الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعث أفضل أم الحكم الشيعي

محمد باني أل فالح

2021 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عندما دخل الجيش العراقي الى الكويت عام 1990 كان الجنود يستغربون رؤية الحلاق الكويتي أو أي صاحب مهنة وهو يمتلك سيارة أخر موديل ...
يكاد الأعلام الأصفر يهيمن على مشهد الواقع العراقي من خلال بعض القنوات المدعومة من أحزاب سياسية ذوات أجندة خارجية تعمل على تشويه صورة العملية السياسية بعدما عجزت من خلال هجمات القاعدة وعصابات داعش عن وئد الديمقراطية الجديدة التي أنبعثت صورتها في العراق على أنقاض نظام تسلطي وتعسفي أجرم بحق مكون معين على مدى عقدين من الزمن ...
الغريب في مخاطبة الرأي العام من قبل تلك القنوات أنها تمجد الخراب الذي زرعه النظام البائد وتنكر ما حصل من تطور ونمو بعد 2003 برغم وجود العديد من المشاهد واللمسات التي تؤكد تلك الحقيقة فلو سنحت لك الفرصة وأطلعت على الفرق بين المشهدين لاتضحت لك الرؤيا بالأدلة وتمكنت من تشخيص ما تطبل له بعض القنوات وصفحات التواصل الاجتماعي المأزومة التي تتاجر بسنوات الحكم الدكتاتوري وتفضل القمع على فسحة الحرية حيث يعجز الانسان عن تصور العراق وهو عبارة عن سجن كبير في تلك الايام حيث لم يسافر غالبية الشعب ويرى المطار بأم عينه بينما يمكنك السفر أينما تشاء وكيفما تشاء دون أن يمنعك من ذلك سلطة ولا جهاز أمني ولك أن تمتلك ما تشاء من أنواع السيارات وفق أخر موديل بينما كانت سيارة 1982 هي أخر طراز من أنواع السيارات التي يتفاخر بها العراقيون في ذلك الزمن برغم سقوط النظام عند 2003 وكانت سيارة البرازيلي والكراون 1975 هي سبوبة باب رزق للكثيرين سواء من الاغنياء أو الفقراء حيث تعج بها معارض بيع السيارات وشوارع بغداد كتكسي أجرة حيث كانت الاطارات عتيكة ( أبو الريحة ) وبعضها يتم ركعه وخياطة الاطار ناهيك عن الجوب الذي يضم أكثر من عشر ركع ويعتبر نظيف جداً وغالي الثمن فيما تستطيع سماع صوت قرقعة السيارة قبل أن تصل أليك بأكثر من ( 100 ) متر وتشاهد دخان المحرك يفتل خلفها وكأنها ( مدخنة ) معمل طابوق وقد أزدهر سوق مريدي لبيع العتيك من أدوات السيارات ومخلفاتها وكذلك نشط سوق تجفيت السيارات وتصليحها في الشيخ عمر وكانت ملابس البالة تلعب دوراً رئيسياً في حياة العائلة العراقية وحالات أخرى كقلب ياخة القميص وخياطة البطانية كقمصلة شتوية في بعض الأحيان ومعها جاءت خياطة الحذاء والشحاطة وقد أزدهرت أنذاك تجارة سرقة الملابس من حبل الجيران وبيعها عند سوق البالات في الباب الشرقي الذي أنتعش كثيراً أنذاك بالإضافة الى إنقطاع التيار الكهربائي أكثر من ثلاثة أشهر متواصلة عند قصف الطائرات الامريكية لمحطات الطاقة الكهربائية وتبقى العوائل تعيش على ضوء الفانوس وبطل النفط أبو الفتيلة الذي يملىء البيت بالدخان الأسود الى أن يتم أصلاح المحطات الكهربائية وقد تعطل نصفها نهائياً بسبب قوة الضربة مما جعل دائرة الكهرباء تزود للمواطن ساعتين تشغيل يومياً مقابل ساعتين أطفاء على مدى أكثر من عشر أعوام وكان أصحاب المهن والحرف يعانون مرارة العيش بسبب ذلك ومرت سنوات الحصار بأيام من الجوع والمرض والقحط والعوز بعد عودة العوائل المهجرة الى بيوتها بفعل القصف الامريكي لبغداد الذي تعدد لأكثر من مرة حيث هاجر الأهالي الى ديالى وبعض المحافظات القريبة وبسبب الحاجة ونقص المحروقات وأنقطاع النفط والغاز أصبحت أشجار المساحات الخضراء على جانبي قناة الجيش في الرصافة مصدر للطبخ والتدفئة للعوائل لفترة طويلة وهي التي كانت أشبه بالغابات الكثيفة لكثرة الاشجار فيها وكثرت في تلك السنين حالات التسليب وسرقة السيارات فيما كان النظام يتفاخر ببناء القصور الرئاسية وهي في حقيقتها قصور لعائلة صدام وحاشيته ويطبل الاعلام الصدامي للرئيس الضرورة والقائد المؤمن والبطل الهمام في أكثر من مناسبة ويصل البذخ الى عنفوانه في كل مناسبة وأقصرها يمتد الاحتفال فيه لمدة أسبوع حيث أسبوع القادسية وأسبوع ميلاد الريس بينما يعاني الشعب من شظف الجوع والحرمان حيث الموز محرم على العراقيين والطحين الاسمر المملوء ديدان لا يفارق مادة الطعام والتمن الرديء نوع ( دكة ) الملازم لوجبات الأكل وكذلك أصبح الباذنجان مفخرة زاد الفقراء أما بطل البيبسي فقد غاب عن مائدة العراقيين لأكثر من عشرين عاماً حتى أتى على يد الباعة المتجولين بطريقة البطل المضغوط وكانت تلك مناسبة سعيدة حين تستلذ بكأس البيبسي بدعوة كريمة من صديقك وأنتما تشربانه بمكعبات ثلج من صاحب العربة المتجولة في شارع مريدي ناهيك عن بيع العوائل لأثاث بيوتها من الوبليات والأبواب والشبابيك وأستبدالها ببطانية أو كيس جفناص أبيض ( كواني الطحين ) بسبب الفقر والعوز وحقد النظام على أهالي الجنوب وتسميتهم بالغوغائية بسبب أحداث الأنتفاضة الشعبانية ...
أما ما يدور على لسان بعض المنافقين العرب فهو مجرد وهم ونزعة طائفية لأن صدام كان يزدري الرؤساء العرب عند إنعقاد القمة العربية ويسخر منهم ولم يدخر جهداً في محاربة الكويت والسعودية وهم من ساعد أمريكا في أسقاط نظام البعث لذلك فأن مديح نظام صدام الملعون أما من جانب فائدة بترولية كحكومة مصر والاردن أو من جانب طائفي أو ثأر سياسي كالسعودية ومن دار في فلك الإرهاب الوهابي من أعوان البعث وأزلام نظامه المقبور ...
وما يمكن الحديث عنه وملازمة الحقيقة التي تجلت بعد سقوط النظام البائد عام 2003 فهناك الكثير من المتغيرات الجذرية والإنجازات الحقيقية التي يمكن لمسها ومعاينتها بعين البصيرة ويمكننا معاينة أبسط ما يمكن سرده منذ بداية الأنتعاش الاقتصادي الذي شمل رواتب جميع موظفي وزارات الدولة وكذلك رواتب المتقاعدين حيث قفز راتب الموظف من ( 3500) ثلاثة ألاف وخمسمائة دينار الى أكثر من (500) ألف دينار كحد أدنى وكذلك المتقاعدين حيث أصبح راتب المتقاعد (400) ألف دينار كحد أدنى بينما كان الراتب لا يساوي ثمن باكيت سكائر في زمن البعث وهناك مشاريع الأعمار المنتشرة في المحافظات كافة حيث شبكة الطرق والجسور المميزة في البصرة وميسان وغيرها من المحافظات وتعدد ملاعب كرة القدم ومعها الكثير من المستشفيات الحكومية ومنها المستشفيات التركية والألمانية والكثير من المستوصفات الأهلية ومعها أنشئت الكثير من الكليات والمدارس الأهلية والحكومية ومعها مشاريع متعددة لبناء المجمعات السكنية وتوزيع العديد من الأراضي الطابو والزراعية وتحويلها الى مجمعات سكنية مع تجهيز الكثير من الأقضية والمحلات بشبكة المجاري والماء الصالح للشرب وشبكة التيار الكهربائي وتبليط الطرق والأزقة كما في حي الحسينية وحي الرياض في بغداد وتحسين الخدمات في مدينة الصدر وتنظيم الجزرات الوسطية وتغليف كافة طرق المدينة بالمقرنص وهناك الكثير من القروض المالية المقدمة للمواطن وموظفي الدولة والتي تقدر بمليارات الدنانير ومنها سلف وقروض بناء البيوت وشراء السيارات وكذلك تسهيلات الحج والعمرة وما تقدمه الدولة من تسهيلات مالية لأداء تلك الفريضة لذوي الإيتام والشهداء والسجناء ...
ولكن برغم تلك المنجزات والتحسينات التي طالت المجتمع العراقي يبقى الوضع الاجتماعي يحتاج الكثير من البذل والعطاء بسبب التضخم الكبير في أعداد السكان وزيادة النمو السكاني حيث بلغ عدد سكان العراق أكثر من (40) مليون نسمة بعد أن كان (14) مليوناً عند تسعينات القرن الماضي وبذلك يحتاج العراق الى طفرات تنموية كبيرة ومشاريع كبرى متعددة لمواكبة النمو السكاني وتغطية العجز في الخدمات والبنية التحتية الذي توارثه المجتمع من النظام السابق ولذلك مهما قدمت الدولة من عطاء فأنها لا تستطيع ردم الهوة التي تركها نظام البعث والتي لا يتورع المنافقون والطبالين في قنوات الأعلام الأصفر من مدح زبانيته والتغاضي عما شهده العراق بعد سقوط الصنم في التاسع من أبريل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن