الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ الجذور والتراب حوار مع محمد ابو ميزر

مهند طلال الاخرس

2021 / 4 / 14
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
الجذور والتراب، حوار مع محمد ابو ميزر (ابو حاتم) من اعداد وحوار صقر ابو فخر ومن اصدارات المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، والكتاب يقع على متن 236 صفحة من القطع المتوسط.

الكتاب غني وغزير وهذا الغنى يتمثل بثلاث نواحي:
اولا، هذا ينبع من قيمة وقامة صاحب السيرة (ابو حاتم) والحوار معه وكونه شاهدا حيا على كثير من التفاصيل وصانعا للاحدث وهذا لا يتأتى لاي كان إلاّ لمن يحمل في جيناته سمات الرواد الاوائل والجيل المؤسس وهذا ما يتلمسه القاريء عند الاطلاع على سيرة ابو حاتم وتفاصيلها .

والقيمة الثانية لهذا الكتاب تتأتى من قيمة الشهادات التي اوردها ابو حاتم عداك عن كثير من القصص والحكايا والتفاصيل التي بقيت اسرارها طي الكتمان الى امد قريب.

وثالثا، كون المحاور في هذا الكتاب صحفي متمرس ومن الطراز الرفيع ومتخم بكم هائل من الاسرار والمعلومات علاوة على انه يمثل اخر هؤلاء الرواد من الصحفيين الجادين الذي يعون دورهم في التاريخ ويعون ايضا دور الذاكرة ويدركون اهمية حفظها وتوثيقها خوفا عليها من العبث، هذا المحاور الفتحاوي بالفطرة له من اسمه نصيب فهو صقر ان وان علت الجبال وهو فخر حتى لو انتكست رايات وخُفضت اعلام.

في هذا الكتاب نجح صقر ابو فخر في استفزاز ذاكرة ابو ميزر لحد معين، واعتقد انه كان بامكانه اكثر من ذلك، واخال نفسي مكانه واحسب لنفسي قدرتها على تقدير الموقف وحساباته الوطنية وبالتالي سأحجب كثيرا من الحقائق عن المتلقين او المتصيدين -وهم كثر- والاهم ان مناقب الرجولة والاخلاق الوطنية تحتم ذلك وهذا ما احسب صقر ابو فخر يدركه جيدا كما واحسب المناضل الكبير ابو حاتم انه كان اهلا لهذه الامانة ولهذا البوح، ففي هكذا دروب ليس كل ما يعرف يقال...

في هذا الكتاب يسرد ابو ميزر طفولته ونشأته وبواكير وعيه السياسي وانتمائه لحزب البعث، ثم التحاقه بصفوف حركة فتح منذ البدايات، ويتطرق لمسيرته في حركة فتح لاهم المواقع التي شغلها والمهمات التي كلف بها، ويتعرض لذكر كثير من القصص والحكايا التي شغلت سطورا كثيرة من الكتاب، ومثلت لنا اجمل حكايات الزمن الجميل كما كانت فكرتها الاسمى تمثل اقرب اوقات العودة لفلسطين في حينها وحتى الان.

الكتاب جاء سلسا وبلغة حوارية ممتعة تكسر رتابة الحدث والتاريخ وتنزع عنه صورة الجفاف، وهذا كله تمثل عبر فصول الكتاب الاربعة عشر والتي تتحدث عن: البدايات والمؤثرات الاولى، ذكريات الدراسة وبواكير الوعي القومي، الوعي السياسي الجديد، مرض القدس، الثقافة والمكان، البعث، القاهرة، المرحلة الجديدة، الفتح بعد البعث، حساب الجُمل والافكار القيامية، التجربة الجزائرية، من الجزائر الى دمشق والانغمار في الثورة الفلسطينية، باريس والدولة الديمقراطية العلمانية، العودة الى المشرق.

الكتاب بمادته الغنية يشكل اضافة مهمة للمكتبة والذاكرة الفلسطينية، ومادة الحوار بعيدة عن التكلف ويفوح منها الصدق الظاهر والغيرة على فلسطين وفتح، اما الهوامش وتثبيت المصادر والمراجع -والتي لا اعتقد انها مسؤولية طرفي الحوار ابو حاتم وابو فخر واعتقد انها من مسؤولية الناشر- فسيلحظ القاريء والباحث المهتم انها اخطأت ثلاث مرات في هوامش من الصعب قبولها في هكذا مواضع فالخطأ في مثل هكذا مواضع لا يغتفر، إلا ان هذا الجهد والاهتمام الذي يوليه الناشر لتدوين تاريخ الثورة الفلسطينية يلزمنا ان نغض النظر عن هذه الاخطاء وان نكتفي بالاشارة اليها ودون ان نغفل ايضا عن شكرنا وتقديرنا لهذه الجهود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد