الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اثيوبيا الطموحة القوة الصاعدة أثر و تأثير سد النهضة على المنطقة 1-3

عبير سويكت

2021 / 4 / 12
دراسات وابحاث قانونية


الجزء الأول


سد النهضة القضية التى شغلت الساحة السياسية السودانية و المصرية على حدٍ سواء، و أصبحت الأكثر إثارة للجدل ، فقد كانت الفكرةحية فى الذهن الأثيوبي منذ سنين ، و لكن بدأ الأخطار بها فى يناير 2011، و فى 2 أبريل 2011 وضع الرئيس الأثيوبي السابق ميليسزناوي حجر الأساس ، و كان قد عرف عنه تحمسه الشديد لإنشاء السد و صرامة مواقفه تجاه اى رأى مخالف او ناقد للمشروع، و الشئبالشئ يذكر فحادثة سجن الصحفي الإثيوبي ريوت أليمو في يونيو 2011 بعد أن "طرح الكثير من الأسئلة" حول سد النهضة خير أنموذج،كذلك موظفو منظمة الأنهار الدولية الذين تلقوا العديد من التهديدات بالقتل آنذاك، بالاضافة لتصريحات زيناوي و وصفه المعارضينللمشروع "المتطرفين على الحدود مع المجرمين" في مؤتمر للجمعية الدولية للطاقة الكهرومائية (IHA) في أديس أبابا في أبريل 2011 ، والحادثة الشهيرة المشبوهة اغتيال كبير مهندسي سد النهضة سيميجنيو بيكيلي ، في يوليو 2018 ، حيث وجد ميتًا متأثرًا بعيار ناري داخلسيارة متوقفة بالقرب من ساحة مزدحمة في العاصمة الإثيوبية .

أهداف السد كما هو معلن عنها من الجانب الاثيوبى دعم التنمية الاقتصادية، و الإرادة السياسية الراسخة في منظور مؤيد للاستقلالبالقرار من مصر و السودان، كما ترغب الحكومة الإثيوبية في إنتاج طاقة كهرومائية متجددة تعادل 6000 ميغاوات و تزويد بلدها بالطاقة،موضحين ان حوالى 60 ٪ من السكان الإثيوبيين حاليًا لا يتمتعون بإمكانية الوصول المباشر إلى الكهرباء، أيضاً تهدف لتصدير هذه الطاقةحتى تصبح مورد للدولة والمشترين من القطاع الخاص ، الأمر الذى يضمن في نفس الوقت دخلاً هامًا من العملات الأجنبية، كذلك لدىأثيوبيا طموحات اكبر غير التى معلن عنها رسميًا .

لكن من جانب أخر ما زالت الترسبات و الغبن التاريخى موجود، فأثيوبيا تريد تعويض نفسها بأثر رجعى، حيث يرى الأثيوبيون بأن أثيوبيالطالما كانت مستبعدة من جميع قرارات النيل المهمة (الأبيض والأزرق)، معتبرين هذا الشعور القوي أنه نتاج حقيقة تاريخية بموجب عدةأحداث على سبيل المثال لا الحصر :
فى عام 1902 ، أصدرت بريطانيا العظمى بندًا إقليميًا يحظر على إثيوبيا القيام بأي نشاط على الإطلاق في النيل الأزرق دونموافقتها، وبالمثل ، في عام 1925 ، شاركت إيطاليا وبريطانيا العظمى في استخدام المياه ، دون إشراك الإثيوبيين في المداولات.
في عامي 1929 و 1959 ، توصلت مصر والسودان إلى اتفاق لتقاسم النيل الأبيض ، مرة أخرى دون دعوة إثيوبيا إلى طاولةالمفاوضات ، و تمثل هذا التحالف المصري السوداني فى سد أسوان الكبير، وهكذا و بهذا الشكل يعتبر الأثيوبيون أن مصر قامتبتطبيع نفوذها على نهر النيل ، خارج أي نهج شامل على حد وصفهم ، لدرجة اعتبار أن النهر الذي يبلغ طوله 6700 كيلومتر هو"مستحق لمصر".
يتذكر كذلك الأثيوبين في عام 2013 ، خطاب رئيس مصر السابق محمد مرسي الذي دعا فيه إلى تدمير السد بالوسائل العسكرية،ثم برر هذا بمبدأ "الحقوق التاريخية" فيما راى فيه الأثيوبيين خطاب عدواني مستفز .
تعتبر أثيوبيا بـ "المنطق التاريخي" أن مصر استخدمت النيل الأزرق لألفي عام .

و من المعروف ان الدولتين على حد سواء لم توقعا على اتفاقيتي هلسنكي (1996) ونيويورك (1997) ، و عليه فإن محاولة استيلاء اي منالطرفين على المياه غير الصالحة للملاحة من خلال التذرع بـ "الحقوق التاريخية" يتعارض مع القانون الدولي الذي تستند إليه المنظماتالدولية ، وهو بالتالي لا يعترف بأي حال من الاحوال بالحقوق التاريخية المزعومة .

يرى كذلك الأثيوبين أنهم لم يكونوا يومًا ما جزءا من القرار، و يشيرون الى ان التقارب التاريخى بين مصر و السودان حول القراراتالمصيرية موثق، مستشهدين بأن السودان في عام 2009 عندما قام ببناء خزان مروي كان بدعم من مصر، وبالمثل لم يكن لدى مصرأي شكوى عندما شرع السودان في إنشاء أربعة خزانات بين الخرطوم وأسوان و وصف الأثيوبيون ذلك بالتواطؤ المتكرر و بتكتل"عربي" موحد ضد بلادهم ونيلهم الأزرق على حد تعبيرهم ، مؤكدين على ان العداء المصري تجاه إثيوبيا "يعيد تنشيط صراعالتفوق بين أقدم دولتين في شمال شرق إفريقيا ، واحدة في منبع النيل والأخرى في الدلتا .

يُشار الى أن تاريخيًا الولايات المتحدة هى من حددت موقع السد خلال دراسة أجريت بين عامي 1956 و 1964 ، في منطقة بني شنقولحيث يمكن الاحتفاظ بمياه النيل الأزرق ، أحد روافد النيل الرئيسية، و بدأ تشييد المبنى في أبريل 2011، وكان من المقرر في البداية أنيكتمل في عام 2017، لكن لاسباب صنفت بعيوب العمل حالت دون ذلك التوقيت ، و حُدد أكتمال الهيكلة النهائية عام 2023 .
سد النهضة يعتبر الآن ثاني أكبر سد في إفريقيا من حيث الحجم (خلف سد أسوان في مصر) ، وأكبر محطة للطاقة الكهرومائية فيالقارة، أبعادها 155 م ارتفاع (ما يعادل ارتفاع مبنى من 45 طابقا) ، 1780 م من ناحية الطول، وبحيرة خزان بسعة 74 مليار م 3 ، مايعادل تقريبا بحيرة جنيف ، أكبر بحيرة في أوروبا الغربية.

حسب تصريحات السلطات الإثيوبية وصلت تكلفته حوا ( 4.8 مليار دولار) حوالى 5 مليار، أو بمعنى اخر كلف السد 15 ٪ من الناتجالمحلي الإجمالي للبلاد في عام 2011 عندما تم وضع الحجر الأول للسد، فى ذات الوقت قدر بعض المهندسين بأن التكلفة أعلى مما صرحتبه إثيوبيا، و قد أوكلت عملية البناء للشركة
Salini Costruttori الإيطالية


مما لا شك فيه ان سد النهضة سيعود على بلد المنشأ(أثيوبيا) بمنافع كثيرة من حيث توليد 15000 قيقاوات ساعة ، و تعزيز موقعهاالإقتصادى، و الجيوسياسي ،و الموقف الامنى، و التفاوضي.
لكن فى ذات الوقت أدخلها فى خلاف مع السودان و صراع كامل الدسم مع مصر ، اثيوبيا "صين أفريقيا" او "القوة الصاعدة فىأفريقيا"، لديها مواقف وصفت بالأحادية و المتعنتة ، و لكن لم يحيدها ذلك عن طموحاتها فهى ترى في سد النهضة وسيلة لتنوير عشراتالملايين من الأسر الحضرية والريفية، ودعم تنميتها الاقتصادية ، التي تعتمد حاليًا على صادراتها من البن والذهب ، محطتا توليد الكهرباءفي سد النهضة ، المجهزتان لتوليد 6450 ميغاوات ، أو أكثر بثلاث مرات من سد أسوان ، ستجعلان من الممكن تلبية جميع الاحتياجاتالوطنية، بل وأفضل من ذلك ، خلال موسم الأمطار ستمنح إثيوبيا الفرصة لبيع الكهرباء الزائدة (المقدرة بـ 2000 ميغاوات) إلى البلدانالمجاورة مثل السودان وجيبوتي، فعندما يعمل السد بكامل طاقته ، تصبح اثيوبيا أكبر مصدر للطاقة في إفريقيا .

السؤال الذى يطرح نفسه ماذا عن مصر و السودان ؟و أثر و تاثير سد النهضة عليهما؟

تابعونا للرد على هذا السؤال و للمقال بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ترصد الواقع المأساوي للاجئين السودانيين في تشاد


.. لحظة اعتقال فتاة فلسطينية من بلدة كفر مالك شرق رام الله




.. مفوض عام وكالة الأونروا يحذر من مجاعة بعد تردي الأوضاع في غز


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مفوض عام الأونروا يحذر من أن المج




.. اعتقال رئيسة وكالة مكافحة الفساد في الجبل الأسود بتهم تتعلق