الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلدان الأكثر فقرا للمياه النظيفة

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2021 / 4 / 13
العولمة وتطورات العالم المعاصر


إذا كنت من بين السابع من كل عشرة أشخاص على هذا الكوكب لديهم مياه نظيفة متاحة في منزلك على مدار الساعة ، فأنتمنالمحظوظين. هناك مئات الملايين من الناس ليسوا محظوظين مثلك ، وعائلاتهم تدفع ثمن المياه النظيفة يوميا، وتستنزف الأمراض المرتبطة بالمياه طاقتهم. إن حمل أدلة الماء المتسخ لساعات يمنع الأمهات من كسب المال، والأطفال من الذهاب إلى المدرسة. ليس لديهم المياه التييحتاجونها لري المحاصيل أو سقي الماشية. وفي نهاية اليوم ، من الصعب أن تشعر بالراحة لأن اليوم التالي سيكون كما هو اليوم.

هؤلاء هم الأشخاص الذين يفتقرون إلى خدمات المياه الأساسية. وهذا لا يعني أن الماء موجود على الصنبور على مدار الساعة. الأمر ليس كذلك أبدا ، فالمياه قريبة ، يمكن الوصل إليها في النهر أو الترعة في غضون ثلاثين دقيقة ذهابًا وإيابًا.

لنلقي نظرة سريعة على حياة أناس منحوا الحياة ولكنهم لم يمنحوا الخدمات الموجودة في الحياة مثل الكثيرين في شمال الكوكب وغربه وشرقه. يعيشون تحت خط الفقر بكثير ، ولا يجدون من يقدم لهم يد العون . يأتي في طليعة الدول الأكثر فقرا في المياه وفق تسلسلها ما يأتي:

اريتريا:
يفتقر 80.7 % من سكان هذا البلد إلى خدمات المياه الأساسية . يمتع سكان إريتريا في شرق إفريقيا بأقل قدر من المياه النظيفة بالقرب من منازلهم. وهذا يعني الافتقار إلى المرافق الصحية المنزلية الملائمة.وتكون مصادر المياه المفتوحة غالبًا ملوثة بمخلفات الإنسان والحيوان، كما تؤدي إزالة الغابات والممارسات الزراعية السيئة إلى تفاقم مشكلة تلوث المياه. ومع ذلك ، تشهد إريتريا تحسينات في مجال المياه حيث توحد الحكومة والمنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة جهودها مع المجتمعات ولكن الطريق طويل وسيقضي الآلاف قبل أن تتحسن ظروف المعيشة .

بابوا غينيا الجديدة:
يفتقر 63.4 % من سكان هذا البلد إلى خدمات المياه الأساسية ، ويعيش الكثير من سكان المناطق الريفية في بابوا غينيا الجديدة في مجتمعات نائية منتشرة بين 600 جزيرة في آسيا والمحيط الهادئ. غالبًا ما يعاني سكان الجزر من نقص المياه النظيفة والصرف الصحي ، ولا يفهم الكثيرون ممارسات النظافة الأساسية. تعد بابوا غينيا الجديدة إحدى أكثر البلدان عرضة للكوارث في المنطقة ، حيث تتكرر الأعاصير والفيضانات التي تدمر البنية التحتية والمنازل والمحاصيل الزراعية. يركز المنظمات العالمية في بابوا غينيا الجديدة على دعم النظم الصحية وبناء القدرة على الصمود في الأسر والمجتمعات. تشمل مكونات هذا العمل تحسين الوصول إلى المياه والصرف الصحي ، إلى جانب تعزيز تغيير سلوك النظافة.

أوغندا:
يفتقر حوالي 61.1٪ من سكان أوغندا إلى خدمات المياه الأساسية. في أوغندا ، لم تواكب خدمات المياه والصرف الصحي عقدين من النمو الاقتصادي، والزيادات السكانية، والتوسع الحضري المكثف. تستضيف البلاد أيضًا حوالي 1.4 مليون لاجئ، العديد منهم من الصراع في جنوب السودان . تعاني الاستجابة الإنسانية الدولية التي تخدم هؤلاء اللاجئين من نقص التمويل بشكل مؤسف وتزيد من قدرة كل من اللاجئين والأوغنديين المحليين على التعامل مع الظروف المعيشية الصعبة.
تزيدالمنظمات العالمية من الوصول إلى إمدادات المياه المستدامة والآمنة لحوالي 56،130 شخصًا خلال عام 2020، ومن بين المستفيدين 30،872 طفل. بالإضافة إلى ذلك ، تم بناء مصادر للمياه في تسع مدارس ، مما أتاح لـ 6،480 طفلًا الحصول على مياه الشرب الآمنة ولكن كل هذه الاجراءات غير كافية وغير مستدامة.

إثيوبيا:
يفتقر حوالي 60.9٪ من عدد السكان إلى خدمات المياه الأساسية.إثيوبيا لديها ثاني أكبر عدد من السكان في أفريقيا إذ يبلغ إجمالي عدد السكان 105 مليون شخص - ونحو 64 مليون منهم يفتقرون إلى الوصول الأساسي إلى المياه النظيفة. في حين أن المرتفعات الشمالية لإثيوبيا غالبًا ما تتلقى كميات وفيرة من الأمطار ، إلا أن هناك أيضًا فترات من الجفاف الشديد وتقلب هطول الأمطار ، مما يجلب قدرًا من الإلحاح لإيصال إمدادات المياه المستدامة. وينطبق هذا بشكل خاص على سكان الريف الذين يشكلون 80٪ من السكان.

ساعد برنامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية التابع للمنظمات العالمية في إثيوبيا 350 ألف شخص على الوصول إلى المياه النظيفة في مجتمعاتهم ، و 396 ألف شخص في بناء مراحيض في منازلهم ، وتعرف 450 ألف شخص على مفاهيم النظافة الشخصية والصرف الصحي. توفر أنظمة ضخ المياه المبتكرة التي تعمل بالطاقة الشمسية أيضًا خدمات مياه موثوقة للمناطق التي لم تصل فيها الشبكة الكهربائية بعد. يتوقع أن يحل سد النهضة قسما كبيرا من العجز في هذا المجال.

الصومال:
يفتقر جوالي 60٪ من الصوماليين إلى خدمات المياه الأساسية ، ويساهم نقص المياه النظيفة والصرف الصحي ، إلى جانب سوء النظافة ، في ارتفاع معدل الأمراض المرتبطة بالمياه ، والتي من المرجح أنها تصيب الأطفال والأمهات في الصومال . ومما زاد الطين بلة ، أدى الصراع المسلح الدائر في البلاد والجفاف والفيضانات إلى نزوح حوالي 1.5 مليون شخص في البلاد منذ عام 2016.

ساعدت المنظمات العالمية والمحلية حوالي 82000 شخص في الصومال على الوصول إلى المياه النظيفة من خلال بناء الآبار وإعادة تأهيل الآبار الضحلة حتى نهاية عام 2019. كما قام فريق المياه والصرف الصحي والنظافة العامة ببناء ثلاثة سدود لتجميع مياه الأمطار ، وهو ابتكار في الصومال، وإذا أثبت هذا التطور الواعد فعاليته ، سيشكل طريقة أخرى لمساعدة الأسر على إعالة نفسها بطريقة مستدامة.

أنغولا:
يفتقر حوالي 59٪ من الأنغوليين إلى خدمات المياه الأساسية. ويستخدم ما يقرب من ربع سكان أنغولا البالغ عددهم 28.2 مليون نسمة المياه من نهر أو بركة سطحية غير آمنة أو مسيل غير نظيف . وفي بعض الأماكن ، يكون الماء وفيرًا - لكن ليس الماء الذي يصلح شربه. وغالبًا ما يكون نقل المياه إلى المنزل من عمل النساء والفتيات اللواتي قد يقضين ساعات في اليوم يحملن أوعية ثقيلة من المياه القذرة لتلبية احتياجات أسرهن. في عام 2019 ، أحضرتالمنظمات المحلية العالمية شبكات المياه بالأنابيب ، والآبار ، ونقاط المياه التي أعادت تأهيلها إلى 16 مجتمعًا أنغولا، مما زاد من وصولهم إلى المياه النظيفة من 0٪ إلى 59٪. لقد شهدت هذه المجتمعات بالفعل فوائد صحية. وانعدام المشي لفترة قصيرة للحصول على المياه ، ويكون بالتالي لدى النساء والفتيات المزيد من الوقت للمدرسة ، والتدبير المنزلي ، وزراعة الحدائق المنزلية.

موزمبيق:
يفتقر حوالي 52.7٪ إلى خدمات المياه الأساسية. في موزمبيق ، يُعتبر سكان الريف وسكان الشمال الأسوأ في الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك ، يؤدي النمو السكاني السريع والتحضر إلى إجهاد جميع أنظمة المياه. في أذارونيسان عام 2019 ، وجه إعصار إيداي وكينيث ضربة مروعة لمدينة بيرا الساحلية والمنطقة الشمالية على التوالي ، مما أدى إلى نزوح العديد من العائلات. واستمرت الفيضانات لأشهر ، مما خلق ظروفًا لتفشي الكوليرا والأمراض الأخرى المرتبطة بالمياه. ومع ذلك ، قدم برنامج المياه والصرف الصحي والنظافة التابع للمنظمات العالمية لأكثر من 87000 شخص إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، وساعد ما يقرب من 74000 شخص في الحصول على الصرف الصحي المنزلي.

جمهورية الكونغو الديمقراطية:
في جمهورية الكونغو الديمقراطية ، يفتقر حوالي 58.2٪ إلى خدمات المياه الأساسية. إن جمهورية الكونغو الديمقراطية هي ثاني أكبر دولة في أفريقيا بعد الجزائر. هناك الكثير من البؤس داخل حدودها الناجم عن الصراعات في شرق ووسط منطقة كاساي وبسبب تفشي الأمراض ، بما في ذلك مرض الإيبولا الفيروسي في الشمال الشرقي. إن مستويات الفقر مرتفعة للغاية ، ونصيب الفرد من الدخل القومي أقل من 800 دولار سنويًا. ويستخدم أكثر من 50 مليون شخص في جمهورية الكونغو الديمقراطية المياه غير المأمونة. وكل ما لديهم من مياه غير مأمونة يستخدم للشرب والطبخ والغسيل. وتؤدي المياه القذرة إلى أمراض مثل الإسهال والكوليرا ، التي تستنزف الطاقة والحياة من الأطفال المعرضين للخطر.

في عام 2019 ، ساهمت المنظمات الدولية والمجتمع المدني ببناء وإعادة تأهيل 468 بئراً ونقطة مياه جديدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وساعدت أكثر من 125000 شخص في الحصول على المياه النظيفة. كما ساعدت برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في حالات الطوارئ في مكافحة انتشار الكوليرا من خلال الترويج للنظافة وفق فلسفة من الباب إلى الباب وتقديم المساعدة للمدارس والمراكز الصحية والأسر الخاضعة لحجر الإيبولا الصحي.

تشاد:
يعاني حوالي 57.5٪ من سكان تشادمن عدم توفر خدمات المياه الأساسية. يعتمد في تشاد ما يقرب من 6٪ من السكان البالغ عددهم 12.2 مليون نسمة على الحصول على المياه من مصادر مفتوحة غير آمنة مثل الجداول والأنهار التي تستخدمها الحيوانات أيضًا. وفي عام 2019 ، ساعدت المنظمات الدولية والمجتمع المدني حوالي 29000 شخص في تشاد في الحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة ، وتم اعتماد 34 مجتمعًا سكانيا على أنها خالية من التغوط في العراء. ولتحقيق هذه الأهداف ، قامت المنظمات الدولية والمجتمع المحلي ببناء أكثر من أربعة آبار ، وتجهيز المجتمعات والمدارس والمرافق الصحية.

النيجر:
يفتقر حوالي 54.2٪ من سكان النيجر إلى خدمات المياه الأساسية. في الحقيقة ، النيجر ، أكبر دولة في غرب إفريقيا ، وهي من بين أفقر دول العالم. حيث يعيش ما يقرب من نصف سكان النيجر على أقل من 1.90 دولار في اليوم. يزرع معظم الناس ، لذا فهم يعانون من نقص المياه والجفاف المتكرر في ظروف شبيهة بالصحراء القاحلة.

في النيجر ، تركز المنظمات الدولية التي تقدم المساعدة على إنشاء برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المستدامة، كما تتعاون مع وزارة الموارد المائية والصرف الصحي التابعة للحكومة الوطنية وكذلك مع القطاع الخاص والجماعات المجتمعية لإدارة وصيانة أنظمة المياه الخاصة بهم. في عام 2019 ، ساعدت المنظمات الدولية والمجتمع الأهلي في توفير مصادر مياه الشرب النظيفة لحوالي 101100 شخص وقدمت الخدمة لحوالي 98000 بالصرف الصحي المنزلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة