الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عِيدُ الْمَوْتَى ...

فاطمة شاوتي

2021 / 4 / 16
الادب والفن


العالمُ جَرَّةُ الراعِي المثقوبةُ ...
ساحَ سَمْنُهَا فوقَ جبينِهِ
لحسَ عصاه إبنُهُ الأخيرُ
في قائمةِ العُقمِ...


العالمُ ناقلةُ جثثٍ ...
لِتسْمِيدِ الأرضِ
وتخصيبِ التربةِ ...
منْ أجلِ توريثِ الجيناتِ
للجيلِ القادمِ منْ رفاتِ الأمواتِ ...



الأقفاصُ ملْأَى بِ النُّمُرِ الورقيةِ ...
لَا صوتَ لَهَا
سوَى خَشْخَشَةِ الغابةِ والريحِ ...
منْ وَحِيشٍ
لَا ينتسِبُ لِسُلالَةِ القِردةِ ...


البشرُ ليسَ دمًى خشبيةً ...
البشرُ أوزانٌ
لَا مُثْقَلَةٌ بالنعاسِْ /
لَا خفيفةٌ بالكسلِ /
كلُّ مَا هنالكَ ...
أنهَا أرصفةُ الْبَازِلْتْ غيرُ مُنَضَّدَةٍ
في أروقةِ الفراغِْ ...


الفراغُ بشرٌ بِ أدمغةِ الشَّامْبَّانْزِي ...
تعصِرُ الموزَ
أقنعةً ...
دونَ مَسَّاكَاتِ الجلدِْ / دونَ حَمَّالَاتِ النهودِْ /
تمارسُ الجنسَ ...
دونَ مشدَّاتِ الصدورِْ /
على أحبالِ الغسيلِْ ...


فكيفَ تَزْأَرُ شجرةٌ ...؟!
مِنْ رحِمِهَا وُلِدَ فأسٌ
يفتدِي جوعَ حطابٍ ...
يعطشُ
فيشربُ عطشَهُ /
يَعْرَقُ
فيتصبَّبُ عَرَقاً ...


كيفَ للفأسِ أنْ يكونَ كُلَّاباً ...؟!
يَجُزُّ أسنانَ العشبِ
والمنجلُ ...
فرشاةٌ مثقَلَةٌ بِ السعالِْ ...؟
تنفثُ في رئةِ الماءِ
بالُوناتٍ مفرغةً منَْ المعنَى ...؟


الوطاويطُ تَحُكُّ أنينَ الليلِ على عيْنِ صنوبرةٍ ...
لِترَى كيفَ فَقَأَتْ حَدَأَةُ النومِ
عينَ النهارِْ ...؟!


الأرقُ رُؤْيَا تنامُ جالسةً على طَنْفَسَةِ الصمتِْ ...
خائفةً
منْ أشباحِ قصيدةٍ ...
لَمْ تُكملْ جولتَهَا في حنجرةِ شاعرةٍ
اِنسدَّتْ حِبَالُهَا الصوتيةُ ...
فعلَّقَتْ نشيدَهَا على حِبالِ الموتِْ
اِحتفالاً ...
بِ يومِ الموتَى
سحبَهُمُْ الوباءُ في جواربَ مثقوبةٍ ...
إلى قاعِ النقيقِْ
ومضَى يشربُ شايَ الربيعِْ
في كذبةِ أبريلْ ...


فهلْ يتجرَّأُ الشعرُ على إحياءِ موسمِ المراثِي
في عيدِ النَّيْرُوزْ ...؟
والجرحُ شقائقُ نعمانٍ
تزفُّ البِشَارةَ للبحرِ ...
لِ يحوِّلَ عينيْهِ منْ زرقةٍ إلى حُمرةٍ
تكتبُ قصيدةً ...
بِ قصيدةِ "عَزّْ الدِّينْ الْمْنَاصْرَةْ "
فيصيرُ :
الأخضرُ / الأحمرُ / الأبيضُ / الأسودُ /
شارةَ نصرٍ
في فوهةِ بركانٍْ ...


ألَا نسألُ :
هلْ هنَا / هناكَ / هنالكَ /
بحرٌ أسودُ / أبيضُ /
أحمرُ / أخضرُ /
أمْ بحرٌ
لَا لونَ لَهُ ...؟
تَسْبَحُ فيهِ / وتُسَبِّحُ بِهِ /
القصيدةُ ...؟


هلْ هناكَ لسانٌ غيرُ اللسانِ العربيِّ ...
تتكلَّمُهُ القصيدةُ ...؟!
أمْ أنَّ القصيدةَ العربيةَ
تتكلَّمُ كلَّ اللغاتِ في حضرةِ الموتِْ ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير