الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنون عظمة سوري

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا يوجد إنسان كامل ، وجميعنا لديه عقدة نقص ما لا أحد يعرفها غيره ، يغطي عليها بطريقته في تقديم نفسه ، وتضخيم ما لديه بعض الشيء ، وبحياء أيضاً . هذا ما كان ، لكن ليس هذا هو واقع الحال . في العالم الافتراضي لا يلزم أن تعود لمصادر كي تدرس سلوكية الفرد فأمامك أقواله و أفعاله، وهو علم قائم اسمه علم دراسة الخطوط حيث يحللون فيه شخصية ما من خلال كتابته، أو أقواله .
إذا افترضنا أنّ الثورة السورية التي كانت في البداية عفوية ، و التي سيطرت عليها فيما بعد الحركات الإسلامية و العقائدية حيث ترى ثائر وعلى صفحته صورة عبد الناصر ، أو صدام، أو إلا أنت يارسول الله. تسأل نفسك : لماذا أثور إن كان هؤلاء من يقود؟ لكن كلمة ثورة كبيرة ، وعلى مرّ التاريخ لم تنتصر الثورات بما فيها الثورة الفرنسية التي استغرقت مئة عام حتى انتصر العقل التنويري .
أردت أن أجري مسحاً فيسبوكياً لبعض أصدقائي ، و أنا لا أحذف أحداً إلا إذا كان سوف يتسبب لي بمشكلة في السفارات لأن الفيسبوك أصبح هو المعرّف لشخصك ، فعندما قدمت ابنتي على عمل -كطبيبة – للمرة الأولى قالت لها المسؤولة رأينا على الفيس بوك الخاص بك ، وعرفنا أنه يمكنك ممارسة المهنة . كما أن حفيدتي تحذف كل شخص قد يثيرالشبهة سواء إسلامية، أو إرهابية، أو لا تتناسب مع القيم مثل أن تكون صورته وهو يدخن سيجارة، أو شيشة، أو أمامه كأس نبيذ لأنّ بعض الأعمال من الدرجة الآولى يجب أن يكون المتقدم لها على قيم اجتماعية عالية، وهي تطمح في ذلك.
من خلال المسح الفيسبوكي اكتشفت أن أغلب من يدّعون أنّهم ضد نظام الأسد كانوا يحظون بوظائف محترمة في ظل نظام الأسد ، و أن أغلبهم هو منع على الآخر الوصول ، و اليوم أصبح الضابط السّابق ، و الممثل السابق ، والكاتب السّابق يقودون منصات ثورية تستبعدك ، ولديها طموح التمويل من الاتحاد الأوروبي ، أو جمعيات إنسانية، وتنجح في ذلك لأن لديها ضمن المؤسسات الغربية دعم من " الجماعات السّورية داخل تلك المؤسسات ".
عندما قرأت ما يتباهون به حول عظمتهم، وتفرّدهم في أيصال القضية السّورية إلى العالمية عرفت أن قضية المظلومين قد ماتت ، و أن النّضال ضد الدكتاتور كلمة عابرة إن كان كل منا دكتاتوراً ، إضافة إلى ذلك عدد الذين أنشأوا قنوات يوتيوب خصيصاً لهذا الموضوع ، ولغة جسدهم تقول عندما يظهرون على الشاشة " نحن تافهون" .
أهم ما تميزه المرحلة الحالية هو النّفاق، و التّمسح بأصحاب المال و السلطة، وهنا لا زلت أتحدّث عمن هم في الخارج من السوريين ، حيث أن بعض السوريين لم يغادره المال ولا السلطة، ولا زال السوري يتمسح به.
الكثير من السوريين ، وبخاصة النساء حولوا الفيس بوك للعمل ، وهم يربحون منه ومن حقنا أن نحترم جهودهم، كما أن البعض خصص اليوتيوب للربح ، وهذا أيضاً عمل لا غبار عليه.
أمام تلك الفوضى عند السوريين في الخارج ، وجنون العظمة الذي ملأ نفوسهم ، يوجد سوريون في الداخل يحاربون من أجل البقاء على قيد الحياة ، يسجلون الواقع على الفيسبوك ، وربما الكثير منهم أعلى " ثقافة" ، و أرقى قيماً ، يسجلون يومياتهم مع القهر ، يكافحون من أجل القيم الاجتماعية حيث قطعوا أملهم من التغيير ، وهم أيضاً يلتمون على بعضهم " افتراضياً" ، و أغلبهم يحمل قيماً عالية لم تلوّثها المناصب . في سورية الداخل لم يعد هناك معارضة وموالاة إلا في حدود ما . هناك توافق على أنّ الحياة مستحيلة إلا بوجود الخبز و الدواء ، و المدارس، وهذا غير موجود ، قد يوحّد الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة أغلب السوريين في الداخل، لكن هذا أيضاً لن يغيّر بالموضوع لأنّ السوريين فقدوا صلاحيتهم في أن يكونوا لاعبين أساسيين في القرار، تبين أنّ من " كلفوا" باللعب قد لعبوا من أجل جيوبهم ، و أغلبهم يبيض الأموال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في