الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعلي مولود محمد - بَطَلَة مِن بِلادي-

شه مال عادل سليم

2021 / 4 / 18
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


مقدمة لابد منها :
ببالغ الحزن وكبير الأسى تلقينا خبر وفاة معلمة الأجيال ونبراس النضال ,المناضلة الشيوعية والرابطية الجسورة (لعلي مولود محمد) ,حيث وافتها المنية صبيحة يوم السبت المصادف 3 نيسان الجاري في مدينة اربيل .
تعرفت على المناضلة الشيوعية ( لعلي ) وزوجها الرفيق المناضل النصير( قادر طه حسين) منذ وقت مبكرمن حياتي , وبالتحديد في عام 1973 , حيث كنت انذاك صديق ابنها المناضل والنصيرالشجاع لقمان . وكنا ..لقمان وأنا ضمن فرقة الطلائع التابعة للشيوعي العراقي في أربيل , وعليه توثقت صلاتنا بدرجة كبيرة وربطت بيننا صداقة صادقة حميمية .وكثيراً ما كنا نمضي أوقات فراغنا في مقر الشيوعي العراقي .
لقد وطدت صلتنا أحداث الحياة اليومية ونشاطاتنا وفعالياتنا اليومية بصورة عميقة .وكان بيت النصير لقمان لايبعد أكثر من خمس دقائق عن بيتنا الواقع بجانب المقر العسكري للشيوعي العراقي في محلة العرب الجديدة في أربيل .
وعندما كنت ازورهم , كانوا يستقبلونني بحرارة وحفاوة.فقد شدني اليهم لطفهم وحرارة عواطفهم .
لقد استمرت صلتنا القوية طوال فترة الجبهة فيما بين عام 1973 ـ 1978 . ولكن هذه الصلة انقطعت بعد انفراط عقد الجبهة المشؤومة في أواخرعام 1978 وتحديداً بعد اعتقال وثم التحاق الرفيق (قادر طه حسين )بانصار الشيوعي العراقي وإختفاء الرفيقة ( لعلي) مع اطفالها في بيت الكادر الشيوعي المعروف ( كريم عزيز ) في مدينة اربيل وثم التحاقها مع ابنائها بالمناطق المحررة عام 1982 واستقرارهم في ريف كوية وتحديداً في قرية (بايزآغا ) غرب كويسنجاق وثم انتقالهم إلى ( به ستي شه رغه ـ شلغة ) واستقرارهم اولاً في قرية (به ربر وثم في قرية بلبان). واختفائنا نحن أيضا عن الانظار بعد استشهاد والدي عادل سليم في 12 / 9 / 1978 بسبب مضايقات أجهزة الأمن الارهابية في اربيل .
لقد كان في نيتي أن أقصر ذكرياتي عن هذه العائلة المضحية والمناضلة الشيوعية على الجانب الاجتماعي وأترك نضالهم السياسي إلى إعلام وريث منظمة إقليم كوردستان للشيوعي العراقي , ولكن بعد رحيل المناضلة المعروفة ( لعلي ) لم يتطرق وللأسف أعلام وريث منظمة الإقليم ولو حتى بكلمة واحدة اوبكتابة برقية عزاء بمناسبة رحيل المناضلو الشيوعية الكبيرة ( لعلي ) .
وعليه وجدت من الضروري ومن واجبي الاخلاقي ان اكتب هذه السطورالمتواضعة عن نضال هذه العائلة المضحية والشيوعية ولو بلمحة عابرة ضمن سياق الذكريات والمعايشة معهم .

المناضلة (لعلي مولود محمد ) في سطور :
ولدت المناضلة (لعلي) في قرية ( داربه سه ر) الصغيرة عام 1935 ونشأت في كنف اسرة وطنية , كادحة و ثورية شيوعية. ومنذ نعومة أظافرها رفضت الطقوس الإقطاعية والعشائرية السائدة في المجتمع الكوردي، و ناضلت من اجل حقوق الفقراء من العمال والفلاحين وكل الكادحين , ومن أجل المساواة بين المرأة والرجل في كافة الحقوق والواجبات وضحت بالغالي والنفيس من اجل الوطن والشعب .
ارتبطت مسيرة الرفيقة ( لعلي ) الحياتية مع مسيرة رابطة المرأة العراقية و لذلك فهي تعتبر من رابطيات الرعيل الأول الذين افنوا حياتهم في سبيل قضية تحررالمرأة و نضال الحركة الوطنية العراقية والكوردستانية من اجل عراق ديمقراطي مزدهر تنعم فيهِ المرأة بالمساواة و الحرية و الطفولة بالحياة السعيدة.
تزوجت الرفيقة ( لعلي )عام 1958 من الرفيق الشيوعي (قادر طه حسين) ,مواليد قرية ( داربه سه ر ) الصغيرة عام 1935 .
كانت المناضلة الراحلة رفيقة درب الشهيدة الشيوعية (عائشة كلوكة) والمناضلة ام شوان ( فتحية محمد مصطفى ) والشاعرة النصيرة (خوشكة فريشتة) والاديبة (د.سامية شاكر) والمناضلة الاربيللية المعروفة (ساكنة سليمان ) والمناضلة الاربيللية البارزة (ساجدة صبري) وكوكبة من الشيوعيات الباسلات الاوائل الاخريات,المناضلات اللواتي عملن في ظروف العمل السري والعلني في تلك السنين القاسية والصعبة وخاصة في حقبة الفاشية البعثية .
عملت الرفيقة (لعلي)مع زوجها في ظروف العمل السري والعلني و كانت مثالاً للتفاني والشجاعة الشيوعية.
لعبت الرفيقة (لعلي) ، مع كوكبة من الشيوعيات الباسلات ، دوراً ريادياً في اقتحام ميادين وسوح النضال السياسي الوطني الديمقراطي والاجتماعي ، وضربن بنضالهن الجسور وعطاءهن وعملهن المتفاني بين الجماهير الكوردستانية ، ومع النساء على وجه الخصوص، امثلة رائعة وملهمة انحفرت في ذاكرة الأجيال ، وتستحضر عندما تشتد المصاعب وتتعقد ظروف النضال لإستلهام الشجاعة والاقدام وروح التحدي التي تشيعها في النفوس .
انتمت الرفيقة ( لعلي ) إلى الحزب الشيوعي العراقي في مقتل عمرها ، وعايشت الحزب يومياً في اسرتها الفلاحية المناضلة , وقد انخرطت مبكراً في العمل السياسي في ظل ظروف العمل السري، وخاضت بجرأة وحماس ونكران ذات معتركات النضال الوطني والطبقي التحرري في صفوف الحزب، والعمل الديمقراطي النسوي في صفوف رابطة المرأة العراقية والكوردستانية.
ان بصمات الرفيقة الراحلة ( لعلي )ونضالها وكفاحها واثر نشاطها المثابر، على الرغم من قسوة الظروف، ظل شاخصاً لدى كل من عمل معها والتقى بها، واعتُبرت بحق نموذجاً في النضال والعمل الحزبي والجماهيري والانصاري , وتعد نضالها الدؤوب مفخرة للحزب وللرابطة المرأة العراقية والكوردستانية وحركة الانصار التي عملت من ضمنها مع زوجها واطفالها بكل جد واخلاص .
في عام 1982 استقرت الرفيقة مع اطفالها في قرية (بايزاغا ), واصبح بيتها محطة مهمة وأمنة لكوادر الشيوعي العراقي ومنهم الرفيق الشهيد سالارالمعروف بـ(سفر حمدأمين بنكردي ) و والرفيق الشهيد ناصح حمدأمين المعروف بـ(كوجه ر) واخرين من كوادر وانصار الشيوعي العراقي .
وبعد عام 1982 , انتقلت الرفيقة لعلي مع اطفالها إلى( بستى شه ر غه ـ شلغة ) وأستقرت في قرية ( به ربر وثم بلبان ) وهناك قدمت خدمات كبيرة وعظيمة لرفاقها الانصار ومفارز الشيوعي العراقي وتحديداً لأنصار ( كرميان , برانتي , كوية , قه رجوغ , واربيل ) ويشهد الجميع على جراتها ونكران ذاتها وتضحيتها وشجاعتها. وبقت هناك إلى ما بعد عام الانفال وهي تقدم مساعدات كبيرة لرفاقها ورفيقاتها الانصار .

نعم , المناضلة (لعلي ) لم تضحى بشبابها فقط بل ضحت بحياتها وحياة عائلتها أيضاً وكانت نموذجا للمرأة الكوردستانية والشيوعية المكافحة في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية ومبادئها السامية ..
اخيرا اقول رحل جسد المناضلة الشيوعية الباسلة (لعلي) من بيننا ,لكن اصرارها وشجاعتها وتضحياتها وافكارها ستبقى مناراً تنير درب رفيقاتها ورفقاها .
فقدنا الرفيقة ( لعلي ) ولكن سيرة نضالها ستبقي ملهمه لكل من آمن بالمبادئ السامية التي آمنت بها ولم تحيد عنها يومأ .
أمثال معلمتنا ورفيقتنا المناضلة ( لعلي و زوجها النصير المناضل قادر) لا يموتون , فالموت للطغاة والارهابيين القتلة .

ستبقى ذكرى الرفيقة الخالدة (لعلي) خالدة في وجدان كل الشيوعيين الذين عرفوها في ساحات النضال المختلفة ومنها ساحة الكفاح المسلح ضد البعث الفاشي .
تعازينا الحارة لعائلتها الكريمة ,ولرفيقاتها ورفاقها .
واليقين بأن شعباً وحزبأ أخرج للدنيا مناضلة كالرفيقة ( لعلي ) لابد أن يكسر القيد ويتقدم لتحقيق الحلم الفقراء والكادحين من اجل وطن حر وشعب سعيد.
المجد و الخلود للمناضلة الثورية (لعلي ولزوجها النصير قادر ) و الصبر و السلوان لعائلتها و محبيها و عهداً منا لمواصلةً النضال في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية .
وداعأ أيتها المناضلة الشيوعية والرابطية الجسورة أم لقمان .
والعزاء للوطن النازف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فلماذا تسميه -تضحية-؟
طلال الربيعي ( 2021 / 4 / 18 - 23:04 )

شكرا على المقالة! ولكني لم افهم ما المقصود ب
-المناضلة (لعلي ) لم تضحى (تضح!) بشبابها فقط بل ضحت بحياتها وحياة عائلتها أيضاً-!
كان هذا خيارها وبالتالي لا بد ان يكون مصدر سعادتها واعتزازها! فلماذا تسميه -تضحية-؟ وما الذي كان يمكنها فعله برأيك لو اختارت طريقا آخرا؟


2 - طلال الربيعي
شه مال عادل سليم ( 2021 / 4 / 19 - 08:32 )
لا شكر على واجب ...... طبعاً ضحت وكانت سعيدة وتعتز باختيارها .(هُناك مَن يُضحي لك: وهناك مَن يُضحي بِك ) فهي كانت من النوع الاول .ضحت بحياتها من اجل الاخرين

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري