الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرن من التميز والمثابرة

باسم محمد حسين

2021 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


قبل قرابة قرن من الزمان تناخى ثلاثة عشر شاباً صينياً وحققوا مؤتمراً تأسيسياً لحزب شيوعي مؤمن بالماركسية كمنهاج عمل لتخليص الناس من الفقر والجوع والمرض والآلام وتحقيق العدالة الاجتماعية.
في مبنى وسط مدينة شانغهاى العاصمة الاقتصادية للصين النابضة بالحياة، عقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره التأسيسي الأول في تموز عام 1921 . وبحضور شخص روسي ممثل عن الأممية الشيوعية وشخص هولندي كمراقب.
وخلال الفترة ما بين عامي 1921 – 1949، ناضل الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني نضال شاق طويل الأمد ضد الامبريالية والإقطاع والرأسمالية والبيروقراطية، وحقق بنضاله انتصارا كبيراً في نهاية المطاف وأسس جمهورية الصين الشعبية.
حققت الصين الشعبية بقيادة حزبها الشيوعي الذي يعتمد الفكر الماركسي اللينيني وتوجيهات القائد ماو تسي تونغ تطوراً كبيراً في مجالات عديدة وخصوصاً في القطاع الصناعي الذي هو الأساس المتين لتطوير القطاع الزراعي، حيث تعددت الصناعات وتطورت بشكل سريع. ولابد أن نشيد بدور الشيوعيين الأوائل اعضاء ومندوبي المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الصيني وبقية المؤتمرات اللاحقة الذين كتبوا أهداف الحزب التي تخدم الأغلبية المطلقة من الشعب الصيني وهي إسقاط البرجوازية وإقامة دكتاتورية البروليتاريا وإلغاء الملكية الخاصة بغية القضاء على الفقر والفوارق بين طبقات الشعب.
وبعد عام 1978 وبتوجيهات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس دينغ شياو بينغ رائد الاصلاح، انفتحت الصين على العالم حيث اعتمدت سياسة الاصلاح والانفتاح (الاصلاح في الداخل والانفتاح على الخارج) ودخلت مرحلة التعاون بينها وبين الدول المتقدمة من خلال الشركات التي جاءت بتقنياتها المتطورة واستثمرت في الصين، وكان من الأمور التي شجعت تلك الشركات التسهيلات المقدمة لها من الحكومة الصينية واعتماد مبدأ (رابح – رابح) أي تكون الاستفادة للطرفين يضاف لها وفرة الأيدي العاملة قليلة التكلفة.

الحزب الشيوعي الصيني اليوم يضم في قوامه العددي أكثر من 91 مليون عضو وهو القوة المركزية (بالإضافة الى الأحزاب الديمقراطية الثمانية الأخرى) القائدة للأمة الصينية التي تحمل لواء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الناجحة والتي حولت هذه الدولة العملاقة التي تضم 1.44 مليار نسمة من دولة زراعية فقيرة تستخدم الثيران في حراثة الأراضي الزراعية، الى دولةٍ تقف بمصاف بل في مقدمة الدول المتقدمة في كل الجوانب، وثاني اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية، بكتلة نقدية تتخطى 2 ترليون دولار بكثير.
ومن الجدير بالذكر، في أحد اللقاءات مع المسؤولين في جمهورية الصين الشعبية عام 2018 طرحت سؤالاً كان يشغلني دائماً، لماذا تسمون دولتكم بالنامية بينما أنتم متقدمون جداً وتمتلكون مقومات الدول المتقدمة فعلياً؟ فكانت اجابته "في العام 2020 ووفق خططنا التنموية المنبثقة عن قرارات حزبنا الشيوعي سنقضي على الفقر، وبعدها ستزداد عوائد مواطنينا المادية وعند وصول دخل المواطن الصيني الى ما يساوي مداخيل مواطني الدول الأولى في العالم حينذاك سنقول نحن دولة متقدمة".

مجداً لكل من صنع الحياة والمستقبل .
مجداً للحزب الشيوعي الصيني في عيده المئوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا


.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي




.. إيطاليا : ضريبة لزيارة البندقية.. فهل تحل مشكلة السياحة المف


.. إسرائيل ماضية في خططها لاجتياح رفح.. ما الموقف المصري؟




.. سلمان رشدي لشبكتنا: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وما هو