الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا أرض منخفضة يتسابق إليها المتوحشون والمجرمون.

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 4 / 11
المجتمع المدني


مؤخراً كتب الشاعر عبداللطيف الحسيني في أحد منشوراته بأنه توقف عن الكتابة حوالي عقد من الزمن، غير أنّ الثورة التي حرَرت الإنسان، كانت حَرِيّة بها بأن تثورَ عليه، وتحرَض صمته ضد ترويض الاجترار الذي ما عرف إلاه طَوالَ عمره الكتابيّ حسب ما باح به، مؤكداً بأن عمله الأخير "ظلال الاسم الجريح" خرج من رحم واقع الثورة السورية.
ولعلنا من خلال ذلك الإقرار المقتضب نقترب من عوالم وفضاءات الشاعر الحسيني في حوارٍ مقتضب، ونجري اللقاء التالي مع سليل العائلة اللغوية في عامودا، مع الشاعر الغائص في جوف المواجع مع كامل عُدته اللغوية والكتابية مع عبداللطيف الحسني.
ـ في نصٍ لك في كتابك الأخير "ظلال الاسم الجريح" يبدو التعويل كان واضحاً لديك على تسونامي الثورة التي سيتكفل بإزالة غيوم البعث الكالحة عن سماء الوطن، فهل لا تزال على موقفك ذاك أم المجريات غيرت وجهة نظرك؟
نعم، بل وأزدادُ تمسكاً برأيي على الرغم من أن فتوراً ما أصاب النشاط والنشطاء، وذلك يعود الى الفوضى التي غزت كل زاوية في الوطن، وفقط للتأكيد أن كل ثورة يطول زمنها يظهر تالياً من يتضاد معها.
ـ في احدى نصوصك أشرت الى أنه قد تم تعرية أقنعة الكثير من المثقفين والسياسة بفضل التغيير البنيوي الحاصل في سوريا، فهل رؤية هؤلاء على حقيقتهم كان فال خير، وأنك من خلال الوجه الصلف لهم زاد من إيمانك بالتغيير أم زادكَ الكشف كرباً؟
الغرابة أن الساسة الكرد يطلقون التسمية الصحيحة على المثقفين بـ: "الانتهازيين" ولكننا لو أمعنا النظر وقرأنا آراء الساسة الكرد لوجدنا أن الانتهازية لازمتهم أكثر من المثقفين، وأشدد هنا أن المطلب الكردي إن لم يرافقه العمل الكردي واقعياً هو قول الجهلاء منا، هذه الانتهازية للساسة صدّقها قواعد الأحزاب الذين هم بمثابة العبيد لدى أقوال القادة.
ـ هل برأيك استطاع المهمشون استرجاع بعض حقوقهم التي حرموا من ظهورها بفضل الفساد الذي كان مستشرياً في كل مفاصل الحياة في سوريا، أم غدوا وللمرة الثانية هم قرابين التغير على خلاف الانتهازيين والوصوليين من أهل الثقافة والسياسة؟
نعم، أنا واحد منهم، لقد استرجعت سنوات ضياعي الكتابي، الآن لم تعد ثمة رقابة على ضميري الأدبي والفكري.
ـ من خلال متابعتك عن بُعد للمشهد الثقافي السوري وخاصة الجانب المعارض منه هل رأيت ما يوازي تضحيات الشعب السوري، أم لا يزال الانتاج الفني والادبي السوري دون المستوى المطلوب حتى اللحظة؟
حتماً هو دون المستوى، فقطرة دمٍ سورية لا تعوضها كل الكتابات، ولي رأي شخصي حول النتاج الأدبي والفني فيما يتعلق بالثورة، فكل الكتابات أو أغلبها كتبت تحت تأثير العاطفة فهي تؤرخ لمرحلة ولا تبتدعها.
ـ جدار الخوف لا شك سقط في سوريا بعد اندلاع الثورة السورية، مع أن النظام لا يزال مستمراً في قتل الناس ودمار البلاد، فها استمراره بقتل الناس هو بدافع الانتقام أم لا يزال الدكتاتور السوري موهوم ويعتقد بأنه قادر على ارجاع عقارب الزمن الى ما قبل 2011؟
شعار دمار البلد شعار سهل، وهذا ما حصل قتلاً وتفتيتاً للبنية التحتية والفوقية للبلد، وإن تم استرجاع البلد إلى ما قبل 2011 فسوريا باتت اسماً على الخريطة.
ـ ثمة أسماء ثقافية كبيرة في سوريا التزمت الصمت أو فضلت التنحي والفرجة عن بُعد بدون إبداء أي وقفٍ صريحٍ وواضح مما يجري في سوريا من الخراب والدمار على يد العفالقة، فهل تراهم فعلاً خائفون من سيطرة المتطرفين الاسلاميين على البلد؟ أم أنهم بالأساس ليسوا مع التغيير وكان النظام بمثابة خيمة الراحة والأمان لديهم؟
هذه الأسماء ليست انتهازية فقط، بل هي الانتهازية عينها، أعرف الكثير من المثقفين الذين وقفوا على الحياد الجبان، والحياد يعني لي أن أولئك المثقفين كانوا مع الطغاة، وإلا فلماذا صمتوا وصاموا؟.
ـ بالرغم من كل الخراب والقتل والدمار هل لا زلت متفائلاً بغد سوريا، أم لا تزال لديك مخاوف ما، خصوصاً وأن البلد غدا ميداناً لبعض المنظمات المتطرفة العابرة للقارات؟
لستُ متفائلاً لأن التفاؤل الكاذب لا يقوله إلا السطحيون الذين لا يقرأون الواقع والوقائع، خصوصاً وأن سوريا باتت أرضاً منخفضة يتسابق إليها المتوحشون والمجرمون.
ـ سؤال أخير استاذ عبداللطيف أنت كشاعر وصاحب تجربة طويلة في الكتابة ما الذي أضافته الى تجربتك الثورة ؟ وهل تتوقع بأن ترجع عاموداً كما كانت يوماً منبراً ثقافياً فذاً ومشعلاً أدبياً وفنياً لسوريا المستقبل؟
الثورة تعني أن تبدع أكثر، أظن أني استفدت من الثورة التي أعادت اليّ شيئاً كنتُ أفتقده، وجددت فيي روح الكتابة بعد أن توقفت عنها حوالي عقدٍ من الزمن الغدار والخوان، عامودا مدينة سورية كردية، ولي كتاب مشترك مع الصحفي غسان جانكير بعنوان " في رثاء عامودا" فهي تحتضر أو ولربما هي ميتة، ونحن نرثيها أو نقف على أطلالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لازاريني: المجاعة -تحكم قبضتها- على قطاع غزة • فرانس 24


.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة




.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط


.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا




.. حملة اعتقالات في إيران لمنتقدي الهجوم على إسرائيل.. ما الاته