الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد عقود من الحرب والرهانات الخاسرة / الشعب الأفغاني وحيدا في مواجهة المجهول

رشيد غويلب

2021 / 4 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


التصريح الذي أدلى به الأربعاء الفائت الرئيس الافغاني أشرف غني بشأن المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأمريكي بايدن، يعكس واقع الحال ولا يشي بالكثير. أعلن غني أنه ناقش انسحاب القوات الأمريكية من بلاده، وانه يحترم قرار الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو. وان القوات المسلحة الأفغانية قادرة أيضًا على حماية البلاد بمفردها. وكان بايدن قد أعلن قبل ذلك بوقت قصير، تأجيل انسحاب القوات الأمريكية إلى 11 أيلول بدلا من الأول من أيار، وفق الاتفاق الذي تم مع حركة طالبان الإرهابية، بعيدا عن رأي الحكومة الأفغانية، وأن الانسحاب سيكون نهائيا وغير مشروط. ولطمأنة الشركاء الأفغان، وصل وزير الخارجية الأمريكي بلينكين في اليوم التالي في زيارة مفاجئة إلى كابول. وقال بلينكين إن زيارته تهدف إلى تأكيد دعم للولايات المتحدة المستمر للحكومة والشعب الأفغاني.
خيانة متكررة من الحلفاء
المهتمون بما يحدث يؤكدون خيبة أمل عميقة تلف السكان حيث نقلت وكالة الانباء الالمانية تصريحا لأحد أعضاء وفد طالبان وصف فيه سلوك بايدن: بأنه “أكثر تصرف غير مسؤول يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة تجاه شركائها الأفغان”. ونقل الصحافي بلال سرواري في كابول عن مقاتل إرهابي أفغاني بارز: “الاحتيال هو الوصف الوحيدة التي يمكنني استخدامه”. بعد إعلان بايدن، ألغت طالبان على الفور مشاركتها في مؤتمر السلام الدولي المقرر عقده في 24 نيسان في اسطنبول. ووفق التصور الأمريكي، على طالبان العمل مع الحكومة الأفغانية والفصائل الأخرى لتحديد مسار الحكومة الجديدة وبالتالي نهاية الحرب المستمرة منذ 40 عامًا. وهذا بدوره ينبغي أن يعطي دفعة جديدة للمحادثات بين الأطراف الأفغانية التي بدأت في العاصمة القطرية الدوحة في ايلول 2020. ومن جانبه كتب المتحدث باسم طالبان محمد نعيم على موقعه في تويتر: “طالما لم تنسحب جميع القوات المسلحة الأجنبية بالكامل من وطننا، فإن الإمارة الإسلامية” - كما تصف طالبان نفسها - “لن تشارك في أي مؤتمر يتخذ قرارات بشأن أفغانستان”.
أعلن العديد من المراقبين موت عملية السلام، بما في ذلك الخبير بالشأن الأفغاني في جامعة أستراليا الوطنية في كانبيرا، ويليام مالي. ويتوقع أندرو واتكينز، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية في كابول، “موسم قتال غير منضبط”، وهجمات لطالبان على مراكز محافظات البلاد والقوات الأجنبية المنسحبة.

توقعات صحيحة
كانت التوقعات صحيحة واندلع قتال عنيف، وفقا للمعلومات الحكومية ليوم الأربعاء الفائت، شمل 25 محافظة خلال 24 ساعة فقط. ووفقًا للأمم المتحدة، كان عدد ضحايا الصراع من المدنيين في الربع الأول من عام 2021 أعلى بنسبة 29 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ويبدو أن باكستان، التي تزعم أنها اقنعت طالبان بالمشاركة في المحادثات، لم تستطع أو لا ترغب في مساعدة الولايات المتحدة.
ان رفض طالبان للذهاب إلى إسطنبول لا يعني رفضًا عامًا للمفاوضات. لكن معاهدة السلام وتقاسم السلطة لم تكونا ممكنين إلا بشروطها، فالحركة تتعامل من موقع قوة، أدى إلى توسع الانسحاب الأمريكي مرة أخرى على حساب حكومة غني. والسؤال هو ما إذا كانت طالبان ستواصل محادثات الدوحة أم ستدفع باتجاه إطار جديد للمفاوضات. وفي غضون ذلك، اوضحوا رؤيتهم لقادم الايام وكتبوا يوم الاثنين على موقعهم على الإنترنت أن الديمقراطية “ليست حلا معصوما لجميع المشاكل” وأن أفغانستان لديها “نموذج أفضل للحكم”. وقال المتحدث السابق لطلبان وعضو فريق مفاوضات الدوحة، صبيح الله مجاهد، إن طالبان ما زالت تفضل إقامة إمارة إسلامية. كما شككوا في اقتراح الولايات المتحدة الداعي لتقاسم السلطة مناصفة مع الحكومة.
في مواجهة طالبان يقف 300 ألف من منتسبي الجيش والشرطة مسلحين تسليحا جيدا يمكنهم منع انقلاب عسكري. ووفقًا لغني، أعطى بايدن تأكيدات بأن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدة العسكرية. اما في حالة خفض الدعم الامريكي بشكل كبير، فيمكن أن تتآكل الحكومة. التاريخ الحديث لأفغانستان يعكس سلسلة من انتقالات الحلفاء إلى مواقع مضادة، والنظم السياسية التي حكمت أفغانستان بعد انهيار الحكومة اليسارية إثر الانسحاب السوفيتي في عام 1989 جاءت نتيجة انتقالات سلطوية في معسكر الحلفاء، غير المتباعدين أيديولوجيا عندما يتعلق الأمر بالحقوق الديمقراطية، وخاصة حقوق المرأة.

الموت المتوازن
في مقال على موقع ويكيبيديا عن الحرب في افغانستان، هناك توازن غريب في الموت. لقد قتل نحو 3500 جندي من قوات التحالف ونحو 3800 منتسب في شركات الأمن الخاصة وحوالي 64 ألف من قوات الأمن الأفغانية. وعدد قتلى طالبان والقاعدة مرتفع هو الآخر ويتراوح ما بين 69 – 74 ألف، وبلغ عدد الضحايا المدنيين في تشرين الثاني 2019 قرابة 43 ألف. والأرقام لا تشير إلى ضحايا عمليات الهروب غير المنظم ولا إلى المصابين بأضرار جسدية او نفسية، فهؤلاء وضعهم استمرار الموت في خانة النسيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيع مذكرات تفاهم في مجال الطاقة بين بغداد وواشنطن | #الظهي


.. منظومات الدفاع الجوي الإيرانية.. تستعد لأي هجوم إسرائيلي محت




.. إسرائيل تشن حملة دبلوماسية لفرض عقوبات على طهران


.. مراسل الجزيرة يروي تفاصيل محاصرة الاحتلال لمدارس إيواء ببيت




.. بعد تسع سنوات من لجوئه إليها.. هل كان اختيار هانيبال القذافي