الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا بين انقلابين . 1960 - 1980 م ..دراسة تاريخية ورؤية سياسية (( 6 )) .

حسن كعيد لواخ
كاتب وتربوي من العراق

(Hasan Gaeed)

2021 / 4 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفصل الرابع :
الحكومات الإنتقالية والإتلافية غير المستقرة / 1960 -- 1980 م /

أولا حكومات ما قبل الدستور ( حكومات العسكر الإنتقالية ) :
في اليوم الاتي لقيام الإنقلاب أي 28 أيار 1960 م ، وبعد تسلم العسكر زمام الامور ألفوا ما عرف ب (لجنة الوحدة الوطنية ) لإدارة شؤون البلاد ، والتي ضمت ( 38 ) ضابطا ممن شاركوا في الإنقلاب ، وقد أختير ( جمال كوسيل من قبل أعضاء لجنة الوحدة الوطنية ليكون رئيسا مؤقتا للجمهورية ، فألف جمال كورسيل الححكومة الإنتقالية الاولى (( 74 )) ( حكومة تكنو قراط ) . وفي تشرين الأول / اكتوبر من العام نفسه ألف جمال كوسيل الحكومة الإنتقالية الثانية ، والتي إستمرت لحين إجراء الإنتخابات النيابية العامة في 15 تشرين الاول عام 1961 م وتشكيل لأول حكومة إتئتلافية في تاريخ تركيا الحديث .
الحكومة الإئتلافية الأولى : بعد ان جرت الإنتخابات النيابية العامة في الخامس عشر من شهر تشرين الاول 1960م ، وهي اول غنتخابات نيابية تجرى بعد الإنقلاب وعلى اساس دستور 1961 / وقانون الإنتخاب الجديد ، والذي استفتي عليه من الشعب التركي في 9 تموز 1961 م ، ويذكر غن اربعة عشر حزبا سياسيا ظهرت قبيل خوض هذه الإنتخابات ، ولقد برزت من بين هذه الإحزاب ن اربعة أحزاب كبيرة مهمة ، وهي : حزب الشعب الجمهوري ، حزب العدالة ، حزب تركيا الجديدة ، حزب الإمة القروي الجمهوري (( 75 )) .
لقد تمخضت نتائج الإنتخابات عن إخفاق الأحزاب السياسية المشاركة ، إذ لم يستطع اي حزب منها الحصول على الاصوات * التي تؤهله لتشكيل الحكومة بمفرده . والجدير بالإشارة إن تبني نظرة تحليلية عامة لإفرازات الإنتخابات النيابية الاولى لعام 1961 م توضح وبلا أدنى شك تفرّق العقل الجمعي التركي ( ميول الجماهير ) من حيث تأييدها لهذا الحزب أو ذاك ، فالاحزاب الاربعة الكبرى الفائزة بالغنتخابات ( حزب الشعب الجمهوري / حزب العدالة / حزب تركيا الجديدة / وحزب الامة الجمهوري ) توضح من كون لا توجد هناك اية ايديولوجية جامعة يؤمن بها الشعب التركي .... وهذا أوقع الإفراز السياسي والقيادي في تركيا بمأزق دستوري ... فجميع هذه الأحزاب بالإنتخابات مع فارق طفيف لحزب الشعب الجمهوري .. والأدهى من كل ذلك غن هناك فروقات عقائدية سياسية كبرى في برنامج عمل ورؤية هذه الاحزاب ، وبالتالي يتعذر إجرا او تشكيل غئتلاف سياسي حكومي لاحق ، ودخلت البلاد بأزمة سياسية ودستورية معا ، ولولا ضغط وتهديد المؤسسة العسكرية التركية بإعادة القبض على السلطة كولنياليا من جديد ( 76 ) لما رضخت هذه الأحزاب بالدخول في ما بينها بتحالف إئتلافي قيادي لحل الأزمة .
وهناك مشكلة اخرى تكمن في شخصية ( عصمت ان نونو ) بالذات ، وهو زعيم حزب الشعب ن حيث أن ( أن نونو ) (( رئيس الوزراء المنتظر )) معروف عنه التشدّد والصلابة في غتخاذ القرارات ، وتبنيه لمفهوم العلمانية الحادة وبصرامة ,,, فاعتقدت الاحزاب الثلاثة الباقية ** ، وهو إعتقاد صحيح بوجود صعوبة كبرى بالتعامل السياسي والقيادي مع شخصية مثل ( إن نونو ) .. ويمكن إعتبار إنتخابات 1961 م وإفرازاتها السياسية -- الجماهيرية نقطة مهمة وجوهرية في تاريخ تركيا المعاصر ، ولهذا فقد تشكل إئتلاف حكومي بين الحزبين الكبيرين ، حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة وقد إستمر هذا التحالف الحكومي في السلطة بين الحزبين ما يقارب ثمانية أشهر ، من 26 تشرين الاول حتى 25 حزيران 1962 م (77 ) ، وقد طرح ( عصمت أن نونو ) برنامج حكومته أمام أعضاء المجلس الوطني من خلال خطاب ألقاه في المجلس
، وقد إستهل خطابه بالقول : ( إنني اشعر بشرف عظيم أن أقف امامكم اعرض منهاج الوزارة الإئتلافية التي أراسها ، إن إئتلافا مثل هذا لم يسبق له مثل في تاريخنا ، له مثال بارز على النضج السياسي الذي تتصف به أمتنا ) .
وقد إستعرض ( ان نونو ) منهاج وزارته الإئتلافية من خلال :
1 / السياسة الداخلية / إن سياسة الحكومة تهدف قبل كل شيء الى تامين الإستقرار السياسي في البلاد ، وبث شعور الأخوة والوفاق في المجتمع مهما كانت عقائدهم السياسة .
2 / في المجال الإقتصادي / أكد المنهاج ضرورة إنجاز الأعمال في ميدان الزراعة والتجارة والصناعة والمالية والعدلية ، وعن شؤون العمال قال ( ان نونو ) : (( ان من الامور التي ستعيرها الحكومة ، هي قضية حقوق العمال التي تضمن لهم حق الإجتماع وحرية الكلام والإضراب بقصد تنظيم اوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية وتحسينها ، وذلك من خلال مناقشتها داخل المجلس الوطني )) .
أما في الأمور الدينية فقد قال عنها : (( اننا ننظر الى متطلبات الامور الدينية كقضية مهمة ، وسنوفر لها الامكانات التي تساعدها على إنجاز واجباتها بنجاح ، وسنصون حرية الضمير والعقيدة الدينية )) (78 ) .
اما في السياسة الخارجية فقد أكد ان وزارته ستنفذ ألتزاماتها بكل صدق وإخلاص ، سواء اكان ما يخص حلف شمال الاطلسي ام منظمة السنتو ، كما تحترم جميع الاتفاقات الدولية ،

(( للبحث بقية )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح