الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلال التظاهرة - صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991

دلشاد خدر

2021 / 4 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


صفحات مضيئة من انتفاضة أربيل في 6 آذار 1991

الجزء السابع

مازال المشهد أمام عيني، الرفيق برواى شقلاوة (برواى مام قادرى) كان يحمل رمانة يدوية ويمشي أمام المتظاهرين متقدماً الرفاق بخطوات أحياناً كان يستدير ويلتفت يمنة ويسرى وينظر الى الرفاق ويستمر بالسير ومن ثم ينظر الى المتظاهرين وظهره للخلف.
الرفيق أبو كاظم كان في الجانب الأيمن من التظاهرة يشد من عزيمة المتظاهرين ويهرول وبالعربية كان يطلب من الناس الانخراط بالتظاهرة.. ويسألهم لماذا لا يكونون مع المتظاهرين وكان يصرخ بأعلى صوته بأنه عربي وأنا ضد صدام لم لا تكونون معنا.!
والراحل سعدون كان في الجهة اليسرى من المتظاهرين. وبالرغم من أنني كنت جندياً وارتدي بدلتي العسكرية.. وكان الرفيق فاروق عينكاوة أيضاً مرتدياً بدلة ضابط عسكري.. لكي نظهر للناس أن العسكريين شاركوا معنا في التظاهر..
الشيء الذي كان يقلقنا هو عدم قبول الناس بالانخراط في صفوفنا وظهر بأن من بقي في الساحة هم نفس الرفاق الذين كانوا منذ البداية مع التظاهرة. في الحقيقة كان الناس يخافون منا ويتجنبوننا. بالرغم من إن عددنا لم يكن قليلاً وكان تقريباً في حدود 200 الى 250 مشارك..
لم أكن أعرف الجميع ممن شاركوا في التظاهرة.. لكن عدد كبير منهم كنت أعرفهم جيداً وأولئك الذين تعرفت عليهم عدا رفاقنا وأصدقائنا.. ومن ضمن هؤلاء الأخ صلاح خوشناو وأحمد حيران كانوا من ضمن المتظاهرين، الأثنان كانوا من مؤيدي البارتي وأصدقاء لفؤاد صديق وهو من دعاهم للمشاركة في التظاهرة، ونحن في شارع شيخ الله قبل أن نصل إليهم كانوا يركضون. أكثرية المحلات قد أغلقت أبوابها، المشي على الأقدام أخذ من وقتنا الكثير وإذا بنا نصل الى شارع 30 متراً بين جسر سيداوه ومخفر شرطة سيداوة.
فتوجهنا بسرعة نحو مخفر سيداوة ويبدو أن شرطة المخفر أدركوا خطورة المسألة، أغلقوا باب المخفر الرئيسي على أنفسهم.. وشاهدناهم حاولون الهروب من فوق أسطح البناية محاولين الهروب من الجهة الخلفية للمخفر خوفاً من المتظاهرين.
لحظتها قذف ماموستا هوگر رمانة يدوية داخل المخفر ومع دوي الانفجار وأخذت مجموعة كبيرة من المتظاهرين بدفع بالباب بأياديهم وبضربات قوية من أقدامهم. وواصلنا نحن سيرنا وعبرنا الطريق الى أن وصلنا الى طريق كوي القديم.. المواجه للشارع الستيني. الذي فيه عدد من المحلات والدكاكين الصغيرة، أكثرية الأبنية هي بيوت متراصة ملاصقة لبعضها. والعديد من سكان هذه المحلات فوق أسطح منازلهم يصفقون ويهلهلون فرحين بقدومنا.. كانوا يعبرون عن مساندتهم وتضامنهم معنا، نحن المتظاهرون..
ودون أي موانع او مواجهات وصلنا الى الشارع الستيني.. أمام جامع حاجي مراد.. ومن هناك فوق شارع الستيني الى يمين الشارع.. وجدنا أمامنا مجموعة من مسلحي الخائن (مامند قشقة) وحينها كان أمر مفرزة خاصة.. ويعتبر شخصية لها تاريخ من الذنوب ومعروف على نطاق اربيل التي أقترف بحق شبابها ومناضلين من ابنائها جرائم عديدة. منذ نهاية السبعينات حينما عمل مع جهاز الأمن البعثي..
والآن له منصب رفيع كمسؤول في البارتي وساهم بدور قذر في الحروب الداخلية لتأجيج الوضع بين المتقاتلين من الحزبين.
كنا لا نزال في الشارع الستيني حينما بدأ مسلحيه برمينا برشقات طلقاتهم.. إلا أنهم كانوا يخافون منا ولم يتجرأ احداً منهم التقرب الينا.. لأنهم كانوا يعرفون أننا مسلحين.. لكن من بعيد كانوا يطلقون نيرانهم بأسلحة بيكيسي وكلاشينوكوف،
هناك أنهينا التظاهرة وانتهى بنا المطاف بأن نتوزع ونتفرق، الرفاق بدأوا بالفعل بالتفرق.. وبعد قليل من التفكير عبرت الشارع الستيني مروراً داخل منازل محلة گلکند ثم من هناك عبرت الى الجهة الأخرى الى أن وصلت الى منحدر هاوية والتي تقع بين محلة گلکند وبيوت الأمناء العاميين وبعد عبور المنحدر وصلت الى منازل المدراء العاميين.
بين منازل المدراء العاميين وهاوية المنحدر كان هناك طريق مؤدي الى الأزقة في الأعلى شاهدت العديد من الناس يسرعون من جهة السوق مروراً بالطريق المؤدي الى داخل الأزقة في الأعلى، سألت بعض من الذين التقيت بهم:
ـ ماذا حصل؟
اثنان منهم كانوا يديرون رؤوسهم وبقلق وخوف قالوا:
ـ حصلت تظاهرة إحتجاج في السوق.. والآن الحكومة على وشك أن ترش المدينة بالكيماوي.. و في تلك اللحظة وجدت فعلاً طائرات تجوب سماء أربيل.
بهدوء حذر كنت أمشي بين منازل الأمناء العاميين شاهدت مسلحي ماموستا نائف (ماموستا نائف كان هو أيضاً أمر مفرزة خاصة) مع رجال البعث وبعد الانتفاضة المجيدة هرب من أربيل متوجهاً الى الموصل بقي هناك وعمل مع الأجهزة الأمنية للبعث.. بعد سقوط صدام رجع مرة أخرى الى أربيل ويعمل الآن مع البارتي وأستلم وظيفته كمسؤول..
فيما بعد أوصلت نفسي الى محلة بلاشاوة ومن هناك توجهت الى بيت أختي.. في نهاية محلة الإسكان، قضيت الظهر هناك وفيما بعد رجعت أدراجي الى بيتنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع