الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبكي على لبنان... كأنه موت عشيقتي... رسالة...

غسان صابور

2021 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أبكي على لبنان... كأنه موت عشيقتي...
رســــالــة...
من عكار إلى البقاع، ببيروت العاصمة وفي طرابلس المنكوبة... الملاحظة هي نفسها... لبنان يعاني من جميع الشرور... الأزمة الاقتصادية.. والمالية والأزمة السياسية.. وخاصة الفساد.. فساد تاريخي عائلي جذوري مشرع.. زائد الكوفيد 19 والتضخم المالي والعوز. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف البلاد ما يقرب من مليون لاجئ سوري.. وحوالي مائتي ألف لاجئ فلسطيني... لم تجد لها أية حكومة لبنانية.. أي حل... لأنه لا يوجد أي حل...
والأكثر مصيبة وأذى.. مواخير مخابرات وجواسيس.. دول العالم كله.. وعمالتهم اللبنانية.. بالآلاف... التي تعيش من العمالة.. أجورها مليارات الدولارات التي اختفت.. احترقت.. ضاعت نهائيا.. ولم يتبق سانتيم وحيد هزيل منها... كيف اختفت... كيف طارت من صناديق البنوك اللبنانية والعالمية الموجودة في لبنان... كل اللبنانيين والسوريين والعربان الذين أودعوا مدخراتهم المشروعة وغير مشروعة... يعرفون.. يعرفون تفصيلا... ولكنهم ـ حقيقة ـ لا يعرفون أي شيء!!!...
ولكن الشخصيات (السياسية) اللبنانية الرسمية التاريخية العائلية... والتي تملك.. أو كانت تملك كل شيء في لبنان... أموالها.. ملياراتها.. بالدولارات التي تحمل تعابير مطمئنة مثل " بالله نحن نؤمن In God we trust" وغيرها من البخات الدجلية الغيبية الأمريكية.. كماركات مسجلة.. معروفة.. مقبولة.. ساحرة.. دوخت كل الشعب اللبناني.. من أول أيام استقلاله.. حتى هذه الساعة.. والتي أغرقت اليوم معيشة الفقراء.. وطبقاته المتوسطة.. ولاجئيه.. وكل من لجأ إليه من سنوات.. بفقر رهيب .. خانفا كل نفحة أوكسيجين لحريته وأمانه وآماله... كل هذا انهار وتهدم وتفجر... حتى قبل أن يتفجر مرفأ بيروت.. وكل العتمات التي هيمنت على بيروت.. وعلى لبنان.. وعلى أمل شعب لبنان.. وشباب لبنان وما تبقى من أحرار لبنان.. بقدرة تغيير مصير هذا البلد... لأن لبنان مصيره.. كمصير سـوريـا.. ومصير العراق.. أو مصير ليبيا.. أو مصير مصر... وغيرهم.. وغيرهم.. من هذه المنطقة... بأن لا يــبــق لـهـا أي مصير.. ولا أية حياة... وأن تبق دوما "فلتانة".. منهوبة.. يسودها الخراب والفساد والتعصب الفكري والديني والجهل.. وغباء السياسيين والحكام... وكل ما يتبقى فيها من خيرات نادرة.. سلعة تباع بأسواق النخاسة العالمية "الماخورية"...
وبعد كل هذا.. اصرح أنني أحب هذا البلد.. وعشت فيه بضعة أيام قليلة رائعة.. من صداقة ورفيقات ورفاق رائعين.. آوني.. وساعدوني بالسفر لفرنسا.. أيام احتياجي لنفحة حرية مضمونة آمنة.. أيام شبابي المعتمة...
حتى أيام حربها المجنونة الأهلية... كانت بيروت تصدر وتنشر أكثر من مائة جريدة.. تتفجر من بعضها ثورات حرية.. وكلمات صحيحة... لا توجد حتى هه الساعة.. واحدة تشبهها بكل ما يسمى العالم العربي.. وكانت بيروت دوما تحمي أي مفكر.. من أية جنسية كانت.. يرغب حماية فكره.. من الخلخلة والانهزام والفساد.. نعم إني حزين على شعب لبنان.. على من تبقى من أحرار شعب لبنان... وخاصة العلمانيين منهم... والذين كانوا آخر بصبوص نور.. لكل من يأمل بمستقبل أفضل لبلده... ويبقون هم دوما أينما رحلوا بعالم الهجرة... شعلة النجاح والأمل التي لا تنطفئ...
نقطة على السطر... انــــتــــهــــى.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة