الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقولات سيكولوجية في ضوء مجزرة قانا / مقاربات نقدية

سعاد جبر

2006 / 8 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان المتابع للتداعيات النفسية ومترتباتها في الحرب الهمجية الدائرة على لبنان، تبرز لديه عدة ابعاد سيكولوجية لابد من تناولها في ضوء المقاربات النقدية بين طرف المقاومة اللبنانية الباسلة والهجمية الصهيونية الهوجاء المتخبطة في لغة العدوان والسادية؛ وبالأخص في بعد المجزرة الوحشية التي شهدتها قانا بالأمس ، وما أثارت من تأليب للرأي العام العالمي ، في ضوء تلك المشاهد المؤلمة الوحشية على مرأى العالم اجمع ، بتغطية عربية ودولية للعدوان من كافة الأطراف وعلى رأسها منظمات الأمم المتحدة
والصراع الدامي يؤكد منظومة مقولات سيكولوجية ، سأتناولها في ضوء مقاربات نقدية ، منها ان ان البشر ينمون عبر الكلمات، من خلال الرسائل الأيجابية التي تدعو للصمود وتعلية الأرادة والأحساس المترع بالكرامة في الطرف اللبناني وان البشر يتدمرون عبر الكلمات لدى الطرف المعادي ، الذي وجه النقد لتلفزته الصهيونية ، لبثها وترجمتها باللغة العبرية خطابات السيد حسن نصر الله لما لها من اثر في منطومة الأنعكاسات النفسية لدى الفرد الصهيوني، بما تتضمنه من فيضان شعوري بالمصداقية ، وعكس مرآة الواقع لهم بصورتها الحقيقية بعيداً عن التزييف والتزوير والمقولات الخادعة ، مما حدا بهم إلى ايقاف تلك الرسائل المزجاة عبر خطابات المقاومة ، انطلاقا من مقولة عالمية مفادها ان الكلمات تثير الخوف اكثر من الأفعى ، وهنا تتشكل المقاربة الرائعة بين انعكاسات خطابات المقاومة في وحدة وتضامن الشعب اللبناني ، انطلاقا من مقولة انه كلما كانت احاسيسنا قوية كلما كان الفيضان الشعوري وانعكاساته السلوكية يبلغ مداة التأثيرى بشكل راسخ ومعمق ، وهذا ما سجلته لوحة الواقع والصمود بأجمل معانيها على الساحة اللبنانية
وتؤكد الحرب الهمجية الدائرة مقولة ان الأنسان هو مقياس الأشياء في طرفها الأيجابي الأنساني لدى المقاومة ، وبذل الأرواح من اجل الكرامة الأنسانية وفك قيد الأسرى ، وحقيقتها لدى الطرف المعادي الذي ينطلق من العنجهية والعنصرية بأن اطفال اسرائيل غير اطقال لبنان ، في مكياله الأزدواجي للإنسانية ،وعدم مبالاتها بالمدنيين وما تبثه من قنابل الترويع والقتل الهمجي والمجازر عبر اسلحتها الذكية كما شاهدناه امام اعيننا في مجزرة قانا الوحشية في سلسلتها الأولى والثانية
وهنا يبرز للمتابع تأكيد خطابات المقاومة على تعلية مكانة الأنسان وكرامته وما تعنيه له الحرية والأباء ، ورفع شأن العربي مسيحيا ومسلما مهما كانت المعتقدات والمذاهب ، وقد اهانته رايس وجوقتها الأنظمة والسياسات وما زالت بلا حدود
والمشاهد الدامية لمجزرة قانا تؤكد لنا مقولات سيكولوجية هامة ، مفادها تلك السادية المطلقة المترسخة لدى العدو ، ورفضه ان يدير صراعه في اطر اخلاقية ، حتي غدا طفله عدواً ، ولم يعد هناك لمعني مدني ومدنيين في ساحته بكافة اطيافها ، وهنا يثار التساؤل الأتي هل يمتلكه الرغبة للبطش والعدوان والأنقضاض على الأطفال والنساء والمدنيين ، ام انها العصابية النفسية التي تمتلكه وتدفعه لعمل المجازر بنهم الذئاب الجبناء ، وهنا يدور التساؤل الأتي هل هو اللاعب ام الكره في المواجهة ؟ وهنا تتدخل التحليلات السياسية لتؤكد ان الكره والأداة التنفيذية وان امريكا هي اللاعب لايجاد حلم رايس الشرق اوسطي الجديد ، وهنا تطرح المقولة السيكولوجية التي تؤكد بأنهم يتوهمون انهم يمتلكون السلطة ولكن في الحقيقة ان السلطة السادية الوحشية هي التي تستحوذ عليهم وتلغي حركة الفص الدماغي وما يعتمل في القشرة المخية الجديدة ومنطومة الأستجابات الدماغية ، ليغدو النتاج همجيا وحشيا حيوانيا بكل ما تعنيه الكلمة
والمتابع لتداعيات الحرب الهوجاء على لبنان ، يبرز لديه الحالة التصاعدية للهجرة على ابواب السفارات الأجنبية في اسرائيل ، وتخلف المزيد عن الألتحاق بسرب الجنود الأحتياط ، لأن افرادهم سيبقوا ابدا اجسام غريبة على الأرض توجه قسرا للحرب ، وهذا ما يؤكده مظاهرات حيفا وتل ابيب ضد الحرب ، والهزيمة النكراء التي نكلت بهم جيوش المقاومة بجيوش العدو النخبة في رأس مارون وبنت جبيل وتلة مسعود ، وهنا تبر مقولة ان التمكن المبدئي من القتال ، والتسلح والتزود بالقنابل الأمريكية الذكية ، امر مهم في المعركة ، ولكن القسر على القتال امر سئ عسكرياً مثل كل امر قسري وتنشأ عنه العصابية والهمجية في تبرير الفشل عبر سلسلة مجازر بشرية ، والعقد النفسية لدى طرف العدو ، في الوقت الذي تتصاعد فيه الأرادة والصمود وبذل التضحيات لأجل لبنان حر ابي
والمتابع للاحداث الدامية في مجزرة قانا تبرز له لغة التبريرات الكاذبة لدى طرف العدو ، فالحقيقة لديه انه يريد تدمير الطفل والأنسان والأرز والحضارة في لبنان ، حيثما كانت وحلت ، فهذه حقيقته ، واللبناني يدرك ان حقيقته هي الصمود والأرادة ولغة القوة تجلب الحرية ، والنصر ات ات ، وفي لغة ديغول الفرنسية تشرق الحقيقة ، اين هي ، بعيدا عن ابجديات اللغة العربية وقاموسها في الحرية والصمود
وفي ظل المشاهد الدامية الحمراء لتلك الحرب الهمجية ، ولغة الحقيقة ، اتذكر مقولة ان الواقعي هو الذي يؤثر ، وارأها في المقاومة الأبية التي تدافع عن الأرض والأنسان والحضارة ، والحقيقي هو الذي يكون ، والساحة له ، ويختزل العدو في الكذب المزدهي بالتبيريرات البارده لدى اولمرت وجوقته ورايس وشرق اوسطها الجديد ، ولغة المغامرات العربية التي نزلت إلى الساحة جديدا في فيديو كليب خاص بها
واختم مقالتي بمقولة ارسطو طاليس الشهيرة " ان الأنسان الصادق يختلف عن الأنسان غير الصادق لأن الأول يستطيع ان يقول عن اي شئ يتحدث ، ويقف مدافعاً عن كلماته بإستقامة ، مفكراً ملياً في منجزات الكلمة قبل النطق بها ، وما هو رد الفعل المنتظر عندما تبدأ في الكلام ، وارى تلك المقولة مشرقة ساطعة في شخصية السيد حسن نصر الله وخطاباته العقلانية المنطقية ، وارى نقيض تلك المقولة في تخبط اولمرت ورايس وادعاءاتهم الكاذبة وتزويرهم للحقيقة ، وكذلك ما تعج به جلسات مجلس الأمن وجوقته الراقصة على طبول اولمرت ورايس
تلك هي جولتي في ظل مأساة مجزرة قانا ومنظومة مقولات سيكولوجية تعري العدو الغاشم وتكشف زيفه وتزويره ، وتعلي قيمة الحق والحرية والكرامة في مقاومتنا الأبية على الثرى اللبناني نحو حرية لبنان الموحد وحرية الأمة العربية جمعاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في