

فى قصيدة تحمل عنوان «اقرأ» يسابق الشاعر نفسه فى ابتكار صور وتخييلات جديدة مدهشة من التفاصيل البسيطة المهملة فى الحياة اليومية أو فى وظيفة الجسد. «خبى عيونك فى جيبك/ واقرأ/ اقرأ/ برجلك الحافية ملامح البحر/ قبل ما يبقى لونه وردى/ وينتحر القمر جواه/ ويعيش / يتسكع فى البلكونات/ وجناين الموج».

هو يصنع من القراءة فعلا موازيا لمسار الطبيعة، وكأنه يعيد خلق المفردات الموجودة من حوله مرة أخرى وبطريقة مختلفة، أو كأن كل مكونات الطبيعة معرضة للتبدل والتحور وفقا لتصورها أو مزاجها الشخصى، الشاعر هنا يقدم نفسه أو يخاطب الآخر كضرير يتهجى ملامح البحر بقدمه الحافية من خلال سيره على الرمال. وهى صورة لافتة ومدهشة لا تقل عن التشبيهات التالية بانتحار القمر وتحول لون البحر للوردى و«جناين الموج».

الذاتى والشخصى يتضح فى أكثر من قصيدة، لكن الديوان كله يتبنى ما يمكن اعتباره روحا مصرية حداثية تستند إلى الماضى بكل ما يحمله من أصالة وعراقة وسحر كامن داخله، ويسقطه على الحاضر بكل مأساويته، بحثا عن ملامح محددة ربما مازالت غامضة أو غير واضحة للتالى / المستقبل. ليشكل هذا الديوان ما يمكن اعتباره طفرة فى أو على الأقل رؤية جديدة مغايرة للألوف، وفى الوقت نفسه بسيطة وسلسة، ومشحونة بالخيال الخصب المبتكر فى قصيدة النثر بالعامية المصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في