الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسبوع المغاربي يحييكم

سعيد هادف
(Said Hadef)

2021 / 4 / 13
الصحافة والاعلام


عندما اقترح عليّ أحدُ الأصدقاء هذا المشروع لم أتردد، وخيّل إلي أن المشروع الذي أطلقته صيف 2014 ولم يستمر إلا شهورا قليلة، عاد إليّ من حيث لم أحتسب.
في عام 2014 وضعت تصورا لمنبر إعلامي يهتم بالشؤون المغاربية، وصممت شعاره بنفسي مستثمرا موهبتي في الرسم، وسميته "المغاربي" ثم عرضت الفكرة على بعض أصدقائي بمدينة وجدة، وأطلقت المشروع، ولأسباب ذاتية وأخرى موضوعية وجدت نفسي مكرها على إغلاقه.
بعد خمسة أعوام، قضت الأقدار، في غمار الحراك، أن ألتقي صدفة بصديق لم أره منذ ربع قرن، كدنا نصطدم عند زاوية شارع بحي ميرامار بوهران، كلانا كان متعجلا، تبادلنا بضع كلمات ثم تبادلنا أرقام الهاتف وانصرف كل منا إلى حاله.
بعد أيام تواصلنا عبر الهاتف، ثم التقينا ببيته وتعارفنا من جديد، كلانا طوّف في الآفاق ثم عاد إلى وهران. بكي بن عامر خاض تجارب عديدة، ومن ضمنها مساهمته في تأسيس منبر "بوابة أفريقيا الإخبارية"، وهو موقع يشرف على تسييره نخبة من المغاربيين. من المصادفات أن العام الذي انطلق فيه هذا المنبر هو ذات العام (2014) الذي أطلقت فيه موقع "المغاربي" الذي لم يدم سوى ثلاثة أشهر أو أربعة، ثم أغلقته لأسباب لا يتسع المقال للتفصيل فيها.
صديقي بكي بن عامر الأمين العام لتحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة وأحد أصدقائه بالبوابة، كان لهما دور في بروز هذا المشروع إلى النور، هكذا ولدت الفكرة وحظِيتُ بالإشراف على تحرير صحيفة أسبوعية تهتم بالشأن المغاربي.
بوابة أفريقيا الإخبارية، موقع يرأس تحريره الأستاذ حسين مفتاح، وكما جاء في التعريف بموقع البوابة: "مشروع إعلامي ليبي، يقوم عليه نخبة من الإعلاميين الليبيين داخل الوطن وخارجه يهدف الى نشر الخبر الصادق والتحليل الهادف، والرأي الحرّ، يفتح المجال أمام الليبيين جميعا في الداخل والخارج من أجل المساهمة في صياغة مشروع ليبيا الحرّة الجديدة التي تستند إلى قيم التسامح والتعايش السلمي المدني في مواجهة المشاريع المتطرفة التي أثبتت فشلها وقادت البلاد الى الهاوية".
وكانت رؤية هذا المشروع متساوقة مع وثيقة الالتزام المهني والأخلاقي لمالكي وصناع القرار في المؤسسات الإعلامية الليبية التي نصّ عليها لقاء مدريد أكتوبر 2015 برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (انظر نص الوثيقة بموقع البوابة).
الأسبوع المغاربي الذي يصدر بصيغة بي دي آف، هو ثالث إصدار من إصدارات البوابة إلى جانب "الأسبوع الليبي" و"المرصد".
في خضم كمٍّ هائلٍ من المواقع الإعلامية الرقمية، كيف يمكن لمنبر حديث النشأة أن يكون قيمة مضافة؟ وحتى يمكننا الجواب عن هذا السؤال نحتاج إلى سؤال آخر هو: ما الذي يميز الأسبوع المغاربي؟
انطلاقا من الاسم فهو منبر يهتم بالشؤون المغاربية، وإذ يسعى إلى مواكبة الأحداث المغاربية فهو يرصد أهم القراءات التي تصاحبها، وهو أمر يكاد يكون القاسم المشترك بين كل المنابر الإعلامية، لكن ما يطمح إليه الأسبوع المغاربي هو بناء خطاب إعلامي متبصر لا مكان فيه للكراهية وللعنف ولا للإثارة الفجة أو الدعاية المضادة لمصلحة الشعوب المغاربية والقيم الإنسانية، سواء على مستوى صياغة الخبر أو على مستوى القراءة والتحليل؛ وهذا التوجه يحتاج إلى جهد كبير حتى يستقر ويترسخ، أوّلا، لدى صحفيي الأسبوع وأصدقائنا كتاب الأسبوع، من الباحثين والمفكرين والمحللين، سواء كانوا يتقاسمون معنا نفس القيم أو يختلفون معنا في بعضها، وثانيا، لدى صنف من المتلقّين الذين تحرروا من صحافة "الإثارة لمجرد الإثارة"، ونطمح أن يكون المتلقّي شريكا في صناعة هذا التوجه وترسيخه كثقافة في الوسط السياسي المغاربي.
اشتغلنا طيلة العام الماضي على إعداد ملفات حول مواضيع ذات صلة بأهم الأحداث المغاربية، وسنركز هذا العام على نفس المواضيع من منطلق أن الملفات تمثل قوة اقتراحية، وبالتالي فإن هذه الملفات تساهم في صناعة المقاصد الكبرى التي تسعى إليها السياسات المغاربية المتشبعة بقيم التغيير الخلاق أو حتى تلك التي مازالت مترددة أو متذبذبة بسبب عوائق حالت دون تحررها من البراديغما القديمة.
وحرصنا في التبويب ومحتويات كل الأبواب، أن يكون الأسبوع المغاربي وثيقة يرجع إليها الباحثون والمؤسسات العلمية كالجامعات ومراكز البحث المهتمة بالشأن المغاربي، وما يجعل هذه الوثيقة متاحة هو صدورها بصيغة البي دي آف، وهي صيغة لا تختلف عن الإصدار الورقي فضلا عن كونها قابلة للخروج إلى المتلقي في صيغة مطبوع ورقي يقوم به بنفسه. ومع أن الأخبار متداولة على أوسع نطاق، ومع ذلك فضلنا أن نُوثّقها في الصحيفة حتى تكون مرجعا سهلا لدى الباحث يوفر عليه قسطا وافرا من الجهد والوقت.
وإذ نأمل أن نكون عند حسن ظن وسطنا الثقافي المغاربي، وإذ نشكر كل اللواتي والذين كانوا دعما لهذا المشروع الإعلامي، سنعمل على تطوير هذه التجربة بالشكل الذي يعود بالنفع على شعوب المنطقة المغاربية، وأملنا كبير في المستقبل وفي اللواتي واللذين يتقاسمون معنا حلمنا المغاربي الذي سيتحقق بفضل النخب الجديدة التي بدأ صوتها يتقوى حبا في السلام ودفاعا عن فضاء مغاربي يتسع لكل المغاربيين ومحيطهم الإنساني دون حدود، دون حروب، دون ظلم وكراهية، وبكثير من العدل والحرية والرفاهية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة