الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربع الأخير ... تخاريف (15) كوفيد19

نضال عرار

2021 / 4 / 18
سيرة ذاتية


في السرد أو البوح لا يترك المكان والزمان ، رهن عناية المنجمين كما فعل ريجيس دوبريه في روايته ( الثلج يشتعل ) فالمكان هو بيئة السرد وحاضنته التي ما تنفك تفرض رقابتها على مكنوناته ، كذلك يفعل الزمان فالسرد والبوح لا يستقيمان مع الفنتازيا على أية حال .
على أن السرد تقيده إعتبارات غير تلك التي تقتضيها الحاجة الأدبية ، فبيئة المكان تفسد ثنايا السرد وكذلك تفعل مع البوح وكثيرآ ما تمنعه ( الكاتب ) من البوح !!!
طالما إعتقدت أن مسحة الحزن على وجه الذئب تضفي عليه شيئ من الجمال ، غير أنه في الحقيقة يبقى ذلك الذئب الرتيب في تنظيم نفسه وهجومه يبقى الذئب من أخلص مخلوقات الأرض وفاء لزوجته ، فالذئب لا يعرف في حياته سوى ذئبة واحدة يكن لها الوفاء .
كتبت ذات مرة أنني كنت أحسب الوحشية عمل حيواني وأعتقد أنني نادم على ما كتبت .
يحضرني عادة وفي سرد كهذا رائعة الشاعر السوري الراحل / ممدوح عدوان في كتابة حيونة الإنسان ، فلا البيئة ولا كل هذا القمع المنظم يصنع بيئة جادة لنمو القيم الإنسانية .
كنت أحد الضالعين وبوعي يكاد يكون بوهيمي مذ صغري في عداءات ليس لها أي معنى هكذا ولأنني أعتقدت يوما وعلى نحو ساذج أنني بت أمتلك الحقيقة !!!
وعادةً ما يفتح البوح شهية الناقدين والحابرين المتيقظين المترصدين هفوة الكاتب كذلك الأمر .
وثمة نوع آخر ممن يمارسون التأويل لا لحاجة ولا منفعة ، جل الأمر سياق الرواية على هوى قلوبهم !
ثمة من يبحث بين ثنايا الحروف عن هزيمة الكاتب وهم كثر ، فنحن شعوب نستمرئ الهزيمة والضعف والهوان نتلذذ في كوننا ضحايا ، ونسهب في سرد أمجادنا الغابرة ونعيد ونزيد في الرواية التاريخية حتى تكاد تخرج عن سياقها ومضمونها !!!
على أنني أرى ليس كل البوح سرد لوقائع الحياة ، ثمة هواجس وإرهاصات تدخل في هذا السياق ناهيك عن الأحلام والعلامات الفارقة في العيش الممتد . فبعض الأحداث تؤثر في مناحي الحياة وتشكل فارقا مثل الأحداث التاريخية الكبرى التي تترك أثرا كبيرا على مسار التاريخ نفسة .
فلم يكن فتح القسطنطينية مجرد حدث عابر وإن بات الفاتحون مجرد عابرون فالسلطان محمد الفاتح قسم التاريخ بحد السيف ليعلن بداية العصر الحديث ويؤثر في التاريخ لمئات السنين!
صيح أنني قرئت لكثير من المؤلفين سواء كان في الأدب أو الفلسفة أو التاريخ أو العلوم التطبقية ، غير أنني لم أعرف عن كثب سوى القليل منهم ، كما أن خبر رحيل أحدهم يشكل لي صدمة كبيرة كما لو أنني فقدت شيئا مني ، خبر كهذا كفيل بأن يأخذني إلى تفاصل كتبه التي قراتها والمكان والحكايا بل حتى أجدني غالبًا ما أكتب عنه ومآثره في الصحف المحلية أو أتوقف عنده في برامجي الإذاعية السالفة كما كان الحال عند رحيل شيخ الرواية العربية عبد الرحمن منيف .
هذا فيض من هذيان يرافقه يأس وخوف من رحيل الكبار تباعا ، فهذا الزمان الذي نعاشر يستعصي على الإبداع ويقتل كباره كما لو أن عجلة التاريخ تتوقف الى إشعار اخر ، غير أنني مدرك تماما أن الحياة لاتتوقف عند أحدٍ وأن حركة التاريخ تتصاعد إلى الأعلى.
الهذيان عند الأحداث الكبيرة يرافق البشر وهو لا يحتاج لمشروعية من أحد .كونه صفه بشرية تلازم الطبائع بل تذوب بها .
إن أكثر استطالات الهذيان صامته وما زلت أحد أولئك اللذين يعتقدون أن أحلام البشر ليست تلك التي تأتي في المنام بل تلك التي تأتي قبل النوم مباشرة ورأسي على الوسادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال