الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة توم أند جيري.. بين بايدن وخامنئي!

محمد علي حسين - البحرين

2021 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


من المثير للدهشة والسخرية أن المتحدث الخارجية الايرانية، خطيب زادة يقول "عملية نطنز إرهاب نووي وجريمة ضد الإنسانية"!؟

في موقف مثير للجدل، قال الطاغية خامنئي، إنه لا يتحمل مسؤولية الاتفاق النووي وألقى باللائمة على رئيس الحكومة، حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، لعدم تنفيذ الاتفاق بالكامل من قبل الأوروبيين ونتائج الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

ومن المعروف أن المرشد الإيراني باعتباره أعلى سلطة سياسية في البلاد، هو من أعطى الضوء لبدء المفاوضات التي أفضت للاتفاق عام 2015، بعد سنوات من المحادثات وانهيار الاقتصاد الإيراني، ضمن تنازلات أطلق عليها استراتيجية "المرونة البطولية".

والجدير بالذكر أن قبل عدة سنوات وفي الاجتماع السري بين خامنئي وعدد من قادة الحرس الثوري والخبراء في المجال النووي. وقد سُرّب أحد الحضور خبر مفاده أن خامنئي قد قال لهم بأن امتلاك الجمهورية الإسلامية لقنبلتين نوويتين سوف يضمن لها البقاء لسنين طويلة، وأنه قد أشار إلى كوريا الشمالية التي تملك أعداد كبيرة من القنابل النووية مما أعجز الدول الغربية عن ردعها أو محاولة جارتها كوريا الجنوبية تدبير أي عمل عسكري ضدها لتغيير نظامها الشمولي! . ومعلوم أن خامنئي صرّح مراراً بأن القنبلة النووية سلاح محرم في الإسلام.

فيديو.. پانوراما - إلى أين تقود مفاوضات فيينا حول النووي الايراني؟
https://www.youtube.com/watch?v=MWhp5e0t3Oo


آية الله ولعبة «القط والفأر»

قبل بضعة أسابيع، وصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي الصراع المستمر لنظامه منذ عقود مع الولايات المتحدة، بأنه تجسيد لأفلام الرسوم المتحركة الهوليوودية الشهيرة «توم وجيري» التي يقوم فيها الفأر الماكر الصغير باستفزاز القط الكبير الأخرق؛ لكن النهايات كانت دوماً آمنة.

في تصوير خامنئي على هذا النحو الغريب، فإن الجمهورية الإسلامية هي الفأر الصغير (جيري) والولايات المتحدة هي القط الكبير (توم). لماذا يقدم خامنئي على افتعال صراع يلحق أضراراً بالغة بالشعب الإيراني؟ الحقيقة أن الإجابة عن هذا السؤال ستخرج بنا عن سياق هذا المقال.

لن يرى أي زعيم سياسي جاد صراعاً مع خصم على أنه لعبة صبيانية. لكننا لم نقل أبداً إن آية الله قائد جاد؛ لأنه ببساطة، مثل جيري، لا يعنيه سوى جذب الانتباه باستفزاز الغير، ثم تفادي العقوبة، وإطالة أمد نظامه بضع دقائق أو ساعات أو حتى سنوات.

لا يرى خامنئي فارقاً بين سلوك فأر الكرتون وشعب قوامه 85 مليون إنسان. قد يكون جيري مستفزاً وممتعاً كما يريد؛ لأنه لا يحتاج إلى وظيفة أو مدرسة أو مستشفى أو سقف فوق رأسه، أو بعض الطعام (الجبن) على مائدته، ونظام قائم على القواعد لحماية حقوقه وكرامته. وشأن جميع الآيديولوجيين والتخيليين، فإن خامنئي ليس لديه وقت للتفكير في الواقع.

ولكن ما هو الواقع؟
يقول خامنئي إن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة يجب النظر إليها باعتبارها «نعمة مستترة»؛ لأنها - بحسب خامنئي - تمنع البحث عن تدابير مؤقتة بين «توم وجيري»: «فالعقوبات ليس لها أي تأثير؛ بل على العكس، فهي تعزز مقاومتنا». ومع ذلك، فإن جماعات الضغط التابعة لخامنئي في الغرب، وخصوصاً في الولايات المتحدة، تعلم أنها لا تستطيع كسب أي تعاطف مع الجمهورية الإسلامية بمطالب واضحة. عليهم أن يقنعوا الرأي العام الغربي، أو على الأقل أصحاب النيات الحسنة السذج والأغبياء، بأن العقوبات التي فرضها «الشيطان الأكبر» تدمر حياة الإيرانيين العاديين، دون أن يكون لها أي تأثير على القيادة الخمينية.

الحقيقة هي أن العقوبات تؤثر على حياة كثير من الإيرانيين العاديين، بالدرجة التي يمكن اعتبارها حرباً اقتصادية. فعلى العكس من مزاعم جماعات الضغط الخمينية في الغرب، فإن إيران لا تواجه أي نقص في الغذاء أو الأدوية، فهي أشياء لا تتأثر بالعقوبات، ومع ذلك فإن المصانع التي تغلق بسبب عدم وجود قطع غيار مستوردة تسبب بطالة كبيرة، في حين أن انخفاض قيمة العملة الوطنية يؤجج التضخم.

وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي أن أكثر من 4800 مشروع جرى إبطاؤها أو تجميدها بسبب نقص الأموال. وللحفاظ على متوسط مستوى الإنفاق الحالي، ستحتاج حكومة الجمهورية الإسلامية إلى تصدير 1.5 مليون برميل من النفط الخام يومياً. ومنذ مارس (آذار) الماضي، لم ترتفع الصادرات إلى أكثر من 500 ألف برميل يومياً.

أدت العقوبات أيضاً إلى بعض التعديلات لسلوك النظام في الداخل والخارج. ووفقاً لمصادر موثوقة، فقد جرى تقليص نسبة الدعم الموجه إلى جماعات مثل «الحوثيين» في اليمن، و«حزب الله» في لبنان، و«الجهاد الإسلامي» و«حماس» في غزة، بواقع 10 في المائة، وهي بكل تأكيد، نسبة لا تجبر هذه الجماعات على تغيير سلوكها بدرجة كبيرة؛ لكنها مجرد رسالة لهم بأن الكرم التقليدي لطهران قد لا يستمر إلى الأبد.

تراجعت أعداد «الجهاديين» المتجهين إلى سوريا بدرجة كبيرة، ويعزى ذلك جزئياً إلى التهدئة النسبية للوضع العام في ذلك البلد، وتقليص وجود إيران إلى بضعة جيوب في دير الزور والبوكمال. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بتوظيف المرتزقة الباكستانيين والأفغان، فإن نقص الأموال يجب أن يكون عاملاً مهماً أيضاً.

كذلك أدت مشكلة التدفق النقدي للنظام، الناجم جزئياً عن العقوبات، إلى تجميد فعلي لمشروع الصواريخ التي تنطلق لمسافة 2000 كيلومتر، المثير للجدل.

يمكن لهذه العقوبات التأثير على مجالات أخرى أيضاً. فمثلاً لم تنظم الجمهورية الإسلامية هذا العام مؤتمر «نهاية أميركا» ولا «نهاية إسرائيل» اللذين كانا يجتذبان عادة المئات من الكارهين لأميركا وترمب، ومنكري المحرقة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها. والعام الحالي، لم تقم المسابقة الدولية لرسوم الكاريكاتير عن المحرقة، والتي كانت تعقد سنوياً بانتظام منذ عام 2006، بينما تم إلغاء مسلسل تلفزيوني يصور «جرائم الشيطان الأكبر».

ألغيت حلقة نقاش مطولة بين الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية لمناقشة تأسيس «جمهورية إسلامية سوداء» في الولايات المتحدة، بسبب نقص الأموال. وبحسب علمنا، لم تكن هناك أي دلائل على حصول زعيم جماعة «أمة الإسلام»، لويس فاراخان، وهو زائر سنوي للجمهورية الإسلامية، على مساعدات مالية. ومن المثير للاهتمام أن اللافتات المتلألئة عند غالبية المكاتب الحكومية قد بهتت، ولم يعد يجري طلاؤها كما جرت العادة في السابق، مما يقوض أحد أهم طقوس الثورة الخمينية.

وفي سياق متصل، أجبر نقص المال الملالي على إطلاق سراح أكثر من 65000 سجين، أي أكثر من ربع السجناء في الجمهورية الإسلامية، مما يعني أن إيران فقدت مكانتها كأكبر دولة من حيث عدد السجناء بالنسبة للسكان، وتراجعت للمركز الثالث بعد الصين وتركيا.

خلافاً لما يقوله بات بوكانان في الولايات المتحدة، وجيريمي كوربن في بريطانيا، فإن العقوبات لا تؤدي إلى تدمير حياة الإيرانيين العاديين بقدر ما تحرم الملالي من الانغماس في لعبة «توم وجيري» المميتة.

والسؤال هو ما إذا كنا سنشهد «يوم جرذ الأرض» مرة أخرى. ففي كل مرة فرضت فيها الولايات المتحدة عقوبات، كان الملالي يأخذون قضمة من الفطيرة ويعدلون من سلوكهم لفترة وجيزة، كما لو أنهم يلعبون لعبة «توم وجيري»؛ لكنهم سرعان ما يعودون لحيلهم القديمة بمجرد تخفيف العقوبات.

والسؤال الأهم هنا هو ما إذا كان ترمب، الذي يرى المعارضون أن ردود فعله لا تتجاوز التغريد عبر موقع التواصل، سيطول صبره كما طال بالقط «توم»، أم أنه سينتفض أمام استفزازات نظام خامنئي، أول لنقل الفأر «جيري».

بقلم الكاتب والصحافي الايراني أمير طاهري

فيديو.. ايران وأمريكا - الاتفاق النووي على صفيح ساخن
https://www.youtube.com/watch?v=0reh8N5bz0A


سلاح العقوبات ولعبة القط والفأر

في مسلسل العقوبات الاقتصادية الذي يعاد إنتاجه ويستمر عرض حلقاته الطويلة، دخلت إيران الخط على قاعدة «ما فيش حد أحسن من حد»، وأعلنت مؤخرًا كما قرأنا أنها بصدد فرض عقوبات على الاتحاد الأوروبي في سياق الرد بالمثل في لعبة القط والفأر تحت عنوان العقوبات سلاح بلا نار.

أما الجدل حول أثر وآثار العقوبات الاقتصادية وجدواها في زمن القدرات على الالتفاف والهروب من العقوبات والتحايل عليها بشتى الطرق والأساليب فنتركه لأهل الاختصاص في الاقتصاد

ونقرأه سياسيًا فنلاحظ بلا كبير عناء تحول سلاح العقوبات إلى ورقة ضغط سياسية تلوح بها الأطراف بأن العقوبة من جانب واحد أو طرف واحد قليلة الأثر أو بسيطة الأثر، فيما العقوبات الجماعية فطريقها عن مجلس الأمن شائك وطويل ومعقد وتحكمه المصالح المعلنة والمضمرة.

العقوبات في فترة الحرب الباردة كان لها أثر وتداعيات، فنظام الرئيس أورتيغا اليساري تهاوى أو أوشك على ذلك حين طبقت عليه واشنطن وحلفاؤها في حلف الأطلسي عقوباتهم الاقتصادية ولم يستطع النظام الاشتراكي ومجموعة بلدانه في أوروبا الشرقية، حيث كانت منهكة اقتصاديًا ومضطربةً سياسيًا، وكذلك كان اعتماد أورتيغا على كوبا لتنقذه وكان هي الأخرى تطلب منقذًا آنذاك.

الآن الأوضاع تبدلت والزوايا تغيرات والمصالح اختلفت والمبادئ انقرضت، وحرب المصالح بدأت مما ألقى على العقوبات يتخذها طرف لوحده ظلالاً كثيفة بل اعتبرها البعض فرصة لتحسين أوضاعه بالالتفاف على العقوبات والتعامل مع الجهة التي وقعت عليها العقوبات واستثمار الفراغ.

هكذا تكاد العقوبات أن تفرغ محتواها في وجود سوق سوداء ضاربة ومتنفذة ومتشابكة ومتداخلة المصالح مع دول وأنظمة وحكومات.

إيران اليوم لوحت ولمحت بالتعامل بالمثل مع الاتحاد الأوروبي وهددت بعقوبات تجاهه فيما بدا لبعض المراقبين أنه «تهويش» تجيد إيران تحريكه دون أن تتخذ أية إجراءات من التي لوحت وهددت بها.

ويستشهدون على ذلك بالتصعيد والوعيد الإيراني عند مقتل قاسم سليماني واغتيال عالمها النووي وغيرها من أحداث دفعت إيران فيها كلفة باهظة لكنها لم تتجاوز خطوط التهديد والوعيد والتصعيد بالكلمات والخطابات.

في الماضي كان للعقوبات آثارها، فقد حظر الرئيس توماس جيفرسون التجارة مع بريطانيا العظمى وفرنسا، مما ترك البحارة الأمريكيين عاطلين عن العمل، حسب دوغ باندو الذي أشار إلى ذلك في مطلع مقال له رأى فيه أن العقوبات غير فعالة في عصرنا الحالي.

والسؤال: هل نستطيع القول إنها حرب اقتصادية؟؟ مع انحسار أو تضاؤل آثارها الكبيرة في عصرنا الراهن من المجازفة توصيفها بالحرب، فهي أشبه ما تكون بحكاية القط والفأر المعروفة في اللعبة بينهما والنكايات والتوريطات دون آثار حاسمة على الطرفين.

ربما إيران أدركت أنها لعبة تلويح وتلميح فرجبتها مؤخرًا مع الاتحاد الأوروبي الذي لم تصدر عنه ردود أفعال حتى كتابة هذا العمود على الأقل.

فهل التلويح أو التهديد الإيراني بالعقوبات والتعامل بالمثل يفتح الباب أمام الدول الأخرى أن تجرب الدخول إذا ما دعتها الضرورة إلى عادة إنتاج مسلسل «توم آند جيري» أو «القط والفأر» كل حسب موقعه؟!

سؤال وارد في ظل تصاعد التلويح بالعقوبات الاقتصادية لفرد العضلات كما يبدو لا سيما من دولة ونظام مثل نظام الملالي يعاني من أوضاع اقتصادية خانقة وطبيعية، فكيف لمثل هكذا نظام أن يعاقب أطرافًا أخرى اقتصاديًا أو تجاريًا.

من هنا يكاد الاعتقاد بأنها لعبة «توم أند جيري» في العقوبات أن يترسخ.

بقلم الكاتب والإعلامي البحريني سعيد الحمد

فيديو.. عصابات الملالي - الاتفاق النووي وعقدة العقوبات - ولنا وقفة
https://www.youtube.com/watch?v=FtxNthm75tU

المصادر: المواقع العربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا