الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات مندلاوية 60/السعادة

احمد الحمد المندلاوي

2021 / 4 / 12
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


# وصلتني حكاية معبرة من أسامة الديالي بعنوان "سر السعادة"،هذا نصها:تقول الحكاية أن أحدهم أرسل ولده ليتعلم سر السعادة عند حكيم مشهور بالمعرفة و الدراية .
ذهب الفتى الى مقصده و طال سيره لمدة أربعين يوماً حتى وصل الى مقصده لدى الرجل الحكيم،فدخل الى قصره الفاره الفخم على قمة جبل،..وجد عند الرجل كثيراً من الناس .
انتظر الشاب ساعتين حتى يصل الدورُ في اللقاء ؛و عندما التقى الحكيم قال له:
إنّي جئتكَ من شقة بعيدة و طلبتك بمجهدة كبيرة ،و غرضي هو أن تعلمني سر السعادة.فردّ عليه الحكيم:
على الرحب ة السعة يا بني ،و هذا من حقِّ كل إنسان أن يعرف طريق السعادة حتى لا يتكدر عليه عيشه ،و ما دام الوقت الآن ليس فيه متسع لتعليمك فأنا أطلب منك أن تقوم بجولة بقصري هذا ،و عليك العودة اليَّ بعد ساعتينِ،ثمَّ أعطاهُ ملعقة فيها نقطتانِ من الزيت و قال له:
خذ يا بني هاتينِ النقطتينِ و حذارِ أن تنسكبَ من يدكَ؟
راح الفتى يصعد سلالم القصر،و يدورُ في أنحائه و هو حذر كل الحذر أن تُراق القطرتانِ من يده و هو لا يشعرُ.
و بعد أن أتمَّ جولته ذهب الى الحكيم فقال له:
هل رأيت رياش القصر و سجاده و أثاثه البديع؟..و هل شاهدتَ مكتبة القصر العامرة ،و رأيت المجلدات الضخمة من الكتبِ؟..هل مررت بالحديقة الغنّاء الناضرة واستمتعت بجمال أزهارها و روعة أنهارها؟
بهت الشاب و لم يدرِ كيف يجيب الحكيم ،فهو لم يرَ شيئاً في القصرِ من أنواع الأثاث و ما حوله من بديع الزراعة فقد كان مشغولاً بالحفاظ على نقطة الزيت التي يحملها في يده لئلا تنسكب ،فقال:
لم أرَ شيئاً و لم أتفطن لشيئٍ.
فقال الحكيم:إذنْ عليك الذهاب و رؤية ما في القصرِ فلا يمكن أن تعتمد على شخص لا تدري أين يسكن.
عاد الفتى الى تجواله و لكن بدون الوصية السابقة،فانتبه هذه المرة الى ما هو موجود و ما هة معلق على الجدران،و الى تلك الكتب الثمينة التي تهز العقول ،و تشرح الصدور،ثم عرج على بستان البيت فرأى قدرة الله في الإبداع،من زهورٍ تفتحت و خضرة أشرقت،و روائح قد ذكت.
عندما الفتى الى الحكيم؛و حكى له ما وقعت عليه عيناه ،و هنا سأله الحكيم :
و لكن أين قطرتا الزيت اللتين عهدت اليك ان لا تنسكبا منك؟..
هنا نظر الفتى الى الملعقة فلم يرَ شيئاً فقد انسكبتا من تجواله .
فقال له الحكيم :
تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك..سر السعادة.
هو أن ترى روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبداً قطرتي الزيت.
فهم الفتى مغزى القصة، فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء .و قطرتا الزيت هما: الستر و العافية.
م/مجلة الرياحين– العدد:69لسنة 1432هـ.
49/ 2021م - مندلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على