الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإسلام والحداثة
عزالدين عفوس
2021 / 4 / 11العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ترتكز الدولة الحديثة على "ديانة المعجزات التقنية والإنجازات البشرية والسيطرة على الطبيعة" بتعبير وائل حلاق، وعلى أن الدولة هي المصدر الوحيد للسيادة والفوانين.
كما أن الحديثة تعتبر نفسها نتاج حتمية تاريخية في مكان محدد (أوربا)، وهي لا تعترف بأي تجربة أونظام حكم قبل ذلك، فما قبل الحداثة مجرد تجمعات قبلية لا ترقى أن
تكون مجتمعات بشرية حتى!!!
ومن خصائص الدولة الحديثة كذلك، احتكارها للتشريع وممارسة العنف لحماية سيادتها وإرادتها، ونظام بروقراطي تراتبي لتنفيذ قوانينها،
إن قيام الدولة الحديثة بذلك،يقتضي تفكيك كل الكيانات الموازية التي يمكن أن تنافس الدولة على سيادتها ويقاسمها سيطرتها، ففككت القبيلة، فككت التنظيمات القديمة (كالكنيسة..)، بل فككت حتى الأسرة الممتدة، ليسهل عليها السيطرة على أفرادها ثقافيا واقتصاديا...
الإسلام مؤسسات وليس مؤسسة واحدة، (القضاء، الفقه، الحسبة، الوقف....) هذه المؤسسات مستقلة عن الحكم وعن الحاكم، سواء كان في الدولة الحديثة أو الخلافة، وعابرة لحدود الزمان والمكان،
وبالتالي فإن وجود هذه المؤسسات يضايق الدولة الحديثة، ويقوض مبادئها المتعلقة بالسيادة والسيطرة والتشريع...
لذلك فإن الدولة الحديثة، تحارب الإسلام لأنها آمنت بعدم إمكانية احتوائه، منذ مدة، وذلك
بعدما قامت بمحاولات احتوائه في مؤسسات بروقراطية خاضعة لإرادة الدولة، عبر عدة تجارب من السعودية إلى المغرب، من خلال ابتكار أشكال من "الإسلام الحداثي (كالنسخة الوهابية، والنسخة الحركية...)، وذلك بتعطيل مؤسساته الأصلية، وإبدالها بنسخ مشوهة خلقت عدة مشاكل للدولة الحديثة نفسها التي ابتكرتها...
وبالتالي فإن الدولة الحديثة تسعى إلى السيطرة على الإسلام بطرده من المجال العام، وتحييده وتفكيك وتعطيل مؤسساته، وابدالها بمؤسسات بروقراطية خاضعة للدولة، وحصره فيما هو طقوسي فردي ضيق جدا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك