الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للحوار آداب لا بد من إحيائها

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2021 / 4 / 13
المجتمع المدني


تكثر في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الآراء الكثيرة حول الحرية والرأي والرأي الآخر والمعاملة بالمثل والنظراء لكننا نادرا ما نجد تطبيقا عمليا لقواعد النقاش والجدل على المستويات الشخصية والعامة وعلى مستوى المؤسسات والشركات والدول وكأن الوصاية صفة ملازمة للأقوياء في هذه الحياة .
-1-
يحكى أنه في يوم من الأيام أراد إله الرعد والبرق أن يقضي وقتا مع أحد الفلاحين في حقولهم. وفي كل يوم تعودا أن يتسامرا حتى ساعة متأخرة من الليل . وفي كل يوم كانا يتناولان موضوعات شتى في الحياة وطموحات الفلاحين وشؤونهم وشجونهم .وفي كل مرة كانا يتفقان على الموضوعات التي يناقشانها.
في إحدى السهرات ، رأى الفلاح أن المطر هذا العام كان غزيرا وأدى إلى تلف جزء من المحصول. لكن إله الرعد استنكر الفكرة من أساسها . واعتبر أن الفلاح قصّر في العناية بالمحصول. حاول الفلاح عبثا إقناع إله الرعد بفكرته لكنه تعنت ورفض فرضيات وطروحات الفلاح. ثم تابع إله الرعد قائلا: يا صديقي إذا لم تقنع بفكرتي سأرسل رعدي وغيمي ومطري إليك .وسترى! لن تنفعك الشمس أو الهواء أو الرياح.
وافق الفلاحُ إلهَ الرعد . وحمد الله أن انصرف راضيا ً تلك الليلة.
-2-
يحكى أن مدرسا للتربية الدينية روى لتلامذته حكاية سيدنا يونسوكيف دخل جوف الحوتثم لفظه الحوت بعد عدة أيام . سأل أحد التلاميذ الأستاذ : ولكن يا أستاذ كيف دخل سيدنا يونس جوف الحوت ولم يمت؟.إذا دخل أي منا جوف الحوت أو بركة ماء سيموت من ساعته. تعكر مزاج الأستاذ كثيرا وأجابه : وما دخلك أنت يا قليل التهذيب حتى تنكر رواية القرآن الكريم .. ماذا يعمل أبوك ؟ ومن أي منطقة أنت؟ وبدأ الأستاذ يوبخ التلميذ وكلما تذكر الأستاذ الحادثة عاد ووبخ التلميذ.
شعر التلميذ بالنفور من التربية الدينية ومعلمها بسبب هذه الحادثة.
عرفت بما حدث عندما حضرني إلى مكتبي والد التلميذ يصحب ولده الحائر وسألني ما يفعل. كثيرا وابتسمت في وجه الطفل الحائر وقلت له يا صغيري، حكاية سيدنا يونس عليه السلام ليست حكاية عادية ولا نراها كل يوم .لا تحدث معي أو معك أو مع والدك إلا بمشيئة عزيزة. حدثت مرة في التاريخوكانت معجزة.والمعجزات يا صغيري لا تتكرر وإلا صارت أحداثا عادية . أفهمت ؟ سيدنا يونس عليه السلام ليس شخصا عاديا .كان يحمل رسالة السماءإلى الناس كل الناس والمعجزات كثيرة لكنها نادرا ما تحدث.... هاك مثلا أولئك السبعة أطفال الذين تكلموا في المهد. أنت وأنا نناغي ونكاغي ولكن لا نتكلم كلاما يفهمه الكبار لأننا عاديون. أفهمت الآن؟
وقف الطفل على كرتونة ورق في المكتب . قبلني وشكرني كثيرا. لاحظت على وجهه أمارات الرضى والقبول.
-3-
في إحدى المرات سئل برناردشو عن الحوار فقال:
إذا كان لديك تفاحة ولدي تفاحة.... وتبادلناها.... سيصبح لدى كل واحد منا تفاحة .....
أما إذا كان لديك فكرة أو رأي وتبادلناها ..... سيصبح لدى كل واحد منا رأيان أو فكرتان....
فما بالك إذا كنا عشرة...........
أو عشرون.........
أو مئة
وإذا كان للحضارة قوانينها وللتخلف تشريعاته فالجدل مظهر من مظاهر الحضارة وعنوانها يأخذ لدى الشعوب المتحضرة أشكالا راقية هادئة ويأخذ لدى الشعوب المتخلفة أشكالا عنيفة أقلها قعقعة السلاح ومصادرة الحريات تحت عناوين شتى .
المهم في الأمر ، أن للجدل آداب لا بد من إحيائها......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط