الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريد أنثوي من بلد البطاطا 3

علي دريوسي

2021 / 4 / 17
الادب والفن


مرحباً،

إذا لم تكن أنت الذي كان البارحة (في الخامس من ديسمبر 2010) واقفاً في محطة قطار مدينة غينغينباخ بين الساعة العاشرة والنصف والحادية عشر تقريباً وكان يرتجف من البرد ومع هذا فقد أجرى معي محادثة لطيفة، إذا لم تكن أنت هو هذا الشخص فما عليك سوى حذف هذا البريد الإلكتروني، مع فائق الشكر.
أما إذا كنت أنت الذي كان قد وقف حقاً في الأمس (الخامس من ديسمبر) في محطة قطار غينغينباخ بين الساعة 10:35 والساعة 10:45 صباحاً، وكدت تتجمد من البرد وأخذت تتحدث معي عن ظروف عملنا المتشابه وفروقات الحياة في مدينة صغيرة أو في مدينة كبيرة، ولعلك ـ حين وصل القطار الذي ينبغي أن تسافر معه ـ أردت أن تناولني بطاقة عملك التي تحمل اسمك ورقم هاتفك وعنوان إيميلك، لكنك للأسف الشديد لم تفعل فالوقت لم يسعفك. إذا كنت هو هذا الشخص فعلاً فإنني سأكون في غاية السعادة لو أنك تتواصل معي عبر الإيميل وتخبرني أنك هو نفسه.
في كل الحالات ينبغي أن تعلم أنه لم يكمن من السهل أبداً العثور على اسمك وعنوان إيميلك.

تحيات طيبة لك من مدينة شتوتغارت ترسلها لك المرأة الغينغينباخية التي كانت في طريقها إلى شتوتغارت.

***


أكره الرجال قصار القامة بوجوه دائرية وشوارب سوداء وخاصة أولاد العقد الثالث حتى لو كانوا من العظماء. أحب الرجال طوال القامة، إنهم ينضحون بكفاءة معينة ويتمتعون بقدرتهم على تقديم غريزة الحماية للشريكة. أحب منهم خاصة ذوي الشعر القصير والداكن. أحب منهم الواثقين من أنفسهم، أحبهم حليقي الذقن والشوارب، أحبهم نظيفين، متأنقين دائماً ببذلات جيدة مناسبة لقاماتهم وطباعهم. بالمقابل يحق للنساء أن يكن أصغر حجماً. بالنسبة لي تبدو المرأة صغيرة القدّ كالدمية، لطيفة، قريبة للقلب، محتاجة للمساعدة وتقديم الحنان، سهلة الاحتضان والاحتواء. ولا أعتقد أبداً أن النساء طويلات القامة رائعات حقاً، لأنهن دائماً ما يذكرنني بالرجال الإنثويين.

***

ليس لدي الرغبة ولا الوقت لأهبط بنفسي إلى ذاك المستوى، إلى الحضيض، أريد أن أعرف شيئاً عن الشخص، مع من ألتقي. لا أريد أن تُطرح عليّ مثل تلك الأسئلة الغبية – ما نوع السيارة التي تقودينها؟ هل تمارسين الرياضة؟ كيف هو نظامك الغذائي؟
أريد أن أكون قادرة على التحدث، أريد من الرجل أن يخبرني بما يفعله ولماذا يفعل ما يفعل! أريد أن أفهم لماذا يقوم بالوظيفة التي يقوم بها الآن وليس بوظيفة أخرى! أريد أن أفهم عمله! هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها أن أكون مخلصة له، بهذه الطريقة أمنح الرجل الاحترام والتقدير الذي يستحقه.
أريد أن أعرف كيف يتخيل الرجل مستقبله، أريد أن أعرف بأية عينين يراني، أريد أن أعرف بأنني أستطيع الاعتماد على الرجل. أريده أن يعرف عني قدر المستطاع، لأنني أعتقد أنه من الرائع أن أتمكن من الجلوس والاسترخاء وأعلم أن القرار الذي يتخذه الرجل سيكون جيداً بالنسبة لي. لكن من أجل ذلك كله يجب أن أعرف الرجل، وهذا ممكن فقط إذا سمح لي بمعرفته وكشف لي الكثير عن مكنونات نفسه.
لا أذهب إلى الفراش معه فوراً أو بعد لقاءين أو ثلاثة. آسفة، فهذا هو الشيء الأكثر حميمية الذي أرغب بتقديمه. يجب أن أكون متأكدة تماماً وواثقة من الرجل قبل ممارسة الحب. هذا هو ـ بعد الثقة والولاء والدعم ـ آخر شيء يمكنني تقديمه للرجل، لذا يجب النظر في ذلك بعناية.

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق