الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تقتل سماحة الله بسيف الكهنة من الفقهاء؟

عذري مازغ

2021 / 4 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الملاحظ في أوربا، برغم أن أغلب سكانها يدينون بالمسيحية، إلا أن مجتمعاتهم، في الحوارات العامة، في الساحات وحتى في النقاشات الفكرية والندوات لا تعرف هذا الصخب من الجدل الديني، وحتى حين تنتقد من باب الإستفزاز الفكري نبيهم يسوع لن تجد أحدا يتطوع لينوب عن المصلوب دفاعا عنه ويرميك بكل النعوت ويعلق "إلا ابن الله..!" لأنك مسست يسوعه او مسست دينه، لقد حسموا في أمر "كل كبش يعلق من ذيله" ولا أحد مستعد أن يقحم نفسه في صراعات لا طائل منها صراعات ليست لاهي قوته او عمله او حياته الشخصية: المسيحية معتقد، لكل إنسان الحرية في ان يعتقد بها وفي ان لايعتقد بها، اعرف شخصيا أنساس اعتنقوا البودية وهم محسوبون على المسيحية، وحين يلج إلى اجتماعاتنا، تحدقه العيون فضوليا لمعرفة سر البودية التي آمن بها وليس أنهم ينتقدونه أو يكفرونه (هذا الخطاب في التكفير غير موجود في اقموسهم) لأنه ترك المسيحية بل يغمرهم الطموح لمعرفتها في العمق بدون خلفيات دينية.
إن المسيحية هي تراث إنساني كباقي الديانات الأخرى وليست ملكا لأحد والمسيحيون تجاوزا في القرون الوسطى هذه الجدالات التي أفعمنا نحن بها عندما يتعلق الأمر بالإسلام: ليس هناك شخص في اوربا ملزم على الرد لمنتقدي المسيحية بالقول: "بما انك تنتقد ديني فإنك تمسني شخصيا" ثم يبدا في قراءة اللعنات المسيحية على مسامعك، قد يقول لك شخص: "انا مومن" (يعني مسيحي يطبق تعاليم المسيح) أومن بوجود الله، اعتقد ان الله موجود! ثم ينصرف ليكلمك عن اسباب ومكمون وجوده، وحين مثلا تستفزه بمعطيات تاريخية من خلال قراءات بعض أسطورات الأولين وتحكي لهم كيف تتشابه قصة أوزيريس بقصة عيسى ابن مريم، هنا تحضرني الدهشة! لا احدا يقول بأن الغنجيل هو كل الحقيقة، ثانيا لا يسألونك عن مصدر القصة وينسفونها لأنها غير موجودة في الإنجيل، بل يحترمون شخصك ويعترفون انهم غير مطلعين كثيرا حول الديانات القديمة والحال هذه لا يحتقر نفسه بالقول كما عند ضفادعنا: "انأ لست بنفس مستواك الثقافي لكن لو حضر هان صديق اعرفه بالدار البيضاء لا أقنعك تماما" هذه أحقر عبارة سمعتها من الكثير ممن ناقشتهم شخصيا في المغرب، وماذا تعني ببساطة؟ تعني أن المثقف الذي اغلق سنام جلد مخه هو الرسول نفسه (يقولها من حيث لا يدري) بينما، حين تنظر إلى الفقه الإسلامي بشكل عام تراعيك تنوعاته ومختلف مناهجه ومذاهبه، ويعني الأمر تاليا أن هناك اختلاف في التحليل والتفكير والتأويل بشكل يصعب أن نضع مثقفا معينا يكون صماما إسمنتيا لدخول أفكار أخرى إلى أدمغتنا، ماذا يعني أنك تناقش شخصا أغلق بالإسمنت المسلح كل المنافذ إلى دماغه ولم يعد لديه سوى تلك الحماقات التي تشعرنا أنه بالفعل ليس ميتا من قبيل: "إذا انتقدت الإسلام فإنك تنتقد عقيدة المسلمين التي هي نحن" أي هذا التحول من كون الإسلام موروث إنساني إلى موروث متشخصن في الذات، كيف يمكن ان تجتهد في قراءتك للإسلام باعتبارك تنتمي إلى مجتمعاته وتعتبره جزءا من تراثك ولا تمس الأشخاص المحنطين في الإعتقاد بهذا الفهم الإيماني، أي هؤلاء الذين يعتقدون بأن الإسلام هو هم أنفسهم او هو المثقف الذي صمك عقولهم؟ لماذا مثلا يقنعك المرأ بحيثيات نزول النص (أي ما يؤسس تاريخيته باعتبار ظاهرة اجتماعية معينة أدت إلى ذلك النزول) وينسى أنك في زمن تلك الحيثيات حيث لم تعد تلك الظاهرة موجودة او هي تجوزت؟
لماذا الله عند المسلمين يتجسد في ثرثرة المفتي والشيخ والإمام والفقيه؟
لماذا الله يشبه الفقيه ولا يشبه أي أب في سماحته؟ (عادة عند الآباء، حين يرتكب الطفل خطيئة اجتماعية يقول إنها البراءة، براءة الطفولة (هذه هي سماحة الرب التي يجب أن تكون مفترضة) في الفلسفة الإسلامية: الله رحيم بالمطلق: يعني ذلك انه لا تحركه خطايا بعض البشر ومنها ايضا حتى الشك في الإعتقاد به) لأن العلة في الأمر هي في النقص عند البشر، هذا النقص هو ما يستغله الكهنة لخلق رعب جهنم التي تبدأ من الدفن في القبر .
في الحياة العامة، تاريخيا أقصد، الذي يتشبث بتطبيق القوانين بحذافرها هو الديكتاتوري، وعادة في كل يوم تظهر اشياء لا يؤطرها اي قانون ولذلك أوجدوا مؤسسة التشريع، هذه هي المشكلة: ليس هناك قانون سرمدي مطلق !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح