الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرّاسات شيوعيّة - عدد 2- الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان: تاريخ كفاح

حزب الكادحين

2021 / 4 / 19
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


طريق الثّــــورة، مارس 2021‏

مقدّمـــــة
‏ في عام 1965، عمّت أفغانستان احتجاجات اجتماعيّة شارك فيها العمّال والطلاّب وقد ‏واجهتها القوّات المسلّحة للملك ظاهر شاه بالقمع والعنف. ولئن تمكّنت الهجمة الرجعيّة ‏الشّرسة من إخماد تلك الاحتجاجات، إلاّ أنّها عجّلت بولادة أوّل تنظيم شيوعي ثوري. فقد ‏تجمّع عدد من المثقفين الثوريين والناشطين السياسيين وشكّلوا منظمة الشباب ‏التقدمي‎ ‎‏(ايبو)، وقد لعب اكرم ياري دورا بارزا في تأسيس هذه المنظّمة الشيوعية المتأثّرة ‏بالخطّ الشيوعي الثّوري الذي كان يقوده آنذاك الحزب الشيوعي الصّيني بقيادة ماوتسي ‏تونغ. وقد ولدت منظمة "ايبو"، في قلب الصّراع بين الخطّين الذي برز بين التحريفيّة ‏الخروتشوفية السوفياتية من جهة والماركسية اللينينية بقيادة الرئيس ماو من الجهة المقابلة، ‏وكان الكرملين قد أسّس حزبا "شيوعيا" تحريفيّا أفغانيا في عام 1963 أطلق عليه اسم ‏‏"حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني" (خالق).‏
‏ أصدرت "ايبو" جريدة أسبوعيّة بعنوان "الشعلة الأبدية" (شعله جاويد)، لكنّ السلطات ‏الرّجعيّة سرعان ما منعت صدورها بعد 11 عددا فقط، كما دعّمت الرجعية الأصوليين ‏الإسلاميين في هجومهم على الماويين فشرعوا في تنفيذ تصفية جسديّة لعناصر "ايبو" ‏وانصارهم.‏
‏ عندما وصل‎ ‎التّحريفيّون إلى السلطة إثر‎ ‎انقلاب عسكري‎ ‎في عام 1978، أعلنوا أنّ ‏عدوّهم الأوّل هو الحركة الماوية فتمّ تنفيذ حملة اعتقالات واسعة وقُتل الآلاف من الماويين ‏وحلفائهم وفي مقدّمتهم الرّفيق أكرم ياري. ورغم ذلك، فقد شارك بعض من المجازر في ‏مقاومة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان بينما التحقت مجموعات شيوعية أخرى بجماعات ‏المجاهدين الإسلاميين. وفي 1991 أعلنت مجموعة من الفصائل الشّيوعية الماويّة الحزب ‏الشيوعي الأفغاني.‏
‏ شارك الماويّون الأفغان في تأسيس الحركة الأممية الثّوريّة في 1984، وكان لهم دور ‏بارز في مختلف أنشطتها وقد خاضوا في صلبها نقاشات مع بقيّة مكوّنات "ريم" في علاقة ‏بالصّراع بين الخطّين داخلها. ‏
‏ بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان سنة 2001 تمّ الشّروع في خوض صراع أيديولوجي ‏وسياسي بين عدد من التنظيمات الماوية تُوّج بعقد مؤتمر توحيدي تولّد عنه تأسيس الحزب ‏الشيوعي (الماوي) في أفغانستان في الأوّل من ماي 2004. ‏
‏ في هذا الكرّاس جمّعنا نصوصا أصدرها الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان ‏ونصوصا أخرى حول هذا الحزب بعد أن قمنا بترجمتها إلى العربيّة تتعلّق بمسائل مختلفة، ‏وذلك مساهمة من حزب الكادحين في التّعريف بتاريخ الحركة الشيوعية الماويّة في العالم ‏وتحديدا في أفغانستان لدى الجماهير الشعبيّة العربيّة بهدف استخلاص الكادحين الثّوريين ‏العرب للدّروس من هذه التّجربة ولمزيد توثيق العلاقات الأمميّة بين القوى الثورية العربيّة ‏ومثيلاتها في العالم ومزيد تسليط الضّوء على المتغيّرات التي يشهدها حقل الصّراع القومي ‏والطّبقي في العالم والتي تلقي بثقلها على الصّراعات الأيديولوجية والسياسيّة داخل الحركة ‏الشيوعية الماويّة في العالم.‏
طريق الثورة، مـــارس 2021‏
--------------------------------------------------------------

الرفيق ضياء الأمين العام للحزب الشيوعي الماوي في أفغانستان
سيظلّ بيننا شعلة متوهّجة تنير طريق الثّورة

‏ توفّي الرفيق ضياء الأمين العام للحزب ‏الشيوعي الماوي الأفغاني بسكتة قلبية عن ‏سن 68 عاما وقد نعاه الحزب يوم 21 ‏جوان 2020‏‎.‎
‏ وهو من القادة المؤسسين للحركة ‏الشيوعية الافغانية منذ العهد الملكي وقد ‏واصل السير على الطريق الذي خطه ‏أكرم ياري القائد الشيوعي الماوي الذي ‏سقط شهيدا سنة 1979‏‎.‎
‏ وكان الرفيق ضياء من بناة وحدة ‏الشيوعيين الماويين في بلاده بتوحيد ‏منظمات ثلاث وهي الخلايا الشيوعية ‏الثورية التي كان من مؤسسيها سنة ‏‏1987 وتحالف العمال الثوري ومنظمة ‏تحرير افغانستان، مما أدّى الى ولادة ‏الحزب الشيوعي الماوي في أفغانستان ‏سنة 1991‏‎
‏ كما لعب دورا مهما في مقاومة الغزوين ‏الروسي والأمريكي المتلاحقين لبلاده، ‏فضلا عن مقاومة الرجعية الدينية، وهو ‏من رفع شعار الحرب الشعبية في مواجهة ‏المحتلين وعملائهم.‏
‏ وعلى الصعيد الأممي كان له دور بارز ‏ضمن الحركة الأممية الثورية وتطوير ‏العلاقات الرفاقية بين المنظمات والأحزاب ‏الشيوعية الماوية عبر العالم.‏
وبهذه المناسبة الأليمة يشارك حزب ‏الكادحين في تونس الرفاق الأفغان الحزن ‏والأسى لوفاة الرفيق ضياء ويعبّر لهم عن ‏مشاعر المواساة، مؤكّدا أنّ مسيرة حياته ‏الثورية تمثل مدرسة ستتعلم فيها أجيال ‏متلاحقة من الماويين في أفغانستان ‏وخارجها معنى الوفاء للماركسية اللينينية ‏الماوية والسير في طريق الكفاح والثّورة.‏
حزب الكادحين
تونس، 25 جوان 2020. ‏
--------------------------------------------------------------------------------------

الماويون في أفغانستان يتّحدون في حزب واحد
عالم نربحه، 25 أوت 2006‏

‏ قفزت الحركة الماوية في أفغانستان ‏قفزة إلى الأمام من خلال الاتحاد في ‏حزب شيوعي واحد، الحزب الشيوعي ‏‏(الماوي) لأفغانستان في مؤتمر الوحدة ‏الذي عقد في ماي 2004. وكان الاختتام ‏الناجح لهذه العملية إنجازًا عظيمًا للحركة ‏الماوية في أفغانستان وللشيوعيين ‏الثوريين في جميع أنحاء العالم‎.‎
‏ هذا الحزب الجديد هو ثمرة عملية بدأت ‏بعد الغزو العسكري لأفغانستان من قبل ‏الإمبريالية الأمريكية وحلفائها. أدّى هذا ‏التطور الدراماتيكي إلى تكثيف الضغط ‏على القوى المؤيدة للماركسية اللينينية ‏الماوية (ملم) في أفغانستان لتسليح نفسها ‏ببرنامج وخط واضحين. في هذا الوضع ‏الجديد، بدأت عملية التوحيد من قبل ‏الحزب الشيوعي الأفغاني‎ ‎‏(مشارك في ‏الحركة الأممية الثّورية "ريم"-‏RIM‏)‏‎ ‎ومنظمة النضال من أجل تحرير أفغانستان ‏‏(بيكار-‏Peykar‏)، والتي انضمت لاحقًا ‏إلى الوحدة الثورية للعمال في أفغانستان. ‏تم توجيه نداء إلى جميع القوى الماركسية ‏اللينينية الماوية في أفغانستان، والذي لقي ‏استجابة حارة‎.‎
‏ كانت القاعدة الأساسيّة لتشكيل الوحدة ‏هو المبادئ الأيديولوجية والسياسية، ولا ‏سيما الماركسية اللينينية الماوية باعتبارها ‏إيديولوجيا وفكرًا موجهًا لممارسة الحزب ‏الشيوعي، والثورة الديمقراطية الجديدة ‏كبرنامج أدنى للحزب، كتحضير للانتقال ‏إلى البرنامج الأقصى والثورة الاشتراكية ‏والهدف النهائي للشيوعية. كما أن جزءًا ‏من أساس الوحدة كان الاتفاق على ‏استراتيجية الحرب الشعبية والاستعداد لها ‏باعتبارها المهمة المركزية اليوم. كما أكد ‏المشاركون على اهميّة الأممية والنضال ‏داخل الحركة الأممية الثوريّة (ريم)‏‎ ‎لتحقيق نوع جديد من الأممية‎.‎
‏ كان دحض الطائفية في المجال ‏التنظيمي شرطًا أساسيًا للوحدة المطلوبة، ‏مما يعني النضال من أجل تحقيق الهدف ‏المتمثل في تحقيق برنامج ودستور ‏مشتركين. ما تلا ذلك كان قرابة عامين ‏من النضال السياسي والأيديولوجي، ‏والصراع بين الخطين، والنقد والنقد ‏الذاتي، الذي شارك فيه جميع المشاركين ‏في عملية الوحدة، وغيرهم ممن انخرطوا ‏في العملية.‏
‏ لكن هذه الوحدة لم تكن لتتحقق لولا ‏صراع قوي ضد الخط الذي نشأ في سياق ‏عملية الوحدة الذي اعتبر العملية غير ‏ناضجة ومتسرعة. ويعتقد أنصار هذا ‏الخط أن عملية الوحدة ترقى إلى مجرد ‏الانضمام إلى الحزب الشيوعي الافغاني ‏الموجود. وبدلاً من ذلك، فضل خطوتين ‏منفصلتين: أولاً، الانتظار حتى تتحد ‏الحركة الموجودة بأكملها خارج الحزب ‏الشيوعي الأفغاني، وبعد ذلك فقط يتم ‏الاندماج مع هذا الحزب الموجود ويظهر ‏الحزب الشيوعي "الحقيقي" إلى الوجود‎.‎
‏ فشل هذا الخط في فهم الوضع الجديد ‏في العالم بعد غزو الإمبرياليين للبلاد بعد ‏‏11 سبتمبر وما ترتب عن ذلك من ‏ضرورة توحّد الماويين في البلاد حول ‏خط صحيح بشكل أساسي. لم يفهم هذا ‏الخط أيضًا أنه في هذه الحالة، يمكن ‏للماويين تحقيق تقدم سريع في الثورة في ‏بلد كان نقطة محورية للعدوان الإمبريالي. ‏سياسياً، فشل هذا الخط في التخلص من ‏الأفكار الخاطئة حول بناء الحزب التي ‏هيمنت لفترة طويلة على الحركة الشيوعية ‏في أفغانستان، ومن الناحية التنظيمية، لم ‏تكن هذه القوى جاهزة للاندماج الكامل في ‏عملية متّسمة بالرّوح الحزبيّة.‏
‏ عزز هذا النضال في الواقع فهم القوى ‏الماوية وغذى في نهاية المطاف عملية ‏الاندماج‎. ‎إن ثمار هذه العملية، السلاح ‏الرئيسي للثورة في أفغانستان، أي أن ‏الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان ‏قد سلك بالفعل طريقًا طويلًا ومؤلماً، مليئًا ‏بالمنعطفات. لقد حُرمت الجماهير لسنوات ‏عديدة من هذا السلاح بسبب النواقص ‏والانحرافات. إن تأسيس مثل هذا الحزب ‏هو انتصار لأربعة عقود من التجارب ‏الإيجابية والسلبية، وقد جاء بعد تضحيات ‏هائلة‎.‎
القفزة الأولى إلى الأمام
‏ تعود جذور الحركة الماوية في ‏أفغانستان إلى نضالات الستينيات، والتي ‏استلهمت إلهامها الرئيسي من معركة ‏ماوتسي تونغ والحزب الشيوعي الصيني ‏ضد النظريات التحريفية لخروتشوف، ‏زعيم الحزب الشيوعي السوفيتي. كانت ‏إحدى الخطوات الأولى في هذه العملية ‏هي تشكيل منظمة الشباب التقدمي‎ ‎‏(ايبو-‏YPO‏)‏‎ ‎في 6 أكتوبر 1965. وكان هذا ‏بديلاً واضحًا للتحريفيين الموالين ‏للسوفيات، الذين تم تنظيمهم تحت اسم ‏حزب الشعب الديمقراطي ("خالق") ‏ولاحقا الحزب التحريفي المسمّى ‏‏"بارشام" الذي انشق عنه. أيّدت‎ ‎منظمة ‏الشباب التقدمي‎ ‎راية الماركسية اللينينية ‏فكر ماوتسي تونغ ومثّلت للثوريين ‏الحقيقيين في البلاد تمايزا قوياً عن ‏التحريفية.‏‎ ‎لقد كشفت عن استراتيجية ‏وتكتيكات التحريفيين، رافضة بوضوح ‏قماءتهم البرلمانية وسياسة دعم الرأسمالية ‏في قطاعات الدولة باعتبارها الطريق إلى ‏الاشتراكية. دعت منظمة الشباب التقدمي‎ ‎إلى الإطاحة بالنظام القديم من خلال ‏الكفاح المسلح باعتباره السبيل الوحيد ‏لتحرير الشعب وتمهيد الطريق ‏للاشتراكية. ‏
‏ فاز هذا التوجه الصحيح بشكل أساسي ‏بأغلبية الشباب الراديكاليين والمثقفين ‏وعدد ملحوظ من العمال التقدميين، الذين ‏تجمعوا حول نشر الحركة "الشعلة ‏الأبدية". لعبت الشعلة الأبدية دورًا مهمًا ‏في تشكيل تفكير مئات الآلاف من الشباب ‏الذين كانوا يسعون بشدة لإيجاد طريق ‏ثوري للخروج من سنوات طويلة من ‏الاضطهاد من قبل النظام شبه الإقطاعي ‏المتخلف، وكذلك العديد من العمال ‏والفلاحين والمعلمين والنساء. تمّ تدريب ‏العديد من الكوادر، وخاصة من الطلاب ‏والمعلمين، ليصبحوا قادة للحركة. شاركت ‏النساء في الحركة على نطاق غير ‏مسبوق، وفي بعض المناطق أصبحن ‏منظمات ثوريات. تصاعدت الاحتجاجات ‏والمظاهرات الجماهيرية في البلاد تحت ‏التأثير القوي للثورة الثقافية البروليتارية ‏العظمى، ووصلت إلى آفاق جديدة في ‏‏1968-1969، في مظاهرات نظمها ‏الماويون إلى حد كبير أو نظمت ‏بالاشتراك مع منظمات أخرى‎.‎
‏ الفترة من 1963-1973 في أفغانستان ‏معروفة على نطاق واسع بفترة "ولي ‏العهد الديمقراطي"، ولكن بين القوى ‏الراديكالية باسم "شبه ديمقراطية" أو ‏‏"ديمقراطية مزيفة". خلال هذه الفترة، ‏على الرغم من أن ظاهر شاه (الملك)، ‏ممثل النظام شبه الإقطاعي شبه ‏الاستعماري القديم، كان لا يزال في ‏السلطة، إلا أن بعض الأحزاب التقليدية ‏استغلت ضعف النظام الملكي للظهور أو ‏الظهور علنًا بعد سنوات طويلة من القمع ‏من قبل الحكام المتعاقبين‎.‎
‏ في هذا الوضع، أرعبت القوة المتزايدة ‏للحركة الماوية المؤسسة الرجعية التي ‏حاولت دون جدوى قمعها، واعتقلت ‏وسجنت أعدادًا كبيرة. كما أثار صعود ‏الماويين قلق الأحزاب التحريفية، خالق ‏وبارشام، اللذان بعد سنوات من النشاط ‏اصطدما بالرفض من قبل الجماهير، ‏وخاصة الشباب، بسبب تحريفهما المتهور ‏وتعاونهما الرجعي مع الدولة. كانا يأملان ‏في الحصول على نصيب من طرف القوة ‏الرجعية بالاعتماد على روابطهما مع ‏الاشتراكيين-الإمبرياليين السوفيات، الذين ‏كانوا هم أنفسهم غير سعداء برؤية نمو ‏الاتجاه الماوي على حدودهم‎.‎
‏ أما الأصوليون الإسلاميون، الذين ‏ارتبطوا بالإقطاع، رغم ضعفهم السياسي، ‏فقد انزعجوا أيضًا من قوة الحركة ‏الماوية. على الرغم من أنهم لم يكونوا ‏سعداء بالطريقة التي كانت بها الحكومة ‏تحمي العلاقات شبه الإقطاعية شبه ‏الاستعمارية القديمة، إلا أنهم كانوا ‏غاضبين من الحماس السائد، خاصة بين ‏الشباب، للأفكار المادية التقدمية والثورية‎.‎
‏ حتى ما يسمى بالقوى الدينية القومية أو ‏التقدمية يمكن أن تؤثر فقط على أجزاء ‏معينة من البلاد وبعض قطاعات المجتمع ‏فقط.‏‎ ‎القوة السياسية الحقيقية والحقيقية ‏الوحيدة التي يمكن أن توحد كل ‏المضطهدين، بغض النظر عن جنسيتهم أو ‏دينهم أو جنسهم، كانت القوى الماوية ‏المنظمة حول منظمة الشباب التقدمي، ‏ويمكن رؤية حقيقة هذا في الخطوات ‏الهائلة إلى الأمام التي تمكنوا من اتخاذها ‏في فترة قصيرة في بلد كانت فيه الأفكار ‏الرجعية سائدة لفترة طويلة جدًا‎.‎
‏ لكن في النهاية، ظهر افتقار الشباب ‏الماويين للخبرة وطفت الاختلافات ‏الداخلية إلى السطح وبدأت الحركة في ‏التآكل داخليا، ولسوء الحظ، ساهم ‏الضعف السياسي الأيديولوجي في‎ ‎المنظمة‎ ‎في هذا الاتجاه. جاءت أول معارضة جادة ‏ومفتوحة من خط مغامر ظهر في وثيقة ‏تسمى "النظرة التاريخية" والتي عكست ‏بشكل أساسي تأثير "التركيز البؤري" ‏وبعض أفكار تشي جيفارا‎.‎
‏ التغييرات التنظيمية، ولا سيما المرض ‏الخطير لزعيم بارز في‎ ‎منظمة الشباب ‏التقدمي، الرفيق أكرم ياري، وجّهت ‏ضربة قوية أخرى للخط السياسي ‏والتنظيمي للمنظمة.‏
‏ في عام 1970، شن الخط اليميني ‏داخل منظمة الشباب التقدمي‎ ‎والحركة ‏الديمقراطية الجديدة، اللذان اجتمعا حول ‏مجموعة تعرف باسم‎ ‎‏"المنتقدون" ‏‏(‏Enteqadion‏)، سلسلة من الهجمات ‏على‎ ‎المنظمة‎ ‎وعلى خط الشعلة الأبدية. ‏في عام 1972، بعد حل‎ ‎المنظمة، انتهزت ‏هذه المجموعة الفرصة لمهاجمتها‎ ‎علانية ‏في كتيب بعنوان "رفض الانتهازية ‏والمضي قدمًا نحو الثورة الحمراء" أعلنت ‏فيه تشكيل المجموعة الثورية للشعب ‏الأفغاني، والتي تم تغييرها لاحقًا إلى‎ ‎منظمة تحرير أفغانستان ("راهاي"-‏Rahaii‏). وإذ يثير الحجة القائلة بأنه ‏‏"ينبغي إيلاء اهتمام أساسي للاحتياجات ‏الاقتصادية للعمال"، قضى المنتقدون على ‏النضال من أجل الاستعداد لحرب الشعب، ‏كما اتخذوا خطاً اقتصادياً تجاه الفلاحين، ‏وأنكروا دور حزب الطليعة، وتجاهلوا ‏أهمية العمل الأيديولوجي والسياسي في ‏صفوف الطبقة العاملة والفلاحين‎.‎
‏ سرعان ما أصبح واضحًا أن وجهة ‏نظرهم الاقتصادية كانت انعكاسًا لخط ‏التحريف اليميني الذي كان يكتسب السلطة ‏في الحزب الشيوعي الصيني‎. ‎في الواقع، ‏بمجرد أن استولى الخط التحريفي على ‏السلطة في الصين، أظهر المنتقدون مدى ‏انتقادهم لرد الفعل من خلال دعمه‎.‎‏ ‏وسرعان ما تطور هذا الانحراف ‏الاقتصادي إلى مراجعة كاملة، حيث تبنوا ‏نظرية العوالم الثلاثة الرجعية. انتهى ‏الأمر بهذه القوات، عند مواجهة الغزو ‏الروسي، إلى الدعوة إلى قيام جمهورية ‏إسلامية، بحجة أن مقاومة الشعب كانت ‏مقاومة إسلامية‎.‎
‏ كان للوسطية أيضًا تأثير مهم في‎ ‎منظمة الشباب التقدمي‎ ‎منذ البداية. تحت ‏ضغطها، لم تتخذ‎ ‎المنظمة‎ ‎موقفًا رسميًا ‏ضد الإمبريالية الاشتراكية السوفيتية حتى ‏الاجتماع العام الثاني. أوقف الوسطيون ‏نضال الخط الخلفي في الحركة وقوضوا ‏النضال من أجل توضيح مسألتين ‏رئيسيتين، الاستيلاء على السلطة السياسية ‏والتحضير للحرب الشعبية، وضرورة ‏تشكيل حزب طليعي‎.‎
‏ ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن وجود‎ ‎منظمة ‏الشباب التقدمي‎ ‎ذاته وعلاقته بالشعلة ‏الابدية أصبح معروفًا فقط عندما ظهرت ‏الاختلافات والانتقادات الموجهة إلى ‏المنظمة، كما لاحظ ذلك إعلان الشيوعيين ‏الثوريين في أفغانستان، إحدى المجموعات ‏المشاركة في عملية الوحدة: "وبسبب هذه ‏السياسة لم يتم نشر أي مجلة شيوعية، ‏ظلت كتيبات ومقالات المنظمة داخلية، ‏وشنت النضال الأيديولوجي والسياسي. تم ‏تعطيل الصّراع ضد التحريفين والرجعيين ‏الآخرين، ولم يكن من الممكن خوض ‏النضال ضد مغامرة "وجهة نظر ‏تاريخية" واقتصادية الناقدين على نطاق ‏وطني".‏
‏ بعد فترة وجيزة من الاجتماع العام ‏الرابع لمنظمة الشباب التقدمي‎ ‎في عام ‏‏1972، أثبتت المنظمة أنها غير قادرة ‏على التعامل مع الصعوبات المتصاعدة ‏وتم حلها، على الرغم من استمرار وجود ‏الماويين في أشكال ومنظمات مختلفة. كما ‏لاحظت منظمة ماوية لاحقة: "كان الخط ‏العام لمنظمة‎ ‎الشباب التقدمي‎ ‎ككل، ولا ‏سيما النضال ضد تحريفات خروتشوف ‏وتعميم التفكير الديمقراطي الجديد، إنجازًا ‏عظيمًا، ولكن بصفتها منظمة ماوية، فشلت ‏منظمة الشباب التقدمي في صياغة برنامج ‏أكثر خصوصيّة متعلّق بالثورة ‏الديمقراطية الجديدة في البلاد و(ارتباطها ‏بالهدف النهائي للشيوعية)".‏
‏ جمعت‎ ‎منظمة الشباب التقدمي‎ ‎دوائر ‏وقوى تفتقر إلى الوحدة السياسية ‏والأيديولوجية اللازمة. لقد تصرّفوا كجبهة ‏أكثر من كونهم منظمة شيوعية، مما ‏جعلهم غير قادرين على التعامل مع ‏الخطوط الاقتصادويّة والوسطية ‏والمغامراتية التي ظهرت لا محالة. ومع ‏ذلك، فمن الصحيح أيضًا أن عدم نضج ‏الحركة وقلة خبرتها كان لهما دور مهم. ‏أضعفت هذه الأخطاء التنظيم وسهلت على ‏قوات العدو توجيه ضربات قاتلة، لكن ‏أسوأ الأيام كانت ستأتي لاحقًا‎.‎
‏ كما حاولت القوى الإسلامية الرد ‏سياسياً على نمو اليسار الراديكالي. ففي ‏عام 1970، تأسست "منظمة شباب ‏المسلمين" لمواجهة تزايد شعبية اليسار ‏ككل وشعلة جاويد بشكل خاص، وكان ‏أوّل ما قامت به اغتيال المتحدث والمنظم ‏الماوي البارز في جامعة كابول، الرفيق ‏سيدال سوخاندان، وهو عمل شرير نفذه ‏حكمتيار، الذي أصبح فيما بعد أمير حرب ‏مخيفًا. وخوفًا من رد فعل الماويين، فرّ ‏حكمتيار إلى باكستان حيث كان يعيش ‏تحت حماية الأصوليين الإسلاميين ‏الباكستانيين والمخابرات الباكستانية، التي ‏استمرّت لتوصيله بوكالة المخابرات ‏المركزية (الأمريكية) خلال الحرب ضد ‏روسيا. في تلك الأوقات الصعبة، طرح ‏حكمتيار فكرة أنّ هزيمة الروس أسهل من ‏هزيمة الماويين، وكان هذا بمثابة تبرير ‏للرجعيين الإسلاميين للتعاون بطرق معيّنة ‏مع الاحتلال السوفياتي ضد الثوار، وهو ‏منطق رجعي كان يشاطره ما يسمى بأسد ‏بنجشير، أحمد مسعود‎.‎
في عام 1973، أدى انقلاب داود خان، ‏ابن عم ظاهر شاه، إلى نفي ظاهر شاه في ‏إيطاليا. وقد اعتقد التحريفيون في خالق ‏وبارشام، من خلال شبكة اتصالاتهم ‏والمساعدة المباشرة من السفارة ‏السوفياتية، أن لديهم فرصة أفضل للعمل ‏من أعلى والتأثير على الكمبرادوريين ‏البرجوازيين الكبار، وبالتالي تعاونوا مع ‏الانقلاب. عزّز هذا الانقلاب من نفوذ ‏الإمبريالية الاشتراكيّة السوفياتية في ‏أفغانستان ومهّد الطريق للانقلابات ‏المتتالية التي أعقبت ذلك، والتي أدت في ‏النهاية إلى الغزو السوفياتي لأفغانستان‎.‎
‏ على الرغم من أن الماويين غير ‏منظمين ومشوشين بسبب تفكّك منظمة ‏الشباب التقدمي‎ ‎في عام 1972، إلا أنّهم ‏كانوا قادرين على الاستمرار في مقاومة ‏جديّة للنظام‎.‎
‏ في عام 1975، تم تأسيس المنظمة ‏الشعبية لتحرير أفغانستان (سوركا –‏Sorkha‏)، بينما كان داود خان لا يزال ‏في السلطة. كان هذا يمثّل محاولة من قبل ‏القيادة النهائية لمنظّمة الشباب التقدّمي ‏لإعادة تنظيم الحركة، لكن‎ ‎سوركا‎ ‎في ‏الواقع مثلت أوجه القصور والأخطاء في ‏منظمة الشباب التقدمي أكثر من نقاط ‏قوّتها، لا سيّما في ما يتعلّق بمسألة طريق ‏الاستيلاء على السلطة. في ماي 1976، ‏أدّى انقلاب تحريفي بدعم من الإمبريالية ‏الاشتراكية السوفياتية إلى وضع حزب ‏خالق في السلطة، ولم يمض وقت طويل ‏قبل أن يتسبّب انقلاب أكتوبر 1976 في ‏الصّين في إرباك الحركة الماوية حول ‏العالم. غارقا في الانتقائيّة ومحروما من ‏منطقة القاعدة السابقة للثورة ‏العالمية، أثبتت سوركا عدم قدرتها على ‏مقاومة الهجمات الوحشية للتحريفيين في ‏السّلطة، الذين كانوا مصممين على القضاء ‏على أي شيء مرتبط بتيّار شعلة جاويد، ‏وفي غضون فترة وجيزة، فقدت سوركا ‏جميع قادتها ونشطائها تقريبًا وتوقّفت عن ‏العمل‎.‎
‏ كانت السنوات بين 1976 و1979 ‏‏(عندما حدث الغزو الروسي) فترة مهمة ‏في تاريخ الحركة الشيوعية في ‏أفغانستان‎. ‎عزّز المنتقدون موقفهم حول ‏نظرية العوالم الثلاثة، وعزّز الوسطيّون ‏قواهم حول القوة الوسطية سماندر. في هذا ‏الوقت تم تشكيل مجموعة أخرى، الكفاح ‏من أجل تشكيل الحزب الشيوعي ‏لأفغانستان، والتي عرفت باسم أخجار ‏‏(‏Akhgar‏) نسبة إلى صحيفتهم، بعد أن ‏انفصل العديد من كوادر أخجار عن النقاد، ‏لقد حددوا مهمتهم الرئيسية على أنها ‏تشكيل حزب شيوعي وفي عام 1976 ‏رفعوا راية فكر ماو تسي تونغ، وهاجموا ‏بشدة نظرية العوالم الثلاثة وكذلك ‏الوسطيين حول ساماندر. ومع ذلك، فإنّ ‏العديد من الكوادر، بما في ذلك عدد من ‏المثقفين في المنفى في أوروبا، قد تأثّروا ‏بالردّ العقائدي التحريفي من أنور خوجا ‏وحزب العمل الألباني على الأحداث في ‏الصين‎. ‎وسرعان ما وقعت قيادة‎ ‎أخجار ‏فريسة للخوجيّة ونشرت "نقدًا" لماو في‎ ‎أخجار. استمر النضال من أجل الدفاع ‏عن خط ماو لكنه لم يحرز تقدمًا كبيرًا، ‏وأخيراً خضعت أخجار كمنظمة للتصفية ‏من عام 1983. ‏
بعد الغزو السوفياتي
‏ تميزت الفترة التالية بغزو الإمبريالية ‏الاشتراكيّة السوفياتية في جانفي 1980. ‏كانت القوى المهيمنة خلال هذه الفترة هي ‏الأصوليون الإسلاميون، ويرجع ذلك على ‏وجه الخصوص إلى المساعدة العسكرية ‏والمالية من وكالة المخابرات المركزية ‏وأجهزة المخابرات الإقليمية (خاصة ‏باكستان) وأيضا بسبب صعود الملالي في ‏إيران. أصبح الماويون مرتبكين بشكل ‏متزايد بسبب نقاط الضعف الأساسية في ‏خطهم السياسي والأيديولوجي، فضلاً عن ‏الأزمة المستمرة في الحركة الشيوعية ‏العالميّة نتيجة للانقلاب في الصين. فلم ‏يتمكنوا من الجمع والتوصل إلى تلخيص ‏صحيح لأخطاء الماضي وتحليل الوضع ‏الجديد بشكل صحيح، وعلى هذا الأساس، ‏لم يغتنموا الفرصة لبناء حزب شيوعي ‏وشن حرب مقاومة ضد الغزاة كجزء من ‏حرب الشعب. وبدلاً من ذلك، انحرفت ‏معظم القوات إلى ملاحق جهاديين ‏برجوازيين وإقطاعيين مختلفين. في عام ‏‏1979، تأسست ساما (منظمة تحرير ‏شعب أفغانستان)، وهي أقوى منظمة ‏ثورية في هذه الفترة. وقد نشأت من تجمع ‏عدد من القوى التي كانت تنتمي إلى ‏الحركة الديمقراطية الجديدة (شعلة جاويد) ‏وشمل أيضًا بعض المجموعات الأصغر ‏التي تشكلت بشكل مستقل بعد ذلك الوقت. ‏
‏ كانت ساما في الواقع جبهة تتكون من ‏مجموعة واسعة من القوى مع العناصر ‏الشيوعية، بما في ذلك بعض الذين لديهم ‏ماض في‎ ‎منظمة الشباب التقدمي‎ ‎والحركة ‏الديمقراطية الجديدة‎. ‎بعد المؤتمر ‏التأسيسي، رفضت صراحة أي علامة ‏على الميول الشيوعية السابقة، وباسم تبني ‏لغة مشتركة بين الناس، ألغت أي عناصر ‏اشتراكية في برنامجها وجعلتها برنامجًا ‏وطنيًا ديمقراطيًا. بعد القبض على ماجد، ‏الزعيم الرئيسي لساما، وانشقاق فصيل ‏يساري (قوات سماندر، الفصيل الوسطي ‏في منظمة الشباب التقدمي)، تراجعت ‏ساما أكثر وسحبت علنًا البرنامج الوطني ‏الديمقراطي، وعاملته بدلاً من ذلك على ‏أنه برنامج "داخلي"، وتم إنتاج "برنامج ‏إسلامي" للاستخدام المفتوح. عند الضغط ‏عليهم، جادل قادة ساما بأن "هذا مجرد ‏غطاء". كانوا يعتقدون أن استخدام هذا ‏الغطاء الإسلامي يمكن أن ينقذهم من ‏الأصوليين الإسلاميين، وقد أظهر التاريخ ‏بدلاً من ذلك أنه بعيدًا عن كونه درعًا ‏يحميهم من سيف الأصوليين الإسلاميين، ‏فإن هذا التكتيك كان بمثابة سم انتحاري ‏للحركة الثورية في أفغانستان‎.‎
‏ بعد فترة وجيزة، في صيف عام ‏‏1981، اندلعت سلسلة من المعارك بين ‏قوات ساما وقوات الحزب الإسلامي بقيادة ‏حكمتيار في منطقة كهدمان، والتي هُزمت ‏خلالها ساما تباعاً. وفي محاولة لإنقاذ ‏المنظّمة، دخلت قيادتها في مفاوضات مع ‏الحكومة فأدّى ذلك إلى أزمة أعقبها ‏انشقاقات وهروب. فكانت بداية نهاية ‏ساما، التي عانت من مزيد من التدهور ‏والتلوث تحت تأثير الإمبرياليين ‏والتحريفيين الصينيين‎.‎
‏ كان تلخيص المسار الكارثي لساما ‏حاسمًا لتشكيل خط سياسي وأيديولوجي ‏صحيح في الحركة الأفغانية‎.‎
الحركة الشيوعية الجديدة
‏ كانت الحركة الشيوعية الجديدة في ‏أفغانستان مستوحاة في البداية من تشكيل‎ ‎الحركة الأمميّة الثّوريّة‎ ‎‏ (ريم) في عام ‏‏1984. وقد تمّ تشكيل لجنة الدعاية ‏والتحريض للماركسية اللينينية الماوية ‏‏(التي كانت تُعرف في ذلك الوقت ‏بالماركسية اللينينية – فكر ماوتسي تونغ)،‎ ‎في عام 1985 وانطلقت في نشر‎ ‎‏"شعلة". ‏انفصلت مجموعة أخرى من الرفاق عن ‏ساما وتحصّلت على إعلان ريم وقامت ‏بقراءته ومناقشته، واستمرّت هذه ‏المجموعة في تسمية نفسها بالنواة الثورية ‏وتبنّت خط‎ ‎ريم. كانت هذه التطورات ‏صفعة على وجه قادة ساما، الذين اتهموا ‏القوى الماوية المنظمة حديثًا بأنها "جبهة ‏لوكالة الاستخبارات السوفياتية ‏KGB‏" ‏
‏ تشكلت في عام 1979 قبل الغزو ‏الروسي مباشرة مجموعة أخرى، هي ‏منظمة النضال من أجل تحرير أفغانستان ‏‏(بيكار)، وشاركت في المقاومة ضد ‏السوفيات. وعلى الرغم من الصعوبات ‏العديدة، تمكنت هذه المنظمة من القيام ‏بتلخيص لتاريخ الحركة الشيوعية في ‏أفغانستان ومن دعم الماركسية اللينينية – ‏فكر ماوتسي تونغ ولاحقا الماركسية ‏اللينينة الماوية، ومن دعم‎ ‎ريم. وتشكلت ‏مجموعة أخرى دعمت الحركة الماوية من ‏بين القوى الوسطية لوحدة الماركسيين ‏اللينينيين في أفغانستان (اوملا-‏UMLA‏)، ‏وبعد قطعها مع الوسطيين انضمت، تحت ‏اسم‎ ‎اوملا‎ ‎‏(قسم فكر ماوتسي تونغ)، إلى ‏التيار الماوي الجديد‎.‎
‏ لذلك منذ منتصف الثمانينيات، وتحت ‏تأثير الخط السياسي والأيديولوجي لريم، ‏بدأت الحركة الشيوعية الجديدة في ‏أفغانستان في الخروج من فترة ‏الانحرافات والاضطرابات وأخذت أشكالًا ‏تنظيمية جديدة. وأدّت محاولة توحيد هذه ‏القوى في حزب طليعي في أوائل ‏التسعينيات إلى تشكيل لجنة دمج وتوحيد ‏للحركة الشيوعية في أفغانستان. بدأت هذه ‏اللجنة من قبل الـ"باك" (‏PAC‏)‏‎ ‎والـ"رن" ‏‏(‏RN‏) ثم‎ ‎اوملا (قسم فكر ماوتسي تونغ)‏‎ ‎وانضم إليها لاحقًا‎ ‎بيكار. وعلى الرغم من ‏الجهود المبذولة، إلا أن الخلافات ‏المستمرة في هذا الوقت جعلت من ‏المستحيل توحيد كل هذه المجموعات في ‏حزب جديد. شكّل رن واوملا (قسم ‏ماوتسي تونغ) المنظمة الثورية ‏لأفغانستان، والتي أصبحت أحد ‏المشاركين في‎ ‎ريم‎ ‎وأسست لاحقًا الحزب ‏الشيوعي الأفغاني، ثمّ انضم‎ ‎الباك‎ ‎إلى ‏الحزب بعد بضعة أشهر‎.‎
‏ وكما جاء في التقرير المقدم إلى مؤتمر ‏الوحدة، فإن "تأسيس الحزب الشيوعي ‏الأفغاني في عام 1991‏‎ ‎كان قطيعة نوعية ‏عن الخط الذي جعل تشكيل الحزب هدفاً ‏في حد ذاته ووضع شروطاً مسبقة مختلفة ‏غير ضرورية وغير صحيحة. ومع ذلك، ‏بسبب أوجه القصور التي كانت تعاني ‏منها الحركة الشيوعية الماركسية اللينينية ‏الماوية في أفغانستان بأكملها، بما في ذلك ‏مؤسسو الحزب الشيوعي في عام 1991، ‏لم تكن هذه القطيعة الأيديولوجية-السياسية ‏والتنظيمية قادرة على أن تؤدي بنجاح إلى ‏توحيد الحركة الشيوعية في البلاد في ‏حزب واحد.‏‎"‎
‏ خلال التسعينيات، حاول كل من ‏الحزب الشيوعي الأفغاني وبيكار ‏بمفردهما النضال وتوحيد الأجزاء ‏المختلفة من الحركة الماوية، وحقق كل ‏منهما بعض النجاحات. وقد رحبت ‏الحركة الأممية الثورية بهذه التحركات، ‏التي شجعت بقوة النضال من أجل توحيد ‏الحركة الماوية في أفغانستان. كانت هناك ‏مجموعة أخرى، وهي الوحدة الثورية ‏لعمال أفغانستان، فعلى الرغم من دعمها ‏لحزب ماوي موحد و‎ ‎للريم، كانت محدودة ‏بسبب قمع طالبان لها في منطقتها، وقد ‏انضمت الآن إلى عملية التوحيد‎.‎
‏ إنّ الأمر متروك الآن للحزب الجديد ‏للتدخل بنشاط سياسيًا وأيديولوجيًا لتوحيد ‏العديد من الرفاق الذين ما زالوا خارج ‏الحزب أو أولئك الذين تم أسرهم من قبل ‏المنظمات التحريفية مثل ساما وراهاي، ‏أولئك الذين لا يزالون يتوقون إلى أن ‏يكونوا شيوعيين ثوريين يحتاجون إلى ‏التحقق من خط هذا الحزب الجديد ‏والمركز الشيوعي العالمي الجنيني الذي ‏ينتمي إليه هذا الحزب، ريم، والانضمام ‏إليه لتقوية الحزب ونقل برنامجه إلى ‏الجماهير، خاصة لجيل الشباب، من أجل ‏الاستعداد لشن حرب مقاومة شعبية ضد ‏الغزاة الإمبرياليين والقوى الإقطاعية ‏الرجعية، الإسلامية أو غيرها‎.‎
‏ يواجه الحزب الشيوعي (الماوي) في ‏أفغانستان الاختبار الحاسم للدفاع عن ‏الماركسية اللينينية الماوية وتطبيقها في ‏ساحة معركة أيديولوجية معقدة حيث ‏ارتكب الاتحاد السوفياتي جرائم وحشية ‏متخفيا باسم "الشيوعيين" وحيث كانت ‏الأصولية الإسلامية عميقة وخبيثة ومؤثرة ‏في المجتمع. فقط ماوية نابضة بالحياة ‏وجريئة قادرة على الإجابة على أسئلة ‏الجماهير الأكثر تطلبًا والاستجابة ‏لتطلعاتهم العميقة ستكون قادرة على ‏الاعتماد على إنجازات المراحل الأولى ‏للحركة وتقديم بديل حي لجميع أطياف ‏الأيديولوجيا غير البروليتارية.‏
‏ لقد نال الماويون في أفغانستان احترامًا ‏كبيرًا من العديد من الجماهير، ولم تمت ‏مطلقًا نار الماوية التي أشعلتها منظمة ‏الشباب التقدمي (ايبو) وقادتها، ولا سيما ‏الرفيق الشهيد أكرم ياري. وعلى الرغم ‏من أن الخطوط غير الصحيحة التي ‏هيمنت على مختلف أقسام الحركة ‏الشيوعية بعد تفكك‎ ‎ايبو‎ ‎وجهت ضربات ‏مريرة للحركة، فقد اتخذت الحركة ‏الشيوعية الجديدة الآن خطوة عملاقة ‏للخروج من تلك الفترة. لقد أعادت الحركة ‏الشيوعية الجديدة في أفغانستان، ‏المستوحاة من تشكيل‎ ‎ريم‎ ‎ونضال الماويين ‏في جميع أنحاء العالم، ومن خلال تلخيص ‏التجربة السابقة وتعلم الدروس المريرة ‏لتلك التجربة، تنظيم نفسها، ممّا أدى إلى ‏ظهور الحزب الشيوعي (الماوي) في ‏أفغانستان. كما ورد في التقرير المقدم إلى ‏مؤتمر الوحدة: "إن الاختتام الناجح لهذا ‏المؤتمر وتوحيد الحركة الشيوعية ‏‏(الماركسية اللينينية الماوية) في حزب ‏شيوعي واحد سيمكنان بالتأكيد الماركسية ‏اللينينية الماوية في أفغانستان من استكمال ‏النضال الكبير لإعداد شعب ثوري، لحرب ‏المقاومة الوطنية ضد الغزاة وأتباعهم ‏المثيرين للشفقة، باعتبارها الشكل ‏الملموس الحالي للحرب الشعبية في ‏أفغانستان، وبأسرع وقت ممكن لرفع راية ‏المقاومة الحمراء بطريقة مبدئية في ساحة ‏المعركة الدموية في أفغانستان‎.‎
قرار مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية في ‏أفغانستان
‏ إنّه لمن دواعي الشرف والفخر أن نعلن ‏أن الحركة الشيوعية (الماركسية اللينينية ‏الماوية) في أفغانستان متحدة في الحزب ‏الشيوعي الأفغاني (الماوي). هذه الخطوة ‏النّاجحة هي نتيجة لعملية توحيد الحركة ‏الماركسية اللينينية الماوية في أفغانستان، ‏والتي توجت على وجه التحديد بعقد ‏المؤتمر الناجح للحزب‎.‎
‏ للاستجابة بطريقة مبدئية ومناسبة ‏لاحتياجات الشيوعية والنضال الوطني ‏الديمقراطي - ممّا يؤدي إلى انتصار ‏الثورة الديمقراطية الجديدة، واشتراكية ‏وشيوعية عالمية - من الضروري توحيد ‏الماركسيين اللينينيين الماويين على أساس ‏الخط الشيوعي المبدئي. أصبحت هذه ‏المهمة الأساسية وشيكة بعد أن شنت ‏الولايات المتحدة حملة شاملة من العدوان ‏بعد 11 سبتمبر، موجهة بشكل خاص ضد ‏أفغانستان. وقد ردت الحركة الشيوعية في ‏أفغانستان على هذا التحدي، فبعد وقت ‏قصير من عدوان الولايات المتحدة ‏وحلفائها على أفغانستان، بدأ الماويون ‏الأفغان في توحيد الحركة الشيوعية ‏الأفغانية في حزب واحد‎.‎
‏ هذه العملية، على الرغم من المد ‏والجزر والتدفقات والالتواءات، استمرت ‏بنجاح. وقد أثبت الصّراع الأيديولوجي ‏والسياسي الذي بدأ حول مشروع البرنامج ‏ودستور الحزب أنه صراع أيديولوجي ‏سياسي غير مسبوق وكان فريدًا في تاريخ ‏الحركة الشيوعية في البلاد. لقد تميز هذا ‏المسار منذ البداية بجانب عالمي هام ‏واستمر في تطوير وتقوية جوانبه ‏البروليتارية‎.‎
‏ استفادت عملية توحيد الحركة الشيوعية ‏الأفغانية (الماركسية اللينينية الماوية)‏‎ ‎من ‏توجيهات لجنة‎ ‎ريم. ومن الأمثلة البارزة ‏على ذلك دعوة "ريم" لعقد مؤتمر إقليمي ‏مشترك للأطراف والمنظمات في إيران ‏وأفغانستان. كان المؤتمر، بالإضافة إلى ‏إحراز تقدم في عملية توحيد الحركة ‏الشيوعية في أفغانستان، نقلة نوعية مهمة ‏في تعزيز وحدة الحركة الماركسية ‏اللينينية الماوية في المنطقة‎.‎
‎ ‎‏ أظهر الحزب الشيوعي الإيراني‎ ‎‏(الماركسي اللينيني الماوي)‏‎ ‎روحًا رفاقية ‏أممية وقدم مساهمات نوعية طوال مسار ‏توحيد الحركة الماركسية اللينينية الماوية ‏في أفغانستان، ومؤتمرنا يقدّر تقديراً عالياً ‏هذه المساهمة ونأمل أن يعزز كفاحنا ‏المشترك في المنطقة علاقتنا في المستقبل‎.‎
‏ إن الأرضية المشتركة التي تم تأسيسها ‏في عملية النضال زادت من تقدم الحركة ‏الشيوعية في أفغانستان، وكان من أهم ‏جوانب الوحدة القرارات المشتركة ‏الصادرة عن المنظمات المشاركة في ‏عملية التوحيد‎.‎
‏ عقد مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية في ‏أفغانستان، كخطوة أخيرة في مسار توحيد ‏الحركة الماركسية اللينينية الماوية في ‏حزب واحد، وهو الحزب الشيوعي ‏الأفغاني (الماوي)، من قبل الحزب ‏الشيوعي الأفغاني، منظمة النضال من ‏أجل تحرير أفغانستان، والوحدة الثورية ‏للعمال في أفغانستان‎.‎
‏ بدأ المؤتمر بترديد نشيد الأممية، ثمّ ‏انخرط المشاركون في صراع نشط بلغ ‏ذروته في مؤتمر ناجح. لقد أظهروا، ‏بتبنيهم برنامج الحزب ودستوره، وكذلك ‏بانتخاب أعضاء قيادة الحزب، روح ‏الأممية العظيمة. استقبل المؤتمر التقرير ‏المقدم إليه وناقشه بحماس، وقد اتّسمت ‏مناقشة الأقسام المختلفة لمشروع البرنامج ‏والدستور للحزب بالنضال الممتاز وروح ‏الوحدة وتم اعتماد البرنامج والدستور ‏بالإجماع‎. ‎
‏ ‏‎ ‎نقطة أخرى قوية في المؤتمر كانت ‏رسالة من لجنة‎ ‎ريم‎ ‎إلى المؤتمر، والتي ‏لقيت تقديرا وحماسا كبيرين، وردّا على ‏ذلك، رد المتحدث الرئيسي في المؤتمر ‏بالمثل معربا عن تقديره للرسالة، وقد قرّر ‏المؤتمر إيصال رسالة ودية ردا على ‏رسالة لجنة‎ ‎ريم‎.‎
‏ لقد أظهرت الرسالة الموجهة إلى ‏المؤتمر من الحزب الشيوعي الإيراني ‏‏(الملم) روحه الأممية بالإضافة إلى ‏اهتمامه الشديد بتوحيد الحركة الماوية في ‏أفغانستان في حزب شيوعي واحد، وسيرد ‏المؤتمر على الرسالة، مبديًا تقديره الكبير ‏للمساعي الرفاقية للحزب الشيوعي ‏الإيراني (الملم)‏‎.‎
‏ في عملية الوحدة، كانت الحركة ‏الشيوعية في أفغانستان تستند إلى التقدم ‏الذي أحرزه الحزب الشيوعي النيبالي ‏‏(الماوي) على طريق حرب الشعب، وفي ‏خضم عقد المؤتمر علمنا أن الحرب ‏الشعبية في نيبال قد أحرزت تقدمًا جديدًا، ‏مما زاد من حماس المؤتمرين، ويحيّي ‏مؤتمرنا الحزب الشيوعي النيبالي ‏‏(الماوي) وسيقوم بإرسال رسالة إلى هذا ‏الحزب‎.‎
‏ إن دور النضال الأممي للحزب ‏الشيوعي الثوري بالولايات المتحدة ‏الأمريكية في التحضير للثورة في ‏الولايات المتحدة، وكذلك في معارضة ‏حرب العدوان التي تقودها الإمبريالية ‏الأمريكية وبالتحديد في أفغانستان، هو أمر ‏حاسم بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية ‏ولحركة المقاومة الشعبية العالمية. على ‏مستوى العالم، في الوقت الحاضر، وبما ‏أن أفغانستان محتلة مباشرة من قبل ‏الولايات المتحدة وحلفائها، فإن الوحدة بين ‏نضالات شعبينا مهمة مهمّة. نحيّي الحزب ‏الشيوعي الثوري بالولايات المتحدة ‏الأمريكية ونأمل أن يستمر نضاله في ‏الازدياد.‏
‏ يحيّي مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية ‏الأفغانية‎ ‎‏(الماركسية اللينينية الماوية) ‏الحزب الشيوعي في بيرو، والمركز ‏الشيوعي الماوي في الهند، والحزب ‏الشيوعي الماوي [تركيا وشمال كردستان] ‏وجميع الأحزاب والمنظمات الأخرى ‏المشاركة في الحركة الأممية الثورية وكل ‏الماويين في جميع أنحاء العالم، الذين ‏يشاركون في النضال الثوري ضد ‏الإمبريالية والرجعية، ويأمل في زيادة ‏النجاح في نضالهم الثوري ضد العدو ‏الطبقي‎.‎
نعلن أن مؤتمرنا اختتم بنجاح عملية ‏توحيد الحركة الماوية في أفغانستان في ‏حزب شيوعي واحد لأفغانستان (ماوي). ‏إن مؤتمر الوحدة على ثقة من أن التكامل ‏التنظيمي لمختلف القوى المشاركة في ‏المؤتمر على أساس مبدئي وعلى أساس ‏برنامج الحزب ودستوره في جميع ‏المستويات المختلفة سوف يكتمل بسرعة ‏وأن الرفاق سيكونون قادرين على تنفيذ ‏ثورتهم حين تتحد المهام. إنّ إنجاز ‏المؤتمر واختتامه الناجح في حزب ‏شيوعي واحد، الحزب الشيوعي الأفغاني ‏‏(الماوي)، هو خطوة مهمة ونوعية في ‏اتجاه مزيد من التطور والتقدم للماويين ‏الأفغان لإعداد وبدء وتطوير حرب ‏المقاومة الوطنية الثورية والشعبية في ‏أفغانستان ضد الغزاة الإمبرياليين والخونة ‏الوطنيين، كشكل ملموس حاليّا لحرب ‏الشعب في أفغانستان. يجب السير في هذا ‏الطريق على أسس صحيحة وبأسرع وقت ‏ممكن حتى يتم رفع راية البروليتاريا ‏عمليًا في ساحات القتال في حرب المقاومة ‏الوطنية وتطوير حرب المقاومة الوطنية ‏الثورية والشعبية في أفغانستان ضد الغزاة ‏الإمبرياليين والخونة الوطنيين، باعتبارها ‏الشكل الملموس الحالي للحرب الشعبية في ‏أفغانستان. ‏
‏ تعتبر وحدة الماويين الأفغان في الحزب ‏الشيوعي الأفغاني الواحد (الماوي) إنجازًا ‏للحركة الثورية العالمية، يأمل مؤتمرنا أن ‏يلعب هذا الإنجاز دورًا إيجابيًا في خدمة ‏النضال الشامل لريم‎.‎
‏ الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) ‏هو النتيجة المباشرة لاختتام ناجح لعملية ‏الوحدة للحركة الماوية في أفغانستان، راية ‏هذا الحزب هي راية كل الماويين في ‏أفغانستان. يدعو الحزب الشيوعي ‏الأفغاني (الماوي) جميع الماويين في البلاد ‏للمضي قدمًا للانضمام إلى الحزب حتى ‏يتمكنوا من أداء مهمتهم الوطنية ‏الديمقراطية على أساس المبادئ ‏البروليتارية‎.‎
اختتم المؤتمر بنشيد الأممية‎.‎
عاش مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية في ‏أفغانستان ‏‎!‎‏ ‏
عاش الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) ‏‎!‎
عاشت الحركة الثورية الأممية ‏‎!‎
ليسقط الغزاة الإمبرياليون الأمريكيون ‏وحلفاؤهم ‏‎!‎
خطوة إلى الأمام لبدء وتطوير حرب ‏المقاومة الوطنية الثورية ‏‎!‎‏ ‏
مؤتمر الوحدة للحركة الشيوعية
أفغانستان،‎ 1 ‎ماي 2004‏‎ ‎
--------------------------------------------------------------------------------------

مقابلة مع زعيم الماويين في أفغانستان

‏ في ما يلي مقتطفات من مقابلة أجريت ‏في شتاء 2006 مع الأمين العام للحزب ‏الشيوعي (الماوي) في أفغانستان، وهو ‏طرف مشارك في الحركة الأممية ‏الثوريّة.‏
‎ ‎س: عندما احتل الاتحاد السوفياتي ‏أفغانستان، فرضت الأحزاب الحاكمة التي ‏تطلق على نفسها اسم "الشيوعية" حكمًا ‏رجعيًا وقمعيًا على الشعب. ما هي ‏التحديات التي يمثلها هذا للشيوعيين ‏الحقيقيين ؟
‎ ‎ج: خلقت ادعاءاتهم الشيوعية الزائفة ‏تصورات غير صحيحة عن الشيوعية بين ‏الغالبية العظمى من الناس. فمنذ بداية ‏الانتفاضة ضد الإمبرياليين الاشتراكيين ‏السوفيات، كان للظروف الذاتية ‏والموضوعية تأثير سلبي ومدمّر على ‏الحركة اليسارية، ممّا جعلها تقوم ‏بانحرافات أعمق. وقد ساهمت انحرافات ‏اليسار هذه أيضًا في معاداة الشيوعية في ‏المجتمع، من خلال عزو الشيوعية إلى ‏جرائم الإمبرياليين الاشتراكيين‎.‎
‏ إنّ مناهضة الشيوعية، كمحاولة ‏عالميّة، تبذل قصارى جهدها لتصوير ‏هزيمة الإمبريالية الاشتراكية في ‏أفغانستان على أنها هزيمة للشيوعية، ومع ‏ذلك، فإنّ معاداة الشيوعية الإسلامية خلال ‏حكم الجهاديين وطالبان لم تستطع أن ‏تلبس معاداة الشيوعية أفضل مما فعلته ‏الدمى الاشتراكية-الإمبريالية.‏‎ ‎أدّى هذا إلى ‏إضعاف معاداة الشيوعية إلى حد ما. لكنّ ‏العوامل الذاتية والموضوعية، محليًا ‏ودوليًا، لا تزال تزيد من معاداة الشيوعية. ‏وبالتالي، فإنّ التحديات التي تواجه ‏الشيوعيين الحقيقيين تتزايد باستمرار، ‏الأمر الذي يتطلب منهم الاستمرار بصبر ‏في النضال المبدئي‎.‎
‏ أحد التحديات هو أنه، إلى جانب هزيمة ‏الإمبرياليين الاشتراكيين، هُزم اليسار في ‏حرب المقاومة أيضًا. تساعد هاتان ‏الواقعتان المناهضين للشيوعية على ‏استنتاج أن الشيوعية ليس لها مكان في ‏أفغانستان، وهذا أمر له تأثير كبير في ‏أذهان قطاعات من الشعب. يستنتج ‏المعادون الإسلاميون للشيوعية أنّ ‏أفغانستان هي مجتمع إسلامي، وأنّ ‏الشيوعية، القائمة على المادية الديالكتيكية ‏ضد الدين، لا مكان لها في ذلك البلد‎.‎
‏ للتغلب على هذا التحدي، قام قسم كبير ‏من اليسار في أفغانستان بتكييف النظرية ‏تحت ستار الإسلام، وجعل ذلك جزءًا من ‏برنامجهم. الأقسام الأخرى، على الرغم ‏من أنها لم تتبنّ هذه النظرية رسميًا، ‏مارست الشيء نفسه على نطاق واسع‎.‎
‏ يستنتج دعاة التصفية الحاليون أن ‏المجتمع الأفغاني متخلف للغاية، وأنّه ‏طالما لم يتم التعامل مع التخلف، فلن يكون ‏للشيوعية الثورية فرصة‎.‎
‏ التحدي الآخر هو الفهم الخاطئ للأممية ‏بين الشيوعيين. يروّج المعادون للشيوعية ‏الشيوعية على أنها "أيديولوجيا ‏مستوردة"، بحيث لا يقبلها الناس عن ‏طيب خاطر؛ إن فكرة أن الشيوعية لا ‏يمكن أن تُفرض على الشعب الأفغاني إلا ‏من قبل قوى أجنبية لا تزال لها أسس ‏متزعزعة في المجتمع.‏
‏ جانب آخر من هذا التحدي الذي يواجه ‏الشيوعيين الحقيقيين هو عدم وجود ‏حكومة أجنبية تدعمهم، وبالتالي، بدون ‏هذا الدعم، يصعب عليهم تقوية مكانتهم في ‏أفغانستان.‏
‏ لا يزال التحدي الآخر هو الاتهام بأن ‏الشيوعيين قمعيون.‏‎ ‎كما نعلم، كان حكم ‏المحتلين الاشتراكيين - الإمبرياليين ‏وعملائهم قائما على قمع الجماهير. وهذا ‏الاضطهاد يؤثر في التنكر الشيوعي في ‏النهاية على الشيوعيين الحقيقيين، حيث ‏يحاول المناهضون للشيوعية التعميم ‏وعزو ذلك إلى الشيوعيين الحقيقيين ‏أيضًا.‏
‏ لذلك، بسبب الحكم الرجعي القمعي ‏للامبرياليين الاشتراكيين وعملائهم، يمكن ‏تلخيص التحدي الذي يواجه الشيوعيين ‏الحقيقيين على النحو التالي: لا مكان ‏للشيوعية في أفغانستان، إلا إذا فُرضت ‏على الشعب بالقمع أو الغزو. الاحتلال، ‏وحتى ذلك الحين لن يستمر طويلا. وكما ‏رأينا، فإنّ هذا التحدي ليس محددًا تمامًا ‏للوضع في أفغانستان؛ الشيوعيون ‏الحقيقيون في بلدان أخرى يواجهون بشكل ‏أو بآخر نفس التحدي دوليًا، ونظرًا لأن ‏أفغانستان تحملت العبء الأكبر من ‏الاشتراكيين - الإمبرياليين السوفييت ‏وعملائهم المحليين، فإن هذا التحدي أكثر ‏انتشارًا وشدة في أفغانستان منه في البلدان ‏الأخرى‎.‎
‏ الرد المناسب الوحيد على هذا التحدي ‏هو أن ننشر بشجاعة برنامج الشيوعيين ‏الحقيقيين، أي برنامج الحزب الشيوعي ‏‏(الماوي) في أفغانستان، بين الجماهير ‏بطريقة مبدئية، حتى يتمكن الناس من ‏التمييز بين الشيوعيين الحقيقيين ‏والاشتراكيين- دمى الإمبريالية‎.‎
س: كيف يمكن للجماهير أن تدرك الفروق ‏بين برنامج الإمبرياليين الاشتراكيين ‏التحريفيين والبرنامج الذي قدمه ‏الشيوعيون الحقيقيون ؟
ج: هناك ثلاث قضايا رئيسية وسببان ‏يتطلبان النضال:‏
‏1- الاختلافات بين الماركسية اللينينية ‏الماوية والتحريفية. الاختلافات بين ‏الأممية البروليتارية والإمبريالية ‏الاشتراكية.‏
‏2- الاختلافات بين الثورة الديمقراطية ‏الجديدة وما مارسه الاشتراكيون ‏الإمبرياليون والتحريفيون في أفغانستان ‏وأماكن أخرى؛ الاختلافات بين الثورة ‏الاشتراكية الماوية وكذلك الانتقال من ‏الاشتراكية إلى الشيوعية من المنظور ‏الماوي مقابل ما يقوله التحريفيون ‏وممارسته‎.‎
‏3- الاختلافات بين استراتيجيا حرب ‏الشعب الماوية، القائمة على الخط ‏الجماهيري، مقابل الاستراتيجيا البرلمانية ‏التحريفية القائمة على الانقلابات المدعومة ‏من قبل الإمبرياليين الاشتراكيين.‏
‏ نحن بحاجة إلى تمييز أنفسنا عن ‏التحريفيين، ليس فقط من الناحية النظرية، ‏ولكن أيضًا نحتاج إلى تمييز أنفسنا عن ‏التحريفيين في تنفيذ برنامجنا عمليًا. ‏بعبارة أخرى، يجب أن نفهم أهمية نضالنا ‏على الجبهتين النظرية والعملية. لقد قامت ‏الحركة الماوية في أفغانستان، جنبًا إلى ‏جنب مع الحركة الديمقراطية الجديدة، ‏بترسيم فاصل واضح نسبيًا بينها وبين ‏الإمبرياليين الاشتراكيين التحريفيين في ‏الستينيات. وبالرغم من أن الحركة لم ‏تستطع حشد جماهير الفلاحين وهذا هو ‏سبب انهيارها كما أشار الرفيق الشهيد ‏ياري، إلا أنها أقامت قواعد بين المثقفين ‏والعمال والبرجوازية الصغيرة في المدن‎.‎
‏ خلال حركة المقاومة ضد نظام ‏الانقلاب الذي تم تنصيبه في أبريل ‏‏1978، وفي حرب المقاومة ضد الغزاة ‏الاشتراكيين-الإمبرياليين، شارك الماويون ‏الشعلاويون بقوة في المقاومة وانضموا إلى ‏الجماهير على نطاق واسع. ولسوء الحظ، ‏بشكل عام، لم تكن مشاركتهم في الحركة ‏الجماهيرية قائمة على المبادئ الصحيحة، ‏ومع ذلك، في غضون السنوات القليلة ‏الأولى من حرب المقاومة، كان بإمكان ‏الناس رؤية الفرق بين التحريفين ‏والماويين، من الناحية النظرية ‏والممارسة، وإن لم يكن ذلك واضحًا ‏وحاسمًا، بسبب الأخطاء التي ارتكبها ‏الماويون‎.‎
‏ لا تزال أقسام من الشعب تتذكر نضال ‏الماويين، وعلى الرغم من نقائصها، يمكن ‏الاعتماد على ذلك لبدء أنشطتنا الأولية ‏بين الجماهير؛ وقد استغلت الحركة ‏الشيوعية الناشئة حديثًا، خلال العشرين ‏عامًا الماضية، هذه الفرصة. وكنتيجة ‏لنضال الماويين في الماضي، تميزت ‏قطاعات من الجماهير "الشعلاويت" عن ‏‏"الخالقيين-البارشاميين". بعبارة أخرى، ‏التحديات التي تواجه الشيوعيين الحقيقيين ‏في تنفيذ برنامجهم، على الرغم من ‏انتشارها بشكل كبير، ليست مطلقة، فهناك ‏قواعد جاهزة نسبيًا يمكن الاعتماد عليها، ‏وحزبنا شاهد على هذه الحقيقة‎.‎
‏ بالإضافة إلى ذلك، في الوضع الحالي، ‏وبناءً على أنشطة حزبنا وتحت قيادة ‏الحزب، يمكن استخدام المنظمات ‏الديمقراطية بين الجماهير وبين النساء ‏والشباب والنقابات المهنية والعمال ‏وقطاعات أخرى من المجتمع لتأسيس ‏روابط أوسع بين الجماهير والحزب. من ‏خلال الجمع بين الأنشطة السرية والعمل ‏المفتوح وشبه المفتوح بين الجماهير، ‏يمكننا أن ننشر برنامجنا بين الجماهير ‏لنبين لهم الاختلافات بين برنامجنا وتلك ‏المفروضة عليهم من قبل التحريفيين. ‏لتحقيق هذه الغاية، نحتاج إلى إيجاد ‏واستخدام كل من القنوات غير القانونية ‏والقانونية من خلال العمل بشكل مفتوح ‏نسبيًا بين الناس‎.‎
‏ القضية الأساسية هي أن نذكّر أنفسنا ‏بأن كل نشاط يتم القيام به في أي حالة ‏يجب أن يخدم هدف التحضير والشروع ‏في حرب المقاومة الشعبية، والتي هي ‏الشكل الملموس للحرب الشعبية في ‏الوضع الحالي لأفغانستان‎.‎
س: بعد السوفيات وصلت طالبان إلى ‏السلطة.. ما الذي يجذب الناس إلى ‏الإسلام ؟ كيف يمكن للشيوعيين أن ‏يجتذبوا الناس من الإسلاميين إلى جانبهم ‏؟
ج: إذا أردنا الحديث عن "التعبئة ‏الإسلامية" التي تعود إلى الستينيات، فقد ‏ظهرت على الساحة خلال هذه الفترة ‏مجموعات سياسية مختلفة ذات مواقف ‏أيديولوجية وسياسية مختلفة. ولدت الحركة ‏الشيوعية (الماوية) آنذاك ووقفت الحركة ‏الديمقراطية الجديدة شامخة، كما ظهر ‏الحزب التحريفي (حزب الشعوب ‏الديمقراطي)، الذي انبثق منه فصيلان، ‏‏"خلق" و"بارشام"، وكلاهما مرتبط ‏بالإمبرياليين الاشتراكيين السوفيات، ‏وجماعات وقوى برجوازية قومية أخرى ‏وقوى سياسية. على هذه الخلفية، ردّت ‏القوى الدينية الإقطاعية الرجعية ونظمت ‏حركة دينية رجعية تحت رعاية الحكومة ‏الأفغانية التي كانت مدعومة من الأنظمة ‏العربية الرجعية في المنطقة التي كانت ‏تدعمها الإمبريالية الغربية.‏
‏ الثقافة الإقطاعية السائدة في المجتمع، ‏والمزاعم الزائفة-الشيوعية التقدمية التي ‏يطرحها النظام الدمية الروسي، والأنظمة ‏الإسلامية في البلدان المجاورة لإيران ‏وباكستان، المدعومة بلا شروط من قبل ‏الإمبرياليين الغربيين والدول العربية ‏الرجعية، الكل والجميع، ساهم في إخضاع ‏جبهات الحرب العفوية للمقاومة بشكل ‏متزايد لتأثير القوى الرجعية. لقد مهّدت ‏القوى الشيوعية والثورية التي تتخبط في ‏الحركة العفوية الأرضية للقوى الإسلامية ‏لزيادة التأثير في حرب المقاومة ضد ‏الإمبريالية الاشتراكية. هكذا استولت ‏القوى الإسلامية، بانتصارها في حرب ‏المقاومة ضد الإمبريالية الاشتراكية، على ‏الحكم بعد سقوط نظام نجيب‎.‎
‏ لم يكن الإسلام هو العامل الوحيد الذي ‏جلب الإسلاميين إلى السلطة... إن التقدم ‏الدراماتيكي الذي حققته حركة طالبان، ‏التي تطورت من قوة صغيرة إلى قوة ‏كبرى تدعي أنها تحكم البلد بأكمله، كان ‏مدعوما بثلاثة عوامل إمبريالية/رجعية ‏قوية. لم يعمل الإمبرياليون الأمريكيون ‏والبريطانيون وراء الكواليس لتنظيم ‏‏"التعبئة الإسلامية" فحسب، بل قاموا أيضًا ‏بدعمها بشكل مباشر وغير مباشر بعد ‏ذلك. إذن، من بين العوامل الثلاثة ‏الرئيسية التي دفعت طالبان إلى السلطة، ‏كان الإسلام واحدًا فقط. هذا العامل، ‏الإسلام، كان يستخدم بشكل أساسي من ‏قبل طالبان ضد الإسلاميين الآخرين، ‏وليس ضد الشيوعيين، لمحاربة "الفساد ‏والانحلال" الذي كان سائدًا بين ‏الإسلاميين الآخرين. كان هذا لتبرير ‏وإضفاء الشرعية على "الحرب بين ‏المسلمين".‏
‏ بشكل عام، تم توحيد القوى الإسلامية ‏الرجعية في تيار "جمهورية أفغانستان ‏الإسلامية" ويتم دعمها من قبل ‏الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم كداعمين ‏أجانب للنظام، لذلك، لا يمكن اعتبار ما ‏نراه اليوم على أنه طالبان النموذج ‏الرئيسي للإسلاموية في أفغانستان. من ‏خلال النظر إلى الدول الإسلامية الأخرى ‏وحول العالم، يمكن للمرء أن يرى أن ‏الإسلاموية القومية المعادية لأمريكا (من ‏نوع القاعدة) لا تشكل الجزء الأكبر من ‏الإسلاميين.‏
‏ إن الجرائم العديدة التي ارتكبها إسلاميو ‏‏"الجهاديين" و"طالبان" خلال "الدولة ‏الإسلامية" لـ "الجهاديين" و"الإمارة ‏الإسلامية" لطالبان قد أفسدت مجد الإسلام ‏القديم في نظر الجماهير. يوفر هذا الوضع ‏وحده فرصة جيدة للشيوعيين لجذب الناس ‏من الإسلاميين إلى جانبهم‎.‎
‏ إن الثقافة الإقطاعية السائدة، في ظل ‏غياب قوة غير دينية قوية، أي الشيوعيين، ‏تولّد وتجدّد الجماهير التي من شأنها أن ‏تدعم أطياف مختلفة من الإسلاميين في ‏دائرة لا نهاية لها، أو الجماهير التي ‏ستعيش حياة غير مبالية بالسياسة‎.‎
‏ فيما يتعلق بالإسلاموية المعبأة في ‏الدستور، فهي مدعومة من قبل الغزاة ‏الإمبرياليين، وكذلك من قبل الأنظمة ‏العربية الرجعية والإسلاميين في المنطقة، ‏الذين يسيرون تحت قرع طبول ‏الإمبرياليين. يعتبر قسم كبير من الطبقات ‏الكومبرادورية الإقطاعية والبرجوازية ‏الداعم الرئيسي للإسلاموية، بطبيعة ‏الحال، طالما أن هيمنة القوة شبه ‏الإقطاعية وشبه المستعمرة لم تتعرض ‏لتحدي حرب مقاومة ثورية وطنية، فسوف ‏يستمرون في الاحتفاظ بقاعدتهم ‏الجماهيرية‎.‎
‏ وبقدر ما يتعلق الأمر بالإسلاموية في ‏شكلها الأفغاني المحدد لطالبان والقاعدة ‏العالمية، فإنّها تنطوي على بعض العوامل ‏الأخرى أيضًا. إنّ قمع هذا الشكل من ‏الإسلاموية هو ذريعة لحملة الإمبرياليين ‏الأمريكيين‎.‎‏ بعبارة أخرى، تقاتل طالبان ‏كجزء من قوة دولية واسعة النطاق. ‏بطبيعة الحال، هذا عامل مهم يجذب ‏الجماهير إلى جانب طالبان. في الواقع، ‏فإن عدم وجود حركة شيوعية ثورية قوية ‏أو حتى حركة قومية معادية لأمريكا، بما ‏في ذلك في أفغانستان، هو السبب في أن ‏الجماهير تلزم نفسها بالإسلاموية ‏المجنونة، وخلق حركة دينية رجعية قمعية ‏تُستخدم لتبرير تصدير الإمبرياليين ‏الأمريكيين "التقدم والديمقراطية". إذا كان ‏هناك بديل ثوري قوي في أفغانستان وفي ‏البلدان الإسلامية الأخرى، فإن ‏الإسلاموية، التي تخدم الغزاة وأتباعهم ‏بشكل أساسي، لم تكن لتظهر في شكل ‏طالبان أو القاعدة - وحتى لو حدث ذلك، ‏فلن يكون الأمر، كذلك، قويّا. من أجل ‏إبعاد الجماهير عنها، يجب أن يأخذ نضال ‏الشيوعيين الأفغان شكل نضال عالميّ، ‏يجب أن يرتكز هذا النضال على سياق ‏المقاومة ضد الغزاة الإمبرياليين المحتلين ‏وعملائهم، ويجب أن يتم على المستوى ‏العالمي والإقليمي والوطني الأفغاني. ‏وطالما أننا غير قادرين على لعب دور ‏قوي في النضال ضد الغزاة، فإن طالبان ‏ستكون دائمًا قادرة على استغلال المشاعر ‏المعادية لأمريكا لدى الجماهير لتنظيمها ‏لمصالحها التنظيمية الخاصة‎.‎
‏ يعاني إسلام طالبان من بعض المشاكل ‏الخطيرة. خلال فترة حكمهم باسم ‏‏"الإمارات الإسلامية"، قاموا بقمع شديد ‏للأشخاص غير البشتون، وهذا هو السبب ‏وراء عدم دعم إسلاموية طالبان من ‏جنسيات أخرى. هذا النقص في دعم ‏طالبان من غير البشتون يوفر ظروفًا ‏مناسبة للتنظيم ضد الغزاة وأتباعهم، هذا ‏لا يعني أنه ليس لدينا فرصة لتنظيم ‏الجماهير بين البشتون، فهذه الفرصة ‏موجودة بالفعل، لأن جماهير البشتون قد ‏حصلت على "نصيبها العادل" من قمع ‏طالبان‎.‎
‏ يمكن للشيوعيين في نضالهم ضد ‏الثيوقراطية الإسلامية استغلال الفرص ‏بنجاح عندما تكون هناك حركة علمانية ‏واسعة، وهذا يتطلب صراعًا أيديولوجيًا ‏ضد المثالية لنشر المادية الديالكتيكية. على ‏مستوى آخر، يجب أن يتم هذا النضال ‏ضد السياسة والاقتصاد الإسلاميين من ‏خلال نشر مبادئ السياسة والاقتصاد ‏الماركسيين اللينينيين الماويين، فبدون هذا ‏النضال لا يمكن للحزب الشيوعي أن ‏يؤسس لنفسه قاعدة جماهيرية. في الواقع، ‏يجب أن ننتبه إلى طبيعة النضال الذي ‏طال أمده، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن ‏ننفي مثل هذا النضال‎…. ‎الإسلام في ‏أفغانستان وبلدان أخرى، مثل إيران، ليس ‏مسألة المعتقد الديني للجماهير، نحن أمام ‏حكم إسلامي ونكافح ضد جمهورية ‏إسلامية. في حالتنا، إن السياسة الإسلامية ‏مسلحة بسيف معاداة الشيوعية، لا يمكن ‏للشيوعيين أن يتجاهلوا النضال الشامل ‏ضد مثل هذا العدو المسلح بهذا السيف‎.‎
س: لقد رفع الإمبرياليون الأمريكيون راية ‏‏"الديمقراطية" لتبرير عدوانهم في ‏أفغانستان وأماكن أخرى. كيف ترد ؟
جوابنا هو أن راية الديمقراطية هي ستار ‏من الدخان لتعزيز حملتهم الإمبريالية. ‏لطالما أصرّ حزبنا على أنه في بلد يحتله ‏الإمبرياليون، تُداس عليه سيادة الشعوب، ‏ولا يمكن للناس ممارسة حقوقهم ‏الديمقراطية، ولا حتى على المستوى شبه ‏الاستعماري للديمقراطية. في نفس الوقت، ‏الغزاة الإمبرياليون الأجانب الذين ‏يحرمون دولة ما من سيادتها لا يمكنهم ‏تحقيق الديمقراطية. إن خليط الديمقراطية ‏الذي يقدمه الإمبرياليون الأمريكيون لشعب ‏أفغانستان يستخدم فقط لخلق أسطورة أن ‏الشعب له صوت في تقرير مستقبله ‏ومستقبل بلاده‎.‎
‏ قضية مهمة أخرى هي أن الزمرة ‏الحاكمة للولايات المتحدة تدوس وتنتهك ‏الحقوق المدنية الديمقراطية لشعوبها، وهي ‏الحقوق التي تم إرساؤها وممارستها ‏لسنوات وسنوات ويستخدمون الإرهاب ‏ذريعة. وكما أن هذا العذر لا يمكن أن ‏يبرر الدوس على الحقوق الديمقراطية ‏البرجوازية للشعب في أمريكا، فإن غزو ‏بلد ما بالقوة هو أقسى عمل ضد شعب أي ‏بلد‎. ‎
‏ بصرف النظر عن هذه النقاط العامة، ‏دعونا ننظر إلى طبيعة ما يسميه ‏الإمبرياليون وأتباعهم الديمقراطية في ‏أفغانستان. في الحكومة الأفغانية، كما ‏ينعكس في الدستور والأحزاب السياسية ‏وحرية التعبير وحرية الصحافة، ‏وباختصار، فإن جميع الحقوق المدنية ‏والفردية مقيدة بموجب الإسلام والشريعة ‏الإسلامية‎ ‎‏(القوانين الدينية)، لا شيء ‏مسموح به بخلاف ذلك و كل شيء غير ‏قانوني. في هذا الجانب، يتمثل الاختلاف ‏الرئيسي بين نظام الجمهورية الإسلامية ‏الحالي ونظام الإمارات الإسلامية لطالبان ‏في أن النظام الحالي هو نظام إسلامي ‏متعدد الأحزاب، بينما كان نظام طالبان ‏نظامًا إسلاميًا من حزب واحد. في هذه ‏‏"الجمهورية" لا يسمح بحرية التعبير ‏وحرية الصحافة والمعتقدات الشيوعية ‏وغيرها، ويحب البعض تسمية مثل هذا ‏النظام بـ "الديمقراطية الإسلامية"، لكنّ ‏‏"الديمقراطية الإسلامية" تسمية خاطئة، ‏مثلها مثل "الجمهورية الإسلامية"، ‏فالديمقراطية تصبح منطقية فقط عندما ‏يكون هناك نظام علماني. يقول بعض ‏المنظرين في جمهورية أفغانستان ‏الإسلامية إن الديمقراطية في أفغانستان ‏تُطبق كأسلوب، وهي ليست نظرة ‏مستقبلية، وبعبارة أخرى، لا يمكن لمن ‏يطبقونها تعديل منظور الشريعة ‏الإسلامية، كطريقة، يتم استخدام ‏الديمقراطية لإخفاء الطبيعة الإسلامية ‏الدينية المناهضة للديمقراطية للنظام على ‏أنها حديثة، فمنظور الشريعة الإسلامية لا ‏يمكن لمن ينفذه أن يغيره.‏
‏ هذا هو السبب في أن مهمتنا هي ‏الكشف على نطاق واسع عن خداع ‏المحتلين الذين يتنكرون بما يسمى ‏بالديمقراطية. مهمتنا هي فضح ‏الديمقراطية الزائفة المصدرة على نطاق ‏واسع ومتسق، يجب أن يتم ذلك بهدف ‏التحضير لحرب مقاومة ثورية وطنية ضد ‏الغزاة وأتباعهم.‏
‏ غالبية الشعب لا تنخدع بالديمقراطية ‏المصدرة للمحتلين، كما رأينا، كانت ‏الانتخابات الرئاسية فاشلة في حد ذاتها، ‏فلم تشارك غالبية الشعب في تلك ‏الانتخابات. إنّ فشل انتخابات مجالس ‏المحافظات معروف بشكل أوضح للناس، ‏لدرجة أنه كان على الإمبرياليين وأتباعهم ‏الاعتراف بذلك‎.‎
‏ نحن بحاجة إلى تقديم نموذجنا ‏للديمقراطية، الديمقراطية الجديدة، إلى ‏الناس وإقناعهم بأن ديمقراطيتنا تتفوق ‏على "ديمقراطية" الغزاة، يجب علينا أن ‏نبرز بقوة الأنظمة الديمقراطية الجديدة ‏السابقة في المقدمة، حتى يمكن للجماهير ‏أن ترى أن الديمقراطية تحدث فرقًا في ‏حياتهم. يجب أن نظهر للجماهير أن ‏ديمقراطيتنا أبعد بكثير من الديمقراطية ‏البرجوازية التي تمارس في البلدان ‏الرأسمالية، ناهيك عن الديمقراطية الزائفة ‏للنظام شبه الإقطاعي شبه الاستعماري في ‏أفغانستان‎.‎
‏ في الواقع، لا يمكننا أن نقتصر على ‏نشر الديمقراطية الجديدة والتحريض ‏عليها، يجب أن ندافع بقوة عن إنجازات ‏الثورات الاشتراكية السابقة، ويجب أن ‏يكون ذلك محور دعايتنا وتحريضنا. في ‏نضالنا، يجب أن نظهر أنه من خلال ‏تطبيق الاشتراكية، يمكن أن تكون ‏الديمقراطية أفضل بكثير في مجتمع ‏اشتراكي من الديمقراطية في نظام ‏إمبريالي رأسمالي، يجب أن نؤكد على ‏أهمية الثورة الثقافية البروليتارية التي ‏انطلقت في الصين‎.‎
س: لماذا كانت "المواجهة" - الميل إلى أن ‏يدفن الشيوعيون دورهم في جبهات موحدة ‏‏- قوية جدًا في بلدك ؟ ما هي الدروس ‏التي يمكن تعلمها من هزيمة الشيوعيين ‏في رفع أعلامهم بشكل مستقل في حرب ‏المقاومة ضد الاتحاد السوفياتي ؟‎ ‎
ج: كان لدى منظمة الشباب التقدمي‎ ‎‎(PYO) ‎، المنظمة المؤسسة للحركة ‏الشيوعية في أفغانستان، فهم خاطئ للعمل ‏السري. فقد قررت المنظمة في اجتماعها ‏الثاني، الذي عقد في أكتوبر 1965، ‏إصدار صحيفتين، إحداهما ديمقراطية ‏والأخرى شيوعية، لتكونا بمثابة جهاز ‏غير مشروط للثورة. لم تُنشر الصحيفة ‏الشيوعية قطّ، ومع ذلك، تقدم مكتب النشر ‏الحكومي بطلب لصحيفة "شعله جاويد" ‏الديمقراطية وسمح بنشرها، ثمّ تمّ منع ‏شعلة جاويد من قبل الحكومة بعد نشر 11 ‏عددا. في إصدار الصحيفة، تعاونت ‏المنظمة مع مجموعتين يساريتين أخريين ‏خارج المنظمة، لكنّ التنظيم أبقى برنامجه ‏سرا عن الجماعات، متظاهرا أن جماعة ‏ياري ومجموعة المحمدي تعملان بشكل ‏مستقل عن بعضهما البعض. وبينما نمت ‏الحركة الديمقراطية الجديدة بشكل كبير، ‏وتوسعت في جميع أنحاء البلاد، استمرت ‏منظمة الشباب التقدمي في الحد من تجنيد ‏أعضائها من بين المؤيدين على أساس ‏فردي. لم تقتصر المشكلة على احتفاظ ‏المنظمة بسرية برنامجها؛ كانت المشكلة ‏الأكثر خطورة هي النظرة الموجودة، أن ‏الحزب والقيادة المنظمة ليست ضرورية، ‏وأن الحركة الجماهيرية كانت كافية. لم ‏تناقش منظمة الشباب التقدمي أبدًا النضال ‏من أجل تشكيل حزب شيوعي. تم تدريب ‏الشعلائيين بهذه العقلية، على عدم الاهتمام ‏بالعمل المنظم تحت قيادة منظمة ‏مركزية؛ هذه النظرة في أوقات مختلفة ‏وعلى مستويات مختلفة ورثت فيما بعد ‏إرث عدم التنظم في تنظيم وجبهة في ‏الحركة بعد انقلاب أفريل 1978، وأثناء ‏الحرب ضد الغزو السوفياتي للإمبريالية ‏الاشتراكية لأفغانستان‎.‎
‏ كانت "صرخة" أول منظمة يسارية ‏تقترح المواجهة في حركة اليسار. ‏اقترحت "صرخه" أن هناك اختلافات ‏كثيرة في الحركة لتشكيل الحزب ‏الشيوعي، إلا أن القتال ضد الانقلاب كان ‏أرضية مشتركة بين اليسار، حيث يمكن ‏لليسار أن يتحد في محاربة النظام. في ‏الواقع، كان هذا الاقتراح لتجنب النضال ‏الأيديولوجي والسياسي لتأسيس الحزب ‏الشيوعي باعتباره المهمة المباشرة ‏للحركة، وتأجيله إلى وقت غير معروف، ‏لكنّ الاقتراح لم ينطلق على أرض الواقع، ‏فلم يتم تنفيذ الاقتراح قطّ ولم يتم تشكيل ‏جبهة موحدة بين اليسار‎.‎
‏ فيما بعد، توسعت الجبهة بشكل رسمي ‏وغير رسمي في الحركة‎.‎
‏ تم تنظيم جبهة التحرير الوطنية لسما ‏وجبهة مجاهدي المحاربين في رحيي - ‏كلاهما من منظور الجمهورية الإسلامية. ‏هذه النظرة لم تقوّض فقط الحركة العفوية ‏للشعب ضد نظام الانقلاب، بلهجة دينية ‏بالأساس، بل عكست أيضًا خط الاستسلام ‏للأحزاب الإسلامية‎. ‎
‏ سما كمنظمة لم تدع رسميًا أنها ‏شيوعية، وكان برنامجها الداخلي ‏ديمقراطيًا، ومع ذلك، فقد طالبت علناً ‏بجمهورية إسلامية‎.‎
‏ ربطت الجماعة الثورية لشعب ‏أفغانستان‎ ‎‏(التي سميت فيما بعد‎ ‎Rehayee ‎بعد جريدتها، في خريف عام ‏‏1978) نفسها بالحكام الصينيين ‏التحريفين، وطوّرت بشكل سلبي خطها ‏الاقتصادي إلى التحريفية. لم تطالب ‏الجماعة الثورية لأفغانستان ورحيي ‏بجمهورية إسلامية فحسب، بل اقترحت ‏أيضًا ثورة إسلامية. وقد قاتلت سما بشكل ‏مستقل خلال حرب المقاومة ضد ‏الإمبرياليين الاشتراكيين في عدة مناطق ‏لعدة سنوات، ولكن تم ذلك تحت ستار ‏جمهورية إسلامية (برنامج عُرض علنًا ‏للجمهور) وتسللت في بعض المناطق ‏تحت الراية المباشرة للقوات الإسلامية. ‏وقاتلت رحيي خلال حرب المقاومة ما ‏عدا الانقلاب الذي نُظم في بلاحصر تحت ‏اسم جبهة المجاهدين المحاربين. هاتان ‏المنظمتان اللتان اعتبرتا المشاركة في ‏حرب المقاومة ضرورة مطلقة، وليس فقط ‏بالنضال الديمقراطي الصّرف، ولكن ‏أيضًا، في نفس الوقت، بالقتال تحت راية ‏الإسلاموية، تخلتا عن النضال من أجل ‏القومية والعلمانية‎.‎
‏ أمّا معظم المنظمات اليسارية، فعلى ‏الرغم من حقيقة أنها لم تتبنّ الدعوة ‏للجمهورية الإسلامية في برامجها (حتى ‏أن البعض يتظاهر بالعمل الجاد من أجل ‏تشكيل الحزب الشيوعي في أفغانستان)، ‏في الواقع، تنكرت في زي الأحزاب ‏الإسلامية، ولم تمتلك الإرادة أو القوة ‏للقتال بشكل مستقل‎.‎‏ هكذا لم تتخلى ‏المنظمات اليسارية ككل عن النضال ‏بشكل مستقل خلال حرب المقاومة ‏فحسب، بل تخلت أيضًا عن النضال من ‏أجل الديمقراطية القومية والعلمانية أيضًا‎.‎
‏ يجب أن يلعب الشيوعيون دورًا قياديًا ‏في الجبهة المتحدة. طبعا يتطلب ذلك، أولا ‏وقبل كل شيء، استقلالهم داخل الجبهة ‏المتحدة، فبدون الاستقلال في الجبهة ‏المتحدة لا يمكن الحديث عن قيادة ‏الشيوعيين في جبهة موحدة، مع الاعتراف ‏بأن الاستقلاليّة في الجبهة المتحدة لا يكفي ‏لقيادة الجبهة المتحدة. عندما لم يدفن ‏الشيوعيون دورهم القيادي في جبهات ‏المقاومة الحربية فحسب، بل دفنوا أيضًا ‏استقلاليتهم في النضال الديمقراطي ‏والوطني، من الواضح، كما قال الرفيق ‏أفاكيان، أنّ هؤلاء الشيوعيين ليسوا ‏شيوعيين ولا يمكن اعتبارهم ديمقراطيين ‏أو قوميين‎.‎
‏ لقد هُزم الشيوعيون الذين لم يكونوا ‏شيوعيين ولم يتمكنوا من رفع الراية ‏المستقلة للشيوعية في حرب المقاومة ضد ‏الإمبريالية الاشتراكية، ولم يكن لديهم ‏الخط لرفع راية الشيوعية في الحرب. ‏وإذا كان البعض قد فعل ذلك، فقد كان ‏بالكلام فقط ولم يصرّوا عليه في أعمالهم. ‏بعد الهزيمة، وعندما أعادت الحركة ‏الشيوعية الجديدة تنظيم نفسها في ‏مجموعات صغيرة، انخرطوا في العمل ‏الأيديولوجي والسياسي لتجاوز حالة ‏الفوضى، لم يكن لديهم الوقت والقوة ‏للمشاركة في حرب المقاومة من أجل رفع ‏راية الشيوعية بشكل مستقل في الممارسة ‏العملية‎.‎
‏ مرة أخرى نواجه تحدي القتال بشكل ‏مستقل ضد الغزاة الإمبرياليين الأمريكيين ‏المحتلين، وحلفائهم، ونظامهم العميل. نحن ‏بحاجة للرد على هذا التحدي في أقرب ‏وقت ممكن، ولاحتضان هذا التحدي علينا ‏الاعتماد على ما يلي‎:‎
‏1- تجربة الحرب ضد الإمبريالية ‏الاشتراكيّة‎.‎
‏2- لم يكن لدينا حزب خلال الحرب ضد ‏الإمبريالية الاشتراكية‎.‎
‏3- وجود حزب شيوعي ثوري متشدد في ‏بطن الوحش المحتلّ، فرصة عظيمة ‏للماويين الأفغان لقيادة جماهير الشعب ‏بشكل مستقل. هذه الفرصة لم تكن موجودة ‏خلال حرب المقاومة ضد الإمبريالية ‏الاشتراكيّة.‏
‏4- إسلاميو طالبان، الذين يقاتلون ضد ‏الأمريكيين ونظام كرزاي، هم رجال ‏أمريكيون بالأمس. وعلاوة على ذلك، فقد ‏ارتكبوا خلال فترة حكمهم جرائم لا حصر ‏لها ضد الشعب.‏
‏ في هذا السياق يرفع حزبنا راية حرب ‏المقاومة الثورية ضد المحتلين الإمبرياليين ‏ونظامهم العميل. هذه هي الحرب التي ‏يجب على الماويين والجماهير تحت ‏قيادتهم أن يشرعوا بها وينفذوها. إنها ‏حرب المقاومة، أي المقاومة ضد المعتدين ‏والمحتلين الإمبرياليين، وكذلك ضد ‏أتباعهم، من أجل الحصول على استقلال ‏البلاد؛ انها ليست جهادا اسلاميّا. هذه ‏الحرب هي حرب وطنية، إنها ليست ‏حربًا دينية، خاصة أنها ليست حربًا ‏إسلامية ضد المسيحيين. إنّها حرب ‏الشعوب، أي حرب تقوم على أساس ‏الطبقات الشعبية، وليست على الطبقة ‏الإقطاعية والبرجوازية المستغِلة ‏والمضطهدة للطبقات. بمعنى آخر، هذه ‏الحرب هي حرب تهدف إلى ثورة ‏ديمقراطية جديدة وثورة اشتراكية‎.‎
‏ في الوقت الحاضر نحن نستعد لمثل ‏هذه الحرب، وأملنا هو استكمال مرحلة ‏الإعداد بنجاح وبأسرع وقت ممكن، ‏وبدعم من الحركة الشيوعية العالميّة، ‏وتحديداً بدعم من الحركة الأممية الثورية، ‏سيتقدم الماويون الأفغان برايتهم المستقلة.‏
-----------------------------------------------------------------------------------------

كفاحنا في أفغانستان هو جزء من الكفاح العالمي للكادحين
‏ هذه ترجمة لمداخلة لأحد الرفاق الأفغان خلال تجمّع أقامه الحزب الشيوعي الثوري-كندا بمناسبة ‏زيارة قام بها هذا الرفيق إلى كندا سنة 2012. ‏

‏ في أكتوبر 2001، عندما شنّ التحالف ‏الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة حربه ‏العدوانية لغزو أفغانستان واحتلالها، أعلن ‏الإمبرياليون أنّ الهدف من حربهم كان ‏تقديم أصحاب الهجمات المشتبه بهم على ‏مركز التجارة العالمي والبنتاغون إلى ‏العدالة. لكنّ الأهمّ من ذلك، أعلنوا أيضًا ‏أن حربهم ستحرر الشعب الأفغاني، ‏وخاصة النساء الأفغانيات، وأن الاحتلال ‏الإمبريالي سيعزز الديمقراطية ومشروع ‏بناء الدولة الذي سيوفّر حقوق الإنسان ‏وحقوق المرأة وغيرها من قيم الديمقراطية ‏الليبرالية. لا شكّ أنّ هذه الوعود تعني ‏عمليا ومن الناحية النظرية مناشدة العديد ‏من القوى البرجوازية والبرجوازية ‏الصغيرة والمثقفين في بلادنا، بما في ذلك ‏العناصر التي تدعي أنها من اليسار‎.‎
‏ في هذا الحديث، سأحاول تحديد ‏المواقف التي اتخذتها المعسكرات المختلفة ‏التي تشير إلى قيم اليسار وتطالب بها. ‏يمكننا تقسيم اليسار في أفغانستان إلى ‏ثلاثة معسكرات: المعسكر الأول هو ‏علامة الاستسلام الوطني - المستسلمون ‏الذين يدّعون أنّهم من اليسار أو اليسار ‏الليبرالي؛ المعسكر الثاني، نسميه شبه ‏استسلامي أو استسلامي جزئيّا، والمعسكر ‏الثالث هو معسكر اليسار الاممي ‏والمناهض للإمبريالية. (من المهم ملاحظة ‏أن هذه المعسكرات الثلاثة تدعي أنها من ‏الحركة الماوية للجيل السابق.)‏
‏ يتألّف معسكر الاستسلام من أعضاء ‏سابقين وإطارات في حركة الديمقراطية ‏الجديدة التي كانت تحت القيادة الماوية ‏للأجيال السابقة. بشكل خاص وأحيانًا ‏بشكل عام، ما زالوا يدعون أنهم الورثة ‏الشّرفاء للحركة الماوية المجيدة في ‏أفغانستان. إنهم يلعبون دورًا مهمًا جدًا ‏لصالح النظام العميل والاحتلال ‏الإمبريالي، ويعملون كإطارات ثقافية ‏وسياسيّة للنظام العميل والاحتلال ‏الإمبريالي. إنهم أعضاء في البرلمان ‏ووزراء في الحكومة ومستشارون مقربون ‏وهامّون للرئيس، وهم مسؤولون عن ‏العديد من المنظمات غير الحكومية وما ‏يسمى بمنظمات المجتمع المدني، وهم ‏موجودون على نطاق واسع في وسائل ‏الإعلام... باختصار، يفترضون دور ‏‏"إضفاء الشرعية" على النظام العميل‏‎.‎
‏ يمكننا تلخيص حجّة هذا المعسكر ‏وفهمه للتاريخ السياسي لأفغانستان على ‏النحو التالي تقريبا: كان تاريخ البلاد ‏تاريخ التناقض بين قوى الحداثة وقوى ‏التقليد، ودائماً ما يكون نفس هذا التناقض ‏في العمل ونموذج السياسة الحالية ‏لأفغانستان. ووفقًا لهذا التفسير، هناك من ‏ناحية قوى تقليدية في شكل إسلاموية ‏طالبان (تجسد أسوأ نوع من القيم ‏الإقطاعية والذكورية والشوفينية القومية، ‏رفض كل شيء على الإطلاق من القيم ‏الديمقراطية والحديثة)، ومن النّاحية ‏الأخرى "المجتمع الدولي" الذي يحاول ‏تعزيز إقامة الديمقراطية وبناء دولة مؤاتية ‏للقيم الحديثة / الليبرالية / الديمقراطية، في ‏ظروف صعبة للغاية. لذلك، يعتقد أولئك ‏الذين في معسكر الاستسلام أنه من واجبهم ‏كـ"تقدميين" أن يقفوا إلى جانب قوى ‏الحداثة، أي الاحتلال الإمبريالي والنظام ‏العميل‎.‎
‏ يمثّل هؤلاء ليبراليو اليسار في ‏أفغانستان الحديثة، وهم المشاة الفكريون ‏للاحتلال الإمبريالي. لقد أثبتوا أنهم أكثر ‏الشركاء ثباتًا وثقة في الاحتلال ‏الإمبريالي، وأكثر حتّى من الجناح ‏الإسلامي للنظام العميل بقيادة حميد ‏كرزاي‎.‎
‏ المعسكر الثاني، أولئك الذين دعوتهم ‏شبه المستسلمين، هو معسكر كبير آخر ‏يتكون من عدة مجموعات من المنظمات ‏الإصلاحيّة اليساريّة. إن مطالباتهم ‏بالانتماء إلى اليسار تكون أحيانًا أكثر ‏وضوحًا من مطالبات المعسكر الأوّل. في ‏الأصل، كان من الصعب للغاية رسم خط ‏تمايز بين هذين المعسكرين. في الواقع، ‏في بداية الاحتلال، كانت الأهداف ‏الرئيسية للهجمات السياسية لهذا المعسكر ‏شبه الاستسلامي هي الميول المحددة ‏للوجود الإسلامي في النظام العميل وكذلك ‏القوة الخارجية (على سبيل المثال: "أمراء ‏الحرب" و"إرهابيو طالبان"). كانت ‏مشكلتهم الحقيقية الوحيدة مع الاحتلال ‏الإمبريالي أنه نصّب "الأشرار" في ‏السلطة - أمراء الحرب والأصوليون ‏الإسلاميون والمجاهدون وقدامى طالبان، ‏إلخ - وبالتالي، لم يكن لدى المحتلين ‏سياسات متماسكة مناهضة للأصولية. ‏ونتيجة لهذا المنطق، لو أن "الاخيار": ‏يعني هم وليبراليو اليسار قد نصّبهم ‏الامبرياليون في السلطة، لما كان الاحتلال ‏يمثل مشكلة. وبطريقة أخرى، ستكون ‏الإمبريالية شيئًا جيدًا لو أنّها اختارت ‏حكومتها العميلة بشكل أفضل‎.‎
‏ من الأمثلة النموذجية على المعسكر ‏شبه الاستسلامي الجمعية الثورية لنساء ‏أفغانستان‎ [RAWA]‎‏. وهي منظمة تحدد ‏أنشطتها وفقًا للمنطق المذكور أعلاه. ‏الآن، وبعد عشر سنوات من الاحتلال ‏الإمبريالي الذي دمّر أفغانستان، قاموا ‏بتغيير خطابهم قليلاً. بعد سنوات من ‏رفض استخدام كلمة "احتلال"، أصبحوا ‏يستخدمونها هنا وهناك، وأصبحوا يتبنون ‏موقفًا سياسيًا حصيفًا مناهضًا للاحتلال ‏على مستويات ودرجات مختلفة. ومع ‏ذلك، فإنّهم لا يزالون شبه مستسلمين لأنهم ‏يواصلون وضع طالبان والمحتلين ‏الإمبرياليين على نفس مستوى العدو ‏الرئيسي. إنهم يظهرون احتقارهم لدعوة ‏المقاومة المسلّحة ضد الاحتلال. بالنسبة ‏للجزء الأكبر، فإنهم عالقون في خطاب ‏المسالمة البرجوازية الإصلاحية ‏والبرلمانية. هذا الموقف، في سياق ‏الاحتلال الإمبريالي، يرقى في الواقع إلى ‏تقديم دعم ضمني لمشروع المحتلين ‏الإمبرياليين. وتجدر الإشارة إلى أنّ ‏خطاب هذا المعسكر متواصل ويضخمه ‏اليسار الاشتراكي الديمقراطي ‏والإصلاحي في الحركة المناهضة للحرب ‏في الدول الإمبريالية. لسوء الحظ، وفي ‏عدة مناسبات، روّج الشيوعيون الثوريون ‏أيضًا للمشروع شبه الاستسلامي‎.‎
‏ المعسكر الثالث، والقوة الرئيسية ‏المناهضة للإمبريالية في أفغانستان، هو ‏اليسار الأممي المناهض للإمبريالية. ‏يتألف هذا المعسكر من عدة مجموعات ‏ومنظمات ماركسية لينينية ماوية، لكن ‏الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني‎ ‎هو ‏القوة الرئيسية والأكثر أهمية مع العديد من ‏المنظمات الجماهيريّة السّائرة تحت ‏قيادته. هذه القوّة هي التي شكّلت المقاومة ‏الثّورية المناهضة للإمبريالية في البلاد ‏منذ بداية حرب العدوان واحتلال ‏أفغانستان. لقد بلور هذا المعسكر والحزب ‏الشيوعي الماوي تحليلا مناهضا ‏للإمبريالية في الحرب ضد شعبنا واحتلال ‏بلادنا: فهو يحدد التناقض الرئيسي في ‏أفغانستان على أنه التناقض بين شعوب ‏أفغانستان وقوات الاحتلال الامبريالي.‏‎ ‎يدعو الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ‏بالتالي إلى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال ‏الإمبريالي في شكل حرب ثورية. وتجدر ‏الإشارة إلى أننا، من منظور التحليل ‏الطبقي، لا نعتبر حركة طالبان عدوّنا ‏الاستراتيجي فحسب، ولكن، في الظروف ‏الحالية للاحتلال الإمبريالي، لا نعتبرها ‏كعدوّ أساسيّ، نحن لا نصنّفها في نفس ‏المستوى مع النظام العميل ومع قوات ‏الاحتلال. إنّنا ننظر إلى الاحتلال ‏الإمبريالي والنظام العميل باعتباره العدو ‏الرئيسي لشعب أفغانستان، لذلك، يجب أن ‏يكون المحتل ونظامه العميل هو الهدف ‏الرئيسي لحرب الشعب الثورية للمقاومة ‏الوطنية‎.‎
‏ تأسس الحزب الشيوعي (الماوي) ‏الأفغاني في عام 2004، وتم تشكيله بعد ‏توحيد المنظمات الماركسية اللينينية ‏الماوية الهامة والأقدم: المنظمة الثورية ‏لإنقاذ أفغانستان، التحالف الثوري لعمال ‏أفغانستان والحزب الشيوعي الأفغاني. في ‏عام 2001، عندما قام التحالف ‏الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة بغزو ‏أفغانستان واحتلالها، شرعت القوى ‏والمنظمات الماركسية اللينينية الماوية في ‏أفغانستان في مسار توحيد الشيوعيين ‏الثوريين في حزب واحد بهدف تشكيل قوة ‏مقاومة ثورية ضد الحرب الإمبريالية ‏والاحتلال. وقد لعبت الحركة الأممية ‏الثورية‎ (MRI) ‎دورًا مهمًا في ذلك الوقت ‏في تسهيل عملية الوحدة هذه بين ‏المنظمات الماركسية الللينينية الماوية في ‏أفغانستان. (لسوء الحظ، انهارت الحركة ‏الأممية الثورية، نتيجة لخط الانحراف في ‏لجنتها التوجيهية، وهي الآن في حالة شلل ‏كامل). منذ وقت تشكيله، أصبح الحزب ‏الشيوعي (الماوي) القوة الثورية العلمانية ‏الرئيسية لمقاومة الاحتلال. وتحت قيادته، ‏هناك العديد من المنظمات الجماهيرية ‏الكبيرة للعمال والنساء والشباب والطلاب ‏الذين يقفون وراء الحركة الجماهيرية ‏المعادية للإمبريالية في البلاد‎.‎
‏ على الرغم من أن هذه المقاومة الثورية ‏المعادية للإمبريالية لم تصل بعد إلى ‏مرحلة الحرب الشعبية، فإنّ الطلاب ‏والشباب والنساء والحركات الجماهيرية ‏للعمال بقيادة الحزب الشيوعي (الماوي) ‏الأفغاني في أجزاء مختلفة من البلاد هي ‏ركيزة مهمة للمقاومة الشاملة - المقاومة ‏الرئيسية للديمقراطية الجديدة، الثورية، ‏الشيوعية - للاحتلال الإمبريالي. الآن ذكر ‏الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني في ‏تصريحاته الأخيرة أنه كثف التحضير ‏لبدء حرب الشعب الثورية للمقاومة ‏الوطنية للاحتلال الإمبريالي‎.‎
‏ من المهمّ جداً ملاحظة البعد الدولي ‏للصراع في أفغانستان الذي لا يجب أن ‏يُنسى. فقد اختارت القوى الإمبريالية بقيادة ‏الولايات المتحدة أفغانستان كساحة ‏للمعركة الرئيسية لخطتها للسيطرة ‏العسكرية على الكوكب. ونتيجة لذلك، ‏فلديها خطط طويلة المدى لإقامة قواعد ‏عسكرية في البلاد - وحتّى الآن يبدو أن ‏هناك إجماع بين القوى الإمبريالية على ‏مسألة أفغانستان. وهكذا، فإن تحالفا من ‏‏44 دولة موجودة مع قواتها المسلحة في ‏أفغانستان يقوم بدعم المشروع الإمبريالي ‏الأمريكي وتقوية النظام العميل. وتلعب ‏القوى الإقليمية الرجعية التي ليس لها ‏وجود مسلّح في أفغانستان أدوارا أخرى ‏بالغة الأهمية في توفير المساعدة السياسية ‏والدبلوماسية والمالية للاحتلال والنظام ‏العميل. أمّا مظلة الأمم المتحدة فهي تعبير ‏عن الوحدة الإمبريالية والرجعية للقوى ‏الإقليمية الدولية في ما يتعلق بأفغانستان‎.‎
‏ وبالمثل، يتمتع التمرد الإسلامي لطالبان ‏بالدعم السياسي والعسكري والمالي القوي ‏من القوى الإسلامية في جميع أنحاء ‏العالم. تقدم طالبان الباكستانية، إلى جانب ‏قوى إسلامية أخرى في آسيا الوسطى ‏والصين والشرق الأوسط، الموارد ‏العسكرية والدعم السياسي والمالي لحركة ‏طالبان في أفغانستان. ليس هناك شك في ‏أنه بدون هذه المساعدة الإسلامية الدولية، ‏سيكون من الصعب للغاية على حركة ‏طالبان الحفاظ على نفسها‎.‎
‏ يجب أن يفسر هذا الوضع الدولي لماذا ‏يهتم الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ‏بالتطوّر الحاصل في الحركة الأممية ‏الثوريّة وتشكيل منظمة شيوعية دولية ‏جديدة. فنحن نؤمن إيمانا راسخا بأن ‏الصراع في أفغانستان والثورة في ‏أفغانستان جزء من النضال العالمي ‏والثورة العالمية ضد الرأسمالية ‏والإمبريالية. ونظرًا لأن الحركة الشيوعية ‏الماوية قد ساهمت في عملية توحيد ‏المنظمات الماركسية اللينينية الماوية في ‏أفغانستان (وكذلك في دول أخرى)، فإن ‏وجود منظمة شيوعية دولية جديدة ‏ونشاطها، ينبغي ان يلعب دورًا مهمًا ‏للغاية في الدعم السياسي والأيديولوجي ‏للصراعات الثورية في أفغانستان وأماكن ‏أخرى. مع ظهور الخط الأفاكياني‎ ‎‎(Avakianist) ‎بعد الماركسية اللينينية ‏الماوية‎ ‎وخط براشندا-باتاري‎ ‎‎(Prachanda-Bhattarai) ‎‏ التعديلي، ‏انهارت الحركة الأممية الثورية، ومع شلل ‏هذه الحركة، نعتقد أن النضال الثوري في ‏أفغانستان قد فقد بعدًا عالميّا هامًا‎.‎
‏ في هذه المرحلة، يمثّل العمل على ‏تشكيل منظمة شيوعية عالمية جديدة أو ‏على إعادة تنشيط منظمتنا العالمية النائمة ‏المهمّة الرئيسية للحركة الشيوعية في ‏جميع أنحاء العالم، وسيكون التعبير ‏الملموس للشعار الشيوعي "يا عمال العالم ‏اتّحدوا". في الوقت الذي يواجه فيه النظام ‏الرأسمالي الإمبريالي صعوبة كبيرة، يهزّه ‏تكرار الأزمات الاقتصادية والمالية، ‏وعندما تنهض الجماهير المضطهدة للقتال ‏ضد هذا النظام، نحن في حاجة أكثر من ‏أي وقت مضى إلى مثل هكذا منظمة ‏عالمية للكفاح من أجل التأثير على هذه ‏الحركات والعمل على تزويدها ببعد ‏شيوعي ثوري‎.‎
‏ إنّ نضالنا في أفغانستان هو جزء من ‏النضال العالمي للمضطهدين. لذلك، نحن ‏لا نعمل فقط من أجل الثورة في ‏أفغانستان، ولكننا نقوم أيضًا بدورنا ‏الأممي في العمل على تشكيل منظمة ‏شيوعية أممية‎.‎
-------------------------------------------------------------------------------------------

لنشارك بنشاط في حملة ومؤتمر دعم حرب الشعب في الهند ‏‎!‎
الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان، نوفمبر 2012‏

‏ في 24 نوفمبر 2012، سيعقد مؤتمر ‏عالمي في هامبورغ في ألمانيا كجزء من ‏حملة دولية لمدة أسبوع لدعم حرب الشعب ‏في الهند. تمثّل حرب الشعب في الهند، ‏بقيادة الحزب الشيوعي الهندي (الماوي)، ‏في الوقت الحاضر، الحركة الثورية ‏الأكثر تقدمًا في العالم. وهناك المزيد ‏والمزيد من بصيص الأمل لجميع القوى ‏الثورية حول العالم‎.‎
‏ عادة ما يتم الاحتفال بالدولة الهندية من ‏قبل أنصارها البرجوازيين الرجعيين ‏باعتبارها "أعظم ديمقراطية" في العالم. ‏ويتمّ تقديمها كنموذج للدول الأخرى التي ‏تهيمن عليها الإمبريالية. لكن هذه ‏الديمقراطية البرجوازية الأكبر هي جحيم ‏حقيقي على وجه الأرض لمئات الملايين ‏من الجماهير الهندية. وهذه الديمقراطية ‏الأكبر والأكثر شهرة من بين ‏الديمقراطيات البرجوازية، وهذا النموذج ‏النّاجح من التطور الرأسمالي، هي أيضًا ‏البلد الأكثر تجويعا في العالم، حيث يموت ‏فيه أكثر من مليوني طفل من الجوع وسوء ‏التغذية كلّ عام وينتحر فيه الآلاف من ‏الفلاحين الفقراء واليائسين‎.‎
‏ تعاني الجماهير الشعبيّة في هذا البلد ‏من تشابك الاضطهاد الطبقي والأبوي ‏والوطني والطبقي، وحتى العلاقات ‏العبودية مازالت موجودة في هذا البلد. ‏وتعاني النساء في الهند من نظام وحشي ‏من الاضطهاد الاجتماعي الأبوي. إنّ قتل ‏الأطفال، والعبودية الجنسية، ومحنة 40 ‏مليون أرملة هندية ليست سوى أمثلة قليلة ‏على ذلك. ليس هناك شك في أن هذا ‏الجحيم على الأرض لمئات الملايين من ‏الجماهير، "معذّبو الأرض"، هو جنة ‏لأقلية ضئيلة من الأغنياء‎.‎
‏ وتجدر الإشارة إلى أن الدولة الرجعية ‏الهندية، بالإضافة إلى ترؤسها لـ ‏‏"الاقتصاد المتدهور" الذي يضطهد ‏ويمتص دماء الجماهير الهندية، هي أيضًا ‏ممثل لدور إقليميّ وعالميّ في الحفاظ على ‏النظام الرأسمالي الإمبريالي والدفاع عنه. ‏ويقوم الإمبرياليون الأمريكيون بالاستعانة ‏بها في تنفيذ سياساتهم الخارجيّة. ويتمثّل ‏دورها الأساسي والمتقدّم في أن تكون ‏العدو الإقليمي والعالمي لثورات البلدان ‏المجاورة مثل النيبال. وفي أفغانستان، ‏تلعب دور اّلداعم للاحتلال الغربي بقيادة ‏الامريكيّين، والآن، وبفضل اتفاقها ‏الاستراتيجي مع نظام العميل كرزاي، ‏تلعب الدولة الهندية الرجعية دور الدّاعم ‏الإقليمي الرئيسي للنّظام للعميل. وبالتالي، ‏ونظرًا لهذا الدور الإقليمي والعالمي ‏الخاص بها، فإنّ الدولة الهندية تمثّل أيضًا ‏عدوّا لشعوب المنطقة‎.‎
‏ تتقدم حرب الشعب التي يقودها ‏الماويون نحو هدم أسوار المجتمع القديم ‏وتتقدم في اتّجاه المسك بقيادة ثورة ‏الديمقراطية الجديدة والثورة الاشتراكية ‏وفي اتّجاه بناء بديل أفضل وأكثر إنسانية. ‏على حد تعبير مانموهان سينغ، قائد الدولة ‏الرجعية الهندية، أصبحت حرب الشعب ‏بقيادة الماويين "العدو الداخلي الرئيسي" ‏للدولة الهندية، لأنها تعطي ضربات هائلة ‏لآلة الاستغلال والعنف والاضطهاد‎.‎
‏ يجب التأكيد على أن كفاح الجماهير ‏المضطهَدة في الهند هو جزء من الكفاح ‏العالمي للعمال والجماهير المضطهَدة في ‏العالم ضد شبه الإقطاعية والرأسمالية ‏والإمبريالية. إنها جزء من النضال من ‏أجل الديمقراطية الجديدة والاشتراكية ‏والشيوعية، وهي الآن أكثر جوانبها تقدماً‎.‎
‏ وبالتالي، يجب على الثوريين في جميع ‏أنحاء العالم الوقوف إلى جانب الجماهير ‏الهنديّة ويجب أن يمدّوا تضامنهم الأممي ‏إلى نضالهم‎.‎
‏ فلنستغل هذه اللحظة أيضاً لتأكيد ‏تصميمنا على النضال من أجل إنشاء ‏منظمة ماركسية لينينية ماوية عالمية أو ‏إعادة تنظيمها. خلال وجود منظمتنا ‏الأممية، قمنا بشن حملات عالميّة بشكل ‏مستمر وفعّال. نتذكر جميعًا حملة الدّفاع ‏عن الرئيس غونزالو كمثال حي على ‏الحملات الثورية العالميّة. خلال هذه ‏اللحظات يمكننا أن نلاحظ العواقب ‏الضارة للخطوط التحريفية التي ظهرت ‏داخل الحركة الثورية الأممية مما أدّى إلى ‏شللها‎.‎
‏ يدعم الحزب الشيوعي الأفغاني ‏‏(الماوي) بقوة حملة ومؤتمر دعم حرب ‏الشعب في الهند. ويدعو الوحدات ‏المهاجرة من أنصاره وغيرهم من ‏الماويين الأفغان، وخاصة في أوروبا، إلى ‏المشاركة بنشاط والمساهمة في هذه الحملة ‏وهذا المؤتمر‎.‎
عاشت حرب الشعب في الهند ‏‎!‎
عاشت الأممية البروليتارية ‏‎!‎
---------------------------------------------------------------------

بيان الحزب الشيوعي (الماوي) ‏
بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الحركة الشيوعية لأفغانستان

‏ مع تشكيل منظمة الشباب التقدمي (ايبو) ‏‏[‏PYO‏] في 4 أكتوبر 1965، على ‏أساس خط الماركسية اللينينية الماوية (في ‏ذلك الوقت فكر ماو تسي تونغ) ومناهضة ‏الإمبريالية، المعادية للرجعية والتوجه ‏المناهض للتحريفية، تحت قيادة الرفيق ‏أكرم ياري، نشأت الحركة الشيوعية ‏والديمقراطية الجديدة في أفغانستان. ‏وبفضل الخط السياسي المبدئي لـمنظمة ‏الشباب التقدمي والظرف الوطني والدولي، ‏تحولت الحركة الديمقراطية الجديدة تحت ‏قيادة المنظمة إلى الحركة السياسية الأكثر ‏شمولًا في البلاد، وحشدت عشرات الآلاف ‏من الرجال والنساء الثوريين والطلاب ‏والمعلمين والكتاب والعمال وغيرهم من ‏الجماهير الكادحة من جميع الجنسيات في ‏النضال ضد الرجعيين والإمبرياليين ‏والإمبرياليين الاشتراكيين.‏
‏ كانت شعلة جاويد هي اسم المجلة التي ‏نشرت أفكار الديمقراطية الجديدة. ‏واصدرتها منظمة الشباب التقدمي ‏ومجموعتان تقدميتان أخريان، وتم ذلك ‏بعد عامين من تشكيل المنظّمة، أي في ‏عام 1967. وبسبب الدور الحاسم الذي ‏لعبته هذه المجلة في توسيع وانتشار ‏الحركة، أصبحت الحركة نفسها تعرف ‏باسم شعلة جاويد على الرغم من أن 11 ‏عددا فقط من المجلة تم نشره، وبعد ذلك ‏خضعت للرقابة من قبل ملكية ظاهر شاه ‏الرجعية، ورغم ذلك لعب ذلك النشر ‏المحدود دورًا تاريخيًا مهمًا في التكوين ‏الواسع النطاق للحركة الديمقراطية ‏الجديدة.‏
‏ من المؤكد أن منظمة الشباب التقدمي ‏وحركة شعلة جاويد، كونهما حديثتي ‏النشأة وعديمتي الخبرة، لم تكونا خاليتين ‏من العيوب والضعف؛ فقد كانتا بحاجة إلى ‏التحسين والتطوير ولسوء الحظ، أدت ‏نقاط الضعف الداخلية في المنظمة، إلى ‏جانب الوضع غير المواتي وطنيا ودوليا، ‏إلى عدم إمكانيّة الحركة الاستمرار في ‏التطور. فبعد فترة قصيرة من ازدهارها ‏الأولي، سارت نحو الانهيار والتشتت.‏
‏ إن حظر مجلة شعلة جاويد وقمع ‏المظاهرات في عام 1968 من قبل قوى ‏الدولة الرجعية تحت حكم ظاهر شاه - ‏وكذلك اعتقال وسجن عدد كبير من قادة ‏المنظمة والحركة - لم ينتج عنه فقط ‏الانقسام الأول في حركة شعلة جاويد الذي ‏ولد آثارًا سلبية أكبر فظهرت خطوط ‏سياسية وأيديولوجية غير خط مؤسسها ‏‏(أكرم ياري) داخل المنظمة، وبالتالي ‏نشأت صراعات خطية داخل المنظمة. لم ‏تعزز هذه الصراعات الخطية المنظمة ‏وتوسع نطاقها وإنّما أسفرت عن انهيارها، ‏مما أثر سلبًا على الحركة بأكملها.‏
‏ بعد انسحاب الرفيق أكرم ياري من ‏النضال السياسي النشط بسبب مرض ‏خطير، سيطرت الخطوط السياسية ‏المنحرفة على التنظيم. لم توفر هذه ‏الخطوط السياسية المنحرفة أساس ‏الانقسامات داخل منظمة الشباب التقدمي ‏فحسب، بل سهلت بشكل كبير الانقسامات ‏داخل الحركة الأوسع. وهكذا، أدى الخط ‏التحريفي الرئيسي، الذي تطور لاحقًا ‏بشكل سلبي إلى تحريفية واستسلام كامل ‏‏(وهناك من ما زالوا يتبعون هذا المسار)، ‏في انفصال كبير عن التنظيم والحركة ‏الأوليين، مما أدى بالحركة الشيوعية ‏والحركة الديمقراطية الجديدة إلى التشتت، ‏فكان ذلك منعطفا نحو خط تحريفي ‏استسلامي على صعيد النضال الوطني ‏والطبقي.‏
‏ استمرت هيمنة خطوط الاستسلام ‏التحريفية والمراجعة على الجسم المتناثر ‏للحركة الشيوعية والحركة الديمقراطية ‏الجديدة في أفغانستان لمدة عقد ونصف ‏على الأقل (معظم السبعينيات والنصف ‏الأول من الثمانينيات تقريبًا). لذلك، لم ‏تستطع الحركة منع الانقلابين المدعومين ‏من الاتحاد السوفيتي - الأول في عام ‏‏1972 من قبل سردار داود، والثاني في ‏عام 1978 من قبل عصابة المراجعين ‏التحريفيين للإمبرياليين الاشتراكيين ‏السوفييت (حزب الشعب الديمقراطي ‏الأفغاني ‏‎[PDPA]‎‏) وفي النضال ضد ‏نظام الانقلاب والاحتلال الإمبريالي ‏الاشتراكي وتم تبنى تكتيكات ‏واستراتيجيات سياسية وعسكرية غير ‏مبدئية وغير صحيحة.‏
‏ نتيجة لذلك - وعلى الرغم من حقيقة أن ‏الحركة الشيوعية والديمقراطية الجديدة ‏ضحت بعشرات الآلاف من قادتها ‏وكوادرها ومنظميها وجماهيرها تحت ‏قيادتها في مواجهتها مع القوى الرجعية ‏التي تعتمد على الإمبرياليين الغربيين ‏والقوى الإقليمية الرجعية - هذه الحركة لم ‏يكن بوسعها استخدام نضالات المقاومة ‏هذه للتوسع والتطور والتقدم على طريق ‏الثورة الديمقراطية الجديدة. بل عانت من ‏هزائم مريرة والآثار السلبية لتلك الهزائم ‏المريرة لا تزال محسوسة بقوة.‏
‏ خلال هذا العقد والنصف، لم يكن للخط ‏الشيوعي والديمقراطي الجديد المبدئي ‏تعبير وحضور واضحين، لم يكن يعتبر ‏تحديا للخطوط السياسية التحريفية ‏والاصلاحية. كانت نقاط الضعف ‏الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية ‏الشديدة، إلى جانب المستوى المنخفض من ‏الفهم النظري، لبقايا ومؤيدي الحركة ‏الشيوعية المبدئية والحركة الديمقراطية ‏الجديدة في منتصف الثمانينيات واضحًا، ‏ممّا سهّل هيمنة الخطوط الإصلاحية ‏والمراجعة على المشتتين.‏
‏ بناءً على هزيمة الخطوط الإصلاحية ‏التحريفية والتطور النسبي للحركة ‏الشيوعية في الظروف الدولية المواتية ‏حديثًا، بجهود الأحزاب والمنظمات في ‏صفوف الحركة الأممية الثورية [‏RIM‏] - ‏ظهرت التجمعات الأولى للحركة الشيوعية ‏المبدئية في أفغانستان. إن ظهور ‏المجموعات والحركات الأولية التي كانت ‏تعبيرًا واضحًا عن خط شيوعي مبدئي لم ‏يؤد فقط إلى إعادة تأسيس الحركة ‏الشيوعية والديمقراطية الجديدة في ‏أفغانستان، بل أعاد تنشيط وتحسين الخط ‏السياسي المؤسس في الوضع الوطني ‏والدولي الجديد ضد الإمبريالية، وأيضا ‏ضد هيمنة الخطوط الخاطئة المذكورة ‏أعلاه داخل أقسام مختلفة من الحركة.‏
‏ لقد اعتقد التحريفيون والمراجعون ‏الاستسلاميون أنّ هيمنتهم دائمة وستظل ‏دون رد مفترضين أن الخط المبدئي ‏لمؤسس الحركة قد دفن - اعتبروا ‏الشعارات الجديدة والموقف الجديد للحركة ‏الشيوعية مثل إلقاء التبن القديم في الهواء. ‏ومع ذلك، نمت هذه المبادرة الجديدة ‏وتوسعت، وأصبحت تعبيرًا عن الموقف ‏المبدئي والشعارات ضد المحتلين ‏الإمبرياليين الاشتراكيين وعملائهم، وضد ‏قوة الجهاديين الرجعيين وحربهم الأهلية ‏الوحشية، وإمبراطورية طالبان القمعية ‏والظلامية الرجعية. علاوة على ذلك، ‏وقفت هذه الحركة ضد غزو واحتلال ‏الإمبرياليين الأمريكيين منذ البداية، ‏ومعارضة حلفائهم في جميع أنحاء ‏أفغانستان وتشكل نظامهم العميل.‏
‏ على الرغم من أن المراجعين القدامى - ‏تحت ضغط من الظروف الذاتية ‏والموضوعية للبلاد، والرأي العالمي، ‏وتوسع النضالات الجماهيرية والمقاومة ‏ضد المحتلين والنظام العميل - قد ابتعدوا ‏تدريجيًا عن الاستسلام المفتوح الذي ‏أظهروه سابقًا - وكانوا في بعض الأحيان، ‏إلى حد ما، يتخذون موقفاً ضد المحتلين ‏الإمبرياليين وحكومتهم العميلة – بينما ‏استأنفت الحركة الماوية نشاطها في البلاد ‏وكانت المدافع القوي عن النضال ‏والمقاومة المبدئية ضد الاحتلال ونظامه ‏العميل.‏
‏ المبادرة الجديدة للخط الشيوعي ‏والديمقراطي الجديد منذ بدايتها وحتى الآن ‏كانت راية نظرية وعملية للوحدة المبدئية ‏داخل حركتنا الأوسع. وباتباع طريق ‏الوحدة هذا، كافحت ضد التشتت والحلقية، ‏لذلك، استمرت الحركة في النمو ليس من ‏حيث النوعية فحسب، بل أيضًا من الناحية ‏الكمية. في الوقت الحالي، يمثل الحزب ‏الشيوعي (الماوي) الأفغاني وغيره من ‏المنظمات والأفراد الماويين خارج الحزب ‏هذه المبادرة الجديدة.‏
‏ إن الاحتفال بالذكرى الخمسين للحركة ‏الماوية في أفغانستان هو مناسبة تدعونا ‏جميعًا إلى التحرك نحو الوحدة القائمة ‏على مبدأ ديمقراطي بروليتاري وجديد، ‏من أجل النضال الجماعي، بطريقة قوية ‏ومنظمة، ضد المحتلين وعملائهم ‏باعتبارهم العدو الرئيسي للبلاد وشعبها، ‏وأن نقدم للشعوب الثورية طريق حرب ‏المقاومة الوطنية.‏
‏ من المؤكد أن صراع المقاومة الوطنية ‏ضد الأعداء الرئيسيين لبلدنا لا يعني ‏تعليق النضالات الديمقراطية الجديدة ‏ضدهم، أو ضد القوى الإقطاعية ‏والبرجوازية العميلة. ولا يمكن لهذا ‏النضال الوطني أن يتجاهل النضالات ضد ‏القوى الإمبريالية والتوسعية الرجعية ‏الأخرى.‏
‏ أثبتت تجربة النضال دوليًا وأيضًا في ‏أفغانستان باستمرار أن التركيز من جانب ‏واحد على المقاومة الوطنية ضد العدو ‏الرئيسي الحالي، ونسيان الصراعات ‏الديمقراطية الجديدة ضد الأعداء الحاليين ‏غير الرئيسيين، سيؤدي، في التحليل ‏الأخير، إلى ضرب الكفاح الوطني ‏للمقاومة ككل. هذا النوع من صراع ‏المقاومة الوطنية أحادي البعد، لأنه ‏يتجاهل المطالب الديمقراطية للجماهير، ‏سيحدّ ويقلّل من مشاركة الجماهير في ‏المقاومة الوطنية ضد المحتلين والنظام ‏العميل؛ بل إنها قد تقضي على إمكانية ‏مشاركتها، وبالتالي ستوسع بقوة وتمهد ‏الأرضية لمناورات المعارضة المسلحة ‏الرجعية.‏
‏ ومن ثمة فانه علينا الحديث عن ‏مصلحة الجماهير الأفغانية بالاستناد إلى ‏برنامج شيوعي وديمقراطي جديد، لا ‏يجب الاكتفاء بالحديث عن كفاح وطني ‏وحرب مقاومة وطنية ضد المحتلين ‏والنظام العميل وإنما عن الحرب الشعبية ‏للمقاومة الثورية والوطنية وعلينا ان نقدم ‏كفاحا مثل هذا لكي نعد وننطلق ونواصل ‏حربا شعبية للمقاومة الثورية الوطنية.‏
‏ إنّ كفاحنا هو كفاح مقاومة لأننا ضحايا ‏العدوان والاحتلال للإمبرياليين - لقوة ‏رجعية أجنبية - وتحت سيطرة نظام ‏عميل. إن نضالنا ضد هؤلاء الأعداء ‏الرئيسيين للشعب يتسم بالمقاومة: الدفاع ‏عن النفس والدفاع عن استقلال البلد ‏والدفاع عن حرية البلد وشعبه. هذا ‏النضال هو النضال العادل لضحايا ‏الاحتلال وضد الغزاة والمحتلين ‏وعملائهم.‏
‏ وهو كفاح وطني لأن الكفاح المقاوم ‏للدفاع عن استقلال البلاد واستقلال شعبها ‏يقوم أساسًا على النضال والمقاومة، من ‏أجل مصالحنا الوطنية، وضد مصالح ‏الغزاة المحتلين الإمبرياليين وعملائهم ‏المحليين – ولا ينبغي النظر الى الصراع ‏على انه بين دينيين ولا دينيين وكل ‏محاولة لفرض مثل هذا التقييد ستحدّ من ‏نطاق النضال ضد المحتلين ونظامهم ‏الدمية، وسيصب في نهاية المطاف لصالح ‏الاحتلال الإمبريالي. وبالتالي، فإن الطابع ‏العلماني لهذا النضال والمقاومة ضرورة ‏لا مفر منها.‏
‏ وطني لأن نضال المقاومة هذا يجب أن ‏يأخذ في الاعتبار الدفاع عن البلاد ‏واستقلالها ككل؛ لا يجب أن تطرد الذئاب ‏من الباب بينما تدخل الضباع من النوافذ. ‏في الحقبة الحالية، تسيطر التناقضات ‏والتوترات الخطيرة بين الإمبرياليين ‏وتتصارع القوى الرجعية من أجل الهيمنة ‏على العالم، وهذه القوى حريصة على ‏توظيف أي حركة ومبادرة سياسية كأداة ‏تخدم مصالحها. يجب على الحركة ‏الشيوعية والحركة الديمقراطية الجديدة في ‏البلاد، في الوقت الذي تدرك فيه ‏ضرورات النضال ضد الإمبريالية ‏الأمريكية والنظام العميل، أن تولي اهتمامًا ‏لما يقتضيه حل المسألة الوطنية.‏
‏ من الواضح أن النضال والمقاومة لهما ‏أساس مادي وأيضاً بنية أيديولوجية ‏وسياسية فوقية. ولكن في الوقت نفسه، من ‏الصحيح أيضًا أنه في مجتمع طبقي متعدد ‏الجنسيات حيث توجد مصالح طبقية ‏ووطنية متنوعة، وأفكار متعددة ووجهات ‏نظر سياسية عالمية، ستكون المقاومة ‏واسعة النطاق ضد المحتلين والخونة ‏المحليين وسيكون لها طابعها الديمقراطي. ‏بطبيعة الحال، ستتنافس القوى المختلفة ‏المشاركة في هذا الصراع مع بعضها ‏البعض على قيادة هذه المقاومة، ولا يمكن ‏أن يكون الأمر خلاف ذلك. إذا لم تهتم ‏القوى الشيوعية والديمقراطية الجديدة بهذا ‏الواقع، فقد يؤدي ذلك إلى تصفية سياسية-‏إيديولوجية وفي نهاية المطاف تنظيمية، ‏وينتج عن ذلك الاستسلام وإضعاف ‏الكفاح.‏
‏ ومع ذلك، يجب أن يتم هذا الكفاح تحت ‏راية المصلحة العامة للمقاومة ضد قوات ‏الاحتلال والنظام العميل، وألا يتعارض ‏معها. إنّ تجاهل هذه القضية، من طرف ‏أي قوة بما في ذلك نحن، سيؤدي في نهاية ‏المطاف إلى استبدال التناقض الرئيسي ‏بالتناقضات غير الرئيسية، ممّا يفيد فقط ‏النظام العميل وقوات الاحتلال.‏
‏ يجب أن نؤكد أن المقاومة التي تعتمد ‏على الذكور فقط لا يمكن أن تكون مقاومة ‏وطنية حقيقية. فالنساء تشكّلن نصف ‏المجتمع ولا يمكن أن تحدث المقاومة ‏الوطنية بالمعنى الحقيقي للكلمة دون ‏انخراط المرأة فيها. إنّ أيّ محاولة للحد ‏من دور النساء، بناء على أي نوع من ‏العذر الديني والثقافي الذي يحرمهن من ‏حقوقهن الشخصية والاجتماعية الأساسية، ‏بما في ذلك الحق في المشاركة في ‏المقاومة ضد المحتلين وعملائهم، هي ‏محاولة لإبعاد نصف السكان من المقاومة ‏الوطنية النشطة، وفي نفس الوقت يجبرهن ‏بوعي أو بغير وعي على الوقوع في الفكر ‏الإيديولوجي والسياسي للمحتلين ‏والخنازير المحلية الذين غالباً ما ‏يستخدمون شعارات خادعة حول حقوق ‏المرأة أو حريتها. ومن الواضح أن هذه ‏المحاولات معادية بشدة للديمقراطية.‏
‏ إنّه كفاح شعبيّ لأنّ كفاح المقاومة ‏الوطنية لا يمكن أن يكون كفاحا لا يلين ‏إلا إذا امتلك طابعا شعبيا مبنيا على ‏المصالح المتفوّقة للجماهير - أي الجماهير ‏الثورية التي تكافح ضد المحتلين والنظام ‏العميل - وليس على مصالح الطبقات ‏البرجوازية المستغِلّة والإقطاعيّة ‏المضطهِدة. فتلك الطبقات تتوافق مصالحها ‏مع الإمبريالية، وهي مستعدة دائمًا للتواطؤ ‏مع المحتلين والنظام العميل.‏
‏ إن إعطاء طابع جماهيري للمقاومة ‏الوطنية ضد المحتلين وعملائهم لا يعني ‏مجرد إشراك الجماهير في المقاومة: مثل ‏هذه المشاركة يجب أن تعني المشاركة ‏الواعية في المقاومة الوطنية على أساس ‏المصلحة الثورية العليا بدلاً من مصالح ‏الطبقات المستغِلّة. من هذا المنظور، فإن ‏إعطاء الطابع الجماهيري للمقاومة ‏الوطنية ضد المحتلين والخونة المحليين ‏يتطلب انتشار الوعي الثوري بين جماهير ‏الناس، ولا سيما الطبقات الدنيا من ‏الجماهير الكادحة والعمال والفلاحين ‏والبرجوازية الصغيرة الفقيرة. إن تنوير ‏الجماهير بالوعي الثوري يتطلب جهودًا ‏طويلة ومتواصلة، لكن يجب أن نعترف ‏أنه بدون مستوى معين من التقدم في هذا ‏الصدد، لا يمكن للمقاومة الوطنية ضد ‏المحتلين والنظام العميل أن تتطور ‏وتتوسع بما يضمن تعميق الطابع الشعبي / ‏الجماهيري. المصالح الثورية وليس ‏مصالح الطبقات المستغِلّة.‏
‏ إنّه كفاح ثوري لأن المقاومة الوطنية ‏الشعبية ضد المحتلين والنظام العميل يجب ‏أن تكون مسلحة برؤية علمية ثورية للعالم ‏حتى تتمكن من توجيه المقاومة ضد النظام ‏الرأسمالي الإمبريالي والنظام الرجعي في ‏البلاد. خلاف ذلك فإن المقاومة تخاطر ‏بأن تظل معزولة إما وسط المقاومة ‏الوطنية نفسها أو بعد تحقيق هدفها المتمثل ‏في الاستقلال الجزئي - يمكن للبلاد أن ‏تظل خاضعة لأغلال النظام العالمي ‏القمعي المستغل للجماهير، على الرغم من ‏التضحيات البطولية المتفانية، وهكذا تقبع ‏في ظل النظام العالمي الرأسمالي ‏الإمبريالي حيث سيطرة الطبقات شبه ‏الإقطاعية / شبه الاستعمارية. والأهم من ‏ذلك فإن التوجه الاستراتيجي الثوري ‏للمقاومة ضد المحتلين والنظام العميل ‏يضمن النمو المتواصل للخصائص ‏الوطنية والشعبية للمقاومة.‏
‏ نظرًا الى أن المقاومة ضد المحتلين ‏السوفييت الاشتراكيين الإمبرياليين ‏ونظامهم الدمية قد تم تنفيذها تحت قيادة ‏القوى الرجعية التي تعتمد على ‏الإمبرياليين الغربيين، وبالتالي كانت تفتقر ‏تمامًا إلى التوجه الاستراتيجي الثوري، ‏فإن هذه المقاومة مهّدت الطريق لغزو ‏الإمبريالية الأمريكية وحلفائها وما تلاها ‏من احتلال وتشكيل النظام العميل الحالي. ‏ومع ذلك، بما أن المقاومة المعاصرة ضد ‏المحتلين الحاليين وحكامهم لم تؤد بعد إلى ‏الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وانهيار ‏نظامهم العميل، فقد أدّت هيمنة المقاومة ‏الرجعية المسلّحة إلى غزو أجنبي آخر. ‏هذا الاحتلال الذي ينظر إلى البلاد ‏كمقاطعة من مقاطعات "الخليفة" العربي ‏الرجعي.‏
‏ إن القوات التي رفعت الأعلام السوداء ‏للدولة الإسلامية (داعش) في أفغانستان ‏هي جيوش هذا الخليفة العربي الرجعي، ‏وبالتالي فهي في الواقع قوات الاحتلال ‏لدولة أجنبية رجعية، حتى لو كانت بعض ‏قواتها في الأصل من داخل البلد. لقد ولدت ‏هذه القوى ككل وترعرعت في صفوف ‏المقاومة الرجعية الحالية في أفغانستان. ‏والأهم من ذلك، أنّ مؤسسي وقادة هذه ‏الخلافة الرجعية (داعش) وقادتها ‏الأصليين نشأوا في حضن المقاومة ‏الرجعية السابقة ضد الإمبرياليين ‏الاشتراكيين السوفييت ونظامهم العميل. ‏على الرغم من أن "الخليفة العربي" يعلن ‏صراحة أن زعيم إمارة طالبان الإسلامية ‏خادم أمي لتنظيم القاعدة، ويصف الإمارة ‏نفسها بـ "دواء منتهي الصلاحية" فإن قادة ‏طالبان الرجعيين يبعثون رسائلهم إلى ‏داعش عن "الأخوة الإسلامية"، ويطلبون ‏منهم بذلٍّ وخضوعٍ ألاّ يصبحوا سببًا ‏للاحتكاك ضمن "المقاومة الإسلامية ‏لأفغانستان". ألم يفهموا أن داعش لا تقبل ‏أفغانستان كبلد وترى أنها مقاطعة من ‏مقاطعات الخليفة العربي ؟
‏ إذا افترضنا أن المقاومة ضد الغزاة ‏والمحتلين الإمبرياليين الاشتراكين ‏وعملائهم تؤدي إلى غزو واحتلال ‏الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم، ثم ‏المقاومة ضد المحتلين الحاليين وعملائهم ‏في منتصف الرحلة تمهد الطريق للغزو ‏واحتلال الخلافة العربية الرجعية، وأن ‏هذا هو مصير أفغانستان، فعندئذ يجب أن ‏نكون قلقين للغاية.‏
‏ مع انتشار تأثير داعش في أفغانستان ‏من جهة، والموت الغامض لزعيم طالبان ‏السابق (الملا محمد عمر أخوند) من جهة ‏أخرى، أصبح وضع البلاد أكثر تعقيدًا. مع ‏توسّع نفوذ داعش في أفغانستان، أصبح ‏جميع الجهاديين الأجانب في المنطقة الآن ‏جنودا محتملين لداعش ويجب اعتبارهم ‏قوات غزو تنشط لفائدة تلك القوة الأجنبية، ‏لذلك فإنهم هدف الشعوب الثورية ‏والمقاومة الوطنية.‏
‏ الملا محمد عمر أخوند، الذي كان ‏العامل الموحد لحركة طالبان الممزقة ‏‏(التي انقسمت على أسس عرقية وقبلية ‏وإقليمية وسياسية) مات، وفي غيابه، من ‏الصعب للغاية الحفاظ على وحدة مثل هذا ‏الجيش، إن لم يكن مستحيلا. علاوة على ‏ذلك، فإن وفاته الغامضة في باكستان ‏‏(بقيت سرية لمدة عامين ضمن دائرة عدد ‏قليل من الأفراد)، وطريقة تعيين خليفته، ‏عوامل قوية في خلق انشقاقات داخل ‏طالبان.‏
‏ بالتأكيد، بذلت جهود هائلة لتعزيز قيادة ‏الملا اختر منصور من قبل أنصاره داخل ‏حركة طالبان وكذلك من قبل "الأصدقاء" ‏الأجانب، ولا شكّ في أن الجزء الأكبر من ‏حركة طالبان سيبقى تحت القيادة الجديدة. ‏ومع ذلك، لم تقبل بعض أقسام طالبان ‏القيادة الجديدة، وبالكاد تستطيع هذه القوى ‏الوقوف على أقدامها. من المحتمل جدًا أنه ‏تحت ضغط القيادة الجديدة لطالبان، ‏سيضطرون في نهاية المطاف إلى ‏الاقتراب من النظام العميل أو الانضمام ‏إلى داعش. لذلك، يجب اعتبار هذه القوات ‏إما مستسلمة للنظام أو جزءً من الجيش ‏الغزوي الداعشي.‏
‏ علاوة على ذلك، فإن وفاة الملا محمد ‏عمر أخوند واندلاع الانشقاقات داخل ‏طالبان بشأن تعيين خلف له أدّى إلى ‏تعاون وثيق بين قيادتها الجديدة ‏و"أصدقائهم" الباكستانيين. في الواقع، ‏ولتعزيز موقفه، عقد أختار منصور ‏اجتماعات عامة في جميع أنحاء باكستان. ‏وقد أدى هذا الوضع تمامًا إلى التعرف ‏على رتبهم وملفهم والإعلان عنها، ‏وبالتالي سيزيد بشكل كبير من سيطرة ‏‏"أصدقائهم" الباكستانيين عليهم، بحيث لا ‏يمكنهم الادعاء "أنهم لا يحصلون إلا ‏جزئيًا على دعم الأصدقاء الباكستانيين". ‏يمكن القول بالتأكيد أن قبول باكستان ‏راعي السلام في أفغانستان من قبل ‏الإمبرياليين الأمريكيين والنظام العميل قد ‏زاد بشكل كبير من سيطرة باكستان على ‏طالبان.‏
‏ توضّح كل هذه القضايا حقيقة أن نطاق ‏عدوان قوى الاحتلال الأجنبية على ‏أفغانستان قد ازداد: في وقت لم ينته فيه ‏عدوان واحتلال الإمبرياليين الأمريكيين ‏وحلفائهم، ظهرت قوات احتلال عدوانية ‏رجعية أخرى، داعش، في جيوب معينة ‏من البلاد وتسيطر على حياة الناس. في ‏الوقت نفسه، ازدادت تدخلات الدولة ‏الباكستانية، التي تتم باستمرار بتوغلات ‏عسكرية عبر الحدود، وكذلك تدخلات ‏إيران. لذلك، تضاعفت مسؤوليتنا الثورية ‏من حيث النضال ضد العدو الرئيسي، ‏لكنها زادت أيضًا فيما يتعلق بالأعداء غير ‏الرئيسيين أيضًا، وعلينا زيادة جهودنا ‏تجاههم جميعًا.‏
‏ على الرغم من التزام أوباما اللفظي ‏بسحب جميع القوات القتالية الأمريكية ‏‏(باستثناء الـ 1000 التي ستبقى لحماية ‏السفارة الأمريكية في كابول) بحلول نهاية ‏عام 2016، إلاّ أنّ تنفيذها العملي لم ‏يتحقق بعد. توضح الحروب الأخيرة في ‏أجزاء عديدة من البلاد أن النظام العميل لا ‏يمكنه الحفاظ على هيمنته دون وجود قوى ‏احتلال أجنبية. حتى لو تحققت ادعاءات ‏أوباما وفقًا للاتفاقية الأمنية بين الدولة ‏الأمريكية والنظام العميل، فإن المسار ‏القانوني لعودة الأول إلى أفغانستان متاح، ‏وبسبب الاتفاقية الأمنية بين الناتو والنظام ‏العميل، فإن المسار القانوني لـعودة قوات ‏الاحتلال التابعة للناتو متاحة أيضا.‏
‏ في الواقع، إن استمرار وجود النظام ‏الدمية المنكوب بالأزمات والفاسد يقوم ‏على أمل الدعم المستقبلي من أسياده ‏الإمبرياليين المحتلين بدلاً من دستوره ‏الخاص. ومع ذلك، فإن نتائج أطول حرب ‏للإمبريالية الأمريكية (الحرب في ‏أفغانستان) تشير بوضوح إلى أن المحتلين ‏الأمريكيين وحلفائهم وعملائهم غير ‏قادرين على فرض خضوع أفغانستان ‏الكامل من خلال الحرب. لذلك، على ‏الرغم من إطالة أمد وجودهم - دعمهم ‏للنظام العميل على الرغم من الوسائل ‏العسكرية وغير العسكرية - من أجل ‏تعزيز سلطتهم، يحاول الإمبرياليون ‏باستمرار جلب المتمردين الإسلاميين ‏الرجعيين إلى طاولة المفاوضات عن ‏طريق وعدهم بحصة في النظام.‏
‏ ومن ثمّ، فإنّ الدولة الإمبريالية ‏الأمريكية، بالتوازي مع الدولة الهندية ‏التوسعية، تمارس ضغوطًا على باكستان ‏لتقليص المجال الذي يمكن لطالبان ‏المناورة فيه، مما يضطرهم في نهاية ‏المطاف إلى التفاوض مع النظام العميل. ‏إنّ منع المساعدات الاقتصادية لباكستان ‏من أجل تأكيد الضغط السياسي - الذي قد ‏يزداد حدة في المستقبل القريب - تقوم به ‏الولايات المتحدة للغرض المذكور أعلاه ‏فضلا عن أن التوترات بين الهند ‏وباكستان فيما يتعلق بالسيطرة على ‏كشمير، هي حرب جزئية يتم دفعها إلى ‏الأمام من أجل مفاوضات السلام في ‏أفغانستان بين قوتين ذريتين رجعيتين ‏توسعيتين.‏
‏ يشارك الحكام التحريفيون والتوسعيون ‏في الصين بطريقتهم الخاصة في هذه ‏اللعبة. إن خطة الصين لاستثمار 50 ‏مليار دولار في باكستان ليست علامة ‏على نزعاتها السياسية والاقتصادية ‏التوسعية فحسب، بل هي أيضًا أسلوب ‏استرضائي لإقناع باكستان بعدم السماح ‏باستخدام أراضيها كقاعدة لتدريب وتنظيم ‏المقاتلين الإسلاميين اليوغور. الهدف هنا ‏هو منع وجود ملاذ آمن للمتمردين ‏الإسلاميين المعارضين للنظام العميل ‏وقوى الاحتلال في أفغانستان.‏
‏ إذا استمرت سياسة العصا والجزرة ‏الثلاثية الأمريكية والهندية والصينية تجاه ‏باكستان، بل واشتدت حتى أصبحت لا ‏تطاق بالنسبة إليها، فمن المحتمل جدًا إن ‏عاجلاً أو آجلاً أن طالبان تحت قيادة الملا ‏أختر منصور، ستكون مضطرة إلى ‏استئناف المفاوضات مع النظام العميل ‏تحت إشراف باكستان والولايات المتحدة ‏والصين و في هذه الحالة، فإن المواجهة ‏العسكرية المكثفة والواسعة النطاق في ‏الموسم الحالي من الحرب - والتي يمكننا ‏بالتأكيد القول أنها غير مواتية لجميع ‏المعنيين - سيتم استخدامها كورقة ‏تفاوضية لتسجيل التنازلات السياسية.‏
‏ في الواقع، المقاومة الرجعية لطالبان ‏ليست، في جوهرها، مقاومة شاملة لا ‏هوادة فيها ضد الإمبريالية. حتى في حالة ‏الانتصار العسكري - الذي أثبتت الآن أنه ‏لا يمكنها تحقيقه - لا تستطيع طالبان ‏تحرير البلاد من مدار النظام الإمبريالي ‏العالمي الرجعي.‏
‏ علاوة على ذلك، حتى إذا استؤنفت ‏المفاوضات وتم المضي فيها قدمًا، ‏سيجري تحديد حصة الجميع في النهاية ‏بناءً على وزنهم السياسي والاقتصادي، ‏وبالتالي ستستمر معاناة شعبنا في ظل ‏نظام الاستغلال والاضطهاد القديم وستفتقر ‏البلاد الى الاستقلال. إن عملية دفع هذه ‏المفاوضات إلى الأمام لن تكون سلسة ‏وسهلة. وسيجبر شعبنا على تقديم ‏تضحيات هائلة ومواجهة صعوبات ‏خطيرة.‏
‏ لقد طالبنا بالاحتفال بالذكرى الخمسين ‏للشيوعية (الماركسية اللينينية الماوية) ‏والحركة الديمقراطية الجديدة في ‏أفغانستان للإعلان بصوت عالٍ عن ‏الوجود الخمسين الطويل لهذه الحركة في ‏ساحة النضال السياسي الثوري في ‏أفغانستان من أجل إعلان حقيقة أن: ‏الذكرى الخمسين لتأسيس الحركة الماوية ‏هي مناسبة تدعونا جميعًا إلى النظر في ‏خمسة عقود من صعود وهبوط النضال ‏الثوري وإعادة تأكيد التزامنا بالمضي قدمًا ‏بقوة بمسؤولياتنا الوطنية والديمقراطية ‏والثورية.‏
‏ أعلن الحزب الشيوعي (الماوي) ‏الأفغاني مرارًا وتكرارًا أن أكبر عيب ‏وضعف في الحركة الشيوعية ‏والديمقراطية الحالية في أفغانستان هو ‏وجودها السياسي فقط وافتقارها الى ‏التمثيل في ساحة الكفاح المسلّح ضد ‏المحتلين والنظام العميل. والواقع أن هذا ‏القيد هو الذي يقلل من تأثير نضالنا ‏السياسي والأيديولوجي ضد أعدائنا ‏الرئيسيين وغير الرئيسيين. في الظروف ‏التي يكون فيها الجانب الرئيسي من ‏النضالات في البلاد هو الكفاح المسلّح، ‏فإن الأصوات السياسية وغير العسكرية ‏فقط في بيئة مليئة برعد القنابل والمدافع ‏والبنادق نادرا ما تسمع. وبالتالي من أجل ‏إجراء هذه الجهود بشكل صحيح ومبدئي ‏وفعال وفي الوقت المناسب، يتعين على ‏الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني أن ‏يحشد ويوسع باستمرار جميع أعضائه ‏ومؤيديه والجماهير تحت قيادته. علاوة ‏على ذلك، يحتاج الحزب الشيوعي ‏‏(الماوي) الأفغاني والقوى الماوية الأخرى ‏والأفراد في الوضع الحالي إلى تأسيس ‏وحدة أقوى في ما بينهم، من ناحية، ‏والمضي قدما بالنقاشات لحل الخلافات ‏النظرية، من ناحية أخرى، حتى يتوسع ‏تعاونهم العملي في ما بينهم، والانتقال ‏أيديولوجياً وعملياً نحو التعاون والتنسيق ‏والوحدة.‏
‏ إلى الأمام على الطريق نحو الشروع ‏والمضي قدماً في حرب المقاومة الوطنية ‏للشعب الثوري ضد المحتلين ‏الإمبرياليين، ونظام الدمى، واحتلال ‏داعش الرجعي !‏
‏ إلى الأمام على طريق النضال ضد ‏الرجعيين الآخرين المتحالفين مع القوى ‏الإمبريالية والرجعية !‏
الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان، 4 أكتوبر 2015
---------------------------------------------------------------------------

عملية "السلام": استسلام طالبان للإمبرياليين الأمريكيين المحتلّين والنظام ‏العميل

‏ تُسمّى المفاوضات بين الأمريكيين ‏وطالبان "مفاوضات السلام" من قبل ‏الأمريكيين، بينما تطلق عليها حركة ‏طالبان "مفاوضات لانسحاب القوات ‏الأجنبية من أفغانستان"، لكن محتوى ‏المفاوضات لا يتحدد من خلال ملصقها ‏وإنّما من خلال طابعها الجوهري، الذي ‏يحدد الشكل أيضًا. وفي هذا الصّدد سيتم ‏النظر في الموضوعات التالية‎:‎
‏1.‏ الطّابع الجوهري للمفاوضات‎.‎
‏2.‏ المحتوى الجوهري للمفاوضات‎.‎
‏3.‏ المفاوضات كظاهرة‎.‎
‏4.‏ شكل المفاوضات‎.‎
‏ يتم تحديد الطّابع الجوهري للمفاوضات ‏من خلال الطّابع الجوهري للطرفين ‏المتفاوضين والتناقض بين الطرفين هو ‏التناقض الأساسي للمفاوضات. لذلك، ‏يجب تحديد الطّابع الجوهري لقوات ‏الاحتلال والنظام العميل وطالبان على ‏أساس أي تناقض يجب تحليله‎.‎
‏ إن الطّابع الجوهري للقوى الإمبريالية ‏المحتلة هو كونها إمبريالية بكل صفاتها، ‏والطّابع الجوهري للنظام العميل هو ‏جوهر كونه استعماري / شبه إقطاعي، ‏والجوهر الداخلي لحركة طالبان هو ‏جوهرها شبه الإقطاعي وشبه ‏الاستعماري‎.‎‏ لذا فإن التناقض الذي ينبع ‏من الطّابع الجوهري لحركة طالبان تجاه ‏المحتلين الإمبرياليين والنظام العميل هو ‏التناقض بين الوضع الاستعماري الحالي ‏والمطالبة بالاستقلال، والذي تكون ‏حصيلته معيبة وتستند فقط إلى حلّ جزئي ‏للتناقض الرئيسي الحالي وهو غير قادر ‏على توجيه المجتمع نحو الحل النهائي ‏للتناقض الأساسي‎.‎
‏ وبعبارة أخرى، فإن التناقض الأساسي ‏بين طالبان والمحتلين الإمبرياليين لا ‏يتوافق مع التناقض الأساسي للمجتمع، ‏وبالتالي، فإن التناقض الأساسي بينهما ‏ليس تناقضًا أساسيًا في المجتمع ولكنه ‏تناقض غير أساسي. وبنفس الطريقة، فإن ‏المقاومة المسلحة لطالبان ليست حلاً لهذا ‏التناقض: طرد القوات المحتلة من خلال ‏المقاومة المسلحة لطالبان هو مقاومة ‏مسلحة معيبة، جزئية، وغير متناسقة ‏ويجب أخيراً التوصل إلى نتيجة من خلال ‏حل وسط بين الطرفين.‏
‏ لذلك، فإن محتوى التسوية والتواطؤ ‏بين المحتلين الإمبرياليين وطالبان في ‏المفاوضات الجارية ينبع بشكل أساسي من ‏طابعهما الجوهري وجوهر التناقض ‏بينهما، وليس من المفاوضات بينهما ‏باعتبارها ظاهرة وشكلا.‏‎ ‎لن تُحدث ‏المفاوضات مهما كانت صفتها ومهما كان ‏الشّكل الذي تتّخذه، أي فرق جوهري في ‏الطّابع التواطئي لهذه المفاوضات التي ‏تقوم على التواطؤ والتّآمر‎.‎

علاوة على ذلك، فإن التناقض بين النواة ‏الرجعية الاستعمارية / شبه الإقطاعية ‏للنظام العميل والنواة الرجعية شبه ‏الاستعمارية / شبه الإقطاعية لحركة ‏طالبان هو التناقض بين الوضع ‏الاستعماري الحالي وسعي طالبان إلى ‏الاستقلال شبه الاستعماري، بما أنّ ‏التناقض بين الوضعين ليس تناقضًا ‏جوهريًا وأساسيّا. إنّ الوضع الاستعماري ‏والوضع شبه الاستعماري هما حالتان ‏مختلفتان للسيطرة الإمبريالية التي لها ‏اختلاف جوهري مع التناقض بين ‏الاستقلال الحقيقي عن الإمبريالية والوضع ‏الاستعماري، وهو تناقض أساسي. ونتيجة ‏لذلك، وبنفس الطريقة فإنّ الحرب بين ‏النظام العميل وطالبان لا تستند إلى ‏التناقض الأساسي للمجتمع، لذلك، فإن بدء ‏المفاوضات بين المحتلين الإمبرياليين ‏الأمريكيين وطالبان هو بداية عملية ‏التواطؤ والتّآمر بينهما، وبالتالي، سيعقب ‏ذلك عاجلاً أم آجلاً التواطؤ والتّآمر بين ‏طالبان والنظام العميل‎. ‎في الواقع، هنا ‏أيضًا، لا يوجد تناقض أساسي بين النظام ‏العميل وطالبان. لذلك، يمكن حل التناقض ‏غير الأساسي على كلا المستويين على ‏أساس التواطؤ والتوافق بين الجانبين، ‏ويمكن ان تنتهي الحرب القائمة بينهما ‏ويقام سلام رجعي وإمبريالي بينهما. ومع ‏ذلك، فإن هذا السلام لن يقوم على مصالح ‏شعوب البلاد، بل سيكون في الأساس ‏عاملاً لاستمرار الحروب الإمبريالية ‏والرجعية المستقبلية.‏
‏ وبناءً على الفهم المادي والجدلي، يمكن ‏القول أن عملية التواطؤ والتّآمر بين ‏الأمريكيين وطالبان ستؤدي أخيراً إلى ‏استمرار وجود استعماري مخفف ووجود ‏استخباراتي قوي في البلاد – ولهذا ‏الغرض استمرار وجود قواعد عسكرية ‏واستخباراتية إمبريالية - بالإضافة إلى ‏التبعية العسكرية والسياسية والاقتصادية ‏القوية للبلاد‎.‎
‏ من ناحية أخرى، فإن عملية التواطؤ ‏بين النظام العميل (جمهورية أفغانستان ‏الإسلامية) وحركة طالبان (الإمارة ‏الإسلامية في أفغانستان) هي أيضًا عملية ‏اندماج "الجمهورية" مع "الإمارة"، إلى ‏شيء مشابه للجمهورية الثيوقراطية في ‏إيران، مع دور أكثر وضوحا سياسيا ‏للملالي‎.‎
‏ اعتمادًا على كيفية تنفيذ هذه العملية، ‏يمكن بالفعل تقييم التناقض الرئيسي ‏والتناقضات الثانوية الأخرى في نهاية هذه ‏العملية. ولكن هناك أيضًا احتمال ضعيف ‏بأن العملية برمتها قد لا تتمّ، وتنتهي ‏المفاوضات - في هذه الحالة، فإنّ الوضع ‏قد يطول أكثر‎.‎
‏ وتجدر الإشارة أيضًا إلى وجود ‏وجهات نظر متباينة فيما يتعلق بالحرب ‏في أفغانستان بين المستويات العسكرية ‏والدبلوماسية العليا للإمبرياليين ‏الأمريكيين. فلدى السياسيين اعتبارات ‏انتخابية، وهناك أيضًا هاجس التخفيض ‏في التكاليف المالية للحرب، والجيش ‏ينظر إليها من زاوية الحساب العسكري ‏للخسارة والنصر - خاصة أنهم لا يريدون ‏تكرار الخطأ المفترض للانسحاب المبكر ‏من العراق‎.‎
‏ ومع ذلك، يجب أن يوضع في الاعتبار ‏أن الأمريكيين ليسوا على استعداد، بشكل ‏مباشر أو غير مباشر، لتسليم كل السلطة ‏إلى طالبان‎. ‎لذلك، ستضطر طالبان عاجلاً ‏أم آجلاً إلى الاستسلام بالكامل للمحتلين ‏الأمريكيين والقبول بحصّتهم الثانوية في ‏النظام العميل، لأن المسار الذي اختاره ‏طالبان لا رجوع عنه، ولا يمكنهم العودة ‏إلى وضعهم السابق‎.‎
‏ وهكذا، فإن العلاقات بين المحتلين ‏الإمبرياليين الأمريكيين وحركة طالبان ‏تنتقل من المواجهة العسكرية إلى التواطؤ ‏السياسي ومن الممكن أن ينتهي شرط ‏الانتقال هذا بتوقيع اتفاقية بينهما. يمكن أن ‏يؤدي هذا الوضع إلى حالة انتقال من ‏المواجهة العسكرية بين طالبان والنظام ‏العميل إلى حالة المواجهة -التواطؤ‎. ‎ومع ‏ذلك، لا يمكن التنبؤ في الوقت الحالي إلى ‏متى سيستمر هذا الوضع الانتقالي وما هي ‏طبيعة الصعوبات التي قد تواجهها‎.‎
ومن ثم، في تحليلنا لتعقيدات الوضع ‏المتغير، يجب علينا أن نعتبر طالبان قوة ‏مقاومة مسلحة رجعيّة سقطت على طريق ‏الاستسلام للمحتلين الإمبرياليين والنظام ‏العميل، الذي حصل بالفعل على تنازلات ‏وسيتلقاها، ولا تعتبر قوة مقاومة رجعية ‏ملتزمة‎.
‏ إن حرب طالبان الحالية تهدف فقط إلى ‏زيادة مكاسبها على طريق الاستسلام مع ‏المحتلين واعوانهم، وليست حرب مقاومة ‏رجعية ملتزمة ضدهم‎.‎
شعلة جاويد، الافتتاحية، عدد 21، سبتمبر 2019
------------------------------------------------------------------------

الحزب الشيوعي الإيراني‎ ‎‏(الماركسي اللينيني الماوي)‏
سقط في الطريق الضالّة لـ "ما بعد الماركسية اللينينية الماوية"‏

مقدّمـــة‎
‎ ‎وثيقة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ‏الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي) ‏‏{نشير إليه لاحقا بـ الحشإ (ملم)} التي تم ‏نشرها تحت عنوان "دعوة لجميع ‏الشيوعيين الإيرانيين: طريقان إلى ‏الشيوعية"، هي نسخة إيرانية من ما بعد ‏الماركسية اللينينية الماوية للبيان الجديد ‏ودستور الحزب الشيوعي الثوري ‏الأمريكي {نختصره لاحقا بـ(ح ش ث – ‏الو الم الأ)‏‎ ‎‏} ويحمل كلّ ميزة أساسية من ‏هذا الخط نفسه. ومع ذلك، وفي نقاط ‏معينة، تتحدث هذه الوثيقة بشكل أكثر ‏صراحة ووضوحًا من الدستور الجديد للح ‏الش الث-الو الم الأ، وأحيانًا تتحدث ‏بطريقة أكثر اختلاطا من ذلك الدستور‎.‎
‏ الوثيقة الإيرانية هي بالأساس موضوع ‏عالمي، وبالتالي يجب تقديمها للمناقشة ‏على مستوى الحركة الشيوعية العالميّة ‏بدلاً من توجيه الدعوة إلى جميع ‏الشيوعيين الإيرانيين‎.‎
‏ لسنوات عديدة كان‎ ‎حشإ (ملم)‏‎ ‎أحد ‏الأعضاء المهمين في الحركة الأممية ‏الثورية وقد لعب ممثلوه دورًا رئيسيّا إلى ‏جانب ممثلين عن بعض الأحزاب الأخرى ‏في اللجنة القيادية لهذه الحركة.‏‎ ‎وبالتالي ‏كان من الضروري أن يقوم‎ ‎حشإ (ملم) ‏بجلب مناقشته في وثيقته الجديدة أولاً مع ‏الأطراف المتّصلة بالحركة الأممية ‏الثوريّة، بما في ذلك حزبنا (الحزب ‏الشيوعي الأفغاني - الماوي) كوثيقة ‏داخلية بدلاً من توجيه الدعوة إلى كلّ ‏الشيوعيين الإيرانيين -إنّه عمل غير ‏مسبوق‎.‎
يعرض نص الوثيقة من يعني بهم حشإ ‏‏(ملم)‏‎ ‎كل "الشيوعيين الإيرانيين". إنهم ‏بقايا مختلفة من مجموعات حرب ‏العصابات الفدائية، والمجموعات العمالية ‏الشيوعية، وأنواع مختلفة من الجماعات ‏الموالية لروسيا والصين، والجماعات ‏الخوجيّة مثل كوماله ورانجباران وتوفان ‏وغيرهم ممّن أعلنوا عن أنفسهم ‏الشيوعيين الإيرانيين‎.‎
أوّلا: بالنظر إلى أن اللجنة المركزية ‏للحشإ (ملم)‏‎ ‎تدعو جميع الشيوعيين في ‏إيران فيما يتعلق بموضوع عالمي، فإن ‏المجموعة تدعو جميع الشيوعيين في ‏العالم إلى نشر بيان الحزب الشيوعي ‏الثوري-ومأ على صعيد عالميّ. لا يمكن ‏لمثل هذا النهج أن يكون له أي معنى ‏باستثناء تفصيل هذا البيان دون قيد أو ‏شرط دون أي تعديل أو ملاحظات تضاف ‏إليه‎.‎
ثانياً: إن هذا التفكيك الإيديولوجي ‏والسياسي والتنظيمي الإيراني الموجه نحو ‏الحركة الأممية الثورية وكل أعضائها، بما ‏في ذلك حزبنا، هو خطوة تنازليّة لتدمير ‏الجسم الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي ‏لهذه الحركة بالكامل. ولهذا السبب فإنّ ‏الوثيقة تعتبر‎ ‎الحشإ (ملم)‏‎ ‎المنتمي إلى‎ ‎الحركة الأممية الثورية‎ ‎وإلى الحركة‎ ‎الماركسة اللينينية الماوية‎ ‎عامة باعتبارها ‏عاملا تاريخيا، قائلة‎:‎
‏ ‏‎"‎تاريخيًا ... كان هذا الحزب ينتمي إلى ‏الحركة الماركسية اللينينية الماوية، في ‏الواقع، إلى الحركة الأممية الثوريّة..."‏
ثالثاً: على الرغم من كل الادعاءات ‏الأممية للوثيقة، فإن تركيزها ليس على ‏تعزيز الحركة الشيوعية العالميّة أو ‏الحركة الشيوعية الإقليميّة.‏‎ ‎بل إنها تتطلع ‏إلى أن تصبح حامل راية الشيوعية ‏الإيرانية في ما يسمّى "الموجة الثانية من ‏الثورة البروليتارية‎"‎‏. هذا هو سبب دعوتها ‏تلك الجماعات قائلة: "هذه فرصة تاريخية ‏للشيوعيين في إيران ليصبحوا حاملي راية ‏الموجة الثانية من الثورة البروليتارية من ‏خلال الاعتماد على الظروف الموضوعية ‏المناسبة".‏
‏ تبدو النزعة القومية الإيرانية الضيقة ‏واضحة في هذه الوثيقة. وهذا هو أحد ‏الأسباب الذي جعلها تتجاهل تمامًا، مثل ‏بعض الأعضاء الآخرين في الحركة ‏الأممية الثورية، الحزب الشيوعي الأفغاني ‏‏(الماوي)، بل تجعل قوس قزح من ‏الشيوعيين الإيرانيين المزيّفين من الصين ‏وروسيا و‎ ‎أنور خوجا حتى "العمال ‏الشيوعيين" لتتحدّث إليهم.‏‎ ‎هذا الاختزال ‏الإيراني له جانب آخر أيضًا. لسوء الحظ، ‏كانت القوى الرئيسية للحركة الشيوعية ‏الإيرانية في الماضي ولا تزال هي ‏الفدائيون التودهيون (المؤيدون للسوفييت)، ‏‏(في الأصل كانوا غيفاريين، ولكن لاحقا ‏أصبحوا إصلاحيين مؤيدين للسوفييت) ‏وخطوط أخرى بدلاً من الماويين‎.‎
‏ على عكس ما يمكن رؤيته في ‏أفغانستان أو في تركيا أو في الهند، فإن ‏الخط الماوي في إيران ليس الخط ‏الرئيسي في الطيف الملوّن للشيوعية في ‏إيران. ونظرًا لحدوده الخاصّة التاريخية ‏والاجتماعية وضعفه، يتم تجاهله ‏باستمرار من قبل مجموعات‎ ‎الفدائيين‎ ‎المختلفة ومؤخرًا من قبل العمّال ‏الشيوعيين‎.‎‏ والوثيقة الأخيرة للجنة ‏المركزية للحشإ (ملم)‏‎ ‎هي شكل من أشكال ‏التنازل تجاه هذا الطيف الضيّق. وقد بدأ ‏هذا التنازل منذ الجلسة الثالثة للجنة ‏المركزية لهذا الحزب في عام 2006 ‏والذي تم تقديمه في وثيقة بعنوان "إعادة ‏بناء الحركة الشيوعية" وأصبح الآن أكثر ‏تأصيلا نظريّا.‏‎ ‎وكنّا قد قلنا لهم خلال ‏مناقشة داخلية في إطار الحركة أنّ الإطار ‏المعروض في تلك الوثيقة سيؤدي بالنضال ‏الأيديولوجي ضد الشيوعيين المزيّفين في ‏إيران إلى طريق مسدودة.‏
‎ ‎إن تنازل الحشإ (ملم)‏‎ ‎في هذه الوثيقة ‏تجاه الشيوعيين الإيرانيين المزيّفين سوف ‏يضلّل كلّ ما يسمى بالحركة الشيوعية في ‏إيران أكثر من ذي قبل وسيتسبب بوضوح ‏في تدمير قصير أو متوسط المدى، أو ‏أكثر من ذلك مزيد من الفقر والضعف لدى ‏الماويين الإيرانيين‎.‎
‏ يمكن مناقشة المسائل الواردة في "دعوة ‏لجميع الشيوعيين الإيرانيين: طريقان ‏للشيوعية" من زوايا مختلفة.‏‎ ‎ولكن في ‏المقالة الحالية، سنقصر مناقشتنا على ‏مسألتين تحتويان في رأينا على الخطّ ما ‏بعد الماركسي اللينيني الماوي الموجود في ‏هذه الوثيقة. إحداهما هي النفي العام ‏لنظرية وإطار الماركسية واللينينية ‏والماوية، والأخرى هي الاعتراف المطلق ‏بالدّور الذي تلعبه النظرية. بالإضافة إلى ‏ذلك، وفي قسم بعنوان ما يجب القيام به، ‏نقدّم الإطار العام لمسودّة مشروع ردّ ‏الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) على ‏المسائل النظرية والعملية للحركة ‏الشيوعية العالمية والحركة الأمميّة‎ ‎الثوريّة ‏على وجه الخصوص‎.‎
النفي التّام للنظرية الماركسية اللينينية ‏الماوية وإطــارها
‏ أنتجت الجلسة الكاملة الرابعة للحزب ‏الشيوعي الأفغاني (الماوي)‏‎ ‎وثيقة نُشرت ‏تحت عنوان "موقفنا فيما يتعلق بالبيان ‏الجديد والدستور الجديد للحزب الشيوعي ‏الثوري بالولايات المتحدة الأمريكية".‏‎ ‎لقد ‏أشرنا إلى أنه بسبب إطاره الاستراتيجي، ‏فإنه خط ما بعد الماركسي اللينيني ‏الماوي.‏‎ ‎وفي سياق ترك إطار الماركسية ‏واللينينية والماوية، فإنه يقدم إطارًا جديدًا ‏للتفكير الإيديولوجي والسياسي من خلال ‏‏"الخلاصة الجديدة" لبوب أفاكيان‏‎.‎
‏ تعبّر اللجنة المركزية للحشإ (ملم)‏‎ ‎عن ‏هذا الخروج الاستراتيجي من إطار ‏الماركسية اللينينية الماوية بشكل أكثر ‏صراحة من ح ش ث – الو الم ‏الأ. ‏‎ ‎لنستعرض نصّ هذا المستند‎:‎
‎"‎وصلت الموجة الأولى من الثورة ‏البروليتارية إلى نهايتها الموضوعية. ‏الموجة التي انطلقت بنشر البيان الشيوعي ‏من قبل ماركس وإنجلز وتطورت من ‏خلال نقاط قطيعة مهمة مثل كومونة ‏باريس وثورة أكتوبر والثورة الصينية ‏وخاصة الثورة الثقافية في الصين، وأخيرًا ‏انتهت بخسارة الصين الاشتراكية".‏
‏"ومن هنا جاءت الأزمة الحالية نتيجة ‏الهزيمة الكبرى التي منيت بها الحركة ‏الشيوعية بفقدان سلطة الدولة البروليتارية ‏في الاتحاد السوفياتي أوّلا ثم لاحقا في ‏الصين بعد وفاة ماو عام 1976. وتفاقمت ‏أزمة الحركة الشيوعية بعد سقوط الكتلة ‏الشرقية ومواصلة البرجوازيّة لاحقا ‏لهجومها المناهض للشيوعية على ‏المستوى العالمي. هذه الأزمة في حد ذاتها ‏هي علامة أكيدة على نهاية حقبة وبداية ‏عهد آخر‎ ".‎
‏"...ترجع الدّورة الأولى من الحركة إلى ‏الإطار النظري الذي قدّمه ماركس والذي ‏طوّره لينين وماو. ويحتاج العهد الجديد ‏إلى إطار جديد قائم على تلخيص نقدي ‏للفترة المنقضية. وهذا العصر الجديد الذي ‏نواجهه ليس تكرارًا للجولة السابقة، ‏وبالتالي لا يمكن أن يستند إلى أسس ‏الماضي".‏
‏ لماذا نعتبر الإطار الاستراتيجي للبيان ‏الجديد ودستور ح ش ث – الو الم الأ هو ‏ما بعد الماركسية اللينينية الماوية ؟ هذا ‏لأننا نعتقد أن هذا الخط يفترض خلاصة ‏بوب أفاكيان باعتبارها منطلقا نظريًا ‏جديدًا لإطار وأصل وأساس الماركسية ‏اللينينية الماوية وتحاول تصميم إطار جديد ‏وأصل وأساس لنظرية غير النظرية ‏الماركسية اللينينية الماوية‎.‎‏ وبعبارة ‏أخرى، لا تسعى هذه الاستراتيجيا الجديدة ‏إلى الاعتماد على الإطار النظري الذي ‏قدمه ماركس وتم تطويره من قبل لينين ‏وماو. إنّها لا تبحث عن مزيد من التطوير ‏بل يقوم‎ ‎أفاكيان‎ ‎بنفي هذا الإطار بأكمله ‏ويريد بناء إطار جديد‎.‎
‏ هذه الاستراتيجيا صريحة وواضحة في ‏بيان اللجنة المركزية للحشإ (ملم).‏‎ ‎دعونا ‏نلقي نظرة عليه مرة أخرى لنراه ‏بوضوح‎:‎
‏"يرجع تطور الجولة الأولى للحركة إلى ‏الإطار الذي قدّمه ماركس ثم الذي قام ‏لينين وماو بتطويره. ويحتاج العهد الجديد ‏إلى إطار جديد قائم على نقد الفترة ‏الماضية. فالمواجهة في العهد الجديد الذي ‏نحن فيه ليست تكرارًا للجولة السابقة ‏وبالتالي لا يمكن أن تستند إلى الأسس ‏السابقة‎ ‎‏".‏
‏ جدول الأعمال هنا هو القضاء التام ‏على الإطار النظري للماركسية اللينينية ‏الماوية واستبداله بإطار تم بناؤه حديثًا. ‏بعبارات أخرى، لا يهدف فقط إلى القضاء ‏على الماوية والثورة الصينية والثورة ‏الثقافية الصينية بالإضافة إلى القضاء على ‏اللينينية والثورة السوفيتية، ولكن أيضًا ‏مهاجمة الماركسية، وهو أمر لم يتجرّأ ‏حتى منصور حكمت والعمال الشيوعيين ‏تجرأوا على تنفيذه.‏
دعونا ننتقل إلى هذا مرة أخرى‎:‎
أوّلاً، وقبل كل شيء، إن فكرة احتساب ‏الفترات الزمنية لماركس ولينين وماو ‏كموجة ثورية واحدة (الموجة البروليتارية ‏الأولى) هي تصور غير صحيح وغير ‏مبدئي‎.‎
‏ كانت الرأسمالية والصراع الطبقي في ‏هذا النظام هما السبب الموضوعي لتكوين ‏الماركسيّة. في زمن ماركس، كانت ‏الرأسمالية تتمثل في المنافسة التجارية ‏الحرة. ثمّ تطوّرت الرأسمالية إلى مستوى ‏الإمبريالية والصراع الطبقي الناتج عنها، ‏وهو ما جعل الأسس الماركسيّة تتحوّل ‏إلى الماركسية اللينينيّة. ثمّ‎ ‎إنّ توسع ‏الثورة البروليتارية إلى البلدان المضطهَدة ‏من قبل الإمبريالية، وأكثر من ذلك، هزائم ‏الثورة السوفياتية والمعركة ضد عودة ‏الرأسمالية في الصين الثورية، قد هيّأت ‏الأرضيّة لمزيد من التطور للماركسية ‏اللينينية إلى الماركسية اللينينية الماوية‎.‎
‏ حتى الآن كانت هناك ثلاث مراحل من ‏التطور في الشيوعية العلمية:‏
‏ 1- الماركسية،
‏ 2- الماركسية اللينينية،
‏ 3- الماركسية اللينينية الماوية‎.‎
‏ وتمثّلت النقاط الرئيسية الأربعة للثورة ‏البروليتارية في عهد ماركس ولينين وماو ‏في: كومونة باريس (1871)، ثورة ‏أكتوبر (1917)، الثورة الصينية ‏‏(1949) والثورة الثقافية الصينية ‏‏(منتصف الستينيات). لقد مرت 46 عامًا ‏بين الكومونة وثورة أكتوبر، و32 عاما ‏بين ثورة أكتوبر والثورة الصينيّة، وما ‏يقرب من عقد ونصف بين الثورة الصينية ‏والثورة الثقافية في الصين، لذلك لا يوجد ‏أساس موضوعي للاعتقاد بأن عهد ‏ماركس وعهد لينين وعهد ماو مثّلت موجة ‏ثورية واحدة (الموجة الأولى للثورة ‏البروليتاريّة).‏
وثانياً، لم تبدأ موجة الثورات البروليتارية ‏في نفس وقت ماركس عندما تم نشر ‏البيان الشيوعي، ولم تنتهِ لا بشكل ‏موضوعي ولا على مستوى نظري أو ‏على المستوى الذاتي‎.‎
‏ على الرغم من التغييرات الكبرى التي ‏حدثت، لا يزال النظام الاجتماعي –‏الاقتصادي الذي مثّل الإطار النظري الذي ‏أسسه ماركس وطوّره لينين وماو، أي ‏النظام الرأسمالي -لا يزال أساسه سليما. ‏وبغضّ النظر عن التغييرات التي مرت ‏بها، كطبقة بالأساس، تحتاج الطبقة ‏العاملة لتصبح طبقة لذاتها. لا تزال ‏الرأسمالية الإمبريالية موجودة، وما زلنا ‏نواجه النظام ما بعد الرأسمالي، أو ما ‏يمكن أن يطلق عليه ما بعد الإمبريالية، ‏وهو مرحلة داخل النظام الرأسمالي‎.‎
‏ وعلى الرغم من أن موجات الثورة ‏البروليتارية منذ عهد ماركس إلى هزيمة ‏الثورة في الصين قد تضاءلت، إلا أنها لم ‏تنته تمامًا‎.‎‏ ففي السبعينيات، استمرت ‏الحركة الشعبية المسلحة لناكسالباري في ‏الهند، والصراعات المسلحة للشيوعيين ‏في الفلبين وتركيا، وفي أوائل الثمانينيات ‏حرب الشعب في بيرو وفي التسعينيات ‏حرب الشعب في نيبال. على الرغم من ‏عيوبها، تمكّنت كل واحدة من خلق سلطة ‏سياسية ثورية بروليتارية في مناطق ‏واسعة من بلدها على مستويات مختلفة من ‏التنمية. كل من هذه النضالات تحت قيادة ‏الماركسية اللينينية الماوية أثرت بشكل ‏ملحوظ على حياة وأفكار الجماهير ‏الشعبيّة، وكذلك على ثوار العالم وأعدائهم، ‏وإن كانت التصورات المستغربة (نسبة ‏إلى الغرب) تقلّل من أهميتها مقارنة مع ‏كومونة باريس‎.‎
‏ تتوسع حرب الشعب في الهند على ‏الرغم من التقلبات في نظريتها ‏وممارستها. وفي الفلبين أيضا، لا يزال ‏الكفاح المسلح للشيوعيين مستمرّا. ليكن‎! ‎‏ ‏في الوقت الذي لا يكون فيه من المحتمل ‏التوسع والتقدّم السريع والواسع النطاق ‏للنضال الثوري في جميع أنحاء العالم، ‏فإنّ وجود هذه النضالات وبقاءها هما ‏ضروريّان للغاية‎.‎
‏ بدلاً من دعم هذه النضالات والدّعاية ‏لها، فإن هذه الوثيقة تقوضها.‏‎ ‎هذا ‏التقويض هو في الأساس محاولة غير ‏مباشرة للقضاء على هذه النضالات ‏المقاومة، وبدلاً من ذلك تريد من الجميع ‏أن يجلسوا ويشاهدوا التلفيق المذهل لهذا ‏الإطار النظري الجديد. هذا في حد ذاته ‏محور مدمّر للغاية وشل سلمي للشيوعيين ‏في جميع البلدان، وخاصة الشيوعيين في ‏إيران والبلدان المجاورة لها، بما في ذلك ‏الشيوعيين الأفغان، ويجب محاربته بقوة ‏حتى النهاية‎.‎
‏ إذا ركّزنا على الأوقات بين النقاط ‏الثورية الحيوية في التاريخ، يمكننا ‏الحصول على هذه الصّورة:‏
‏ بين كومونة باريس وثورة أكتوبر، ‏مرّت 46 سنة، ولكن بين هزيمة الثورة ‏الصينية في عام 1976 وبداية حرب ‏الشعب في بيرو مرّت أربع سنوات فقط، ‏على الرغم من عدم وجود فجوة بين بداية ‏حرب الشعب في بيرو والفلبين والقفزة ‏الهائلة في ناكسالباري في الهند التي لا ‏تزال تتقدم. في عام 1996 عندما بدأت ‏حرب الشعب في نيبال، كانت حرب ‏الشعب في بيرو لا تزال مستمرة على ‏مستوى طويل على الرغم من تراجعها ‏الخطير. مرّت أربع سنوات فقط على ‏الهزيمة النهائية - أو المرحلة النهائية ‏التقريبية للنصر في نيبال؛ وخلال نفس ‏الفترة الزمنية توسعت حرب الشعب في ‏الهند. الآن، أين ترون النهاية الكاملة ‏لموجة الثورة البروليتارية ؟
‏ الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي، ‏والآن من بعده الحزب الشيوعي الإيراني ‏‏(الماركسي اللينيني الماوي)، يؤدّيان واجبا ‏غير صريح للحركة الشيوعية الحقيقية ‏‏(الماركسية اللينينية الماوية) من أجل -في ‏أذهانهم- فرض ما يسمى بمسودات جديدة ‏تحت تسميات مثل الخلاصة الجديدة أو ‏الإطار النظري الجديد.‏‎ ‎لكن أولئك الذين ‏يريدون سد بئر مياه الشرب بالحجارة ‏والطين هم الذين سيموتون أولاً من ‏العطش.‏‎ ‎سيتبين هذا قريبا. ولا يمكن ‏لأفاكيان وضع علامات موحلة على قبور ‏ماركس ولينين وماو من أجل تحصيل ‏سمعة لنفسه تحت عنوان ماركس الموجة ‏الجديدة للشيوعية الثورية‎.‎
‏ بطبيعة الحال، فإن الإطار النظري ‏للماركسية اللينينية الماوية بحاجة إلى ‏استكشاف وتطوير أكثر فأكثر.‏‎ ‎لكن علينا ‏تحديد ما نريده من هذا الإطار النظري. ‏هذا الإطار النظري ليس تجميعا لعدد من ‏الأعمال والملخّصات النظرية لممارسة ‏ماركس ولينين وماوتسي تونغ، ولا يمكن ‏أن يكون شيئا من هذا القبيل. بالإضافة ‏إلى ذلك، علينا أن نكون مدركين أن ‏الماركسية واللينينية والماوية هي كلّ ‏عضوي وأنّ كلّ مستوى من تطوره لا ‏يمكن أن يعبّر فقط إلاّ عن معناه العام ‏ومحتواه الحقيقي. بعبارة أخرى، إن ‏ماركسية زمن ماركس ليست نفس الشيء ‏مثل ماركسية عصر لينين، وهناك فرق ‏نوعي بين الاثنين. في خطوتها الأولى ‏وبشكل عام، تمثّل اللينينية استمرارا ‏للماركسية، ولكن ليس بشكل أساسي.‏
على سبيل المثال، كان ظهور نظرية ‏الإمبريالية من قبل لينين وسيلة لمكاسب ‏علمية إضافيّة ولثورة أيديولوجية ‏بروليتارية فيما يتعلق بمزيد تطور ‏الرأسمالية في مرحلة الإمبريالية. وأيضًا، ‏وبسبب حدوث نمو غير متكافئ ‏للإمبريالية الرّأسماليّة وبسبب ظهور نقاط ‏ضعيفة في العالم الإمبريالي، فإن نظرية ‏وجود ثورات متزامنة في العديد من الدول ‏الرأسمالية المتقدمة لا تتناسب مع ‏الإطار النظري الماركسي اللينيني‎.‎
‏ وبنفس الطريقة يمكننا أن نرى اختلافًا ‏نوعيًا بين الماركسية اللينينية في العصر ‏بدون الماوية مع الماركسية اللينينية ‏الماوية‎.‎‏ في الماركسية اللينينية، كانت ‏قوانين نفي النفي وتطوّر الكمي إلى ‏النوعي قوانين جدلية المادية الديالكتيكية‎.‎‏ ‏وقد حكم ماوتسي تونغ أن قانون نفي النفي ‏غير مقبول، وكشف أيضًا أن قانون ‏التغيير الكمي إلى النوعي هو سمة من ‏سمات قوانين الديالكتيك وليس قانونا ‏منفصلا. وهكذا استنتج أن التناقض هو ‏القانون الأساسي للمادية الديالكتيكية. هذا ‏هو السبب في أن المادية الجدلية ‏للماركسية واللينينية والماوية ليس لديها ‏ثلاثة قوانين أساسية وليس هناك اتجاه ‏ثلاثي الأقطاب فيها. في الواقع، للمادية ‏الجدليّة قانون أساسي واحد فقط‎.‎
فيما يتعلق بتطور هذا الإطار، المرتبط ‏بماوتسي تونغ، وبناءً على ملخّص الحزب ‏الشيوعي الصيني خلال الثورة الثقافية في ‏المؤتمر التاسع للحزب سنة 1969، فقد ‏تمّ اتّخاذ اسم الماركسية اللينينية فكر ‏ماوتسي تونغ.‏‎ ‎فيما يتعلق بمساهمات ماو ‏في علم وأيديولوجيا الثورة البروليتارية، ‏احتوى المؤتمر التاسع أيضًا على جزء ‏من اللينبياويّة (عصر تدهور الإمبريالية) ‏الذي تم التخلّي عنه لاحقًا خلال المؤتمر ‏العاشر للحزب‎.‎
‏ بدأ جمع مساهمات ماو تسي تونغ في ‏علم وأيديولوجيا الثورة البروليتارية تحت ‏عنوان الماوية في عمل الحزب الشيوعي ‏في البيرو عام 1980، والذي تم تبنيه في ‏السنوات الموالية من قبل أحزاب ‏ومنظمات أخرى. وقد استغرق هذا المسار ‏ما يقرب من أربعة عشر عامًا حتى ‏صادقت عليه الحركة الأممية الثورية في ‏نهاية سنة 1993. وقد أثبتت المقارنة ‏العامّة بين فكر ماوتسي تونغ والماوية، ‏المرتكزة على القرارات التي تم جمعها في ‏المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني ‏والتجمع الكبير للحركة الأممية الثورية ‏سنة 1993 بعنوان "تحيا الماركسية ‏اللينينية الماوية"، عن اختلافات نوعية ‏بينهما والتقدم الكبير للأخيرة (الماويّة) ‏على حساب الأولى (فكر ماوتسي تونغ).‏
‏ لقد عبّرنا (أعضاء الحركة الأممية ‏الثورية) عن هدفنا بشكل عام في القرار ‏الذي أطلق عليه عنوان "تحيا الماركسية ‏اللينينية الماوية." أمّا نقد اللجنة المركزية ‏للحشإ (ملم)‏‎ ‎فيما يتعلق بالإطار النظري ‏للماركسية اللينينية الماوية هو خروج عن ‏الإطار النظري لهذا القرار‎.‎
‏ عندما نأخذ في الاعتبار بشكل ملموس ‏‏"الماوية"، فإنها لا تحتوي على عصر ‏زوال الإمبريالية، لمّا تولّت اللينبياوية ‏المسؤولية قبل وفاة الزعيم، أو المواجهة ‏شبه الشوفينية التي قام بها هانز بشأن ‏مسألة تقرير مصير القوميات الصينية في ‏التي اتخذها الحزب الشيوعي الصيني ‏والدولة في زمن ماو تسي تونغ‎.‎
‏ بما أنّ الأطراف المقصودة من وثيقة ‏اللجنة المركزية للحشإ (ملم) هم ‏الشيوعيون والذين يطلق عليهم ‏الشيوعيون الإيرانيون متعددو الألوان ‏وليس الأعضاء والأحزاب المرتبطة ‏بالحركة الأممية الثورية وشركائها داخل ‏النظرية في إطار قرار تحيا الماركسية ‏اللينينية الماوية، فإنّه يتنزّل في إطار ما ‏يسمّى "الماوية الحقيقية". هذا النوع من ‏النهج، سواء كان عن قصد أو كانت له ‏أجندة خفية، يحاول تشويه الماوية ويعطي ‏أيضًا درعًا للمعادين لها‎.‎
‏ تقول وثيقة الحشإ (ملم)‏‎ ‎في جزء آخر ‏منها: ‏
‏ ‏‎"‎إن النقائص والأخطاء الحقيقية في ‏نظريات ومنهجيات القادة الشيوعيين من ‏ماركس إلى ماو لم تكن سبب فشل ‏المحاولات الأولى للثورات الشيوعية في ‏مواجهة القوة البرجوازية واسعة الانتشار ‏على المستوى العالمي، لكن هذه الأخطاء ‏تصرّفت كعوامل مساعدة".‏
يبدو أنّ الحشإ (ملم)‏‎ ‎في هذه القطعة‎ ‎قد ‏سقط في هوّة. لمَ لا تتم صياغة النص ‏أعلاه كما يلي؟
‏ "إنّ النّقائص والأخطاء الحقيقية في ‏نظريات ومنهجيات القادة الشيوعيين من ‏ماركس إلى ماو لم تكن السبب [الأساسي] ‏لفشل المحاولات الأولى للثورات الشيوعية ‏في مواجهة القوة البرجوازية واسعة ‏الانتشار على المستوى العالمي، لكنها ‏تصرفت كعامل مساعد [وبالتالي يتم ‏اعتبارهم أحد العناصر غير الأساسية لهذه ‏الهزائم]‏‎ ‎‏".‏
‏ لقد بدأت الموجات المستمرّة للشيوعية ‏الثورية من زمن ماركس واستمرت خلال ‏زمن لينين وماو، وبعد ذلك تواصلت على ‏المستوى النظري، مما يعني أن الإطار ‏النظري للماركسية-اللينينية-الماوية منتج ‏بشكل أساسي ويجب أن يبقى في متناول ‏اليد بقوة. ولكنّه يبقى في نفس الوقت في ‏حاجة إلى مزيد من التطوير.‏
ثالثاً، الأزمة، كأي ظاهرة أخرى، نسبية ‏ومشروطة. بالتّأكيد، ودون أدنى شكّ، ‏وقعت الحركة الشيوعية العالميّة الآن في ‏أزمة عميقة واسعة النطاق على عكس ‏المرحلة التي كانت تسود فيها الاشتراكية ‏في الاتحاد السوفياتي وجمهورية الصين ‏الشعبية. وكان تشكيل الحركة الأممية ‏الثورية وصراعها صعودا وهبوطا خلال ‏السنوات الخمس والعشرين الماضية ‏محاولة من قبل القوى الماركسية اللينينية ‏الماوية في العالم للردّ على الأزمة التي ‏مرّت بها الحركة الشيوعية العالمية بعد ‏هزيمة الثورة الصينية. ثمّ دخلت هذه ‏الحركة في حالة سيئة بعد ركود النضال ‏في البيرو، لكن ذروة النضال في نيبال ‏أعطتها موجة عالية أخرى. لسوء الحظ، ‏وعلى العكس من ذلك، فإن ظهور ما بعد ‏الماركسية اللينينية الماوية الأمريكية، ثمّ ‏لعب الأدوار الإيرانية الآن قد وضعا ‏نضال الحركة الأممية الثورية في حالة ‏انهيار أعمق وأوسع من أي وقت مضى. ‏إنّ النجاح في مكافحة الأزمة الحالية أمر ‏مستحيل من دون خوض صراع مبدئي ‏وصريح وتقدّمي ضدّ هذا الانحراف الذي ‏يسيطر على‎ ‎الحركة الأممية الثورية‎ ‎حاليًا.‏
‏ ومع ذلك، فإنّ وجود الأزمة داخل ‏الحركة الشيوعية العالمية يمثّل مشكلة ‏واضحة ومحددة على عكس حقبة الصين ‏الثورية. لكن هذه الأزمة لا يمكن - ولا ‏يجب أن تُعدّ - على أنها نهاية محددة ‏لموجة الثورات البروليتارية التي انطلقت ‏في زمن ماركس ثم لينين وماو وتواصلت ‏بعد ذلك. إنّ موجات الثورة موجودة، ‏واعتبارها منتهية يجلب القول المأثور عن ‏أولئك الذين يحزنون على موت المرء قبل ‏وفاته. أساسا، إنّ الأزمة في أيّ ظاهرة لا ‏تعني نهايتها. بدلا من ذلك، فهي تحمل ‏إمكانية تدميرها. على سبيل المثال، لا ‏يجب تحليل الأزمة المنتشرة داخل ‏الإمبريالية الرّأسمالية العالمية من خلال ‏منطق غير مؤكد‎.‎
إذا أخذنا الوضع الحالي للحركة الأممية ‏الثورية، يمكننا أن نرى أنها في أزمة ‏عميقة على عكس حقبة الحرب الشعبية ‏في البيرو والنيبال. ولكن لا يجب تفسير ‏هذه الأزمة على أنها نهاية بلا رجعة لعمل ‏هذه الحركة. ومع ذلك، هناك العديد من ‏الجولات والوسائل لإعادة بناء هذه ‏الحركة وتفعيلها مرّة أخرى، وبالطبع ‏يجب أن تكون من خلال الاعتماد على ‏جملة من المبادئ لمواجهة أوجه القصور ‏والضعف والانحرافات. ويشعر حزبنا، ‏إلى جانب الجماعات الأخرى الوفية لخط‎ ‎الحركة الأممية الثورية، بأنه ملزم ‏بالنضال من أجل هذه القضية‎.‎
‏ إنّ راية ما بعد الماركسية اللينينية ‏الماوية التي رفعها الحزب الشيوعي ‏الثوري (للولايات المتحدة) الأمريكية ‏واللجنة المركزية للحزب الشيوعي ‏الإيراني (الماركسي اللينيني الماوي) هي ‏الشكل الأعمق والأكثر انتشارًا للنشاط ‏المنحرف الذي لم تظهره الحركة الأممية ‏الثورية سابقا في أبعادها النظرية. وهذا ‏السلوك الانحرافي هو أكثر خطورة بكثير ‏من السلوك الذي حدث في النيبال أو في ‏البيرو سابقا. هذا هو السبب الذي يجعلنا ‏نعتقد أنّ النضال الحالي والأكثر حيوية، ‏في إطار النضال ضد الانحرافات التي ‏تحدث في صفوف المجموعات المرتبطة ‏بـالحركة الأممية الثوريّة، هو الصّراع ‏ضد هذا الذي يسمّى ما بعد الماركسية ‏اللينينية الماوية‎.‎
رابعاً، النقطة الرئيسية في حجتنا ضد خط ‏الدستور الجديد وخط بيان الحزب ‏الشيوعي الثوري الأمريكي، والآن الخط ‏الذي تم طرحه في اللجنة المركزية للحشإ ‏‏(ملم)‏‎ ‎هو وضعهم لإطار نظري جديد وهو ‏خارج عن الإطار النظري للماركسية ‏اللينينية الماوية والإنكار التام لأساسها ‏النظري الذي يشار إليه الآن تحت عنوان ‏‏"الأساس السّابق غير العملي". ‏
دعنا نأخذ مرة أخرى اقتباسًا من هذا ‏المستند‎:‎
‏"...ترجع الجولة الأولى من الحركة إلى ‏الإطار الذي قدمه ماركس وقام بتطويره ‏لينين وماو. واليوم، يحتاج العصر الجديد ‏إلى إطار جديد قائم على تلخيص نقدي ‏للماضي الذي تمّ إنجازه. هذا العصر ‏الجديد الذي نواجهه ليس تكرارًا للجولة ‏السابقة، ولا يمكن بالتالي المضي فيه قدمًا ‏بناءً على الأسس السابقة".‏
‏ هنا من الواضح أن "الإطار النظري ‏الجديد" الذي تتحدث عنه هذه الوثيقة ليس ‏تطورًا داخل الإطار النظري للماركسية ‏اللينينية، وللماوية مستوى تطوّر آخر على ‏نفس نمط التطور الذي تقدّمت فيه هذه ‏الإيديولوجيا، بل إنّه تحدٍّ مطلق وإنكار ‏لذلك تحت عناوين مثل "القاعدة السابقة" ‏و"الإطار النظري الجديد". وبناءً على هذا ‏الادّعاء، انتهى وقت الماركسية واللينينية ‏والماوية ولا يمكن استعمالها كقاعدة ‏وكأساس في "العصر الجديد". وقد تم ‏عرض هذه المسألة بطرق مختلفة في ‏أجزاء مختلفة من هذه الوثيقة‎.‎‏ دعونا نلقي ‏نظرة على تصريح مقتطف من جزء آخر ‏من الوثيقة‎:‎
‏ ‏‎"‎استنادًا إلى تلخيص نقدي للجولة ‏الأولى من الثورة الشيوعية، كل ما كان ‏غير صحيح وغير علمي ولا يتطابق مع ‏الواقع الموضوعي يجب التخلص منه؛ أمّا ‏الإنجازات الصحيحة والمفاهيم الأساسية ‏فيجب الحفاظ عليها، وكل هذا يجب أن ‏يأخذ شكله في نفس الوقت ضمن الإطار ‏الجديد منذ البداية".‏
‏ إن إنجازات وأسس الفهم الماركسي ‏اللينيني الماوي ليست مجموعة من الطوب ‏والطين تمّ جمعها من المباني القديمة ‏المدمرة، والتي بعد الضغط عليها وصبها ‏في كتلة جديدة تنتج لبنة جديدة تمامًا. إن ‏الفهم الأساسي الصحيح للماركسية اللينينية ‏الماوية هو الأساس الموثوق به والقاعدي ‏للثورة الشيوعية، وبدون الاعتماد القوي ‏على هذا الأساس والقاعدة، فإن تقدم مبدأ ‏علم الثورة البروليتارية لن يكون ممكنًا‎.‎
‏ فلننظر الآن إلى جملة أخرى من هذا ‏النص‎:‎
‏ ‏‎"‎نحتاج إلى سلاح جديد للتفكير يشرح ‏الحقائق الموضوعية للعالم المادي وطريقة ‏تغييره بشكل أكثر شمولاً وعمقًا وصوابًا. ‏لقد أعدت الممارسة العظيمة والثورية ‏لبناء الاشتراكية في القرن العشرين ‏مصدرا مرجعيًا غنيًا للقيام بذلك، وقد ‏أصبح تلخيصها نقديّا ضرورة تاريخية".‏
‏ لقد تمّ هنا طرح الحاجة إلى سلاح جديد ‏لإطار يختلف عن الماركسية اللينينية ‏الماوية بشكل واضح وصريح، على عكس ‏الحاجة إلى تطوير أسلحة التفكير الحالية. ‏كما أن الممارسة الكبرى والثورية لبناء ‏الاشتراكية في القرن العشرين تعتبر فقط ‏‏"مصدرا مرجعيّا غنيّا" في مقابل جزء ‏غير قابل للفصل من الأسلحة الشيوعية ‏الحالية التي نحن في حاجة إليها الآن. هذه ‏هي الطريقة بالضبط في "المصادر الثلاثة ‏والأقسام الثلاثة للماركسية" حيث الفلسفة ‏الألمانية والاقتصاد السياسي في إنجلترا ‏والاشتراكية الفرنسية، وهي الأسلحة ‏العقلية الحديثة الثلاثة، أي الأجزاء الثلاثة ‏التي تشكّل الماركسية وهي الفلسفة ‏والاقتصاد السياسي والاشتراكية العلمية‎.‎
تقول الوثيقة في مكان آخر‎:‎
‏ "بدون الاعتماد على الخلاصة الجديدة ‏‏- أي دون أن نضع أيدينا على الإطار ‏النظري الجديد للنظرية الشيوعية - لا ‏يمكن إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالثورة ‏في عالم اليوم وفي إيران".‏
‏ وهنا لا تجادل الوثيقة بأن الإطار ‏النظري الحالي لحل مشاكل الثورة في ‏العالم اليوم وبشكل ملموس في إيران ليس ‏كاملا بما فيه الكفاية ويحتاج إلى مزيد من ‏التطوير، ولكن بدلاً من ذلك تقول إنه ‏عديم الفائدة تمامًا‎.‎
حتى الآن، واجهنا التركيز الذّهني ‏الاستراتيجي للوثيقة. وقد أدى هذا التّركيز ‏الاستراتيجي للغاية في البيان والدستور ‏الجديد للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي ‏إلى القضاء على الماركسية واللينينية ‏والماوية من هذه الوثائق وغيرها من ‏الأعمال الخاصة بذلك الحزب. وكانت ‏الخطوة الأولى للحزب الشيوعي الإيراني ‏‏(الماركسي اللينيني الماوي) فيما يتعلق ‏بهذا التركيز هي القضاء على الصور ‏الثلاثة (ماركس ولينين وماو) من الصفحة ‏الأولى من جريدته الحقيقة ‏‏(‏Haghighat‏). ثم استبعد الماركسية ‏اللينينية الماوية من وثائقه الجديدة ونشر ‏الترجمة الفارسية لـ "بيان الحزب ‏الشيوعي الثوري الأمريكي" ومنشوراته ‏على موقعه على الإنترنت والآن نشر ‏الوثيقة التي تناقشها لجنته المركزية حاليا. ‏وما زالت عبارة الماركسية اللينينية ‏الماوية تُجرّ على طول العنوان كعنوان ‏احتياطي، وهو عنوان فقد قيمته ومعناه‎.‎‏ ‏وعاجلاً أم آجلاً، سيتم التخلص من هذه ‏العبارة الفارغة أيضًا، إذا ما لم يقف هذا ‏الحزب مرة أخرى على خط الماركسية ‏اللينينية الماوية‎.‎
‏ ولكن، وبنفس الطريقة التي خلطت بها ‏الوثائق الرئيسية للحزب الشيوعي الثوري ‏الأمريكي تركيزها الاستراتيجي الخاص ‏على ما بعد الماركسية اللينينية الماوية مع ‏أخذ درس يستند إلى المزيد من تطورات ‏الماركسية اللينينية الماوية، فعلت وثيقة ‏اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني ‏‏(الماركسي اللينيني الماوي).‏‎ ‎في ما يتعلّق ‏بوثائق الح الش الث (الو الم الأ)، فقد قلنا ‏بالفعل أنه يتم تقديم مثل هذا الدّرس من ‏أجل تهدئة الإفراط الشديد للتركيز ‏الاستراتيجي على ما بعد الماركسية ‏اللينينية الماوية ضمن هذه الوثائق. ‏وينطبق‎ ‎الأمر نفسه على بيان اللجنة ‏المركزية للحشأ (ملم). دعونا ننتبه إلى ‏الجمل التالية من هذه الوثيقة‎:‎
‏ ‏‎"‎إذا لم يقم الشيوعيون بإعادة بناء ‏فهمهم علميا على أساس تلخيص نقدي ‏للتجارب الإيجابية والسلبية للبروليتاريين ‏الثوريين السابقين وزيادة تطوير الإطار ‏النظري للماركسية ووضعه موضع ‏التطبيق، فلن يتمكنوا من قيادة الناس على ‏نطاق واسع نحو فهم مشاكل العالم وتقديم ‏حلول ثوريّة لها".‏
‏ "إنّ أوجه القصور والأخطاء الحقيقية ‏في نظريات ومنهجيات القادة الشيوعيين ‏من ماركس إلى ماو لم تكن سبب الفشل ‏في المحاولات الأولى للثورات الشيوعية ‏في مواجهة القوة البرجوازية الواسعة ‏الانتشار على المستوى العالمي، لكنها ‏قامت بدور العوامل المساعدة".‏
‏ ‏‎"‎إن الإطار النظري الذي أسسه ‏ماركس وقام لينين وماو بتطويره ليس ‏كافيا لمعالجة أزمة الحركة الشيوعية ‏الحالية وقيادة موجة أخرى من الثورة ‏الاشتراكية لتغيير العالم‎."‎‏ يمكن مقارنة ‏معنى هذه الجملة بعبارات مثل "أسلحة ‏تفكير جديدة" و"مؤسسات سابقة لا تعمل" ‏وما إلى ذلك‎.‎
‏ ‏‎"‎يغطي هذا الإطار النظري الجديد ‏النظريات العلمية الماركسية المستمرة من ‏زمن ماركس حتى ماو وينتهي معه".‏
المشكلة ليست في استمرار الماضي ‏والقطيعة معه، ولكن السؤال هو حول ‏معرفة أيهما هو أمر حتمي‎. ‎إذا أصبح ‏الاستمرار هو العامل الرئيسي، فإن ‏الإطار النظري الضروري يبقى الإطار ‏النظري الذي أسسه ماركس وطوره لينين ‏وماو وليس إطارًا نظريًا جديدًا‎.‎
‏ في أجزاء أخرى تقول الوثيقة‎:‎
‏ ‏‎"‎لقد أعطتنا العناصر التجريبية لهذا ‏التطور النظري من خلال تجربتي ‏الثورتين الاشتراكيتين السوفياتية ‏والصينية. بدون تشريح علمي لهذه ‏التجربة ومن خلال تقدم النظريات ‏الشيوعية في مختلف المستويات والجوانب ‏مثل الفلسفة والصراع الطبقي والاقتصاد ‏السياسي، لا يمكن التقدّم. التشريح العلمي ‏يعني أولاً اكتشافنا لمَ كانت تلك التجارب ‏متميزة عن ادعاءات البرجوازية العالمية. ‏ثانياً، نحتاج إلى معرفة سبب هزيمتها. ‏إلى أي درجة كانت الهزيمة مرتبطة ‏بالحدود التاريخية لأول مرحلة ‏للبروليتاريا في تغيير العالم، إلى أيّ مدى ‏كانت مرتبطة بالبرجوازية ؟ قوة ومدى ‏ارتباطها بأخطاء الشيوعيين وفهمهم ‏الخاطئ فيما يتعلق بالمجتمع الاشتراكي ‏والثورة العالمية".‏
‏"إنّ عدم استخدام هذه العناصر يشبه ‏الرغبة في إعادة اكتشاف العجلة. إنها في ‏الواقع عجلة تم اختراعها بالفعل. لا يجب ‏إخراجها من منعطف بدائي لا يمكن أن ‏يستجيب للمشاكل المعاصرة المعقدة للتمكن ‏من تنظيم حركات كبرى ضدّه".‏
‏ إنّ التّركيز الاستراتيجي لخط البيان ‏الجديد للحزب الشيوعي الثوري للولايات ‏المتحدة ودستوره ولخط اللجنة المركزية ‏للحشإ (ملم) الآن واضح بشكل جليّ في ‏‏"الخلاصة الجديدة" لهذا الخط. وهذه ‏التوليفات الجديدة مثل‎ ‎فكر غونزالو، أو ‏الطريق الجديد مثل طريق براشندا‎ ‎أو ‏إضافة‎ « ism » ‎مثل‎ ‎الأفاكيانية‎ ‎لا تمثل ‏مواصلة وتطويرا للماركسية اللينينية ‏الماوية نحو الأفضل، بل هي تمثّل قبل كلّ ‏شيء شيئا جديدا هو ما بعد الماركسية ‏اللينينية الماوية. هذا هو بالضبط السبب ‏الذي يجعلنا نعتبره خطًا يتجاوز ‏الانحراف بكثير في تباين مع ما كشفه ‏الخط الخاطئ للحزب الشيوعي في بيرو ‏المسمى فكر غونزالو وأعمق بكثير مع ما ‏سمّاه الحزب الشيوعي التحريفي في ‏النيبال (الماوي) مسار براشاندا‎.‎
‏ تمرّ مختلف الظواهر الطبيعية ‏والاجتماعية والعقلية، من حدوثها حتى ‏تحوّلها إلى ظواهر أخرى، بمراحل ‏مختلفة من التطور. ويمكن تقسيم هذه ‏المراحل المختلفة من التحوّل والتطوّر ‏بشكل عام إلى نوعين من المستويات ‏الكمية والنوعية للتحوّل والتطور. إن ‏عملية التحوّل الكمي إلى النوعي هي مثال ‏على القانون الأساسي للتطور لكل ‏ظاهرة، أي قانون التناقض. وتحتوي هذه ‏العملية على الكم والنوع وأيضا الوحدة ‏الكمية والنوعية للتناقضات. في المستوى ‏الكمي للتحوّل، على الرغم من أن ‏التحوّلات الكمية هي الجوانب الرئيسية ‏للتحوّل في الظواهر، فإنّ هناك أيضًا ‏تحوّل نوعي للأنواع أيضًا. وكذلك، في ‏المستوى النوعي للتحوّل، بالرّغم من أنّ ‏التحوّلات النوعية هي الجانب الرئيسي ‏للظاهرة المتحوّلة إلى ظاهرة أخرى، فإنّ ‏هناك أيضًا تحوّل كمّي للأنواع أيضًا‎.‎‏ هذه ‏هي الطريقة التي، بفضل مسار التحوّل ‏الكمّي، تتراكم بها التحوّلات النوعية كما ‏تتراكم أيضًا التحوّلات الكميّة في النهاية. ‏وخلال المستوى النوعي للتحوّل، تحدث ‏قفزة نوعية تغير التناقض الأساسي ‏للظاهرة وتحوّلها إلى ظاهرة جديدة‎.‎
‏ إنّ الإطار النظري الذي أسسه ماركس ‏ليس استثناءً فيما يتعلق بهذا القانون. ومنذ ‏عهد ماركس وإنجلز، مرّ هذا السلاح ‏العقلي بمستويين من التطور التدريجي هما ‏اللينينية والماوية. ليس القصد من هذا ‏التقليل من أهمية الصفات الجديدة لللينينية ‏والماوية. لكن اهتمامنا هو توضيح أنه في ‏الماركسية اللينينية، يمثّل استمرار ‏الماركسية وعمومية الماركسية اللينينية ‏جوهر التحوّل. إن القطيعة مع الماركسية ‏الأصلية ليس هو العامل الرئيسي، لكن في ‏الماركسية واللينينية والماوية، يمثّل ‏استمرار الماركسية واللينينية في الماوية ‏وعمومية الماركسية واللينينية والماوية ‏جوهر التحوّل. واللينينية المنفصلة عن ‏الماركسية ليست العامل الرئيسي. هذا هو ‏السبب في وجود المستويات المختلفة ‏للماركسيّة.‏
‏ لا يمكننا الحديث عن سلاح أيديولوجي ‏جديد بدلاً عن الماركسية وعن اللينينية ‏وعن الماوية إلاّ عندما يصل هذا السلاح ‏الأيديولوجي إلى مستوى آخر من التحوّل ‏النوعي والتطور بعد مروره بمراحله ‏الخاصة من التحوّلات الكمية. لقد انتهت ‏حياتها بعد بلوغ خلاصتها النهائية لتؤدي ‏إلى سلاح أيديولوجي آخر. بهذه الطريقة ‏فقط تجد "الخلاصة الجديدة" معناها ‏ومضمونها الأساسييْن.‏
‏ إن اختيار عناوين مثل "الخلاصة ‏الجديدة" و"السلاح الإيديولوجي الجديد" ‏و"الإطار النظري الجديد" التي قدّمها ‏الحزب الشيوعي الثوري (الو م أ) والحشإ ‏‏(ملم) تعبر تمامًا عن هذا الموضوع الذي ‏بلغت من خلاله الماركسية واللينينية ‏والماوية مرحلتها العليا من التحوّل الكمي ‏والنوعي ومن التطوّر، ومع خلاصتها ‏النهائية، فإنها تنفتح في إطار جديد وسلاح ‏أيديولوجي جديد.‏
‏ إن "الخلاصة الجديدة" لأفاكيان الذي ‏يتم تقديمها على أنها نقطة البداية لهذا ‏التطور المتغير والأساسي للفكر "لا يصل ‏حتى إلى مستوى وجودة لجعله معروفًا ‏باسم‎ «ism» ‎‏ جديد في سيرورة تطور ‏الماركسية اللينينية الماوية ليتم تقديمها ‏على أنها الماركسية-اللينينية-الماوية-‏الأفاكيانية. لذا، يجب أن ننسى أنها تمثّل ‏نقطة البداية للخلاصة العامّة النهائيّة ‏للماركسية اللينينية الماوية وبداية ‏أيديولوجيا جديدة وسلاح عقليّ جديد. من ‏الناحية العملية، فإن هذه الخلاصة ليست ‏تحديًا ولا تعكس الصراع لا على المستوى ‏العالمي ولا في المجتمع الأمريكي بحد ‏ذاته؛ هذا الخط الجماهيري السلبي غير ‏المثير لا يمكن مقارنته على الإطلاق ‏بإثارة فكر غونزالو ومسار براشاندا باث.‏
‏ لا ننوي هنا بالمرّة تشويه خلاصة ‏هؤلاء كما لو أنها لا تحتوي على أي نوع ‏من العناصر الإيجابية والديناميكية. ‏فخلاصة أفاكيان تحتوي على عناصر ‏إيجابية وديناميكية وعلى المستوى الخاص ‏بها، توضح هذه العناصر نفسها مسار ‏تطور إطار التفكير الشيوعي (الماركسي ‏اللينيني الماوي) بكل أوجه قصوره ‏وعيوبه.‏‎ ‎يجب فهم هذا المستوى من ‏التطور بشكل صحيح، ومن خلال رسم ‏حدود وقيود محدّدة له يمكن الحصول على ‏تقييم علمي صحيح له‎.‎
حول الدّور المطلق للنظرية
‏ لدينا صيغ شهيرة حول العلاقات بين ‏النظرية والتطبيق: يقول المرء أن النظرية ‏توجه الممارسة؛ ويقول الآخر أن ‏الممارسة هي مصدر النظرية والدّليل على ‏صحّتها. فقط مع وجود كل من هاتين ‏الصيغتين يمكننا أن نصبح قادرين على ‏تحديد أدوار النظرية والممارسة بشكل ‏صحيح‎.‎
‏ هناك وجهة نظر مطلقة حول النظرية ‏يمكن رؤيتها في وثيقة اللجنة المركزية ‏للحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي ‏اللينيني الماوي)‏‎. ‎‏ فلننتبه إلى الجمل التالية ‏من وثيقتهم‎:‎
‏ ‏‎"‎على عكس الفهم العام بأن النظرية ‏يجب أن تتبع الخطوات التي اتخذتها ‏الممارسة، يجب أن تتخذ النظرية خطوات ‏قبل الممارسة وتصبح دليلها. هذه هي ‏الوظيفة التي يريدها جميع الشيوعيين في ‏العالم.‏‎"‎
‏ "إن التقدم في الجولة الأولى كان بسبب ‏الإطار النظري الذي وضعه ماركس ‏أمامه، والذي تقدم أكثر على يدي لينين ‏وماو. وتتطلّب الجولة الجديدة أيضًا إطارًا ‏نظريًا جديدًا يستند إلى تلخيص نقدي ‏لنتائج ونواقص نظريات وممارسات ‏الجولة السابقة‎ ".‎
‏ يتمثّل الفهم الصحيح في أن الممارسة ‏هي المصدر قبل إنتاج النظرية، وفي أنه ‏بعد إنشاء النظرية، تكون الممارسة مرة ‏أخرى هي المعيار على صوابها أو ‏خطئها. فقط بناءً على هذا الفهم، أ يوجد ‏فهم صحيح لتلك النظرية للنظرية، أو ‏للممارسة [لممارسة]، ينتهي إلى المثالية ‏أو التجريبية‎.‎
‏ ضمن هذه الممارسة - النظرية - ‏الممارسة، تتبع النظرية الممارسة ‏والممارسة تتبع أيضًا النظرية. لا يوجد ‏موضع أول أو أخير مطلق أو سطر واحد ‏بينهما. ولكن عندما ننظر إلى دورة ‏ممارسة - نظرية - ممارسة انطلاقا من ‏القرار العام والنهائي لتلك الدورة ‏الرئيسية، فإن المادية الجدلية الصحيحة ‏تعتمد على أولوية الممارسة مقابل ‏النظرية، لكن النظرية مهمة أيضًا ‏بطريقتها الخاصة وهي تؤدي مهمة توجيه ‏الممارسة‎.‎
‏ إذا كنا نعتقد أن النظرية يجب أن تتخذ ‏دوما خطوات قبل الممارسة، فكيف يمكننا ‏إذن تحديد مصدر النظرية بشكل ملموس ‏وما الذي يمكن أن يصبح مقياسًا لخطئها ‏أو صحتها؟
‏ فعلا، الأمر هو أن تشكيل الإطار ‏النظري الشيوعي - سواء كان ذلك على ‏المستوى الماركسي أو الماركسي اللينيني ‏أو المستوى الماركسي اللينيني الماوي ‏حتى الآن وكذلك في المستقبل - هو مسار ‏متواصل، إنّه يقفز من الممارسة إلى ‏النظرية ومن النظرية إلى الممارسة وبعد ‏اجتياز كل مسار حلزوني عملي يصبح ‏أكثر تطوراً‎.‎
‏ من الواضح أن أعلى نقطة في تقدم ‏الثورة الشيوعية زمن ماركس، كومونة ‏باريس، لم تكن مدينة للإطار النظري ‏الذي وضعه ماركس مسبقا. ففي الواقع، لم ‏يكن للماركسيين دور واضح في تأسيس ‏وقيادة كومونة باريس. بدلاً من ذلك، كان ‏التقدم النظري لماركس، وعلى وجه ‏الخصوص، نظرية ديكتاتورية ‏البروليتاريا، مدينًا جدًا للممارسة الثورية ‏خلال كومونة باريس، وقام ماركس، من ‏خلال تلخيص هذه الممارسة، بتطوير ‏ديكتاتورية البروليتاريا وببنائها وبهيكلتها ‏داخل الماركسية‎.‎
‏ بنيت ثورة أكتوبر على النظرية ‏اللينينية، لكن هذه الثورة نفسها لعبت دورًا ‏حاسمًا في صعود الماركسية إلى ‏الماركسية اللينينية‎.‎‏ كذلك، كانت ثورة عام ‏‏1949 في الصين والثورة الثقافية الصينية ‏في جانب منها مدينة للبنية النظرية ‏الماوية، ومن ناحية أخرى لعبت دورها ‏الحاسم في رفع الماركسية اللينينية إلى ‏الماركسية اللينينية الماوية، وفي ضمان ‏هذا التطور‎.‎
‏ إنّ الخمول النظري للعديد من القوى ‏الشيوعية في العالم هي حقيقة لا يمكن ‏إنكارها. ولكن أبعد من ذلك، هناك خمول ‏في الممارسة، ونحن أنفسنا نعترف بوجود ‏كل من هذين المرضين داخل حزبنا‎.‎
‏ إن إعطاء أولوية للخمول النظري ‏ومعرفة أن هذا هو العامل الرئيسي الذي ‏يسبب السلبية في الممارسة يمكن أن يكون ‏صحيحًا في حالات لا تعد ولا تحصى، ‏ولكن من الخطأ أيضًا الوقوع في هذا ‏الحكم المطلق أيضًا، ففي كثير من ‏الحالات ينمو الخمول في الممارسة العملية ‏قبل الخمول.‏
‏ في حالات مثل الحزب الشيوعي ‏الإيراني‎ ‎‏(الم الل الم)، نحن نواجه عملا ‏نظريّا متفاخرا. هذه المفاخرة النظرية هي ‏واحدة من المشاكل الرئيسية لهذا الحزب، ‏مثل كونه منظمة صغيرة جدًا، ولديها ‏نسيج فكري مكثف، ومقطوعة عن قاعدتها ‏الطبقية الاجتماعية ولديها علاقات بعيدة ‏مع نار الحركة في إيران التي تخفي شلل ‏نضالها المزمن وتغذي نفوس قادتها الذي ‏لا أساس له مما يزيد من عيوبها.‏‎ ‎لذلك ‏يجب أن يقال أنه في حالة الحشإ (ملم)، ‏يمثّل الخمول العملي المشكلة الرئيسية ‏وليس الخمول النظري. وما المفاخرة في ‏هذا الحزب إلاّ شكلا من أشكال الخمول ‏النظري كأداة للتستر على هذا الخمول‎.‎
ما الذي يجب عمله ؟
‏ نحن نمتلك الإطار النظري العام ‏للماركسية اللينينية الماوية والنضال من ‏أجل ترسيخها على المستوى العالمي على ‏عكس فكر ماوتسي تونغ، الذي بدأه ‏الحزب الشيوعي في بيرو في عام 1980 ‏وخلال العقد الأول من الأممية الثورية. ‏حركة (من ندوة بداية 1984 لتاسيس ‏الحركة الأممية الثورية إلى التجمع الكبير ‏للحركة في أواخر 1993) استمرت إلى ‏الأمام. كانت المصادقة على وثيقة القرار ‏التي تسمى "تحيا الماركسية اللينينية ‏الماوية" تقدمًا نظريًا واضحًا للحركة ‏الأممية الثورية بأكملها والحركات الماوية ‏في جميع أنحاء العالم. ويتجاهل‎ ‎الح الش ‏الث (و م أ) ووثيقة اللجنة المركزية للحشإ ‏‏(ملم) كليّا هذا التقدم.‏
خلال هذه الأوقات وقبل وبعد ذلك أيضًا، ‏حدثت أيضًا تطورات نظرية وعملية من ‏أنواع أخرى في كل من الأطر العملية ‏والنظرية للماركسية اللينينية الماوية من ‏قبل القوى الرئيسية داخل الحركة التي تم ‏تكييفها أيضًا من قبل القوى المرتبطة ‏بالحركة على مقياس أو آخر وبواسطة ‏الحركة في مجملها بشكل عام‎.‎
إن بيان‎ ‎الح الش الث (و م أ) ووثيقة ‏اللجنة المركزية للحشإ (ملم) يعلنان من ‏جانب إنجازاتهما النظرية على أنها ‏إنجازات مطلقة، ومن ناحية أخرى ‏يحسبان الإنجازات العملية والنظرية ‏للقوى الأخرى المرتبطة بالحركة الأممية ‏الثورية في مستوى الصفر. من ناحية ‏أخرى، ظهرت انحرافات نظرية وعملية ‏كان لها آثار خطيرة على الحركة‎ ‎الأممية ‏الثورية‎ ‎ككل، بل وأبعد من ذلك كله على ‏الحركة الشيوعية العالمية والحركة الماوية ‏العالمية.‏
نحن نعتقد أن تلخيص هذه الخسائر ‏والإنجازات يجب أن يعتبر عنصرًا ‏رئيسيًا في الممارسة وكذلك في التقدّم ‏النظري وتقدم حركتنا. أكثر من أي شيء ‏آخر، من المتوقع أن تقوم حركتنا بهذا ‏التلخيص، وإذا لم تقم الحركة بمثل هذا ‏التلخيص، فلن تتمكن من إنتاج أي تجميع ‏صحيح‎. ‎هذا الملخص هو العنصر النظري ‏الرئيسي في عملية إعادة البناء التدريجي ‏للحركة الأممية الثورية بأكملها‎.‎
لا يقدّر بيان‎ ‎الح الش الث (و م أ) ووثيقة ‏اللجنة المركزية للحشإ (ملم)‏‎ ‎الدور ‏الحيوي لهذا التلخيص وسيمرّان عليه ‏بشكل عرضي وبجهل‎.‎
بناءً على هذا التلخيص، يمكننا - ويجب ‏علينا - مراجعة الثورة الصينية وماو تسي ‏تونغ، وهذه المرة ليس من منظور إنشاء ‏الماوية العالمية مع الاهتمام فقط بجوانبها ‏الإيجابية - وهو المستوى الذي مررنا به ‏بالفعل - ولكن من منظور نقدي للنظر في ‏أخطائها وأوجه قصورها وربما أخطاء ‏الثورة الصينية وماو تسي تونغ نفسه، ‏وهذا عمل لم يتم القيام به من قبل على ‏مستوى عالميّ. يمكن ويجب أن تحتوي ‏هذه المراجعة الجديدة على مراجعة ‏لمرحلة لينين وستالين بناءً على الطّريقة ‏التي تمّت دراستها بها في زمن ماوتسي ‏تونغ من قبله. يجب أن يشمل هذا أيضًا ‏العودة إلى مراجعة وقت ماركس وإنجلز ‏مرة أخرى بالطريقة التي فعلها لينين وماو ‏تسي تونغ.‏
يمكننا ويجب علينا العمل على هذه ‏الملخّصات الضرورية في ظل الظروف ‏القائمة في البلدان وعلى المستوى العالمي، ‏مع الانتباه إلى المهام الرئيسية للنضال ‏والاعتماد على الإطار النظري الحالي ‏دون الادعاء بأنه كامل. يجب الجمع بين ‏هذه الملخصات والمساعي العملية من قبل ‏كل فرد مسؤول في الحركة وكذلك الحركة ‏ككل‎.‎
يتم تحديد مسؤوليات ومهام نضالاتنا ‏الرئيسية في كل مجتمع ودولة وأيضًا على ‏المستوى العالمي بأكمله من خلال ‏الظروف الوطنية والعالمية الموضوعية، ‏ولا تستند إلى ظروفنا الخاصة. إنّ الغياب ‏عن هذا المجال من النضال تحت أي اسم ‏أو مبرر لا يمكن أن يكون له أي مضمون ‏ومعنى آخر غير التصرف بشكل مراوغ ‏فيما يتعلق بحضورنا الإلزامي في ميدان ‏الحرب‎.‎
إن العلم والإيديولوجيا البروليتارية التي ‏أسسها ماركس وطورها لينين وماو يمكن ‏‏- ويجب - أن تستمرّ حتّى تحقيق تطوّرات ‏جديدة. لكن هذا الطريق إلى التطوّر هو ‏وسيلة للانتقال من النظرية إلى الممارسة ‏ومن الممارسة إلى النظرية (باستمرار) ‏ولا يمكن - ولا يجب - أن تمر بأسلوب ‏الملاّ صدر، وهذا يعني الجلوس، لسنوات ‏عديدة، داخل الكهف وبفضل هذا الإجراء ‏تصل فجأة إلى الأهداف النظرية النهائية ‏المزعومة‎.‎
لا يمكننا - ولا يجب - ترتيب جدول زمني ‏لتطور الماركسية اللينينية الماوية إلى ‏مستوى أعلى قائم على النبوءة، أو اعتبار ‏ذلك شرطًا لا مفر منه لأي شكل من ‏أشكال التقدم داخل الحركة الشيوعية ‏العالمية. ولكن يمكننا - ويجب علينا - أن ‏نكافح ونعمل من أجل هذا التطور ‏بالاعتماد على الخلاصات المذكورة ‏أعلاه، وهضم التقدم العالمي والعلمي في ‏العالم بالتوافق مع التغيرات والتطورات ‏الموضوعية في العالم والبلدان المختلفة، لا ‏نضيع وقتنا في الاتّكاء على الإطار ‏والعقلية النظرية الواهمة لـ ما بعد ‏الماركسة اللينينية الماوية.‏

‏2011‏
-----------------------------------------------------
‎ ‎
الرّفيق أكرم يــاري
‏ ولد اكرم ياري سنة 1940 في جاغوري في ولاية غزني في أفغانستان. تلقى تعليمه ‏المبكر في مسقط رأسه ثمّ انتقل إلى كابول حيث واصل تعليمه العالي. اشتغل مدرسًا ‏بالتعليم الثانوي.‏
‏ في 6 أكتوبر 1965، أسّس مع مجموعة من المناضلين منظمة الشباب التقدّمي وأصدر ‏مجلّة "شعلة جاويد" متسلّحا بالماركسيّة اللّينينيّة فكر ماوتسي تونغ، وقام بنشاط فعّال في ‏صفوف الشّباب والطّلبة وجماهير الشّعب الكادحة ممّا جعله المطلوب الاوّل من قبل جميع ‏الرّجعيّات في أفغانستان. ألّف عددا من النّصوص حول النّظرية والممارسة، لكنّ هذه ‏النّصوص اختفت باستشهاده لأنّه طمرها تحت الأرض.‏
‏ في عام 1978، جاء حزب‎ ‎الشعب الديمقراطي‎ ‎الموالي للتحريفية السوفياتية إلى السلطة ‏بواسطة انقلاب عسكري. شرعت الحكومة‎ ‎التحريفية في تنفيذ‎ ‎حملة قمع ضد كوادر‎ ‎ومناضلي منظمة الشباب التقدّمي، وتم خلالها اعتقال أكرم ياري في منزله في جاغوري، ‏ثمّ نقله إلى كابول وقتله في ما بعد على يد حكومة حزب الشعب الديمقراطي التحريفية، ‏وتبقى الظروف الدقيقة المحيطة بوفاته غير معروفة‎.‎
----------------------------------------------
للاطّلاع على الكرّاس في ملفّ PDF اُنقر على هذا الرّابط:https://drive.google.com/file/d/1_MUPQImAyso8BemQRbuq_WILSHDbOm4x/view?usp=sharing








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير