الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهلع من كورونا..أشدّ فتكا من الوباء نفسه

محمد المحسن
كاتب

2021 / 4 / 18
المجتمع المدني


بداية سيكون ضرباً من المجازفة وضرباً من التجديف أن ننكر أو نتجاهل الخطر الحقيقي الكامن في هذا الفيروس وانتشاره.وأتحدث هنا عن الأخطار البيولوجية المحض،أي الخطر الكامن في قدرة الفيروس على قتل المصاب.ولا نضيع الوقت في الحديث في هذه المخاطر فقد باتت في رأس كل البشر على امتداد الأرض تقريباً.
بالكاد تجد اليوم في أرجاء العالم من لا يلهج ولا يهجس بهذا الفيروس والخوف من الإصابة به، وكيف يتعامل معه فيما لو تمت إصابته به،وماذا يفعل كي لا يصاب به.حتى الذي يبدون صامدين وغير مبالين فإنهم في أعماق نفوسهم يعيشون حالة توجس من وصول الفيروس إليهم.
ما أريد أن أقول..؟
أردت القول أن الخوف الزائد من كورونا بمنع الناس من العمل،ومنع مقومات الحياة والحيوية في الشعوب قد لا يتسبب في تقليل معدلات الوفاة من المرض بل قد يكون العكس من ذلك تماما وتبعا للأرقام الإحصائية في هذا الصدد ـهو الصحيح.
وقد أيد الاتجاه بعدم عزل المجتمع بأسره والتركيز أساسا على عزل المرضى وعدم مخالطتهم ـ خاصة لو كانوا من الفئات التي قد تتأثر أكثر بالتعرض للفيروس مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ـ
العديد من العلماء مثل الدكتور ديفيد كاتز وهو مؤسس مركز الصحة العامة ومناعة المجتمع بجامعة يال وهي واحدة من أهم الجامعات ومراكز البحوث العلمية الأكاديمية في أميركا والعالم أجمع.
وقد نشر الدكتور ديفيد كاتز مقالة رائعة في جريدة نيويورك تايمز بهذا المعنى بتاريخ 20 مارس 2020.وكان عنوان مقالته التاريخية كما أراها : هل طريقتنا في مواجهة مرض كورونا أسوأ من المرض نفسه !
وباختصار فإننا قد نحتاج لنصائح عامة لمنع انتشار الفيروس مثل غسيل اليدين،والنظافة العامة،ونحتاج لقدر من الحذر فلا نخالط المرضى،ونعزلهم فترة المرض بقدر المستطاع ولكن قد لا نحتاج إلى عزل كافة المجتمع لكي نواجه هذا المرض.
وإذن؟
الذعر إذا من فيروس كورونا الجديد يشمل جميع الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية،ولا سيما بعد الانتشار السريع للفيروس،وازدياد حالات الوفيات، وهو ما يولّد ما يشبه الوباء العالمي المتزامن، المرتبط بحالة الهلع
لم يعد خافياً على أحد أنّ فيروس كورونا الجديد الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية أخيراً وباءً عالمياً،كان قد تحوّل منذ بداية انتشاره خارج الصين وباءً نفسياً عالمياً،سبق إعلان المنظمة، ودفع إلى تعليق الفعاليات والاحتفالات وإغلاق المدارس والمؤسسات والمسارح ودور السينما، أو وقف رحلات الطيران إلى البلدان الموبوءة.
حالة الهلع من فيروس كورونا الجديد، التي جعلت معظم شعوب العالم أسرى منازلهم،مع ما رافقها من موجات تنمّر وعنصرية تجاه المصابين والشعب الصيني على حدّ سواء،أدّت إلى سلوكيات، كان لها الأثر النفسي على المصابين والمشتبه في إصابتهم،وعلى الخائفين من الإصابة وأولئك المهووسين بالنظافة والتعقيم، وكذلك على المستهترين بالفيروس وأصحاب النظريات "الدينية" الخارجة عن المنطق والعلم.
وباختصار فإننا قد نحتاج لنصائح عامة لمنع انتشار الفيروس مثل غسيل اليدين،والنظافة العامة، ونحتاج لقدر من الحذر فلا نخالط المرضى، ونعزلهم فترة المرض بقدر المستطاع ولكن قد لا نحتاج إلى عزل كافة المجتمع لكي نواجه هذا المرض.
وهنا أضيف : لقد وصل الحال بالناس في أرجاء الأرض في حالة هسترية خوفاً من الإصابة بالكورونا.من شدة التهويل والضخ الإعلامي في ضحايا الكورونا،وانتشار الكورونا...وأخبار الدول في التعامل مع الكورونا،والحجر الصحي،ومنع السفر...باتت الناس في حالة ضعف جمعي ووهن جمعي أمام هذه الأخبار، وصار الهلع ظاهرة جمعية لا فردية، تنطبق عليها صفات الظاهرة الجمعية، والسلوك الجمعي الذي يهيمن على عقلية أفراد المجتمع ويقودوهم لا-إرادياً. إلى أين يقودهم؟هذا هو السؤال وهذه هي المشكلة.
سنجد أنَّ التهويل الإعلامي في الكورونا قد طيَّر الاطمئنان من النفوس ورفع الوهم، وحول البشر إلى تربة خصبة لتلقي المرض ذاته،والانهيار أمام أي مرض آخر، من الصعوبة بمكان القول إن هذا ما يريده ساسة العالم أو بعضهم الذي يريد التلاعب بالبشر، ومن الصعوبة بمكان تجاهل أن هناك مبالغات وتهويل مقصود في التخويف من الكورونا، وما بين هذا وذاك، وفوق هذا وذاك، وأيا كانت الحقيقة في هذا أو ذاك ثمة حقيقة أكيد هي أنَّ إرادة الله فوق الجميع، فوق كل شيء. وقديماً قالوا لنا: «إذا وقع القدر عمي البصر». وهذه هي الحقيقة بالمختصر.
على سبيل الخاتمة:
أكدت الدكتورة أوليواجبينجا طبيبة نفسية استشارية على أهمية ممارسة تمارين التنفس يوميًا،لأن ذلك يساعد على التحكم في القلق ومنع نوبة الهلع، ويمكن أيضا المشاركة في التمارين المنتظمة التي قد تساعد على التحكم في مستويات التوتر، والتخلص منه، وتحسين المزاج وتعزيز الثقة بالنفس، وأشارت أيضا إلى أهمية تناول وجبات غذائية بصورة منتظمة، وذلك لتثبيت مستويات السكر في الدم، مع الحرص على تجنب الكافيين والكحول والتدخين، والتأكد من النوم جيدًا.
ونصحت طبيبة الصحة النفسية الأشخاص المهتمين بالقراءة أو مشاهدة التليفزيون بفعل ذلك، "فمن الجيد أن يفعلوا هذه الأشياء لمساعدتك على الاسترخاء، ومن المهم أيضًا الحفاظ على التواصل مع العائلة والأصدقاء".
وأكدت علي أهمية تجنب التحميل الزائد للمعلومات السلبية ومتابعة أخبار الوفيات وأعداد الإصابات، لأن ذلك سوف يزيد من حالة الرعب الداخلية.
وأضافت أوليواجبينجا:" يجب أن تتذكر دائمًا أن نوبة الهلع سوف تمر وأن الأعراض ليست علامة على أي شيء ضار على وشك الحدوث، كل ما عليك فعله هو أن تخبر نفسك أن الأعراض التي تعانيها ناتجة عن القلق، ونحن نعلم أن تمارين التنفس مهمة جدًا لنوبات الهلع، وذلك لأن غالبًا ما يتنفس الشخص الذي يعاني من نوبة هلع بسرعة كبيرة جدًا، مما يؤدي إلى تفاقم النوبة،حيث يمكن أن يؤدي ممارسة تمرين التنفس إلى تخفيف الأعراض".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ