الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة في ديوان -صيحة الحنظل- سليمان الحزين

رائد الحواري

2021 / 4 / 16
الادب والفن


اللغة في ديوان "صيحة الحنظل"
سليمان الحزين
اللغة تعد أحد الاشارات التي تشير إلى الشاعر، فلكن شاعر لغته ومصطلحاته، فالأفكار/المفاهيم يعبر عنها من خلال اللغة، وبما أن الشعراء يتعرضون لحالة ضغط شبه دائمة وقوية، فأن هذا الأمر ينعكس على لغة الشعر وعلى القصائد، اللافت في ديوان "صيحة الحنظل" تركيز الشاعر على عناصر الفرح/التخفيف، المرأة، الكتابة/الغناء، الطبيعة، التي يلجأ إليها ليعبر عما فيه من فرح، أو ليستعين بها على مواجهة واقع وما فيه من ألم، فهو يقرن المرأة بالغناء وبالطبيعة، مؤكدا على أنها الباعثة/موجدة لهما، بمعنى أنها سبب وجوده كشاعر، وسبب وجود الفرح/الطبيعة وما فيها من جمال، يقول في قصيدة "عاصفة العنبر":
" بماذا يفيد الكلام؟
إذا لم ترشي عليه هديل اليمام
أحبك فجرا وعصرا وفي كل يوم
أفر إليك لأشعل عشقي بعطرك سرا
تطيرين فوق البحيرات مثل ملاك صغير
وتأتي إليك الحساسين قبل الغياب
لتكشف ميل المدارات سرا
فهبي علي عواصف عنبر
أنا حسرة الخيل في هدنة الكحل هيا
خذيني كقوس الكمان ليمطر فينا شتاء العنبر
لأعطيه عرش الثريا
ونشرب كأس الغرام الأخير" ص14، المقطع مطلق البياض إذا ما استثنينا لفظ: "لأشعل، الغياب، العواصف، حسرة" فالفكرة والألفاظ تجتمع في خدمة معنى الفرح، فقد تم اقران المرأة والكتابة/الغناء في: "الكلام، الكمان" واقرنت مع الطبيعة في: "تطيرين، البحيرات، الحساسين، المدارات، عواصف، ليمطر، شتاء، الثريا" لكن الجميل في هذا المقطع المزج بين عنصرين للفرح، الطبيعة والكتابة/الغناء:
" خذيني كقوس الكمان ليمطر فينا شتاء العنبر" وهذا المزج بين الكمان والمطر يشير إلى قوة حضور المرأة وأثرها على الشاعر، فبدت وكأنها هي من تجعله (شاعر)، وهي من تمنحه الفرح/الجمال الذي نجده في "العنبر".
ونلاحظ قوة حضور المرأة من خلال تناوله الزمن/الوقت: "فجرا، عصرا، يوم، شتاء" وأيضا من خلال تركيزه على عنصر الحياة الماء الذي نجده في: "ترشي، البحيرات، ليمطر، نشرب/كأس" وهذه اشارة غير مباشرة إلى أن المرأة سبب وجود الحياة، والجميل في هذا الأمر، أننا نجد أكثر من استخدام للماء، ترشي، نشرب" فهما متعلقان بحالة شخصية، النظافة وبسقي النبات، و"البحيرات، المطر" متعلقان بما هو عام، يخص الجميع، وبهذا يكون الشاعر قد تناول الماء بما يخصه كشاعر وبما يخص/يفيد الناس.
كما أن هناك مجموعة ألفاظ تخدم فكرة الجمال، إن كان جمال المنظر/الشكل: "ملاك صغير، الحكل" أم الرائحة: "بعطرك، عنبر" هذا فضلا عن جمال الطبيعة التي تعم القصيدة، بهذا يكون الشاعر قد أكد على أن المرأة هي مُوجدة/خالقة/مُكونة لكل ما هو جميل/فرح في الحياة وما فيها.
ويقول في قصيدة "الحوراء":
"عيناك جمهوريتان من الندى والأقحوان
والكحل سيف جاهلي
مسه العواطف فاكسر
فري إلي من زبرجد موجة نارية
وتقدمي كقبيلة من سكر
لنذوب في هذا الجنون العسكري
كوني صهيلا قادما أنا في عروقي واحة للبيلسان
ملكية الأهداب، هذا وشمها العربي يأخذني
إلى مرمى الغواية والجوى
... من سحرها نسج الكناري عشه
وتجمعت كل الفواكه كي تذوق شرابها
حتى البيانو مسه من طيفا صمت المرايا للأبد
هذا شتائي كله فتقدمي شدي حريقي نسمة
وتمردي كي تستريحي خنجرا في سطوتي" ص33 و36، تأكيدا على أن لغة الشاعر واحدة، سنحاول أن نقارب بين ما جاء في هذه القصيدة وما سبقها، فهو يقرن المرأة بالطبيعة: "الندى، الأقحوان، واحة، للبيلسان، الكناري، عشه، الفواكه، شتائي، نسمة" ويجعلها سبب وجود جمال الشكل/المظهر: "عيناك، الكحل، زبرجد، الأهداب، وشمها" وطيب الرائحة: "الفواكه" والطعم: "تذوق" والكتابة/الفن: "البيانو"، وقدم الوقت/الزمن بطريقة مباشرة: شتائي" وغير مباشرة: "الندى/وقت الفجر، والعصر الجاهلي/ سيف جاهلي.
فنهاك التلاقي في "الخيل/صهيلا، اليمام/الحساسين/الكناري، البحيرات/واحة، الكمان/البيانو، لأشعل/نارية، أفر/فري، ليمطر/شتاء/شتائي، الحكل/والحكل، ونلاحظ تماثل شكل الكلمات بين: العواصف والعواطف، كل هذا يشير إلى أن هناك لغة شعرية خاصة بالشاعر "سليمان الحزين".
الديوان من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، غزة، فلسطين، الطبعة الأولى 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى