الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية للعراق سببه اقتصاده (الريعي)

فلاح أمين الرهيمي

2021 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كان العراق قبل التدخل الأمريكي المسلح وإسقاط نظام الحكم الصدامي يكتفي ذاتياً بنسبة 75% من إنتاجه السلعي والبضائعي والزراعي ولكن بعد العدوان الأمريكي واحتلال العراق بعد حرب/ 2003 سعى خلال حربه إلى تدمير أكثر ما يمكن من البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكان يحمل ذلك الاحتلال في أجنداته مشروعه الخاص الذي يعبر عن الرؤية الأمريكية في إعادة بناء العراق الجديد القائمة على أساس الليبرالية الجديدة. وعلى هذا الأساس وضع المدير الإداري الأمريكي على العراق (بول بريمر) مجمل خططه حسب الرؤيا الأمريكية الجديدة على العراق وحدد أهدافه واختار أدواته لتنفيذ مشروعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي المدمر بوصفه ممثلاً للسلطة التشريعية والقضائية في العراق وخدع الناس وأوهمهم أن مجلس الحكم الذي قام على شكل طائفي هو من يضع السياسات للعراق ففي مجال الاقتصاد وضع في مقدمة أولوياته تحويل الاقتصاد من الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق المفتوح حسب قاعدة (دعه يدخل ودعه يخرج) وترجم هذه التوجهات المدمرة بوضع 192 شركة من شركات وزارة الصناعة على لائحة الخصخصة محاولاً نقل تجربة الدول الاشتراكية السابقة التي تم تحويل ملكية مصانعها من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص وبيعها بأبخس الأثمان بما تسمى طرق العلاج بالصدمة وقد أفرزت هذه العملية البطالة والفقر والجوع والدعارة وعصابات السرقة والمافيات وغسيل الأموال وتهريب المليارات من العملة الصعبة وغيرها المدمرة.
وحينما علمت دول الجوار للعراق بهذه التطورات قامت كل من تركيا وإيران بقطع رقاب الأنهار التي تنبع من أراضيها مما أدى ذلك إلى موت المزروعات في العراق وتصحر الأراضي وقامت إحدى دول الجوار بإغراق الأراضي التي كانت تسقى من الأنهار التي تنبع من أراضيها بمياه البزل مما أدى إلى إغراقها بالأملاح وأصبحت غير صالحة للزراعة فانتهت حوالي 80% من صناعة وزراعة العراق مما جعل العراق أن يتحول من دولة تكتفي ذاتياً إلى دولة مستوردة وتحول اقتصادها من اقتصاد موجه إلى اقتصاد (ريعي) وأصبح العراق وأسواقه مغرقة بالسلع والبضائع من دول الجوار ودول أخرى ونتيجة ذلك نشأت البورجوازية الطفيلية التي عملها يمثل وكلاء للشركات الأجنبية في الأسواق العراقية وتفشت ظاهرة الفساد الإداري والتعامل بعملة الدولار والسوق السوداء وتهديد الأمن الغذائي للعراق والبطالة والفقر والجوع وحتى الدعارة بعد أن أصبح العراق واقتصاده يعمل وفق قاعدة السوق وأصبح الإنسان العراقي يشبه السلعة التي تعرض في السوق حسب طاقته وقوته وعمله حسب قاعدة العرض والطلب.
المطلوب الآن من الدولة أن تنقذ نفسها والعراق من التدخلات الأجنبية وتعيد للعراق استقلاله وسيادته وصيانته أن تعمل من أجل بناء اقتصاد يكتفي منه الشعب ذاتياً وبهذه الطريقة ينقذ الشعب من البطالة والفقر والجوع والحرمان وينقذ العراق من التدخلات في شؤونه الداخلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى