الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابعاد متعددة في خطاب جماليات السينما

محمد احمد الغريب عبدربه

2021 / 4 / 16
الادب والفن


الهيمنة الجمالية
الجماليات لغة مهمة في صياغة الصورة السينمائية، وتختلف صورها وابعادها، منها جماليات التكوين، وجماليات الخلفية اللونية اي هنا الجماليات التشكيلية، والجماليات السردية للحكاية السينمائية، وجماليات اللغة السينمائية المتعلقة بالتقنيات من ادوات المونتاج وترتيب اللقطات والمشاهد، ويلاحظ ان هناك تجاوز للجماليات لخطاب الصورة، ان يهمن الجمال علي المشهدية، وهنا يطرح سؤال اليس ذلك أمر مطلوبا واعتياديا، لحاجة الصورة السينمائية الي جماليات طاغية بشكل دائم، الامر اقرب الي شئ منطقي للرد علي هذا السؤال ان التجاوز الجمالي ذو بعد الهيمنة لا يعطي توزانا للصورة السينمائية ويتعلق بمخرجين وافلام ذو حساسيات سينمائية متجاوزه لخطاب السينما نفسه، ويمكن الاشارة هنا الي افلام كثيرون من المخرجين منهم المخرج المجري بيلاتار، واساتذته منهم المخرج ميكلوس يانشو، واخرون في كافة التاريخ السينمائي.
جماليات التأمل
وهو يتعلق بالتحدي الجمالي للصورة السينمائية او العجز المفاجئ لفهم منطق المشهدية السينمائية، والاثارة الغير منطقية للصورة، والحاجة الي وقت كبير لفهم ما ما يجري في الصورة السينمائية وهذه الحيرة الجمالية تتعلق بالمشاهد العادي بشكل يجعله يهرول ويهرب والادعاء ان هناك فيلمية لا قيمة لها او اذا كان مشاهدا غير متحيزا لذاتيته المنفرة لهذه الفيلمية يقول انه فيلما صعبا للغاية ولا يمكن محاولة مشاهدته مرة أخري، وايضا يتعلق هذا التحدي المفاجئ أو الحيرة الجمالية بالناقد أو المشاهد الحالم للسينما.
وفيما يتعلق بالمشاهد الحالم للسينما يظهر له الامر شيئا جميلا للتأمل، والاستراحة الطويلة لاستيعاب هذا الخطاب الجمالي المتميز، ولا يذهب لنواحي نقدية عميقة، فهو يري ان الامر هنا خطابا شاعريا يجب تذوق حلاوته وجمالياته المتعددة علي مهل ومضض، والصمت أحيانه امامه، وتظل كادرات هذا الخطاب في ذاكرة المشاهد لفترة طويلة، فالتذوق ممتدد ولا محدود، ويصنف انه تذوق لاعقلاني ومبهم يثيره كثيرا، ولا يتوقف ان تأمل كل لحظاته ومشهديته. وب لك تكون هناك ندية بين المشهدية والمشاهد، وحوار مستمر للحالة الفنية للفيلم بشكل دائم، وكما يقول الناقد وولفرام شوت كان، وسط المخرج الشعري هو الزمن، الذي يتيح للمتفرج أن يخلق صوره الخاصة مما يعرض على الشاشة وحول هذا أيضا يقول أنجيلوبولوس “أريد من أفلامي أن تعطي المتفرج الإحساس بأنه ذكي ومتقّد الذهن، أن تساعده على فهم وجوده الخاص، أن تمنحه الأمل بمستقبل أفضل، أن تعلّمه كيف يحلم ثانيةً”.
الجماليات المتقشفة
يمكننا الالتفات إلي مفهوم السينما الخالصة، او مفهوم السينما بدون شوائب، والي السينما التي تتحدث السرد القصصي الدرامي المتاعدد، والجماليات والابعاد الفكرية والفلسفية، مثل افلام مخرجين عظماء وكبار، والاشار الي السينما المتقشفة لافلام بيرجمان وبيرسون الفرنسي، وميتودي البلغاري وشترواب، والانجليزي غريناواي، واذا كان دعوة لازالة البعد الروائي والقصة في السرد والاعتماد علي الصور ممكن القول بدعوة نحو الجماليات المتقشفة يعني عدم اثارة مخيال المشاهد الجمالي بشكل دائم وانفعالي وانما يكون الجمال كما هو وهادئ وبطئ ومنفر وواقعي او كما هو في ذاته مش جماليات تفتعل حتي لو كانت عبقرية.
وقد استطاع المخرج سترواب، ان يخرج من عباءة التصنيف الجمالي للصورة المعتاد، فناك صورة صعبة المشاهدة في فيلمه المعنون "موسي، هارون"، فهناك فعل اوبرالي لشخصيات قصة الفيلم، والبعد العلاماتي الثقافي ينتفي تماما، فليس هناك سيمولوجيات تقليدية لفهم العلامات الثقافية والاشارات، كان ان السرد الجمالي للقصة الفيلمية كما معروف لدي المخرجين العظماء لا يوجد، انما هناك سينما زاهدة، ليس هي بسينما التجريد ولا التجريب في شكلها المعتاد، وانما السينما عدمية الاختلاط بانواع السينمات الاخري او التأثير الادبي، او التأثير الفلسفي، او التأثير الانفعالي الجمالي، فيمكن ان نقول اننا بصدد سينما جمالية متقشفة للغاية، وليس هناك جديدا او تجديد علي كافة انواع اللغة السينمائية، فهناك توقف حاد لتطورات اللغة السينمائية خلال الفيلم، فاللقطة الاولي، تشير الي اللقطة الثانية، والحدث رغم تطوره، يلاحظ انه متوقف، فالزمن هو زمن الحياة العادية، ولكن ليس بالشكل الواقعي للسينما، انما رغم اثارة المخيال السينمائي من الشكل الاوبرالي، او الراقصات، او تخيلات في القصة لموسي وهارون، ألا أن الزمن هو زمن الحياة العادية، والاحساس بالمشهدية، احساس متزهد، فهناك جماليات الحياة، وليست جماليات انفعالية عاطفية بعيدا عن جماليا الشعور الانساني المعتاد، فقد استطاع ستروب ان لا يبتعد من ملامح الحياة في تنفيذ ه لابعاد اللغة السينمائية المعتادة والمختلفة،
وكان انشغالات غريناواي بالتلاعب باهتماماته الشخصية التجريبية الغرائبية من الرسم والارقام والجنس الغريب والتفاصيل والالوان والضوء، ادي الي وضع الجماليات في مأزق وهل هي تسير في خطي واحدة ام ان الجماليات اصبحت ليست لها كينونية او سمة او خطاب خاص، ولكنها جماليات مبعثرة ففي كل فيلم هناك جماليات تصعد وتهبط ووهي تمثل جماليات التجريب المبعثر، فالضوء خطابه الجمالي يوظف لحسابات وانشغالات جريناواي الاخري، وجماليات الارقام تتداخل مع جماليات الجسد في فيلم الغرق بالارقام، فحيرة وبعثرة الجماليات وضعتها في ذروتها التجريبية.
جماليات السيموطيقيا
السينما الشاعرية او السينما لدي بعد المخرجين مثل جودار وبيلاتار وفاليريان بروفشيك تجاوزت الخطاب السيموطيقي الي ما بعد السميوطيقي، حيث تصبح العلامات والشفرات جزء من الخطاب الجمالي، ينصهر فيه، ولا يمكن التقاطه منفردا عن هذا الخطاب وذلك لدي افلام جودار وبيلاتار، او جزء لا يتجزا من الخطاب الشعري ينصهر فيه ويندمج في فضائه الشاعري كما هو لدي البولنديين اندرية زولاسكي وفاليريان بروفشيك، حيث الخطاب السيموطيقي ليس حرا، وتصبح الشفرة المكونة للعلامة التي تؤسس لظاهرة سيموطيقية للفيلم جزء مكونا للخطابات اخري للفيلم، فكل تحليل سيموطيقي يتضمن هذه الخطابات الجمالية والشاعرية، وهو ما يختلف عن التفسير السيموطيقي المعتاد الذي يكون منفردا وظاهرا كخطاب لوحده في التحليل حيث الدلالة تشير لمعني ورسالة.
وقد احتوت الصورة لدي بعض صاحبي الافلام سيمولوجيا الدلالة واصبحت سيمولوجيتها تحطيبا جديدا للغة اللسانية المضمرة في الصورة فكانت هناك سيمولوجيات متعددة وخطابات دلالية لا حصر داخل سيمولوجيا المخرج الواحد فحركة اليد المعتادة للمبدع روبير بيرسون احتفظت بسيمولوجيا غامضة لديها مرتبطة بسيطرة الحركة ونصف الحركة في الصورة وهناك سيمولوجيا غريماس العلمية في دلالة يد بيرسون تعلقت بالاشارية نحو معني توليدي وتوظيفي في لقطة وكل فيلم فاليد في فيلم النشال تشير نحو اختراق القانون عند قدرات خارقة في نشل الاشخاص فالمهارة والقدرة هنا للتعالي وبالنسبة لسيمولوجيا بارت هناك رمزية لمعني لذة السرقة والذهاب الي الاقصي من فعل الجريمة وهناك سيمولوجيات ايكو وسيمولوجيات تواصلية وثقافية في مشاهد اليد البيرسونية وهناك السيمولوجيا الوجودية لدي جودار والتي تتمخض عنها حركة انطولوجيا متعددة في مشهديته حيث حركة البطل في فيلم اللهثة حركة سيمولوجيا متسعة تتجاوز اللسانية نحو افراط الصورة لتحديد هوية الفرد ومدي جدوي حركته الدؤوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل