الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى صاحب السعادة (حمار) أفندي

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2021 / 4 / 19
كتابات ساخرة


طاب نهارك صاحب السعادة وأتمنى لك المزيد من الصبر على بلاء الدنيا، أكتب لك رسالتي هذه وأنا بكامل قواي العقلية بعد أن فقدت كل وسائل الأتصال والتواصل مع أبناء جنسي، فهم مشغولون دوما بالكثير من القضايا ولا يطيقون أنفسهم فكيف لهم أن يطيقوا شخصا ليس لديه ما يشغله سوى أن يكون العالم كله بخير، طبعا هذه الأمنية السخيفة كما أظن لا تعني لهم شيئا، ربما تعنيك أكثر فأنت بطبيعتك مسالم وأستسلامي للقدر لذا فهم عندما يخطئوا ينعتون أنفسهم بأنهم منكم سلالة الصابرين، غير هذا فأنهم يرون بصمتكم الدائم صاحب السعادة رضا دائم بكل شيء وعلى أي شيء، فعندما أتكلم عما يشغلني يقولون لي كن حمارا وأصمت فكلامك لا ينفع ولا يدفع بأي أتجاه، مرة حاولت أن أسأل لماذا كلامي لا ينفع... قالوا لأن كلامك بالمجان في عصر كل شيء له ثمن وكل شيء بثمن، وكل شيء ممكن أن يباع ويشترى بثمن، فالمجانية هذه صفة الحمير... وا عجبي لهذه الدرجة صاحب السعادة أنتم صامتون عل الإهانة من بني عبد المال.
صاحب السعادة حمار أفندي.
يقينا أنا أكتب لك لأجد حل لا أريد أكثر من حل حتى لو كان بحجم بعرورة أو بحجم سلسلة جبال الهملايا، المهم أنه حل يسكتني وربما يجعلني في يوم من الأيام أمارس نفس هوايتك الجميلة هذه وأتخلص من غلاظة أبناء جنسي وتكبرهم وتعاليهم علي بدون سبب، أعرف جيدا أنك قد لا ترد أو حتى لا تهتم لأن شعارك الأزلي الأبدي (لا تتدخل مع أحد ولا أحد يتدخل معك)، وأعرف أن لك عالمك الخاص ولهم عالمهم المتخصص بكل شيء بالرغم من أنكم تنحدرون من جد واحد أسمه الحيوان الأول، هذا مريح جدا لي لذا أخترت أن أكتب لك رسالتي هذه، أولا لأخرجك من عزلتك التي فرضتها على نفسك من يوم ما صمت أجدادك الأولون عن الكلام المباح، وثانيا ربما أجد لديك حكمة ما، فأنت تنظر كثيرا وبلا ملل للأرض وكأنك تفحص كل شيء بدقة، هذا يعني أنك تتأمل وتستكشف وتستنبط الكثير من الحقائق، لكن ما يثيرني أيضا أنك تخزن كل هذا في مكان ما من ذاكرتك التي لا أظنها قد أمتلئت بعد أو أنها ستمتلئ بالحكمة طالما ما زلت تنظر وتنظر.
حمار أفندي أعود لرسالتي وما أريد أن اسأل فيها وهو سؤال وحيد ويتيم ليس له أم ولا أب ولا أخ، فإن أستطعت الإجابة سأقول للناس جميعا وبلا خجل ولا مواربة أنك عليم الزمان وفقيه سرها وسيرورتها، ولكن إن أعتذرت وحاولت التبرير بأنك لا تستطيع قراءة الرسائل الطويلة والأفكار المتشعبة لأنك مشغول مثلا بأمر حمارة تحبها أو بعلف تنتظر أن يأت إليك وأنت مربوط بقدمك لوتد، فهذا عذر سخيف لا أقبله وسأكون ممن لا يترك مناسبة أو صدفة إلا ووصفت كل الأغبياء من بني جنسي بأنهم مثلك مبررون عبثيون عدميون لا إباليون لأنهم يشتركون معك بنفس السلسلة من الجينات المورثة، لا عليك حمار أفندي فأنا متأثر فقط.... فقط عليك أن تستوعب سؤالي بجدية وأمامك فرصة طويلة جدا للإجابة.... (هل صحيح أنكم كحمير لا تقبلون أن تمنحوا هويتكم التي هي شرفكم وعنوانكم إلى بني الإنسان؟، وإن البعض منهم من يدعي أنه حمار أو يتصرف كحمار هؤلاء مزيفون لا ينتمون لكم لا سلوكا ولا بقرابة، رغم كثرتهم وضجيجهم الذي يصم الأذان)....
صاحب السعادة يبدو أني لم أنجح بإيصال رسالتي لمقامكم ولكن بالتأكيد سأنجح لو وجدت أحدا من حميرنا البشرية الذين يفهمون منطقكم ويعرفون جيدا أحاسيسكم، لا تهتم فهم كثر منهم من وصل أعلى درجات التشريف ولكنه بقى مخلصا لانتمائه لكم، والغالب أنهم لا يدرون تماما هل أنهم منكم أم أنتم منهم، على حال عذرا أفندينا على مضايقتك.... ربما أجد من هو أفصح منك وأشجع، وربما لا أجد ولكن ثق بي أني أحترمكم لأنكم جنس مسالم خدوم صابر غير مؤذي يمضي لحال سبيله لا ينكر ولا يستنكر أي شيء لأنه لا علاقة له بأي شيء، كما يفعل المستحمرون من بني الناس بصنفيهم الحامرة والمحمرة، شكرا لصبرك على هذياني وربما نلتقي يوما أو نراك على شاشة التلفاز وأنت اشرح لنا أخر نظريات السياسة والأقتصاد والدين هذا طبعا بعد أن تحصل على الشهادة العليا من أحدى الجامعات التي تبيع الورق المزيف والمختوم بختمها تعترف للناس بأنك لست حمارا وبسعر العمر الذي سرقه أتباعكم مناصريكم ومقلديكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني